زواج مع إيقاف التنفيذ

[كاكاو]

الجمعة 10 من ربيع الأول 1446 هــ

13 سبتمبر 2024

تحقيق ــ هبة جمال الدين [ إشراف : علا عامر ]

https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2024/9/13/2024-638617836631913692-191.jpg



د. جمال فرويز: الانفصال تحت سقف واحد ربما يكون «هدنة» أو فرصة للمراجعة
د.بسمة سليم: الحفاظ على الشكل الاجتماعى وصعوبة توفير سكن آخر من أبرز الأسباب



الزوجات والأزواج:



نخشى الطلاق وتضرر الأبناء ونفضل «الانفصال»
سناء: أصبحت كهلة فى الثلاثين.. والآن «كل واحد فى حاله»
سامى: تركت البيت لزوجتى وبناتى وأصبح بيننا احترام أكثر





عندما تتحول الحياة إلى مسرحية هزلية، يتم توزيع أدوارها وفقا لضوابط مشددة بين زوجين قررا ــ لسبب أو لآخر ــ أن يصبح زواجهما صوريا، وأن يظهرا على خشبة المسرح للجميع كأحباء بينما هما فى واقع الأمر يحييان تحت سقف واحد كالغرباء.لماذا أصبحنا نرى ونسمع كثيرا عن هذه الحالات؟

ونكتشف بالمصادفة أن كثيرا من الأزواج والزوجات أصبحوا يجيدون التمثيل من باب الحرص على ألا ينكشف أمر هذا الكيان الوهمى للجميع، وأن يظل المحيطون بهم معتقدين أن البيت «الخرب» ما هو إلا بيت مستقر وجميل!

«ليلى» اتخذت وزوجها قرارا بالانفصال الصامت، وبسؤالها عن السبب الذى أوصلها إلى هذه المرحلة، قالت:

«تزوجت منذ 13 عامًا بعد قصة حب دامت خمس سنوات، تحديت أهلي، الذين رفضوه مرارًا بسبب عدم التكافؤ من النواحى الاجتماعية، والتعليمية، فإننى تمسكت به واستسلم أهلى لرغبتي. واكتشفت بعد الزواج أن فارس الأحلام بخيل فى مشاعره وماله، ومتواكل وكسول، يترك عمله دون جهد للبحث عن آخر، مما أدى إلى خلافات مستمرة بيننا. عندما ورثت مبلغًا كبيرًا بعد وفاة والدي، طلب منى شراء سيارة ليعمل عليها، وعندما رفضت، اعتدى عليّ بالضرب والسب.



https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2024/9/12/2024-638617726602907224-290.jpg


تستطرد: أنجبت منه ثلاثة أطفال، وبالتالى أصبحت أتحمل الجزء الأكبر من المسئوليات المادية والتزامات البيت والأطفال، ومع ضغط مشاعر الندم ومشاعر الكراهية التى تسللت لقلبى تجاهه بسبب سوء خصاله، والتى فضلت كتمانها وعدم البوح بها لأهلى خوفا من اللوم والتأنيب، أصابنى اكتئاب حاد، وأصبحت لا أطيق النظر فى وجهه، وبدأت أرفض العلاقة الخاصة بيننا، وكذلك النوم فى غرفة واحدة، وكان الحل الذى يرضينى وتقبله هو مرغما أن ننفصل دون طلاق، فلا تعامل ولا تواصل بيننا من أى نوع، لدرجة أننى لا أسمح له بتناول الطعام الذى أعده، وكل ما يربطنى به الآن هو وجود أطفالي.

ثم تكمل قائلة:

هذا الوضع رغم قسوته، فهو يوفر لى كامرأة حماية من كلام الناس ونظرة المجتمع للمطلقة، وهو أيضا أقل قسوة من الحياة التى كنت أعيشها معه فى ظل الخلافات المستمرة، إذ بدأت أتعافى من الاكتئاب وأشغل نفسى ببيتى وأولادى وبعض الهوايات.

