تشكرات
11-07-2024, 03:50 AM
https://aljadah.media/wp-content/uploads/2024/11/IMG-20241106-WA0041-1290x580.jpg
(https://aljadah.media/author/jadeheditor)
https://secure.gravatar.com/avatar/5ca6175a21a96430cac7691b85d9d47a?s=40&d=mm&r=g
الكاتب:
أسرة التحرير
(https://aljadah.media/author/jadeheditor)
يروي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي كيف علم بخبر اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وتأثير هذا الخبر عليه، وما تلا ذلك من تحرّكات دبلوماسية، ويغوص في بعض تفاصيل لقاءاته وذكرياته مع شخصية يصفها بالأسطورية.
يقول عراقتشي: “عندما كنتُ في نيويورك، قرأتُ عن القصف الشديد على الضاحية، ولأوّل مرة شعرتُ بالانهيار الداخلي، وقلت لنفسي ربما تم استهداف السيّد.
وبعد تأكيد نبأ استشهاد السيد حسن نصر الله، اضطررتُ لإنهاء رحلتي، حيث علمت بالحاجة لأن أكون في طهران”.
ووصل عراقتشي إلى طهران يوم الأحد، ويوم الثلاثاء بدأت عملية “الوعد الصادق 2 ، وارتفعت الروح المعنوية، بحسب عراقتشي، الذي أضاف:
“كان من المقرّر أن نسافر إلى قطر يوم الأربعاء.
في اجتماع مجلس الوزراء، قلت للرئيس إنّ سفره إلى الدوحة بعد عمليّة الوعد الصادق 2 قد يشكل خطرًا لسببين:
الأوّل هو احتمال أن يستهدف الكيان الصهيوني طائرته، رغم أنّ هذا الاحتمال ضئيل، والثاني هو أنه قد لا يتمكّن من العودة بسبب إغلاق الرحلات الجوية جرّاء العدوان الإسرائيلي.
على الرغم من بعض التحذيرات، كان رأيي هو أن نذهب، فبعضهم كان يفضل إلغاء الرحلة بسبب هذه المخاطر، إلا أنّ السيد بزشكيان لم يفكّر طويلًا وقال بثقة:
نتوكَل على الله ونذهب.
عكَسَ هذا الأمر ثقة الحكومة والنظام”.
وتابع عراقتشي: “في رحلتنا إلى قطر، قرّرتُ في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها حزب الله ومع إصابة سفيرنا هناك، أن أتوجّه إلى بيروت.
تواصلتُ مع طهران من الدوحة، وطلبتُ أن يتم التنسيق للسفر إلى بيروت يوم الجمعة.
في طريق العودة من قطر، سألتُ بزشكيان عن سفري لبيروت، وأجابني إنّ ذلك سيكون أمرًا جيّدًا. كان الرئيس يتمتّع بروح معنوية عالية وأظهر ثقة بالنفس”.
يُكمل وزير الخارجية الإيراني:
“وصلتُ إلى بيروت، وفي الليلة التي سبقت وصولنا، وقع انفجار كبير، وعند الهبوط رأينا من نوافذ الطائرة الدخان يتصاعد من مناطق مختلفة في بيروت.
عندما دخلنا، أبلغونا إنّ الانفجار الكبير قد يكون له علاقة باستهداف السيد هاشم صفي الدين، وفي منتصف النهار تم تأكيد استشهاده.
أجرينا لقاءات في ظروف أمنية مشدّدة مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وهكذا أدركنا أهمية هذه الرحلة.
كانت الروح المعنوية لدى المسؤولين اللبنانيين والأصدقاء في حزب الله في وضع صعب، وهذه الرحلة ساهمت برفع معنوياتهم”.
وأشار عراقتشي إلى أنه كانت هناك أجهزة رصد وطائرات مسيّرة إيرانية صغيرة فوق الوفد الإيراني لتسجّل تحرّكاته، مما سمح بتقديم تقرير ميداني عند عودته إلى طهران يتضمّن معلومات ثمينة.
