سلسبيل
10-21-2005, 07:16 AM
تصعب القراءة الحرفية لديوان الامام الخميني الذي يحتاج الى خيال خاص يرقي باللغة الى ما هو أبعد من الدلالات الحرفية المباشرة وصولا الى قاموس المتصوفين ومصطلحاتهم.
وربما يفاجأ القاريء بأن اية الله العظمى سيد روح الله الموسوي الخميني الذي قاد ثورة شعبية أطاحت عام 1979 بأسرة بهلوي في ايران كان يكتب الشعر رغم انشغاله بالسياسة قبل المنفى وبعد العودة الى بلاده.
لكن مترجم القصائد محمد علاء الدين منصور أستاذ اللغات الشرقية بكلية الاداب جامعة القاهرة أوضح في مقدمة الديوان أن شعر الخميني "كان مجرد أداة لاجلاء أفكاره الصوفية والعرفانية بعد خلوته لشهود الله وذكره والتفكر في أسرار الكون التي شغلت وتشغل المفكرين من الفلاسفة والعارفين ووجد في الشعر راحة وتسلية في فراغه من مهمات الامامة وبليات السياسة ونكبات الرئاسة خاصة أنه كان ينظم الشعر بسلاسة دونما تعمق في صياغته وصناعته أو احتراف في توشيته وتعقيده"- حسب تقرير لوكالة "رويترز".
ونقل عن الخميني قوله في سنواته الاخيرة "في مرحلة أرذل العمر التي تأخذ بتلابيبي الان لم أعدم القدرة على نظم الشعر". ولم يحدد منصور الذي ترجم القصائد عن الفارسية تاريخ كتابة كل قصيدة أو أي المراحل العمرية في حياة الخميني كانت أكثر غزارة في كتابة الشعر.
ولان الديوان لم يحمل اسما كما جرت عادة الشعراء بل اتخذ عنوان "ديوان الامام الخميني" فيمكن القول انه مجمل ما كتبه صاحبه. وتقع الطبعة العربية للديوان في 272 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن المجلس الاعلى للثقافة بمصر.
وأشار المترجم الى أن الخميني تأثر بالشعراء المتصوفين وكان تأثير الفارسي شمس الدين حافظ الشيرازي 1326 - 1389/ فيه أوضح. وأورد تفسيرا لبعض مصطلحاتهم ومنها "الخمر" التي يراد بها "غلبات الشوق فحين يغلب الشوق والوجد والحال بسبب تجلي المحبوب الحقيقي أو الله وقت غلبة المحبة على قلب السالك فيفنى السالك ويغيب عن وعيه ويعدم لان استيلاء الشوق والوجد يهدم القواعد العقلية".
وأضاف أن ألفاظا مثل الكأس والقدح والحانة والخمارة تشير الى ابتغاء المحبوب مشاهدة الانوار الغيبية حيث يكون التجلي الذي يبدو من الانوار الغيبية في قلب السالك.
ففي قصيدة "حسن الختام" يبدأ الشاعر مناديا "/ألا أيها الساقي املان بالخمر كأسي- فانه يخلصن من الخير والشر روحي. املان كأسي بالخمر التي تفني روحي- وأخرج وجود الخداع والخيال من وجودي".
وفي قصيدة "عيد النيروز" ما يمكن اعتباره تماسا مع شعر الفارسي عمر الخيام 1048 - 1124 اذ يقول الخميني "قد ناء الصوفي والعارف من هذه البيداء- فاحتسي الخمر من المطرب فهو هاديك الى الصفاء... وان أرشدتني الى باب شيخ الحانة- فلاسلكن لا بقدمي بل برأسي وروحي الطريق اليه".
وتكرر كلمات العشق والحب في عناوين القصائد مثل "بحر العشق" و"سطل العاشقين" و"لقاء الحبيب" و"العاشق المحترق" و"شفة الحبيب" و"نور العشق" و"ثمالة العشق" و"هوى الوصال" و"محفل المحترقة قلوبهم" و"العشق المفرج للكروب".
ورغم هذا التكرار تغلب أحيانا روح المعلم والمربي والمرشد الذي يبث الحكم والمواعظ في صيغة تقريرية أحيانا مثل قوله "لكل انسان نصيبه من الحزن والسعادة- وسبب هنائي كأس خمري الصافي". كما يقول في قصيدة أخرى "وطريق الباطل لا يصل الى منزل العشاق".
وتحمل القصائد رؤية تتسم بالتسامح والتعايش الانساني بين أتباع الاديان بلا تفرقة في قوله في قصيدة تحمل عنوان "فتواي".. "والمسجد والصومعة والمعبد والدير والكنيسة- وحيثما تمر يذكرك بمن هو سكينة فؤادي".
وأشار المترجم الى أن الخميني اعتقل في عهد شاه ايران بسبب "خطبة نارية.. وأطلق سراحه بعد عام وفي أثناء عودته الى مدينة قم ألقى محاضرة تفضح عملاء أمريكا في المسجد الاعظم فأفضت الى نفيه الى تركيا وبعد مدة انتقل الى النجف بالعراق وأقام بها مجبرا نحو خمس عشرة سنة وتعهد فيها بالارشاد الفكري والامامة الدينية وكان يصدر تعاليمه اللازمة قبل أن يتجه الى العاصمة الفرنسة باريس التي عاد منها بعد نجاح الثورة.
