المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاصمة اسلامية في البرازيل تقطنها 700 عائلة غنية



yasmeen
10-24-2005, 12:37 AM
يخطب الساسة البرازيليون ودهم في أيام الانتخابات


تقطن 700 عائلة مسلمة غنية معظمهم من اللبنانيين حي ساوبرناندو دي كامبو في العاصمة البرزايلية، والذي تعتبره الصحف هناك عاصمة اسلامية نتيجة لسيطرة الحياة العربية عليه، خاصة أن تلك العائلات الميسورة تملك أكبر المحلات التجارية فيه.

ويتزاحم على هذا الحي السياسيون البرازيليون في زمن الانتخابات ليخطبوا ودهم ويفوزوا بأصواتهم، حيث تمثل الجالية المسلمة في البرازيل عموما أصواتا مهمة جدا للمرشحين

وقد حولت التجمعات العربية والاسلامية في البرازيل شهر رمضان إلى مهرجان سنوي كبير للأعمال الخيرية وللالتقاء في المساجد والمراكز الاسلامية.

وتقدم مطاعم المساجد الافطار مجانا للفقراء والمساكين من أبناء الجالية المسلمة أو المسلمين الجدد. وتعتبر الصحافة البرازيلية حي ساوبرناندو دي كامبو عاصمة اسلامية في البرازيل لأنه يضم مسجد أبي بكر الصديق وخمس هيئات اسلامية أخرى.

ويضفي شهر رمضان بظلاله على كافة مناحي الحياة داخل أوساط التجمعات العربية والإسلامية، لكن خلافا ينشأ سنويا بالنسبة وحول رؤية هلاله، ووفق أي بلد يصوم مسلمو البرازيل. وقد أجمعت المؤسسات الإسلامية على الصوم وفق مكة المكرمة، لكن البعض يختار الصوم على رؤية الهلال في بلاد أخرى. وأكثر ما يميز أيام هذا الشهر الكريم، الازدحام في مختلف الأماكن من المساجد والمصليات والمراكز الإسلامية والمؤسسات الخيرية إلى الأسواق وخاصة المحلات التجارية العربية..

قبل الإفطار بنصف ساعة تقريباً يكثر الازدحام أمام محلات الحلويات اللبنانية والسورية القريبة من المسجد أو التابعة له، وبما أن معظم الجاليات الإسلامية بالبرازيل لبنانية الأصل فإن طابع الإفطار يغلب عليه المائدة اللبنانية، ويشارك غالباً جميع أفراد الأسرة في تجهيز المائدة بطابع اجتماعي مفعم بالفرح والوئام، ثم يتوجه الرجال والأطفال وبعض النساء إلى صلاة المغرب في المسجد، وهناك من يتناول الافطار جماعة في المسجد، أو المطعم التابع له.

وفي الغالب يؤخر تناول الوجبة الرئيسة إلى ما بعد صلاة التراويح، وتمتلئ المساجد والمصليات بالمصلين، وخاصة المساجد الكبرى والتي يوجد في ضاحيتها جاليات عربية مهمة مثل مسجد أبي بكر الصديق بضاحية ساوبرناندرد دي كاميو، ومسجد ساوباولو، ومسجد براس، ومسجد سانتو أمارو، ومسجد برازيليا، ومسجد عمر بن الخطاب في مدينة فوز دي كواسو، ومصلى بمدينة ريو دي جانيرو، ومسجد كوارولوس، ومصلى فيلاهيكا، ومسجد مرنكا بولاية بارانا، ومسجد سان ميكيل، ومسجد مدينة لوندرينا.

هذه المساجد يتوجه اليها عامة الناس رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، شباباً وشيوخاً، أغنياء وفقراء، ومن جنسيات مختلفة متعددة، لبنانية وسورية وفلسطينية ومغربية وجزائرية وموريتانية ومصرية وعراقية وبرازيلية، لأداء صلاة التراويح خلف المشايخ والدعاة أو تلاميذ المعاهد القرآنية يستمعون إلى آيات بينات من القرآن الكريم.