وأردف عراقتشي: “في الأيام الأولى من الاشتباكات في لبنان، كانت الاتصالات مع حزب الله ومع سفارتنا مقطوعة، وقد ساعدتْ هذه الرحلة بتحقيق فهم ميداني أفضل. كانت رحلتنا إلى بيروت ذات صدى دولي واسع، حيث أُدهش الكثيرون من زيارتنا”.
لقاءٌ لم يتم
يتحدث عراقتشي عن تفاصيل آخر لقاء كان مقرّرًا مع نصر الله، مشيرًا إلى أنه بعد حصوله على الثقة من البرلمان الإيراني لتولّي منصب وزير الخارجية، كانت لديه فترة قصيرة قبل رحلته إلى نيويورك، فأراد أن يزور بيروت لرؤية أمين عام حزب الله، وأن تكون تلك هي أوّل رحلة له في المنطقة كوزير للخارجية.
وقال “عراقتشي”:
“أرسلتُ رسالة للسيد حسن نصرالله وقلت إنني أرغب في الذهاب إلى بيروت.
إلى جانب طُرُقٍ مختلفة للتواصل، كان هناك أيضًا رسول خاص بين وزارة الخارجية والسيد حسن نصرالله ينقل الرسائل.
قلت للأصدقاء الذين زاروه، أخبروه إنني أودّ القدوم إلى بيروت”.
ووفق الوزير الإيراني، كان رد نصر الله:
“لا تتعجّل”، مرجعًا هذا الرد لدواعٍ أمنية.
وعن انفجار أجهزة البيجر في لبنان وإصابة السفير الإيراني في بيروت، روى عراقتشي:
“كنتُ في اجتماع، وفي وسطه أعطاني الزملاء ملاحظة تفيد بوقوع حادث إرهابي في بيروت وإصابة سفيرنا.
شعرتُ بالدهشة، وبعد انتهاء الاجتماع، تبيّن لي ما حصل بشأن البيجر، لقد كانت ليلة صعبة علينا”.
وتابع:
“تواصلتُ مع زوجة السفير، وأخبرتني إنه في المستشفى وحالته العامة جيّدة، لكن عينيه ويديه مغطاة، ولا نعرف بدقّة ما الذي حدث”.
بعدها، تحدث عراقتشي مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب وأبدى استعداد إيران لإرسال المساعدة، فأجاب بو حبيب إنه سينقل الأمر لوزير الصحة.
ونوّه عراقتشي إلى أنه في نفس الليلة، جهّزت طهران طائرة لنقل سفيرها وبعض الجرحى، وقد أرسل نصرالله رسالة يقول فيها إنه إذا كان هناك جرّاح للعيون، فمن الأفضل أن يتم علاج السفير في لبنان.
على إثر ذلك، وفق رواية عراقتشي، قام الدكتور ظفرقندي بإعداد قائمة بـ15 جرّاحًا بين الساعة 11 مساءً والواحدة صباحًا، وتم تجهيزهم للسفر في نفس الليلة على متن طائرة عادت بأكثر من 100 جريح إلى طهران.
بعد ذلك، قام الدكتور هاشمي بإجراء جراحة لعين السفير، وأكد من المستشفى أنّ حالة السفير جيّدة، وسيستطيع النظر مجدّدًا بعد عمليّات عدة، لافتًا إلى أنه تم تجهيز طائرة أخرى لنقل عدد إضافي من الجرحى، ثم تلا ذلك تفجير أجهزة لا سلكي إضافية.
ذكريات من حرب تموز/ يوليو 2006
وعن حرب عام 2006 بين لبنان وإسرائيل، قال عراقتشي:
“عندما انتهت الحرب، قام الشهيد نصر الله بزيارة غير معلنة إلى طهران، حيث التقيت به كعضو في مجلس مساعدي وزارة الخارجية”.
وأكمل عراقتشي:
“الشهيد نصرالله قال إنّ حزب الله كان يمرّ بظروف صعبة جدًا، وإنّ معنويّات عناصره كانت محطّمة في الأيام الأولى حتى وصلت رسالة من القيادة الإيرانية، جاء فيها – نقلًا عن القائد الأعلى علي خامنئي – إنّ النصر الإلهي يأتي عندما تصل الأنفس إلى أقصى حدود الصبر.