وربما يفاجأ القاريء بأن اية الله العظمى سيد روح الله الموسوي الخميني الذي قاد ثورة شعبية أطاحت عام 1979 بأسرة بهلوي في ايران كان يكتب الشعر رغم انشغاله بالسياسة قبل المنفى وبعد العودة الى بلاده.
لكن مترجم القصائد محمد علاء الدين منصور أستاذ اللغات الشرقية بكلية الاداب جامعة القاهرة أوضح في مقدمة الديوان أن شعر الخميني "كان مجرد أداة لاجلاء أفكاره الصوفية والعرفانية بعد خلوته لشهود الله وذكره والتفكر في أسرار الكون التي شغلت وتشغل المفكرين من الفلاسفة والعارفين ووجد في الشعر راحة وتسلية في فراغه من مهمات الامامة وبليات السياسة ونكبات الرئاسة خاصة أنه كان ينظم الشعر بسلاسة دونما تعمق في صياغته وصناعته أو احتراف في توشيته وتعقيده"- حسب تقرير لوكالة "رويترز".
ونقل عن الخميني قوله في سنواته الاخيرة "في مرحلة أرذل العمر التي تأخذ بتلابيبي الان لم أعدم القدرة على نظم الشعر". ولم يحدد منصور الذي ترجم القصائد عن الفارسية تاريخ كتابة كل قصيدة أو أي المراحل العمرية في حياة الخميني كانت أكثر غزارة في كتابة الشعر.
ولان الديوان لم يحمل اسما كما جرت عادة الشعراء بل اتخذ عنوان "ديوان الامام الخميني" فيمكن القول انه مجمل ما كتبه صاحبه. وتقع الطبعة العربية للديوان في 272 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن المجلس الاعلى للثقافة بمصر.
وأشار المترجم الى أن الخميني تأثر بالشعراء المتصوفين وكان تأثير الفارسي شمس الدين حافظ الشيرازي 1326 - 1389/ فيه أوضح. وأورد تفسيرا لبعض مصطلحاتهم ومنها "الخمر" التي يراد بها "غلبات الشوق فحين يغلب الشوق والوجد والحال بسبب تجلي المحبوب الحقيقي أو الله وقت غلبة المحبة على قلب السالك فيفنى السالك ويغيب عن وعيه ويعدم لان استيلاء الشوق والوجد يهدم القواعد العقلية".
وأضاف أن ألفاظا مثل الكأس والقدح والحانة والخمارة تشير الى ابتغاء المحبوب مشاهدة الانوار الغيبية حيث يكون التجلي الذي يبدو من الانوار الغيبية في قلب السالك.
ففي قصيدة "حسن الختام" يبدأ الشاعر مناديا "/ألا أيها الساقي املان بالخمر كأسي- فانه يخلصن من الخير والشر روحي. املان كأسي بالخمر التي تفني روحي- وأخرج وجود الخداع والخيال من وجودي".
وفي قصيدة "عيد النيروز" ما يمكن اعتباره تماسا مع شعر الفارسي عمر الخيام 1048 - 1124 اذ يقول الخميني "قد ناء الصوفي والعارف من هذه البيداء- فاحتسي الخمر من المطرب فهو هاديك الى الصفاء... وان أرشدتني الى باب شيخ الحانة- فلاسلكن لا بقدمي بل برأسي وروحي الطريق اليه".
وتكرر كلمات العشق والحب في عناوين القصائد مثل "بحر العشق" و"سطل العاشقين" و"لقاء الحبيب" و"العاشق المحترق" و"شفة الحبيب" و"نور العشق" و"ثمالة العشق" و"هوى الوصال" و"محفل المحترقة قلوبهم" و"العشق المفرج للكروب".
ورغم هذا التكرار تغلب أحيانا روح المعلم والمربي والمرشد الذي يبث الحكم والمواعظ في صيغة تقريرية أحيانا مثل قوله "لكل انسان نصيبه من الحزن والسعادة- وسبب هنائي كأس خمري الصافي". كما يقول في قصيدة أخرى "وطريق الباطل لا يصل الى منزل العشاق".
وتحمل القصائد رؤية تتسم بالتسامح والتعايش الانساني بين أتباع الاديان بلا تفرقة في قوله في قصيدة تحمل عنوان "فتواي".. "والمسجد والصومعة والمعبد والدير والكنيسة- وحيثما تمر يذكرك بمن هو سكينة فؤادي".
وأشار المترجم الى أن الخميني اعتقل في عهد شاه ايران بسبب "خطبة نارية.. وأطلق سراحه بعد عام وفي أثناء عودته الى مدينة قم ألقى محاضرة تفضح عملاء أمريكا في المسجد الاعظم فأفضت الى نفيه الى تركيا وبعد مدة انتقل الى النجف بالعراق وأقام بها مجبرا نحو خمس عشرة سنة وتعهد فيها بالارشاد الفكري والامامة الدينية وكان يصدر تعاليمه اللازمة قبل أن يتجه الى العاصمة الفرنسة باريس التي عاد منها بعد نجاح الثورة.