المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. العجيري: هذه حكاية المدرسة التي خرجت عددا من وجهاء واعيان الكويت



عابدون
10-21-2005, 11:42 PM
مدرسة تبرع بها آل الصقر وخصصت لتربية الاطفال قبل 75 سنة

يقول الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري (الابن) في اعقاب الحرب العالمية الاولى وبالتحديد سنة 1919م فكر المحسن الكبير المرحوم حمد عبدالله الصقر في انشاء مدرسة لتعليم الاطفال أو كبار السن وما يسمى الآن بمحو الأمية فاستشار في ذلك عالم الكويت الجليل الشيخ عبدالله الخلف الدحيان رحمه الله فأشار عليه ان يهتم بتعليم صغار السن فتبرع آل الصقر الكرام بالصالة التي تقع تحت (كشك الصقر) المعلم التاريخي الشهير اقتصاديا وثقافياً وسياسيا واختاروا والدي المرحوم محمد صالح عبدالعزيز العجيري ليدير تلك المدرسة، و موقعها الحالي متحف الكويت وممن عملوا بالتدريس فيها المرحوم الشيخ عبدالله النوري ويوسف العمر وسعود الزيد وماجد التمار ومحمد الاردح اما الطلاب فاتذكر منهم اولاد الصقر والخرافي والبدر والرشيد والسميط والمرزوق والخالد والسرحان والشرهان والهولي والنفيسي والصبيح والبرجس والوزان والمير والزاحم والزمامي والحمد والمذكور والتمار والسعدون والفلاح والحميضي والعساف والكليف والحميدي وغيرهم من ابناء الحي القبلي، من المستشفى الامريكي غربا الى السوق شرقا والملفت للنظر هو كيف ان والدي رحمه الله قد عرف بفطنته وفي مستهل القرن الماضي ان تعليم الاطفال له خصوصيته فلم يكن يضرب الطلاب وكان يسمح لهم بالسباحة في البحر خلافا لما كان متبعا في المدارس الاخرى انذاك مع ان السباحة هي المتنفس الوحيد للاولاد لا سيما وان البيوت كانت قريبة من ساحل البحر، كما نه خصص حلاقا للطلاب ومن عادته ألا يوقظ الطفل اذا نام بل يأخذه الى مكان منزو ليكمل نومه.

وفي فصل الشتاء كنا نقرأ المحفوظات ونحن نصطلي على النار صباحا، كان الطلاب يجلسون على الارض المفروشة بالجودري وهو حصير يصنع من الألياف، اما الجرس فإنه عبارة عن غالون حديد فارغ يضربونه بالارض واغلب من كان يقوم بهذه المهمة هو السيد جاسم الصقر كما اوكل السادة آل الصقر خادمهم المرحوم (أبو مغير) لتوفير الماء للمدرسة،ويروي احد المعمرين الآن وهو السيد زيد حمد الخالد اطال الله عمره بان من مهامه في المدرسة هو ادخال جمل والدي ليستحم في البحر، وبما ان القمامة في الماضي كانت قليلة جدا وترمى على البحر وتدمي اقدام الطلاب فهم حفاة فما كان من والدي الا ان خصص مكافأة لكل طالب يعثر على اية قطعة من الزجاج ولعل ذلك اغرى المرحوم محمد النصر الله فصار يحضر الزجاج من البيت ومن الطرائف التي حدثت في المدرسة ان الطفلين المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي وجاسم الصقر شاغبا في المدرسة فحبسهما والدي في المخزن الملحق بالمدرسة ولما انتهت مدة الحبس اتضح انهما عثرا على علبة الحلويات المخصصة لمكافأة الطلاب وأتيا عليها كلها ويتذكر السيد جاسم الصقر ان ذلك وقع سنة 1926م، تلك المدرسة التي كانت تضم العشرات من الاطفال الذين اصبحوا فيما بعد وجهاء واعيان الكويت، عفى عليها الزمن وطواها التاريخ اغلقت سنة 1931م ثم اعاد فتحها فيما بعد الشيخ احمد الخميس رحمه الله.

ومن هؤلاء الاطفال الذين درسوا فيها ولا يزالون على قيد الحياة حتى الآن المعمرون الافاضل والذين هم جزء من تاريخ الكويت.

أحمد السرحان، محمد البحر، جاسم الصقر، محمد صالح الحميضي، يعقوب الحمد، مرزوق العبدالوهاب، زيد حمد الخالد، عبدالرزاق حمد الخالد، عبدالله السميط، حمد النفيسي، سليمان النفيسي، مشاري عبدالله الخالد، زيد عبدالله الخالد، محمد الراشد النجادة، عبدالله صفر آل بن علي، علي محمد الحميد، عيسى الجساس، صالح العجيري.

لهؤلاء المجد والبشري ولمن فقدوها جنة الخلد وملك لا يبلى في اعلى فراديس الجنان وبالنعيم المقيم (اللهم استجب).