yasmeen
10-24-2005, 01:06 AM
قبل سنتين تحدثت مع احد الاقطاب السياسية البرلمانية عن نتائج فصل رئاسة الوزراء عن ولاية العهد, وعن الفرق بين ادارة الشيخ سعد وادارة الشيخ صباح, فقال وهو ممن عملوا مع الشيخ سعد ويعمل الآن مع الشيخ صباح, ان الفرق بين الاثنين هو انك اذا اردت اقناع الشيخ سعد فاحرص ان تكون آخر من يحدثه, اما اذا اردت اقناع الشيخ صباح فاحرص ان تكون اول من يحدثه!
مضى على تولي الشيخ صباح رئاسة الوزراء اكثر من ثلاث سنوات, كان هو خلالها ولوحده صاحب القرار في الكويت, وطوال السنوات الثلاث تلك لم يواجه الشيخ صباح معوقات تمنعه من تحقيق نتائج ايجابية, فالصحافة جنحت لمجاملته والبرلمان كان تحت السيطرة والناس لاهية في مشاكلها. ومع هذا اخفق الشيخ صباح وحكومته في التوصل لحل لما تعاني منه البلاد من مشكلات.
ويكفينا في هذا الصدد الاستشهاد بتقييم رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي لأوضاع البلاد في عهد الشيخ صباح, فهو يقول في كلمته التي القاها في افتتاح دور الانعقاد لمجلس الأمة الاسبوع الماضي ان الثقة بالنظام الاقتصادي ستنعدم مالم تؤصل الشفافية في الرقابة والمحاسبة, وان الخدمات تراجع مستواها, وان التركيبة السكانية تعاني من الخلل, وان الادارة العامة ترهلت, وان الاداء السياسي هو ردود افعال متناثرة, وان جهود الاصلاح هي اما تسويات او قرارات معطلة, وان برنامج الحكومة يسير بخطى مثقلة, وان هناك سوء تخصيص للفوائض المالية, وان هناك عمالة هامشية في البلاد, وان خطط التنمية تبقى في الادراج المهملة يطويها النسيان, وان تحديات الحاضر تواجه باساليب الماضي.... نعم هذا هو بعض ما قاله "علنا" جاسم الخرافي صديق وحليف وشريك الشيخ صباح عن ادارة الشيخ صباح!!
وبالطبع فالكل يعلم مدى حميمية العلاقة بين الشيخ صباح وجاسم الخرافي كما نعلم عن مقدار الجهود التي يبذلها الخرافي لمساعدة الشيخ صباح, ولذلك فهو في توصيفه لأوضاع البلد انما يبقى مجاملا الى حد ما, وكي تكتمل الصورة لابد ان نضيف الى تشخيص الخرافي لوضع البلاد في ظل ادارة الشيخ صباح حقيقة مفادها ان ما تحقق من "انجازات" عدد بعضها الخطاب الأميري مثل صدور قانون الحقوق السياسية للمرأة انما تم بأسلوب "امر دبر بليل" كما قال اكثر من نائب في جلسة التصويت على القانون, واذا اضفنا الى ذلك ايضا اقرار الشيخ صباح نفسه بتفشي الفساد في البلاد, واذا اضفنا ايضا الصراع بين اقطاب الأسرة الحاكمة حول ترتيبات الحكم والناجم عن تفرد الشيخ صباح بالقرار, واذا اضفنا ايضا الشبهات الدستورية في استمرار احد الوزراء في منصبه مثل وزير الطاقة, واذا اضفنا ايضا الشبهات الجنائية التي تحوم حول وزيرين على الاقل وفقا لتقرير صادر عن ديوان المحاسبة بالنسبة لأحدهما وتقرير لجنة التحقيق في هاليبرتن بالنسبة للثاني.. اذا اضفنا كل ما سبق الى تشخيص الخرافي لحالة البلاد فإننا نستطيع ان نقول "طلع الداس والشيخ لي الحين ميود اوراقه".