وقال نصرالله إنّ وصول الرسالة أشعل حماس الجميع وزاد من عزيمتهم وحدث ما حدث”.
وأضاف عراقتشي:
“اللقاء الثاني الذي جمعني بالسيد نصر الله كان خلال المفاوضات النووية.
استمرّ هذا اللقاء من الساعة العاشرة مساءً حتى الرابعة صباحًا، وتطرّقنا إلى التفاصيل المعقّدة للمفاوضات النووية وبعض القضايا الإقليمية”.
وعن هذا اللقاء، يروى عراقتشي: “اللقاء تمّ في الطابق الرابع من مبنى سكني.
تم تبديل السيارات مرّات عدة، وعندما ركبنا المصعد، وضع أفراد من حزب الله لوح كرتون أمام باب المصعد.
وعند العودة، فعلوا الشيء نفسه.
سألتهم عن السبب، فقالوا إنه مبنى سكني ولا يعرف أحد بوجود السيّد هنا، ونريد التأكد من أنّ أحدًا لن يكتشف الأمر إذا أوقف المصعد في أحد الطوابق”.
وأشار عراقتشي إلى أنّ نصرالله كان يعيش حياة طبيعية وسط الناس في شقة، وبناءً على اقتراح منه، زار الوزير الإيراني الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وكان ذلك ذا فائدة كبيرة له، على حد تعبيره.
أما اللقاء الثالث بين الرجلين، فحصل خلال شهر آذار/ مارس من عام 2023، وذلك برفقة رئيس مجلس العلاقات الخارجية الاستراتيجية الإيراني كمال خرازي، حيث كان عراقتشي عضوًا في هذا المجلس.
واختتم عراقتشي ذكرياته بالتالي:
“الشهيد نصرالله كان شخصية أسطورية، وبعض الشخصيّات الأسطورية تتجلّى بركاتها بعد استشهادها.
على سبيل المثال، كانت بركة الشهيد سليماني بعد استشهاده أكبر، فقد كان قائدًا عظيمًا قبل الاستشهاد، لكنّ دماءه بعد الشهادة حملت تأثيرًا أكبر بكثير”
https://aljadah.media/archives/79931
(https://aljadah.media/author/jadeheditor)
https://secure.gravatar.com/avatar/5ca6175a21a96430cac7691b85d9d47a?s=40&d=mm&r=g
الكاتب:
أسرة التحرير
(https://aljadah.media/author/jadeheditor)
يروي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي كيف علم بخبر اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وتأثير هذا الخبر عليه، وما تلا ذلك من تحرّكات دبلوماسية، ويغوص في بعض تفاصيل لقاءاته وذكرياته مع شخصية يصفها بالأسطورية.
يقول عراقتشي: “عندما كنتُ في نيويورك، قرأتُ عن القصف الشديد على الضاحية، ولأوّل مرة شعرتُ بالانهيار الداخلي، وقلت لنفسي ربما تم استهداف السيّد.
وبعد تأكيد نبأ استشهاد السيد حسن نصر الله، اضطررتُ لإنهاء رحلتي، حيث علمت بالحاجة لأن أكون في طهران”.
ووصل عراقتشي إلى طهران يوم الأحد، ويوم الثلاثاء بدأت عملية “الوعد الصادق 2 ، وارتفعت الروح المعنوية، بحسب عراقتشي، الذي أضاف:
“كان من المقرّر أن نسافر إلى قطر يوم الأربعاء.
في اجتماع مجلس الوزراء، قلت للرئيس إنّ سفره إلى الدوحة بعد عمليّة الوعد الصادق 2 قد يشكل خطرًا لسببين:
الأوّل هو احتمال أن يستهدف الكيان الصهيوني طائرته، رغم أنّ هذا الاحتمال ضئيل، والثاني هو أنه قد لا يتمكّن من العودة بسبب إغلاق الرحلات الجوية جرّاء العدوان الإسرائيلي.
على الرغم من بعض التحذيرات، كان رأيي هو أن نذهب، فبعضهم كان يفضل إلغاء الرحلة بسبب هذه المخاطر، إلا أنّ السيد بزشكيان لم يفكّر طويلًا وقال بثقة:
نتوكَل على الله ونذهب.
