عابدون
10-21-2005, 11:45 PM
وليد الطبطبائي - جريدة الوطن
منذ انقلاب عام 1958 وكل سلطة تأتي الى الحكم في العراق تبتكر اداة جديدة للتنكيل والتعذيب والقتل، فحكم عبدالكريم قاسم ابتكر السحل في الشارع بأن يربط الانسان بشاحنة ويسحب على الاسفلت حتى ينسلخ جلده وتتمزق اعضاؤه، وجاء حكم صدام حسين بأحواض الاسيد (التيزاب) التي يغمس فيها الانسان ببطء الى ان يذوب ويتلاشى، اما السلطة الحالية فجاءت بالمثقاب الكهربائي «الدريل»!
فمنذ شهور - وخصوصا بعد استلام باقر صولاغ وزارة الداخلية - وحوادث خطف جماعي تتكرر في انحاء مختلفة من بغداد وعلى نمط واحد، اذ تأتي سيارات عسكرية تحمل مسلحين يرتدون ثياب وزارة الداخلية ويقومون باعتقالات عشوائية تستهدف فئة الشباب في احد الاحياء ويتم اخذ ما بين 20 الى 40 رجلا ثم تختفي آثارهم لأيام أو اسابيع، وبعد ذلك يعثر عليهم جثثا هامدة خارج المدينة وعليهم آثار تعذيب شنيعة اذ يتم غرز المثقاب الكهربائي في اطرافهم أولا ثم في البطن والصدر ثم تكون النهاية بادخال المثقاب في الجمجمة وربما اقتلاع العينين وقطع اللسان، وهذه ممارسات سادية قبل ان تكون اغتيالا سياسيا.
مثل هذه الحوادث تتكرر على نحو متزايد واستهدف مناطق في بغداد ذات اغلبية سنية مما يشير الى ان دوافع طائفية تقف وراءها، وعلى الرغم من ان السلطة الحالية تعلن عدم مسؤوليتها أو علمها بهذه الحملات وتقول ان وراءها بعثيين ومن اتباع النظام البائد ينتحلون صفة رجال امن، الا ان الشهود يؤكدون ان القوة المتورطة بالجريمة تحمل هويات رسمية لقوات مغاوير الداخلية وان مواكبها وسياراتها وعناصرها المدججة بالسلاح تعبر نقاط التفتيش العراقية والامريكية من غير مساءلة.
وقد لوحظ ان غالبية الضحايا هم من الشباب الصغار الذين ليس لهم علاقة بجرائم النظام السابق، كذلك فإن التحقيق في هذه الحوادث دل على ان التعذيب والقتل يتمان بعد ساعات قليلة من الاعتقال مما يؤكد انه ليس للاعتقال علاقة بمتطلبات امنية عوضا ان يكون خاضعا لاجراءات قضائية، وقد حمّلت جهات سنية وزارة الداخلية - وخصوصا الوزير صولاغ - المسؤولية عن هذه الحوادث وقالت ان هدفها تفريغ بغداد من السنة.
الخطير في مثل هذه الجرائم ان من يقف وراءها ليس فئة معزولة مثل جماعة الزرقاوي ممن يكفرون الناس ويمارسون العنف الاعمى، بل تقف وراءها احزاب كبيرة مشاركة في السلطة ومدعومة امريكيا واقليميا وهي احزاب تتحدث ليل نهار عن الديموقراطية وصيانة حقوق الانسان وتبشر ببناء عراق حر يحمي مواطنيه ويكفل حقوقهم، واذا كانت هذه الاحزاب تمارس مثل هذه الانتهاكات وهي تملك جزءا يسيرا من السلطة فماذا ستفعل لو انها حازت السلطة كاملة؟
لقد تم الاستفتاء على الدستور العراقي وسواء مر الدستور أو رفض، وسواء جرت عليه التعديلات المناسبة أم لا فإنه لن يلبث ان يصبح حبرا على ورق اذا قررت السلطة التي تنتخب على اساس هذا الدستور ان تضعه على الرف وتنفذ مكانه اجندتها الحزبية والفئوية الضيقة، واذا قررت سلطات الاحتلال التغاضي عن هذه التجاوزات واعتبرتها اداة لفرض الامر الواقع.
الطاغية ذليلا
الملايين سعدوا لرؤية الطاغية المتجبر خلف القضبان خاضعا ذليلا ومنتظرا للعقوبة الدنيوية، وما عند الله له من الحساب اعظم واشد، ونأمل ان يأتي يوم نرى فيه باقي الطواغيت في العالمين العربي والاسلامي وهم يحاكمون على جرائمهم ومذابحهم.