ما هي اسباب تردي الأداء واخفاق الحكومة في حل اي مشكلة؟ بل ما سبب تراكم الاخطاء وتزايد المشاكل؟
هناك من يعتقد ان تردي الأداء سببه عدم حسم امور الخلافة بين اقطاب الأسرة الحاكمة وان ذهن الشيخ صباح ومن يتبعه منصرف بشكل كامل لهذه المسألة, واعتقد ان لهذا الرأي نصيبا من الصحة, لكنني اذكر انه في الفترة التي كان الشيخ سعد يمارس فيها دوره الكامل كرئيس للوزراء كان يقال ان سبب تردي الاداء هو الخلاف بينه وبين الشيخ صباح وسياسة الاستقطاب الناتجة عن ذلك الخلاف, وبعد مرض الشيخ سعد واسناد الامور الى الشيخ صباح قبل توليه رئاسة الوزراء رسميا كان يقال ان سبب تردي الاداء هو ان الشيخ صباح يدير البلاد بسلطات منقوصة وان التفويض لا يمنحه السلطات الكافية, والآن يقال ان سبب تردي الأداء هو عدم حسم امور الخلافة!! وحين تحسم امور الخلافة وعلى ما يشتهي الشيخ صباح سوف يقال ان سبب تضاعف تردي الأداء هو زلزال باكستان واعصار كاترينا وانفلونزا الطيور!!
انني على قناعة بأن استقرار الأسرة الحاكمة امر حيوي وجوهري لحسن ادارة البلاد, غير ان الايحاء بأن استقرار امور الخلافة لصالح الشيخ صباح هو العصى السحرية التي ستحل جميع المشاكل هو قول فيه تجني على الحقيقة.
لقد ورد في كلمة جاسم الخرافي عبارة اعتقد انها مكمن الداء والبلاء.. فقد قال الخرافي " ان تحديات الحاضر تواجه بأساليب الماضي". وهذه المواجهة التي تتم "بأساليب الماضي" هي مكمن الخلل. واذا كان الخرافي لم يفصح عن مقاصده من "اساليب الماضي" فهو حتما لا يقصد خطط الحكومة ولا برامجها, فتلك الخطط والبرامج جيدة من الناحية النظرية, ولا اظن ان الخرافي يقصد بأساليب الماضي عدم توفر اجهزة كمبيوتر في مجلس الوزراء, كما لا اظنه يقصد ان وزراؤنا "شياب" غير قادرين على التطور والتكيف, واعتقد ان اغلب الوزراء شباب وهم لا يعرفون اساسا "اساليب الماضي" حتى يعتمدونها منهجا في ادارة البلاد. وحده الشيخ صباح وبحكم السن يعرف "اساليب الماضي" وهو وحده وبحكم السلطة قادر على فرضها على مجلس الوزراء بل وعلى البلاد بأسرها.
ان الانفراد بالقرار واعتماده على رأي الشيخ وحده ورؤيته ونظرته دون الاستناد على الدراسات والتقارير والابحاث ودون مناقشة جدية هو من "اساليب الماضي" التي لم تعد مناسبة لإدارة الدول اليوم. ان اختيار الوزراء بحسب الولاء الشخصي وبغض النظر عن الامانة والكفاءة هو من "اساليب الماضي" التي لا تصلح لتشكيل الحكومات, ان تعميم الفساد هو من "اساليب الماضي" ايضا, كما ان عدم القدرة على قراءة التقارير او حتى ملخصاتها هو من "اساليب الماضي", وتشجيع النفاق وتوزيع العطايا هو من" اساليب الماضي", كما ان اهدار القانون هو من "اساليب الماضي" التي تعاني منها البلاد, كما ان ادارة شؤون الدولة يوما بيوم هو من "اساليب الماضي" ايضا, كما ان الاعتماد على القيل والقال هو من "اساليب الماضي" كما ان استخدام الحاشية والبطانة الفاسدة هو من "اساليب الماضي" التي تدمر البلاد يوميا... ان البلاد تعاني فعلا من سيطرة "اساليب الماضي" التي اشار اليها رئيس مجلس الأمة... لكن السؤال الذي نوجهه اليه: أليست "اساليب الماضي" هي التي ساهمت في حصولك على رئاسة مجلس الأمة يا بوعبدالمحسن!!!