عكَسَ هذا الأمر ثقة الحكومة والنظام”.
وتابع عراقتشي: “في رحلتنا إلى قطر، قرّرتُ في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها حزب الله ومع إصابة سفيرنا هناك، أن أتوجّه إلى بيروت.
تواصلتُ مع طهران من الدوحة، وطلبتُ أن يتم التنسيق للسفر إلى بيروت يوم الجمعة.
في طريق العودة من قطر، سألتُ بزشكيان عن سفري لبيروت، وأجابني إنّ ذلك سيكون أمرًا جيّدًا. كان الرئيس يتمتّع بروح معنوية عالية وأظهر ثقة بالنفس”.
يُكمل وزير الخارجية الإيراني:
“وصلتُ إلى بيروت، وفي الليلة التي سبقت وصولنا، وقع انفجار كبير، وعند الهبوط رأينا من نوافذ الطائرة الدخان يتصاعد من مناطق مختلفة في بيروت.
عندما دخلنا، أبلغونا إنّ الانفجار الكبير قد يكون له علاقة باستهداف السيد هاشم صفي الدين، وفي منتصف النهار تم تأكيد استشهاده.
أجرينا لقاءات في ظروف أمنية مشدّدة مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وهكذا أدركنا أهمية هذه الرحلة.
كانت الروح المعنوية لدى المسؤولين اللبنانيين والأصدقاء في حزب الله في وضع صعب، وهذه الرحلة ساهمت برفع معنوياتهم”.
وأشار عراقتشي إلى أنه كانت هناك أجهزة رصد وطائرات مسيّرة إيرانية صغيرة فوق الوفد الإيراني لتسجّل تحرّكاته، مما سمح بتقديم تقرير ميداني عند عودته إلى طهران يتضمّن معلومات ثمينة.
وأردف عراقتشي: “في الأيام الأولى من الاشتباكات في لبنان، كانت الاتصالات مع حزب الله ومع سفارتنا مقطوعة، وقد ساعدتْ هذه الرحلة بتحقيق فهم ميداني أفضل. كانت رحلتنا إلى بيروت ذات صدى دولي واسع، حيث أُدهش الكثيرون من زيارتنا”.
لقاءٌ لم يتم
يتحدث عراقتشي عن تفاصيل آخر لقاء كان مقرّرًا مع نصر الله، مشيرًا إلى أنه بعد حصوله على الثقة من البرلمان الإيراني لتولّي منصب وزير الخارجية، كانت لديه فترة قصيرة قبل رحلته إلى نيويورك، فأراد أن يزور بيروت لرؤية أمين عام حزب الله، وأن تكون تلك هي أوّل رحلة له في المنطقة كوزير للخارجية.
وقال “عراقتشي”:
“أرسلتُ رسالة للسيد حسن نصرالله وقلت إنني أرغب في الذهاب إلى بيروت.
إلى جانب طُرُقٍ مختلفة للتواصل، كان هناك أيضًا رسول خاص بين وزارة الخارجية والسيد حسن نصرالله ينقل الرسائل.
قلت للأصدقاء الذين زاروه، أخبروه إنني أودّ القدوم إلى بيروت”.
ووفق الوزير الإيراني، كان رد نصر الله:
“لا تتعجّل”، مرجعًا هذا الرد لدواعٍ أمنية.
وعن انفجار أجهزة البيجر في لبنان وإصابة السفير الإيراني في بيروت، روى عراقتشي:
“كنتُ في اجتماع، وفي وسطه أعطاني الزملاء ملاحظة تفيد بوقوع حادث إرهابي في بيروت وإصابة سفيرنا.
شعرتُ بالدهشة، وبعد انتهاء الاجتماع، تبيّن لي ما حصل بشأن البيجر، لقد كانت ليلة صعبة علينا”.
وتابع:
“تواصلتُ مع زوجة السفير، وأخبرتني إنه في المستشفى وحالته العامة جيّدة، لكن عينيه ويديه مغطاة، ولا نعرف بدقّة ما الذي حدث”.