بلا مشاعر

أما حكاية سناء فتأتى على العكس من الحكاية الأولى، إذ تزوجت منذ 10 سنوات من ابن عمتها بعد ضغوط من الأهل، وتقول: لم أحمل له أى مشاعر، ولا حتى مشاعر الأخوة، بل كنت أشعر به ثقيلًا على قلبي، ولكننى كنت ضحية لم تستطع الصمود وإعلان الرفض طويلا فى وجه والدى الذى كان مصمما على إتمام تلك الزيجة طمعا فى ثراء زوج عمتى وتجارته الواسعة، استنجدت بوالدتى، فكان ردها: «الحب يولد بعد الزواج»، لكننى منذ اليوم الأول أدركت أننى سقطت فى فخ عميق، وظهرت لى بوضوح نرجسيته وأنانيته، وبتعبير آخر تقول: «ما شوفتش معاه يوم حلو».ورغم أنه لم يضربنى أبدًا خلال سنوات الزواج، فإن الأذى النفسى الذى أذاقنى إياه كان أسوأ من الضرب. أنجبت طفلين رغم حرصى على عدم الإنجاب، ورغم أننى فى الثانية والثلاثين من عمرى إلا أننى أشعر بأننى أصبحت كهلة، وبدأت مرحلة أخرى من التوسلات لوالدى، ولكن هذه المرة من أجل الطلاق، لكنه كان يرفض خوفًا من قطع العلاقة مع عمتي، إلى جانب خوفى من ألا أجد نفقات الطفلين، خاصة أننى لا أعمل. وبعد مشكلات شبه يومية، اتفقنا على الانفصال الصامت، إذ صارحنى زوجى بأنه يبادلنى مشاعر الفتور، قائلا: لقد زهدت فيك ولم أعد أرغب حتى فى النظر إليك.


مستقبل البنات

«اكتشفت أننا نحترم بعضنا أكثر فى هذا الوضع مقارنة بالوضع الطبيعى للأزواج» .. هذه العبارة كانت تبريرا من سامى محمد «لماذا لجأ لاختيار الانفصال الجسدى والمعنوى بدون طلاق رسمى»، مضيفا:

عندى ثلاث بنات ولا بد من مراعاة الشكل الاجتماعى للأسرة لأن هناك من سيأتى ويطرق بابهن للزواج ذات يوم والناس أحيانا تخشى الفتاة التى تربت فى بيت انفصم عرى الزوجية فيه، ويكمل:

«أردت التحرر تماما من وجود زوجة لم تستطع أن تفهمنى أو تتوافق معى على مدى خمسة عشر عاما، لذا قررت العيش فى مكان منفصل وترك الشقة لزوجتى وبناتى الثلاث، بعد الاتفاق بشكل راقٍ ومحترم - كما يصف - على الانفصال غير الرسمي، الذى يوفر لى أيضا ميزة الوجود وقتما أريد لرؤية بناتى ودخول البيت دون حرج شرعى، وعن مدى رضا بناته عن هذه الحياة، يقول:

هن أيضا اكتشفن أن هذا أفضل من جو المشاحنات والمعارك، خاصة أننى أزورهن باستمرار ولا يشعرن بغيابي.



https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2024/9/13/2024-638617847737795361-779.jpg


بلا مأوى

تقول الدكتورة بسمة سليم، مختصة فى علم النفس الإكلينيكي، إن شكل الانفصال الذى لا يتضمن الطلاق الرسمى شائع جدًا فى مجتمعنا، خاصة بين الزوجات اللاتى يعانين من ضغوطا نفسية شديدة. وتضيف أن الأسباب وراء هذا النوع من الانفصال هو رغبة الطرفين فى الحفاظ على الأبناء، أيضًا يعود السبب فى بعض الحالات إلى عدم توافر مأوى آخر أو صعوبة شراء او استئجار سكن جديد، كما أن بعض الأسر ترفض الطلاق لأسباب متعددة، كالمعتقد السائد بين أغلب الأسر أن الفتاة ليس لها سوى زوجها.

وتوضح الدكتورة بسمة سليم أن هذا الوضع يؤثر بشكل كبير على الأبناء، فقد يتسبب فى تشكيل سلوك أنانى لديهم، خاصة إذا حاول أحد الوالدين أو كلاهما استقطابهم لصالحه، وقد يؤدى ذلك إلى تعقيد العلاقة بين الوالدين وزيادة الصعوبات.

وتشير د. بسمة إلى أن بعض الأسر اليوم تغيرت أفكارها عن الطلاق، حيث يشجعون بناتهم على الزواج حتى لو لم يكن هناك توافق، ويعتبرون الطلاق وعدم التوفيق خيارًا أفضل من العنوسة.