اليست "اساليب الماضي" هي التي تسيطر على اسلوب ادارتك لمجلس الأمة, اليست "اساليب الماضي" هي التي تتحكم في مواقفك, اليست "اساليب الماضي" هي التي تستخدم لتدمير البرلمان, اليست "اساليب الماضي" هي التي تتحكم في الانتخابات العامة وانتخابات لجان المجلس!! ان اساليب الماضي تتحكم في كل شيء اليوم وهي فعلا سبب بلوى الكويت, فماذا فعل رئيس مجلس الأمة لتخليص الكويت من تلك "البلوى" ؟
ان من بين اخطر "اساليب الماضي" التي تتبع في ادارة شؤون البلاد هو اسلوب شراء الولاءات السياسية عن طريق المال, وهاهي جريدة الوطن تؤكد استخدام الحكومة للأموال العامة لشراء الولاءات في افتتاحيتها يوم الاربعاء الماضي, حيث تتلخص تلك الافتتاحية في انها تحث الحكومة على تعزيز تحالفها مع ما يسمى "كتلة المستقلين" في مجلس الأمة, وهم النواب الذين تعتمد الحكومة عليهم دائما لتمرير ما تريد, وتقول الوطن ان تكلفة التحالف مع تلك الفئة "اقل" من تكلفة التحالف مع الليبراليين, وهي هنا تقصد التكلفة المالية, فبعد ان عددت "التكلفة البسيطة" للتحالف مع المستقلين وهي "تعيين شخص في موقع حكومي او ارسال عائلة كويتية للعلاج", تقول " اما الليبراليون فانهم يدفعون الحكومة الى تنازلات ضخمة كي يقفوا معها كالمدينة الاعلامية وملياراتنا الثالثة(هكذا وردت في الافتتاحية) ومكافأة نهاية خدمة بمئات الألوف من الدنانير ومقاعد في مجالس ادارة اكبر الشركات والمؤسسات الحكومية". وتضيف الوطن "... لكننا نرى الحكومة مندفعة وراء كسب رضا الليبراليين على حساب المستقلين واندفاعها هذا كلفها وسيكلفها الكثير ماديا وسياسيا".
وبغض النظر عن مدى صواب ما تدعو اليه الوطن فالمهم هو ان الصحيفة تؤكد ان الحكومة تدفع اموالا طائلة لشراء الولاء السياسي, وهذا الأمر وان كان من قبيل تقرير الواقع الا انه اتهام خطير للحكومة يفوق في خطورته ما تردد عن قيام الحكومة بدفع مبالغ مالية لبعض النواب لتمرير قانون الحقوق السياسية للمرأة. انني اعتقد ان الوطن لم تكن تقصد "احراج الحكومة" بل ربما على العكس هي تسعى لكسب ود الحكومة غير انها اساءت اليها من حيث لا تدري. ولو ان افتتاحية الوطن توقفت عند العموميات لأمكن تجاهلها, لكن حين تذكر الصحيفة موضوعا محددا وهو موضوع المدينة الاعلامية و مليارات ومكافأة نهاية خدمة بمئات الألوف من الدنانير وعضوية مجالس اكبر الشركات الحكومية, فإنها هنا تشير الى وقائع محددة يصعب تجاهلها. ليس هذا فحسب بل ان الجانب الآخر من دلالات افتتاحية الوطن هو اننا اصبحنا نناقش اي تحالف "ارخص" ماديا وليس سياسيا فقط على الحكومة وكأن مسألة شراء الولاءات السياسية بأموال عامة مسألة "عادية وما فيها شي" ونقدم النصائح للحكومة في البحث عن "انسب الاسعار" لشراء الولاء السياسي!!