بعدها، تحدث عراقتشي مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب وأبدى استعداد إيران لإرسال المساعدة، فأجاب بو حبيب إنه سينقل الأمر لوزير الصحة.
ونوّه عراقتشي إلى أنه في نفس الليلة، جهّزت طهران طائرة لنقل سفيرها وبعض الجرحى، وقد أرسل نصرالله رسالة يقول فيها إنه إذا كان هناك جرّاح للعيون، فمن الأفضل أن يتم علاج السفير في لبنان.
على إثر ذلك، وفق رواية عراقتشي، قام الدكتور ظفرقندي بإعداد قائمة بـ15 جرّاحًا بين الساعة 11 مساءً والواحدة صباحًا، وتم تجهيزهم للسفر في نفس الليلة على متن طائرة عادت بأكثر من 100 جريح إلى طهران.
بعد ذلك، قام الدكتور هاشمي بإجراء جراحة لعين السفير، وأكد من المستشفى أنّ حالة السفير جيّدة، وسيستطيع النظر مجدّدًا بعد عمليّات عدة، لافتًا إلى أنه تم تجهيز طائرة أخرى لنقل عدد إضافي من الجرحى، ثم تلا ذلك تفجير أجهزة لا سلكي إضافية.
ذكريات من حرب تموز/ يوليو 2006
وعن حرب عام 2006 بين لبنان وإسرائيل، قال عراقتشي:
“عندما انتهت الحرب، قام الشهيد نصر الله بزيارة غير معلنة إلى طهران، حيث التقيت به كعضو في مجلس مساعدي وزارة الخارجية”.
وأكمل عراقتشي:
“الشهيد نصرالله قال إنّ حزب الله كان يمرّ بظروف صعبة جدًا، وإنّ معنويّات عناصره كانت محطّمة في الأيام الأولى حتى وصلت رسالة من القيادة الإيرانية، جاء فيها – نقلًا عن القائد الأعلى علي خامنئي – إنّ النصر الإلهي يأتي عندما تصل الأنفس إلى أقصى حدود الصبر.
وقال نصرالله إنّ وصول الرسالة أشعل حماس الجميع وزاد من عزيمتهم وحدث ما حدث”.
وأضاف عراقتشي:
“اللقاء الثاني الذي جمعني بالسيد نصر الله كان خلال المفاوضات النووية.
استمرّ هذا اللقاء من الساعة العاشرة مساءً حتى الرابعة صباحًا، وتطرّقنا إلى التفاصيل المعقّدة للمفاوضات النووية وبعض القضايا الإقليمية”.
وعن هذا اللقاء، يروى عراقتشي: “اللقاء تمّ في الطابق الرابع من مبنى سكني.
تم تبديل السيارات مرّات عدة، وعندما ركبنا المصعد، وضع أفراد من حزب الله لوح كرتون أمام باب المصعد.
وعند العودة، فعلوا الشيء نفسه.
سألتهم عن السبب، فقالوا إنه مبنى سكني ولا يعرف أحد بوجود السيّد هنا، ونريد التأكد من أنّ أحدًا لن يكتشف الأمر إذا أوقف المصعد في أحد الطوابق”.
وأشار عراقتشي إلى أنّ نصرالله كان يعيش حياة طبيعية وسط الناس في شقة، وبناءً على اقتراح منه، زار الوزير الإيراني الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وكان ذلك ذا فائدة كبيرة له، على حد تعبيره.
أما اللقاء الثالث بين الرجلين، فحصل خلال شهر آذار/ مارس من عام 2023، وذلك برفقة رئيس مجلس العلاقات الخارجية الاستراتيجية الإيراني كمال خرازي، حيث كان عراقتشي عضوًا في هذا المجلس.
واختتم عراقتشي ذكرياته بالتالي:
“الشهيد نصرالله كان شخصية أسطورية، وبعض الشخصيّات الأسطورية تتجلّى بركاتها بعد استشهادها.
على سبيل المثال، كانت بركة الشهيد سليماني بعد استشهاده أكبر، فقد كان قائدًا عظيمًا قبل الاستشهاد، لكنّ دماءه بعد الشهادة حملت تأثيرًا أكبر بكثير”
https://aljadah.media/archives/79931