yasmeen
10-22-2005, 02:49 PM
GMT 8:00:00 2005 السبت 22 أكتوبر
سيف الصانع من دبي
تتحدث مصادر خليجية مطلعة عن مساع حثيثة تبذل على أكثر من صعيد في الكويت لحسم عملية ترتيب بيت الحكم، التي تطبخ حاليا على نار هادئة جدا، بعد عودة ولي العهد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من رحلة العلاج في لندن، وتشير الأحاديث التي تتردد على الساحة الكويتية ولها صداها في الخارج أيضا أن الشيخ سعد ليس في وارد الاستقالة أو التنحي كما كانت الأخبار ترد من الكويت، وقالت مصادر كويتية أمام (إيلاف) أنه في الوقت الذي كان رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد وراء "احتشام الصحف الكويتية عن الاستمرار في تناول الاستحقاقات المنتظرة سواء عبر التقارير الإخبارية او التعليقات"، فإنه يبدو أن الأمير الشيخ جابر الأحمد يمارس دور التوازن بين الجميع ويقف في وسطهم "لكنه لا يخفي تعاطفه مع ابن العم وولي العهد الشيخ سعد لأنه لا ينسى موقفه الشخصي معه حين أخذه للحدود السعودية في موكبه الخاص فجر الغزو العراقي في 2 أغسطس 1990 ".
وتشير تلك المصادر على ذات الصعيد، على حقيقة مهمة وهي أن "هناك مجموعة في داخل أسرة الحكم الصباحية مستفيدة من الوقت الضائع"، وقالت "ليس هذا وحسب، بل أن ما يسمى بالإصلاحيين في داخل الأسرة أو جيل الشباب لم يحسموا أمرهم أيهما أفضل: المصالح العليا للوطن، أم الروابط الأسرية الضيقة؟".
على أن هناك رأيا آخر من داخل أسرة الحكم يقول أنه "لو تنحى الشيخ سعد، فإن هذه ستكون سابقة يمكن أن تحدث لما بعد سعد (76 عاما)، بما في ذلك الشيخ صباح (74 عاما) حيث قيل أن الأمر حسم لصالحه بولاية العهد.
وتتحدث هذه المصادر على صعيد متصل عن أن الاتصالات الجارية في هذا الشأن خلف الكواليس، تسير في أجواء تشجع على التفاؤل، لا سيما بعد ورود عدد من الإشارات الإيجابية التي تؤكد أن أي اختلاف في وجهات النظر "هو في التفاصيل وليس في المبدأ نفسه، وان الكل متفق على ضرورة احتواء أي خلاف، واستيعاب كل الافكار، وحلحلة كل العقد، بعيدا عن أي تأثيرات أو مصالح جانبية".
وكان الشيخ سعد فاجئ الجميع عندما بدا في صحة جيدة لدى ظهوره في مطار الكويت البارحة آتيا من لندن، حيث كان يتعالج ومن ثم أمضى فترة نقاهة، كما أنه حرص على تناول الحديث والسلام على الجميع، نافياً بذلك ما كان أشيع عن تدهور في صحته يحتم تنحيه عن مسؤولياته.
وقد حرصت وكالة الانباء الكويتية الرسمية على التأكيد بأن الفحوصات الطبية المعتادة التي أجراها الشيخ سعد تكللت بالنجاح التام. و شارك الجميع في الاستقبال الذي وصف بأنه كان حارا وطيبا. وفسرت مصادر سياسية هذا الامر بأنه رسالة واضحة من الشيخ سعد على الذين كانوا يطالبون بتنحيته لأسباب صحية.
وتأتي عودة ولي العهد وسط أجواء تشير إلى أن الأزمة حسمت مبدئيا لجهة جمع الشيخ صباح الأحمد لولاية العهد ومنصب رئيس مجلس الوزراء، من بعد أن كانا فصلا في تموز (يوليو) العام 2003. من بعد ضغوط أسرة الحكم من جانب ليبراليين، وهؤلاء هزموا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ذلك التاريخ لصالح نواب قيل أنهم من المؤيدين للحكومة وإسلاميين.