ان "اساليب الماضي" لم تفرض نفسها في ادارة شؤون الدولة بل هناك من يفرضها يوميا, وليت الأمر يتوقف عند تلك الاساليب فما يحدث هو بلا ادنى مبالغة تدمير منظم للمجتمع...
22/10/2005
مضى على تولي الشيخ صباح رئاسة الوزراء اكثر من ثلاث سنوات, كان هو خلالها ولوحده صاحب القرار في الكويت, وطوال السنوات الثلاث تلك لم يواجه الشيخ صباح معوقات تمنعه من تحقيق نتائج ايجابية, فالصحافة جنحت لمجاملته والبرلمان كان تحت السيطرة والناس لاهية في مشاكلها. ومع هذا اخفق الشيخ صباح وحكومته في التوصل لحل لما تعاني منه البلاد من مشكلات.
ويكفينا في هذا الصدد الاستشهاد بتقييم رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي لأوضاع البلاد في عهد الشيخ صباح, فهو يقول في كلمته التي القاها في افتتاح دور الانعقاد لمجلس الأمة الاسبوع الماضي ان الثقة بالنظام الاقتصادي ستنعدم مالم تؤصل الشفافية في الرقابة والمحاسبة, وان الخدمات تراجع مستواها, وان التركيبة السكانية تعاني من الخلل, وان الادارة العامة ترهلت, وان الاداء السياسي هو ردود افعال متناثرة, وان جهود الاصلاح هي اما تسويات او قرارات معطلة, وان برنامج الحكومة يسير بخطى مثقلة, وان هناك سوء تخصيص للفوائض المالية, وان هناك عمالة هامشية في البلاد, وان خطط التنمية تبقى في الادراج المهملة يطويها النسيان, وان تحديات الحاضر تواجه باساليب الماضي.... نعم هذا هو بعض ما قاله "علنا" جاسم الخرافي صديق وحليف وشريك الشيخ صباح عن ادارة الشيخ صباح!!
وبالطبع فالكل يعلم مدى حميمية العلاقة بين الشيخ صباح وجاسم الخرافي كما نعلم عن مقدار الجهود التي يبذلها الخرافي لمساعدة الشيخ صباح, ولذلك فهو في توصيفه لأوضاع البلد انما يبقى مجاملا الى حد ما, وكي تكتمل الصورة لابد ان نضيف الى تشخيص الخرافي لوضع البلاد في ظل ادارة الشيخ صباح حقيقة مفادها ان ما تحقق من "انجازات" عدد بعضها الخطاب الأميري مثل صدور قانون الحقوق السياسية للمرأة انما تم بأسلوب "امر دبر بليل" كما قال اكثر من نائب في جلسة التصويت على القانون, واذا اضفنا الى ذلك ايضا اقرار الشيخ صباح نفسه بتفشي الفساد في البلاد, واذا اضفنا ايضا الصراع بين اقطاب الأسرة الحاكمة حول ترتيبات الحكم والناجم عن تفرد الشيخ صباح بالقرار, واذا اضفنا ايضا الشبهات الدستورية في استمرار احد الوزراء في منصبه مثل وزير الطاقة, واذا اضفنا ايضا الشبهات الجنائية التي تحوم حول وزيرين على الاقل وفقا لتقرير صادر عن ديوان المحاسبة بالنسبة لأحدهما وتقرير لجنة التحقيق في هاليبرتن بالنسبة للثاني.. اذا اضفنا كل ما سبق الى تشخيص الخرافي لحالة البلاد فإننا نستطيع ان نقول "طلع الداس والشيخ لي الحين ميود اوراقه".
