مخاوي الليل
09-27-2024, 12:31 PM
https://www.raialyoum.com/wp-content/uploads/2024/09/2024-09-26_10-58-47_211917.jpg
26/9/2024
الدكتور خيام الزعبي - الراي اليوم
من الواضح أن حزب الله حسم الموقف وأتخذ قراره في مواصلة استهدافه المصالح والمنشآت العسكرية الإسرائيليّة في المنطقة ، وبعث برسائل ساخنة وخطيرة ربما تكون التحذير الأخير للكيان الصهيوني، مشدداً على قدرة رجال الله على التحدي وكسب الرهانات الصعبة، وتجاوز الصعاب، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن إسرائيل ومن ورائها على عتبة النهايات .
على خط مواز، ثمة مخاوف دولية من أن يلجأ نتنياهو إلى توسيع نطاق الصراع باعتباره طوق نجاة يسمح له بتأمين نفسه في مواجهة الانتقادات التي يتعرض لها وحكومته بعد الإخفاق في التصدي لهجوم حماس في 7 أكتوبر وإفشال عملية طوفان الأقصى، بالمقابل حزب الله، العدو التاريخي لإسرائيل والرابض على الحدود الشمالية، سينتقل إلى مرحلة جديدة إذا لم يرتدع الطرف الإسرائيلي، ولن يسمح لها بالسيطرة على المعركة، وأن قرار بدء وإنهاء الحرب لن يكون في يد تل أبيب.
على الجانب الآخر، إسرائيل لا يمكن ان تهدأ وعلى أحد كتفيها “حماس” وعلى الكتف الآخر “حزب الله”، والتي تريد إسرائيل منه سحب قواته من جنوب لبنان حتى شمال نهر الليطاني، لكي يشعر النازحون الإسرائيليون بالأمن ويعودوا إلى منازلهم تحقيقا للهدف الذي وضعه “الكابينت” الإسرائيلي، وبالتالي فأن هدف التصعيد الإسرائيلي على لبنان هو الضغط على الحزب للانسحاب من معركة إسناد المقاومة في غزة.
في اعتقادي أن نقطة ضعف نتنياهو أنه لن يحتمل التعرض إلى أية خسائر مع حزب الله، فلديه معارضة قوية تترصده، وشعب غير موافق على مغامراته اللامسئولة، ووضع اقتصادي متأزم، وهناك توتر سياسي بين نتنياهو ووزرائه وأي تصادم مع قوى إقليمية (محور المقاومة) سيجعله في موقف محرج، فالخسائر ستكون كبيرة بالنسبة لتل أبيب.
هنا يصبح على نتنياهو أن يفكر ألف مرة وأن يحسب حساباته قبل اتخاذ أي قرار بالهجوم على لبنان وتجاوز الخط الأحمر، كما لا بد أن يسأل نفسه ماذا لو بدأت جثث ضباطه وجنوده تعود في أكفان إلى تل أبيب مثلما حدث في انتصار تموز عام ظ¢ظ*ظ*ظ¦، والذي كان نقطة تحول تاريخية في مسار الصراع والمواجهة ضد العدو الصهيوني، فكيف يمكن أن تكون خسائره بعد أن تطور أداء المقاومة في مختلف مستوياته، سواءٌ من حيث القوة والقدرات واستخدام التكتيكات العسكرية، وتفعيل مدى كثافة النيران، فالمسألة ليست بسيطة، وأن الاعتداء الاسرائيلي على لبنان لن يكون نزهة مريحة، لأن الإسرائيلي يعرف قبل غيره، أنّ “مفاجآت حزب الله” قد تطاله في العمق، خصوصاً إذا ما فُتِح الصراع أبوابه، وهنا نحن لا نراهن إلا على صمود المقاومة وعلى قدرة حزب الله وحلفائه في تحقيق التقدم العسكري على الأرض.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة، هل الحرب قادرة على تجميع قوى الممانعة في المنطقة؟ فالحرب الجارية ستخلق تحولات جديدة، وستعمل على إعادة تموضع كل القوى، ومن المؤكد ستجمع لبنان القوى الحليفة معها مهما كان حجم الإختلاف على القضايا الإقليمية، وهنا فإن إسرائيل متخوفة أكثر من أي وقت مضى على ضوء إخفاقها في تحقيق إنجازات كبيرة في مجال صدّ صواريخ المقاومة التي تضرب العمق الإسرائيلي، وبالتالي فإن المواجهة الصلبة في الشمال اللبناني ستكون لها تبعات كبيرة على الصعيد الإقليمي، ومن هنا يوجد اهتمام كبير من قوى الممانعة تجاه لبنان وضرورة الإحتفاظ بخندقها.