التقاليد تمنع

الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، يرى أن الزوجين يتفاجآن بعد الزواج، سواء كان زواجًا تقليديًا أو عاطفيًا، بالاختلافات الثقافية والشخصية بينهما، مما يؤدى إلى حدوث صدامات مبكرة قد تتفاقم عندما يتدخل الأهل فى التفاصيل، مما يضر بالعلاقة.

فهل هذا النوع من الانفصال يمكن اعتباره ظاهرة؟

أجاب نعم، لأن الأعداد فى تزايد مستمر، ولفت الى أنه فى حالات معينة، قد يمتنع الزوجان عن الطلاق لأسباب اجتماعية مثل الحفاظ على سمعة الأسرة أو منصب اجتماعى لأحد الزوجين ويتطلب استقرار الأسرة، أو بسبب تقاليد العائلة التى ترفض الطلاق، وقد يفضل البعض الإبقاء على علاقة الطلاق غير الرسمى كهدنة، ربما تكون هناك عودة مرة أخرى إلى الحياة الزوجية، مؤكدًا أن هذا الوضع قد يضر بالأبناء، خاصة إذا كان أحد الوالدين يعيش بعيدًا، مما يجعل الأطفال يتعودون على غيابه.

وأشار د.فرويز إلى حالة طفلة قرر والداها الطلاق، وفوجئت الأم بعدها بالمدرسة تخطرها بأن ابنتها أصبحت تختلق قصصًا وهمية كثيرة، وأن نفسيتها تبدو مضطربة، فأسرعت الى علاج ابنتها، وتبين أن السبب هو تأثر طفلة لغياب والدها عن المنزل، وبالفعل عاد الزوج إلى المنزل، حرصا على ابنته، لكن دون تجدد الحياة الزوجية، فتحسنت سلوكيات الطفلة.


الشيخ خالد القط : «الهجر» يصبح إثما فى حالة الضرر



ماذا لو تحولت العلاقة – بالاتفاق - بين رجل وامرأته من القرب إلى الهجر، لتصبح انفصالا دون طلاق تحت سقف واحد؟


يوضح الشيخ خالد القط ــ عالم بوزارة الأوقاف والمحكم الشرعى بمحكمة الأسرة ــ أن العلاقة الزوجية هى الميثاق الغليظ الذى يربط بين رجل وامرأة، والزواج هو السبيل الوحيد الذى شرعه الله لالتقائهما فى علاقة ترضى الله ورسوله، وبها تسكن الغرائز وإلى كل منهما تسكن النفوس:

«ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكو إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» وأيضا يستمر الجنس البشرى من خلال عملية الإنجاب، فتستقيم الحياة الزوجية، قال تعالى فى سورة البقرة: «هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُم وَأَنتُم لِبَاسٌ لَّهُنَّ» ..

فكيف إذن نجرد تلك العلاقة من مقوماتها، وننزع عنها مزاياها التى تعد نعما من الله تعالى! إذ أصبحنا نرى اليوم قصصا غريبة يعيش فيها الزوجان تحت سقف واحد، ولكن دون تواصل أو علاقة حقيقية بينهما، وكأنهما غرباء وربما أعداء، رغم أن الزوج هو أقرب الناس للزوجة، وكذلك الزوجة هى الأقرب لزوجها، إذ تسقط بينهما الحواجز ويصبح كل منهما مؤتمنا على الآخر وعلى جسده وعلى عوراته، وينبه الشيخ القط إلى خطورة هذا الوضع غير الطبيعي،

والذى يبدو للزوجين أن فيه الراحة من أجواء الجدال وعدم التفاهم، إلا أنه كثيرا ما يؤدى إلى نتائج سلبية، ولم لا فهو خلاف ما أمرنا الله به فى العلاقة القائمة على المودة والرحمة، متسائلا: كيف تكون هناك مودة مع البعاد، أو رحمة مع الهجر!!



https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2024/9/13/2024-638617838948263335-826.jpg