ويتردد الان ان الشيخ سعد ينوي اعادة افتتاح ديوانيته يوم الاحد لاستقبال المهنئين بعودته وبحلول شهر رمضان المبارك. وستكون هذه المناسبة فرصة جديدة ليطل من خلالها الشيخ سعد على الكويتيين بعد غياب قسري فرضته الظروف الصحية. كما انها قد تكون فرصة لاجتماع غير رسمي للأسرة، يمهد للاجتماع الموسع الذي يتردد انه الان قيد التداول للاتفاق على موعده وجدول اعماله.
والملاحظ ان الصحف الكويتية توقفت منذ فترة عن نشر أي اخبار عن هذا الموضوع ، مكتفية بما يصدر من نشاطات رسمية فقط. وكانت قد صدرت اليوم بدون الاشارة الى وصول الشيخ سعد، باعتبار انها تتحول الى صحف مسائية في رمضان، باسثناء جريدة "السياسة" التي تحافظ على مواعيد صدورها العادية على مدار العام.
ويبدو ان الصحف الكويتية التي تتمتع بقدر كبير من الحرية، استجابت لرغبات البعض بإبقاء موضوع الاسرة خارج اطار التداول الاعلامي، منعا لاستغلاله على غير حقيقته، وحرصا على نجاح المساعي القائمة في هذا الاتجاه. ولوحظ ان احدى الصحف البارزة تعمدت عدم نشر تصريحات جديدة حول موضوع الخلاف كي لا يساهم ذلك في تأجيج الخلاف.
يذكر ان الاتصالات الجارية بشأن هذا الموضوع تسير في اكثر من اتجاه. وهناك مبادرة لعدد من ابناء الاسرة من الصفين الثاني والثالث، الذين يلتقون بشكل متواصل لتبادل الاراء في كل المستجدات، والسعي الى تقريب وجهات النظر بعيدا عن الاضواء. وكان تردد ان الشيخ فهد سالم العلي الصباح، نجل عميد اسرة الصباح ورئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي الصباح، يلعب دورا توفيقيا في هذا المجال.
وظهرت الأزمة داخل بيت الحكم الى العلن قبل أسبوعين، وحسمها أمير الكويت الشيخ جابر الاحد الجابر الصباح على الفور، باعلانه عن "ثقته الكاملة" بشخص رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح، الذي كانت حكومته محل انتقاد من قبل الشيخ سالم العلي.
وتتطلع الدول الخليجية باهتمام وترقب الى ما يحصل في الكويت حاليا، باعتبار انه قد يحمل انعكاسات مباشرة على اوضاعها الداخلية، لا سيما بما يتعلق بترتيب بيت الحكم، والآلية التي يمكن اعتمادها مستقبلا. وذكر مصدر خليجي ان الكويت هي النموذج لأي تغيير محتمل نظرا لخصوصيتها وريادتها في العمل السياسي ولا شك بأننا سنتأثر بكل ما يحدث فيها.
وظلت مسألة الفصل بين ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء محور نقاشات الكثير من الأوساط السياسية في الكويت. وقد جرى العرف منذ العمل بالدستور عام 1962 على أن يكون ولي العهد هو رئيس مجلس الوزراء، رغم أن الدستور لا ينصّ على ذلك.
ويشار إلى أن موضوع الفصل بين ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء للنقاش بقوة خلال الحملات الانتخابية الماضي قبل عامين، إذ تبنى معظم القوى السياسية من ليبراليين وإسلاميين المطالبة بالفصل، بل صار ذلك موضوعاً تتنافس عليه الصحف اليومية بحسب مواقفها وعلاقتها مع أقطاب الأسرة الحاكمة. ويمنح الدستور الامير صلاحيات واسعة في تعيين او اقالة ولي العهد غير ان القانون ينص على وجوب ان يوافق البرلمان المنتخب بالاجماع على اي تغيير في منصبي الامير وولي العهد.
ختاما، يذكر أن الشيخ سعد عين وليا للعهد العام 1978. وكان يشغل ايضا منصب رئيس الوزراء بين شباط(فبراير) 1978 (يوليو) 2003 عندما حل مكانه في هذا المنصب الشيخ صباح الاحمد الصباح بسبب تدهور صحته، وطوال الأشهر الماضية لم تكن تصدر اي معلومات عن الوضع الصحي للشيخ سعد الذي ادخل المستشفى مرارا في الكويت وبريطانيا والولايات المتحدة منذ اجريت له عملية في القولون سنة 1997 .