ما هي اسباب تردي الأداء واخفاق الحكومة في حل اي مشكلة؟ بل ما سبب تراكم الاخطاء وتزايد المشاكل؟
هناك من يعتقد ان تردي الأداء سببه عدم حسم امور الخلافة بين اقطاب الأسرة الحاكمة وان ذهن الشيخ صباح ومن يتبعه منصرف بشكل كامل لهذه المسألة, واعتقد ان لهذا الرأي نصيبا من الصحة, لكنني اذكر انه في الفترة التي كان الشيخ سعد يمارس فيها دوره الكامل كرئيس للوزراء كان يقال ان سبب تردي الاداء هو الخلاف بينه وبين الشيخ صباح وسياسة الاستقطاب الناتجة عن ذلك الخلاف, وبعد مرض الشيخ سعد واسناد الامور الى الشيخ صباح قبل توليه رئاسة الوزراء رسميا كان يقال ان سبب تردي الاداء هو ان الشيخ صباح يدير البلاد بسلطات منقوصة وان التفويض لا يمنحه السلطات الكافية, والآن يقال ان سبب تردي الأداء هو عدم حسم امور الخلافة!! وحين تحسم امور الخلافة وعلى ما يشتهي الشيخ صباح سوف يقال ان سبب تضاعف تردي الأداء هو زلزال باكستان واعصار كاترينا وانفلونزا الطيور!!
انني على قناعة بأن استقرار الأسرة الحاكمة امر حيوي وجوهري لحسن ادارة البلاد, غير ان الايحاء بأن استقرار امور الخلافة لصالح الشيخ صباح هو العصى السحرية التي ستحل جميع المشاكل هو قول فيه تجني على الحقيقة.
لقد ورد في كلمة جاسم الخرافي عبارة اعتقد انها مكمن الداء والبلاء.. فقد قال الخرافي " ان تحديات الحاضر تواجه بأساليب الماضي". وهذه المواجهة التي تتم "بأساليب الماضي" هي مكمن الخلل. واذا كان الخرافي لم يفصح عن مقاصده من "اساليب الماضي" فهو حتما لا يقصد خطط الحكومة ولا برامجها, فتلك الخطط والبرامج جيدة من الناحية النظرية, ولا اظن ان الخرافي يقصد بأساليب الماضي عدم توفر اجهزة كمبيوتر في مجلس الوزراء, كما لا اظنه يقصد ان وزراؤنا "شياب" غير قادرين على التطور والتكيف, واعتقد ان اغلب الوزراء شباب وهم لا يعرفون اساسا "اساليب الماضي" حتى يعتمدونها منهجا في ادارة البلاد. وحده الشيخ صباح وبحكم السن يعرف "اساليب الماضي" وهو وحده وبحكم السلطة قادر على فرضها على مجلس الوزراء بل وعلى البلاد بأسرها.
ان الانفراد بالقرار واعتماده على رأي الشيخ وحده ورؤيته ونظرته دون الاستناد على الدراسات والتقارير والابحاث ودون مناقشة جدية هو من "اساليب الماضي" التي لم تعد مناسبة لإدارة الدول اليوم. ان اختيار الوزراء بحسب الولاء الشخصي وبغض النظر عن الامانة والكفاءة هو من "اساليب الماضي" التي لا تصلح لتشكيل الحكومات, ان تعميم الفساد هو من "اساليب الماضي" ايضا, كما ان عدم القدرة على قراءة التقارير او حتى ملخصاتها هو من "اساليب الماضي", وتشجيع النفاق وتوزيع العطايا هو من" اساليب الماضي", كما ان اهدار القانون هو من "اساليب الماضي" التي تعاني منها البلاد, كما ان ادارة شؤون الدولة يوما بيوم هو من "اساليب الماضي" ايضا, كما ان الاعتماد على القيل والقال هو من "اساليب الماضي" كما ان استخدام الحاشية والبطانة الفاسدة هو من "اساليب الماضي" التي تدمر البلاد يوميا... ان البلاد تعاني فعلا من سيطرة "اساليب الماضي" التي اشار اليها رئيس مجلس الأمة... لكن السؤال الذي نوجهه اليه: أليست "اساليب الماضي" هي التي ساهمت في حصولك على رئاسة مجلس الأمة يا بوعبدالمحسن!!!