عاصمة اسلامية في البرازيل

حي ساوبرناندو دي كامبو الذي يوجد به مسجد أبي بكر الصديق كتبت عنه إحدى كبريات الصحف البرازيلية، واعتبرته عاصمة إسلامية في البرازيل وذلك لما يشهده من أنشطة ومخيمات وملتقيات ومؤتمرات إسلامية، بالإضافة إلى وجود أكثر من خمس هيئات إسلامية تتخذ من الضاحية مقراً لها وهي: مكتب الإغاثة الإسلامية العالمية، ومركز الدعوة الإسلامية وجمعية مسجد أبي بكر الصديق، ومكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ودار مكة لترجمة ونشر الكتب الإسلامية باللغة العربية والبرتغالية.

ويوجد في هذه الضاحية أكثر من ( 700) عائلة مسلمة ومن طبقات ميسورة، اكثرهم من البقاع اللبنانية، ويمتلك الكثير منهم محلات تجارية كبرى في وسط المدينة وخاصة محلات الأثاث.

وهذا الأمر أكسب هذه الجالية القوة والاحترام من قبل سكان المدينة، ومن قبل بلديتها التي تخطب ودهم بكل وسيلة خاصة في مواسم الانتخابات وعند كل مناسبة دينية كرمضان تضع كل إمكاناتها رهن إشارتهم؛ إذ يحمل معظم أفراد الجالية الجنسية البرازيلية ويحق لهم التصويت في الانتخابات.

الداعية إنعام العرة تقول لـ"العربية.نت": "في هذه الضاحية التي نسكن فيها لا تشعر أنك في بلاد النصارى، حيث الأجواء عربية إسلامية مائة في المائة، ولا ينقصنا إلا رفع الأذان عبر مكبرات الصوت وترنيمات المسحراتي ونداءاته منبهاً الناس للاستيقاظ لإعداد طعام السحور".

إن رمضان في البرازيل عند الأسر المسلمة الملتزمة هو شهر القرآن بحق؛ حيث يعكف جل الرجال والنساء والأولاد على قراءة القرآن وحفظه طيلة أيام الشهر، كما تجرى مسابقات في حفظ القرآن يقدم من خلالها جوائز تشجيعية للمشاركين.

ويقول مشرف معهد أبي بكر الصديق لتحفيظ القرآن الكريم: " ومعهدنا له أبلغ الأثر في حماية الناشئة من الذوبان، فنحن نغتنم هذا الشهر الكريم في تحمل بعض طلبتنا مسؤولية الإمامة وخاصة صلاة القيام، الأمر الذي يشجعهم على المزيد من حفظ كتاب الله، كما أن الاعتكاف في المساجد عبادة لدى الكثير من الناس، ويتواصى أهل المعتكف بإيصال طعام الإفطار والسحور للمسجد.

جيل ثالث لا يعرف اللغة العربية

أجواء رمضان العامة في البرازيل تبدو جلية في الأسر المسلمة، حيث تختفي مظاهر السفور ويطغى الحجاب على باقي أشكال الألبسة، فمن عادة المرأة البرازيلية المسلمة ارتداء الحجاب في شهر رمضان حتى لو كانت غير متحجبة في العادة، وهناك من تتأثر بهذه الأجواء الربانية والروحانية في ليالي رمضان وتقرر ارتداء الحجاب عن طواعية واقتناع.

كما تختفي ضوضاء الموسيقى البرازيلية من بعض البيوت المسلمة، ويسود سماع القرآن الكريم والأشرطة الدينية المترجمة إلى اللغة البرتغالية، لأن الجيلين الثاني والثالث يكادان لا يعرفان لغة وطنهما وقرآنهما، وهذه إشكالية عويصة في بلاد الغربة، كما يتم الإقبال على مشاهدة القنوات التلفزيونية الإسلامية والعربية التي يلتقطونها عبر الأقمار الصناعية أو عن طريق الاشتراك.