الجميع يعلم جيداً أن أمريكا تدعم إسرائيل تمهيدا لتقسيم الشرق الأوسط، باستخدام تكتيك لتنفيذ مخططاتهم، هذا ما نشاهده اليوم من خلال دعم بعض الدول الإقليمية والدولية لإسرائيل الارهابية ومساندتها بالمال والسلاح لتنفيذ مخططاتهم لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد، فضلاً عن تململ الحلفاء من المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في غزة ولبنان، على اعتبار أن فشل الاحتلال سيشكل ضربة للمشروع الاستعماري الأمريكي ولمصالحه في المنطقة.
مجملاً… نستطيع أن نضع أيدينا في “ماء بارد” لإدراكنا إدراكا يقينياً بأن إسرائيل وأمريكا واستراتيجيتهما ستلقيان ذات المصير وذات الفشل الذي لقته أدواتها في سورية، وبهذا يتم إسقاط أول هدف من أهداف العدوان على لبنان والمتجسد بمحاولة خلق حواجز تعزل الشعب عن المقاومة ونهجها المقاوم، لذلك ستظل المقاومة دوماً رأس حربة في وجه أمريكا والحصن المنيع بوجه الكيان العبري وبوجه إجرامه.
وباختصار شديد: لن يعلو صوت إلا صوت المقاومة وستظل دائماً رغم أنف كل حاقد، وإنها كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع الإسرائيلي الغربي الذي يواجه فشلاً على أبواب لبنان… وإن المقاومة ستحرق كل من يريد الاقتراب منها، فشروط المقاومة اليوم قد تغيرت وإرتفع سقفها، وباتت في الصدارة، ومبادرات الخنوع والإستسلام لم يعد لها بين محور المقاومة، والكلمة الفصل والقرار اليوم لم يعد لأحد سوى للأبطال في الميدان، فهم باتو الأمل الوحيد في رسم خارطة طريق جديدة للمنطقة، وعليه فإن المنطقة يعاد تشكيلها على ضوء الحرب الكبيرة التي تشنها إسرائيل على لبنان، ومواجهة المقاومة اللبنانية لها.
وأختم بالقول: إننا في انتظار الحدث الكبير…والترقب سيد الموقف.
جامعة الفرات
khaym1979@yahoo.com
26/9/2024
الدكتور خيام الزعبي - الراي اليوم
من الواضح أن حزب الله حسم الموقف وأتخذ قراره في مواصلة استهدافه المصالح والمنشآت العسكرية الإسرائيليّة في المنطقة ، وبعث برسائل ساخنة وخطيرة ربما تكون التحذير الأخير للكيان الصهيوني، مشدداً على قدرة رجال الله على التحدي وكسب الرهانات الصعبة، وتجاوز الصعاب، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن إسرائيل ومن ورائها على عتبة النهايات .
على خط مواز، ثمة مخاوف دولية من أن يلجأ نتنياهو إلى توسيع نطاق الصراع باعتباره طوق نجاة يسمح له بتأمين نفسه في مواجهة الانتقادات التي يتعرض لها وحكومته بعد الإخفاق في التصدي لهجوم حماس في 7 أكتوبر وإفشال عملية طوفان الأقصى، بالمقابل حزب الله، العدو التاريخي لإسرائيل والرابض على الحدود الشمالية، سينتقل إلى مرحلة جديدة إذا لم يرتدع الطرف الإسرائيلي، ولن يسمح لها بالسيطرة على المعركة، وأن قرار بدء وإنهاء الحرب لن يكون في يد تل أبيب.
على الجانب الآخر، إسرائيل لا يمكن ان تهدأ وعلى أحد كتفيها “حماس” وعلى الكتف الآخر “حزب الله”، والتي تريد إسرائيل منه سحب قواته من جنوب لبنان حتى شمال نهر الليطاني، لكي يشعر النازحون الإسرائيليون بالأمن ويعودوا إلى منازلهم تحقيقا للهدف الذي وضعه “الكابينت” الإسرائيلي، وبالتالي فأن هدف التصعيد الإسرائيلي على لبنان هو الضغط على الحزب للانسحاب من معركة إسناد المقاومة في غزة.
في اعتقادي أن نقطة ضعف نتنياهو أنه لن يحتمل التعرض إلى أية خسائر مع حزب الله، فلديه معارضة قوية تترصده، وشعب غير موافق على مغامراته اللامسئولة، ووضع اقتصادي متأزم، وهناك توتر سياسي بين نتنياهو ووزرائه وأي تصادم مع قوى إقليمية (محور المقاومة) سيجعله في موقف محرج، فالخسائر ستكون كبيرة بالنسبة لتل أبيب.