المهم في محاكمة صدام واعوانه ألاّ تكون المحاكمة لأشخاص فقط بل لمرحلة سوداء ولعهد ظالم ولأدوات حكم مجرمة، وعلى الذين يحاكمون صدام الآن سواء كانوا في الادارة الامريكية أو في الاحزاب المشاركة في السلطة العراقية الحالية الا يكرروا اخطاءه بحق الشعب العراقي وألا يستخدموا اساليب القمع والاعتقال التعسفي والعقوبات الجماعية التي مارسها طويلا ضد العراقيين.
altabtabae@hotmail.com
منذ انقلاب عام 1958 وكل سلطة تأتي الى الحكم في العراق تبتكر اداة جديدة للتنكيل والتعذيب والقتل، فحكم عبدالكريم قاسم ابتكر السحل في الشارع بأن يربط الانسان بشاحنة ويسحب على الاسفلت حتى ينسلخ جلده وتتمزق اعضاؤه، وجاء حكم صدام حسين بأحواض الاسيد (التيزاب) التي يغمس فيها الانسان ببطء الى ان يذوب ويتلاشى، اما السلطة الحالية فجاءت بالمثقاب الكهربائي «الدريل»!
فمنذ شهور - وخصوصا بعد استلام باقر صولاغ وزارة الداخلية - وحوادث خطف جماعي تتكرر في انحاء مختلفة من بغداد وعلى نمط واحد، اذ تأتي سيارات عسكرية تحمل مسلحين يرتدون ثياب وزارة الداخلية ويقومون باعتقالات عشوائية تستهدف فئة الشباب في احد الاحياء ويتم اخذ ما بين 20 الى 40 رجلا ثم تختفي آثارهم لأيام أو اسابيع، وبعد ذلك يعثر عليهم جثثا هامدة خارج المدينة وعليهم آثار تعذيب شنيعة اذ يتم غرز المثقاب الكهربائي في اطرافهم أولا ثم في البطن والصدر ثم تكون النهاية بادخال المثقاب في الجمجمة وربما اقتلاع العينين وقطع اللسان، وهذه ممارسات سادية قبل ان تكون اغتيالا سياسيا.
مثل هذه الحوادث تتكرر على نحو متزايد واستهدف مناطق في بغداد ذات اغلبية سنية مما يشير الى ان دوافع طائفية تقف وراءها، وعلى الرغم من ان السلطة الحالية تعلن عدم مسؤوليتها أو علمها بهذه الحملات وتقول ان وراءها بعثيين ومن اتباع النظام البائد ينتحلون صفة رجال امن، الا ان الشهود يؤكدون ان القوة المتورطة بالجريمة تحمل هويات رسمية لقوات مغاوير الداخلية وان مواكبها وسياراتها وعناصرها المدججة بالسلاح تعبر نقاط التفتيش العراقية والامريكية من غير مساءلة.
وقد لوحظ ان غالبية الضحايا هم من الشباب الصغار الذين ليس لهم علاقة بجرائم النظام السابق، كذلك فإن التحقيق في هذه الحوادث دل على ان التعذيب والقتل يتمان بعد ساعات قليلة من الاعتقال مما يؤكد انه ليس للاعتقال علاقة بمتطلبات امنية عوضا ان يكون خاضعا لاجراءات قضائية، وقد حمّلت جهات سنية وزارة الداخلية - وخصوصا الوزير صولاغ - المسؤولية عن هذه الحوادث وقالت ان هدفها تفريغ بغداد من السنة.
الخطير في مثل هذه الجرائم ان من يقف وراءها ليس فئة معزولة مثل جماعة الزرقاوي ممن يكفرون الناس ويمارسون العنف الاعمى، بل تقف وراءها احزاب كبيرة مشاركة في السلطة ومدعومة امريكيا واقليميا وهي احزاب تتحدث ليل نهار عن الديموقراطية وصيانة حقوق الانسان وتبشر ببناء عراق حر يحمي مواطنيه ويكفل حقوقهم، واذا كانت هذه الاحزاب تمارس مثل هذه الانتهاكات وهي تملك جزءا يسيرا من السلطة فماذا ستفعل لو انها حازت السلطة كاملة؟
لقد تم الاستفتاء على الدستور العراقي وسواء مر الدستور أو رفض، وسواء جرت عليه التعديلات المناسبة أم لا فإنه لن يلبث ان يصبح حبرا على ورق اذا قررت السلطة التي تنتخب على اساس هذا الدستور ان تضعه على الرف وتنفذ مكانه اجندتها الحزبية والفئوية الضيقة، واذا قررت سلطات الاحتلال التغاضي عن هذه التجاوزات واعتبرتها اداة لفرض الامر الواقع.
الطاغية ذليلا
الملايين سعدوا لرؤية الطاغية المتجبر خلف القضبان خاضعا ذليلا ومنتظرا للعقوبة الدنيوية، وما عند الله له من الحساب اعظم واشد، ونأمل ان يأتي يوم نرى فيه باقي الطواغيت في العالمين العربي والاسلامي وهم يحاكمون على جرائمهم ومذابحهم.
المهم في محاكمة صدام واعوانه ألاّ تكون المحاكمة لأشخاص فقط بل لمرحلة سوداء ولعهد ظالم ولأدوات حكم مجرمة، وعلى الذين يحاكمون صدام الآن سواء كانوا في الادارة الامريكية أو في الاحزاب المشاركة في السلطة العراقية الحالية الا يكرروا اخطاءه بحق الشعب العراقي وألا يستخدموا اساليب القمع والاعتقال التعسفي والعقوبات الجماعية التي مارسها طويلا ضد العراقيين.
altabtabae@hotmail.com