اليست "اساليب الماضي" هي التي تسيطر على اسلوب ادارتك لمجلس الأمة, اليست "اساليب الماضي" هي التي تتحكم في مواقفك, اليست "اساليب الماضي" هي التي تستخدم لتدمير البرلمان, اليست "اساليب الماضي" هي التي تتحكم في الانتخابات العامة وانتخابات لجان المجلس!! ان اساليب الماضي تتحكم في كل شيء اليوم وهي فعلا سبب بلوى الكويت, فماذا فعل رئيس مجلس الأمة لتخليص الكويت من تلك "البلوى" ؟
ان من بين اخطر "اساليب الماضي" التي تتبع في ادارة شؤون البلاد هو اسلوب شراء الولاءات السياسية عن طريق المال, وهاهي جريدة الوطن تؤكد استخدام الحكومة للأموال العامة لشراء الولاءات في افتتاحيتها يوم الاربعاء الماضي, حيث تتلخص تلك الافتتاحية في انها تحث الحكومة على تعزيز تحالفها مع ما يسمى "كتلة المستقلين" في مجلس الأمة, وهم النواب الذين تعتمد الحكومة عليهم دائما لتمرير ما تريد, وتقول الوطن ان تكلفة التحالف مع تلك الفئة "اقل" من تكلفة التحالف مع الليبراليين, وهي هنا تقصد التكلفة المالية, فبعد ان عددت "التكلفة البسيطة" للتحالف مع المستقلين وهي "تعيين شخص في موقع حكومي او ارسال عائلة كويتية للعلاج", تقول " اما الليبراليون فانهم يدفعون الحكومة الى تنازلات ضخمة كي يقفوا معها كالمدينة الاعلامية وملياراتنا الثالثة(هكذا وردت في الافتتاحية) ومكافأة نهاية خدمة بمئات الألوف من الدنانير ومقاعد في مجالس ادارة اكبر الشركات والمؤسسات الحكومية". وتضيف الوطن "... لكننا نرى الحكومة مندفعة وراء كسب رضا الليبراليين على حساب المستقلين واندفاعها هذا كلفها وسيكلفها الكثير ماديا وسياسيا".
وبغض النظر عن مدى صواب ما تدعو اليه الوطن فالمهم هو ان الصحيفة تؤكد ان الحكومة تدفع اموالا طائلة لشراء الولاء السياسي, وهذا الأمر وان كان من قبيل تقرير الواقع الا انه اتهام خطير للحكومة يفوق في خطورته ما تردد عن قيام الحكومة بدفع مبالغ مالية لبعض النواب لتمرير قانون الحقوق السياسية للمرأة. انني اعتقد ان الوطن لم تكن تقصد "احراج الحكومة" بل ربما على العكس هي تسعى لكسب ود الحكومة غير انها اساءت اليها من حيث لا تدري. ولو ان افتتاحية الوطن توقفت عند العموميات لأمكن تجاهلها, لكن حين تذكر الصحيفة موضوعا محددا وهو موضوع المدينة الاعلامية و مليارات ومكافأة نهاية خدمة بمئات الألوف من الدنانير وعضوية مجالس اكبر الشركات الحكومية, فإنها هنا تشير الى وقائع محددة يصعب تجاهلها. ليس هذا فحسب بل ان الجانب الآخر من دلالات افتتاحية الوطن هو اننا اصبحنا نناقش اي تحالف "ارخص" ماديا وليس سياسيا فقط على الحكومة وكأن مسألة شراء الولاءات السياسية بأموال عامة مسألة "عادية وما فيها شي" ونقدم النصائح للحكومة في البحث عن "انسب الاسعار" لشراء الولاء السياسي!!
ان "اساليب الماضي" لم تفرض نفسها في ادارة شؤون الدولة بل هناك من يفرضها يوميا, وليت الأمر يتوقف عند تلك الاساليب فما يحدث هو بلا ادنى مبالغة تدمير منظم للمجتمع...
22/10/2005