هنا يصبح على نتنياهو أن يفكر ألف مرة وأن يحسب حساباته قبل اتخاذ أي قرار بالهجوم على لبنان وتجاوز الخط الأحمر، كما لا بد أن يسأل نفسه ماذا لو بدأت جثث ضباطه وجنوده تعود في أكفان إلى تل أبيب مثلما حدث في انتصار تموز عام ظ¢ظ*ظ*ظ¦، والذي كان نقطة تحول تاريخية في مسار الصراع والمواجهة ضد العدو الصهيوني، فكيف يمكن أن تكون خسائره بعد أن تطور أداء المقاومة في مختلف مستوياته، سواءٌ من حيث القوة والقدرات واستخدام التكتيكات العسكرية، وتفعيل مدى كثافة النيران، فالمسألة ليست بسيطة، وأن الاعتداء الاسرائيلي على لبنان لن يكون نزهة مريحة، لأن الإسرائيلي يعرف قبل غيره، أنّ “مفاجآت حزب الله” قد تطاله في العمق، خصوصاً إذا ما فُتِح الصراع أبوابه، وهنا نحن لا نراهن إلا على صمود المقاومة وعلى قدرة حزب الله وحلفائه في تحقيق التقدم العسكري على الأرض.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة، هل الحرب قادرة على تجميع قوى الممانعة في المنطقة؟ فالحرب الجارية ستخلق تحولات جديدة، وستعمل على إعادة تموضع كل القوى، ومن المؤكد ستجمع لبنان القوى الحليفة معها مهما كان حجم الإختلاف على القضايا الإقليمية، وهنا فإن إسرائيل متخوفة أكثر من أي وقت مضى على ضوء إخفاقها في تحقيق إنجازات كبيرة في مجال صدّ صواريخ المقاومة التي تضرب العمق الإسرائيلي، وبالتالي فإن المواجهة الصلبة في الشمال اللبناني ستكون لها تبعات كبيرة على الصعيد الإقليمي، ومن هنا يوجد اهتمام كبير من قوى الممانعة تجاه لبنان وضرورة الإحتفاظ بخندقها.
الجميع يعلم جيداً أن أمريكا تدعم إسرائيل تمهيدا لتقسيم الشرق الأوسط، باستخدام تكتيك لتنفيذ مخططاتهم، هذا ما نشاهده اليوم من خلال دعم بعض الدول الإقليمية والدولية لإسرائيل الارهابية ومساندتها بالمال والسلاح لتنفيذ مخططاتهم لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد، فضلاً عن تململ الحلفاء من المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في غزة ولبنان، على اعتبار أن فشل الاحتلال سيشكل ضربة للمشروع الاستعماري الأمريكي ولمصالحه في المنطقة.
مجملاً… نستطيع أن نضع أيدينا في “ماء بارد” لإدراكنا إدراكا يقينياً بأن إسرائيل وأمريكا واستراتيجيتهما ستلقيان ذات المصير وذات الفشل الذي لقته أدواتها في سورية، وبهذا يتم إسقاط أول هدف من أهداف العدوان على لبنان والمتجسد بمحاولة خلق حواجز تعزل الشعب عن المقاومة ونهجها المقاوم، لذلك ستظل المقاومة دوماً رأس حربة في وجه أمريكا والحصن المنيع بوجه الكيان العبري وبوجه إجرامه.
وباختصار شديد: لن يعلو صوت إلا صوت المقاومة وستظل دائماً رغم أنف كل حاقد، وإنها كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع الإسرائيلي الغربي الذي يواجه فشلاً على أبواب لبنان… وإن المقاومة ستحرق كل من يريد الاقتراب منها، فشروط المقاومة اليوم قد تغيرت وإرتفع سقفها، وباتت في الصدارة، ومبادرات الخنوع والإستسلام لم يعد لها بين محور المقاومة، والكلمة الفصل والقرار اليوم لم يعد لأحد سوى للأبطال في الميدان، فهم باتو الأمل الوحيد في رسم خارطة طريق جديدة للمنطقة، وعليه فإن المنطقة يعاد تشكيلها على ضوء الحرب الكبيرة التي تشنها إسرائيل على لبنان، ومواجهة المقاومة اللبنانية لها.
وأختم بالقول: إننا في انتظار الحدث الكبير…والترقب سيد الموقف.
جامعة الفرات
khaym1979@yahoo.com