واهم ما يميز السلوك الاجتماعي العام للأسر المسلمة البرازيلية في هذا الشهر الكريم برامج الإفطار الجماعية والأسرية، فبرامج الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء أو الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساجد ويتعذر عليهم الإفطار في بيوتهم مع أسرهم، وإما من محسنين أغنياء.

مناسبة سياسية تبدأ بولائم الافطار الجماعي

ولبعض الجمعيات الخيرية الإسلامية الخليجية باع طويل في برامج الإفطار في رمضان، وهذا ما أكده لنا كثير من الدعاة ورؤساء الجمعيات الخيرية. كما أن رمضان في البرازيل مناسبة سياسية كذلك تبدأ بولائم الإفطار التي تقدمها المساجد والمراكز الإسلامية للشخصيات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والدينية، بهدف التعريف بالجانب الاجتماعي في الإسلام، كدين يحث على التضامن والتآزر والتعاون على فعل الخيرات بغض النظر عن الجنس واللون .

وقد حققت الكثير من الجمعيات والمراكز بهذه الدبلوماسية الحكيمة نجاحاً في إقامة علاقات متينة مع السلطات البرازيلية العليا المحلية والوطنية، ويمكن أن نسمي هذه الولائم بولائم الإفطار العامة، أما ولائم الإفطار الخاصة فيقدمها التجار والأسر الغنية وبعض الأسر المتوسطة للصائمين عموماً، ويتم استدعاؤهم، إما عن طريق إمام المسجد بعد صلاة الجمعة أو القيام، أو عن طريق الهاتف أو الدعوة المباشرة.

وهذه الولائم تبدأ بعد مرور خمسة أيام على الأقل من رمضان، حيث يجد فيها الأقارب والأصدقاء وأبناء الحي فرصة للتلاقي والمرح.. وتذكُّر أيام الطفولة في البلد الأم، كما يجدون مناسبة لمناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية وتتبع أخبار العالم الإسلامي والعربي وخاصة أخبار فلسطين والعراق..
وبعد صلاة التراويح مباشرة يتابعون مشوارهم في الحوار والنقاش.. ويسمي اللبنانيون هذه الولائم ب (العزيمة).

برامج اسلامية في التليفزيون البرازيلي

والجدير بالملاحظة أن جميع المحطات الإعلامية البرازيلية المقروءة والمسموعة والمشاهدة تحرص على إذاعة خبر حلول شهر رمضان الكريم مهنئين المسلمين بعيدهم وفرحتهم، كما تكتظ جنبات المساجد بكاميرات الصحفيين وخاصة الجمعتين الأولى والأخيرة من رمضان، حيث تنقل بعض المحطات صلاة الجمعة والتراويح وصلاة العيد مباشرة على شاشة التلفزيون، كما يكثر التلفزيون البرازيلي برامجه عن الإسلام والمسلمين وعاداتهم وتقاليدهم من أكل وشرب ولباس وزواج وأعياد وأفراح..

وفي رمضان تتجلى ثمار الدعوة الإسلامية بين البرازيليين وأبناء الجالية. فقد عمرت المساجد طوال هذا الشهر الكريم وخاصة أثناء صلاة القيام، بأعداد لم تكن معهودة في السنوات السابقة حتى من النساء، ولوحظ الإقبال الشديد على الدروس الدينية والحلقات العلمية التوجيهية التي نشطت من قبل الدعاة والشيوخ المقيمين، أو من الدعاة الموفدين من بعض الدول العربية والإسلامية.

إن الحاضر يبشر بالخير الكثير، وإن كان هناك تقصير في بعض المناطق ، وفشل في مناطق أخرى، مما أدى إلى إغلاق الكثير من المدارس الإسلامية والمساجد ومنها: مسجد ريو دي جانير، ومسجد مدينة لاجس، ومسجد كامبيناس، ومسجد جندائي، ومسجد بورتوأليكرى، ومسجد كرسيوما، ومسجد صغير بولاية برنا.