سيف الصانع من دبي
تتحدث مصادر خليجية مطلعة عن مساع حثيثة تبذل على أكثر من صعيد في الكويت لحسم عملية ترتيب بيت الحكم، التي تطبخ حاليا على نار هادئة جدا، بعد عودة ولي العهد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من رحلة العلاج في لندن، وتشير الأحاديث التي تتردد على الساحة الكويتية ولها صداها في الخارج أيضا أن الشيخ سعد ليس في وارد الاستقالة أو التنحي كما كانت الأخبار ترد من الكويت، وقالت مصادر كويتية أمام (إيلاف) أنه في الوقت الذي كان رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد وراء "احتشام الصحف الكويتية عن الاستمرار في تناول الاستحقاقات المنتظرة سواء عبر التقارير الإخبارية او التعليقات"، فإنه يبدو أن الأمير الشيخ جابر الأحمد يمارس دور التوازن بين الجميع ويقف في وسطهم "لكنه لا يخفي تعاطفه مع ابن العم وولي العهد الشيخ سعد لأنه لا ينسى موقفه الشخصي معه حين أخذه للحدود السعودية في موكبه الخاص فجر الغزو العراقي في 2 أغسطس 1990 ".
وتشير تلك المصادر على ذات الصعيد، على حقيقة مهمة وهي أن "هناك مجموعة في داخل أسرة الحكم الصباحية مستفيدة من الوقت الضائع"، وقالت "ليس هذا وحسب، بل أن ما يسمى بالإصلاحيين في داخل الأسرة أو جيل الشباب لم يحسموا أمرهم أيهما أفضل: المصالح العليا للوطن، أم الروابط الأسرية الضيقة؟".
على أن هناك رأيا آخر من داخل أسرة الحكم يقول أنه "لو تنحى الشيخ سعد، فإن هذه ستكون سابقة يمكن أن تحدث لما بعد سعد (76 عاما)، بما في ذلك الشيخ صباح (74 عاما) حيث قيل أن الأمر حسم لصالحه بولاية العهد.
وتتحدث هذه المصادر على صعيد متصل عن أن الاتصالات الجارية في هذا الشأن خلف الكواليس، تسير في أجواء تشجع على التفاؤل، لا سيما بعد ورود عدد من الإشارات الإيجابية التي تؤكد أن أي اختلاف في وجهات النظر "هو في التفاصيل وليس في المبدأ نفسه، وان الكل متفق على ضرورة احتواء أي خلاف، واستيعاب كل الافكار، وحلحلة كل العقد، بعيدا عن أي تأثيرات أو مصالح جانبية".
وكان الشيخ سعد فاجئ الجميع عندما بدا في صحة جيدة لدى ظهوره في مطار الكويت البارحة آتيا من لندن، حيث كان يتعالج ومن ثم أمضى فترة نقاهة، كما أنه حرص على تناول الحديث والسلام على الجميع، نافياً بذلك ما كان أشيع عن تدهور في صحته يحتم تنحيه عن مسؤولياته.
وقد حرصت وكالة الانباء الكويتية الرسمية على التأكيد بأن الفحوصات الطبية المعتادة التي أجراها الشيخ سعد تكللت بالنجاح التام. و شارك الجميع في الاستقبال الذي وصف بأنه كان حارا وطيبا. وفسرت مصادر سياسية هذا الامر بأنه رسالة واضحة من الشيخ سعد على الذين كانوا يطالبون بتنحيته لأسباب صحية.
وتأتي عودة ولي العهد وسط أجواء تشير إلى أن الأزمة حسمت مبدئيا لجهة جمع الشيخ صباح الأحمد لولاية العهد ومنصب رئيس مجلس الوزراء، من بعد أن كانا فصلا في تموز (يوليو) العام 2003. من بعد ضغوط أسرة الحكم من جانب ليبراليين، وهؤلاء هزموا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ذلك التاريخ لصالح نواب قيل أنهم من المؤيدين للحكومة وإسلاميين.
ويتردد الان ان الشيخ سعد ينوي اعادة افتتاح ديوانيته يوم الاحد لاستقبال المهنئين بعودته وبحلول شهر رمضان المبارك. وستكون هذه المناسبة فرصة جديدة ليطل من خلالها الشيخ سعد على الكويتيين بعد غياب قسري فرضته الظروف الصحية. كما انها قد تكون فرصة لاجتماع غير رسمي للأسرة، يمهد للاجتماع الموسع الذي يتردد انه الان قيد التداول للاتفاق على موعده وجدول اعماله.
والملاحظ ان الصحف الكويتية توقفت منذ فترة عن نشر أي اخبار عن هذا الموضوع ، مكتفية بما يصدر من نشاطات رسمية فقط. وكانت قد صدرت اليوم بدون الاشارة الى وصول الشيخ سعد، باعتبار انها تتحول الى صحف مسائية في رمضان، باسثناء جريدة "السياسة" التي تحافظ على مواعيد صدورها العادية على مدار العام.
ويبدو ان الصحف الكويتية التي تتمتع بقدر كبير من الحرية، استجابت لرغبات البعض بإبقاء موضوع الاسرة خارج اطار التداول الاعلامي، منعا لاستغلاله على غير حقيقته، وحرصا على نجاح المساعي القائمة في هذا الاتجاه. ولوحظ ان احدى الصحف البارزة تعمدت عدم نشر تصريحات جديدة حول موضوع الخلاف كي لا يساهم ذلك في تأجيج الخلاف.
يذكر ان الاتصالات الجارية بشأن هذا الموضوع تسير في اكثر من اتجاه. وهناك مبادرة لعدد من ابناء الاسرة من الصفين الثاني والثالث، الذين يلتقون بشكل متواصل لتبادل الاراء في كل المستجدات، والسعي الى تقريب وجهات النظر بعيدا عن الاضواء. وكان تردد ان الشيخ فهد سالم العلي الصباح، نجل عميد اسرة الصباح ورئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي الصباح، يلعب دورا توفيقيا في هذا المجال.
وظهرت الأزمة داخل بيت الحكم الى العلن قبل أسبوعين، وحسمها أمير الكويت الشيخ جابر الاحد الجابر الصباح على الفور، باعلانه عن "ثقته الكاملة" بشخص رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح، الذي كانت حكومته محل انتقاد من قبل الشيخ سالم العلي.
وتتطلع الدول الخليجية باهتمام وترقب الى ما يحصل في الكويت حاليا، باعتبار انه قد يحمل انعكاسات مباشرة على اوضاعها الداخلية، لا سيما بما يتعلق بترتيب بيت الحكم، والآلية التي يمكن اعتمادها مستقبلا. وذكر مصدر خليجي ان الكويت هي النموذج لأي تغيير محتمل نظرا لخصوصيتها وريادتها في العمل السياسي ولا شك بأننا سنتأثر بكل ما يحدث فيها.
وظلت مسألة الفصل بين ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء محور نقاشات الكثير من الأوساط السياسية في الكويت. وقد جرى العرف منذ العمل بالدستور عام 1962 على أن يكون ولي العهد هو رئيس مجلس الوزراء، رغم أن الدستور لا ينصّ على ذلك.
ويشار إلى أن موضوع الفصل بين ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء للنقاش بقوة خلال الحملات الانتخابية الماضي قبل عامين، إذ تبنى معظم القوى السياسية من ليبراليين وإسلاميين المطالبة بالفصل، بل صار ذلك موضوعاً تتنافس عليه الصحف اليومية بحسب مواقفها وعلاقتها مع أقطاب الأسرة الحاكمة. ويمنح الدستور الامير صلاحيات واسعة في تعيين او اقالة ولي العهد غير ان القانون ينص على وجوب ان يوافق البرلمان المنتخب بالاجماع على اي تغيير في منصبي الامير وولي العهد.
ختاما، يذكر أن الشيخ سعد عين وليا للعهد العام 1978. وكان يشغل ايضا منصب رئيس الوزراء بين شباط(فبراير) 1978 (يوليو) 2003 عندما حل مكانه في هذا المنصب الشيخ صباح الاحمد الصباح بسبب تدهور صحته، وطوال الأشهر الماضية لم تكن تصدر اي معلومات عن الوضع الصحي للشيخ سعد الذي ادخل المستشفى مرارا في الكويت وبريطانيا والولايات المتحدة منذ اجريت له عملية في القولون سنة 1997 .