ومع ذلك ــ يضيف القط ــ يجب أن نعود إذا استحالت العشرة للمنهج القرآنى: «فَإِمْسَاك بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» لأن هذا الوضع فيه ظلم وضرر للطرفين، وقد يدفع بأحدهما لإقامة علاقة غير شرعية بعيدًا عن شريكه، والإسلام لايرضى لأتباعه أن يكونوا ضعفاء أو مرتكبى فواحش .ورغم أن الحياة بهذه الصورة – الهجران والتباعد تحت سقف واحد -غير سوية، إلا أنه إذا كان الطرفان راضيين بها وكل منهما متنازل عن حقوقه الشرعية ، فلا إثم عليهما، أما إذا كان أحدهما ممتنعًا عن الآخر، بغير رضاء منه، فإن الإثم متحقق بلاشك فى حق الممتنع..لوقوع ضرر على الطرف الآخر، وعليهما حينئذ التفكير فى حل آخر لا يضر بأحدهما أو كليهما.


..وطلاق فى خريف العمر





المستشار محمود خليل: الطمع المادى وراء كثير من قضايا الطلاق بالمحاكم
د. عزة فتحى: يجب التوقف عن لوم المرأة التى ترفض الاستمرار لآخر العمر



د. عبدالفتاح علام:
مشكلات عدم التفاهم والفوارق العمرية الكبيرة تزداد تعقيدا بمرور السنين
الإعلام يبعث برسائل خاطئة حول سعادة وحرية «المطلقة»



سنوات طويلة تقارب نصف القرن..

وفجأة تهون العشرة وتنقطع حبال الود والألفة، ونجد زوجة أصبحت جدة ولكنها تبحث عن التحرر من الرجل فى حياتها،

أو ربما كان الرجل هو الراغب فى الطلاق بحثا عن شريكة أخرى وبداية جديدة فى خريف العمر.«سامية» ..

انفصلت عن زوجها بعد 27 عامًا من الزواج وبعد أن تزوج أبناؤها، قالت لنا:

«الرغبة فى الانفصال كانت تراودنى لأكثر من 20 عامًا، بعدما تأكدت أن زوجى لن يتغير، كان دائم الانتقاد ويشعرنى بالتقصير، ولم يمدحنى فى أى تصرف إيجابي، ناهيك عن الإهانات المتكررة وتطاوله على أهلي.

تحمّلت من أجل أبنائي، لكن هذا التحمل كان كابوسًا يثقل روحي. انتظرت حتى زوجت أولادي، وكان لابد من تحقيق رغبتى التى لاحقتنى 20 عامًا، أما رد فعل أولادي، فاثنان منهم فهما دوافعى وشجعاني، بينما قاطعنى ابنى الأكبر فترة طويلة بعد محاولاته العديدة لإقناعى بالتحمل كما كنت أفعل دائمًا، فقط أريد الآن أن أعيش ما تبقى من عمرى فى هدوء.





https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2024/9/12/2024-638617726938437337-843.jpg



السيارة أو الطلاق

المستشار محمود خليل، رئيس محكمة استئناف الإسكندرية يقول إنه صادف قضايا عديدة تتعلق بالطلاق بعد سنوات طويلة من الزواج، وغالباً ما يكون الدافع وراء رفع الزوجة للقضية هو الحصول على نفقة المتعة والمؤخر، ومن القضايا المؤثرة عندما رفعت الزوجة قضية على زوجها الذى تقاعد عن العمل وحصل على مكافأة نهاية الخدمة، حيث طالبته الزوجة بشراء سيارة لابنتهما، لكن الزوج رفض، مدعياً أن هذه النقود هى ما تبقى له ليستره فى المتبقى من عمره ، وأن إنفاقها سيؤثر عليه بشكل كبير، فقررت الزوجة التقدم بدعوى قضائية لمعاقبته، وحصولها على نفقة متعة.

الخيانة الزوجية

هل لدينا إحصائيات تبين نسب الطلاق بعد مرور سنوات طويلة على الزواج؟.. وما التفسير الذى يمكن أن يقدمه علم الاجتماع؟

كان هذا سؤالنا للدكتور عبدالفتاح علام، أستاذ علم الاجتماع بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية.فأجابنا قائلاً: لا توجد إحصائيات صادرة من المركز بخصوص الطلاق بعد سنوات طويلة من الزواج، ولكن بالطبع هناك حالات طلاق بعد هذه المرحلة العمرية.

وتعود أسبابها إلى عدة عوامل، منها فارق السن الكبير بين الزوجين، حيث تبدأ الأزمة بالظهور بعد نحو عشرين سنة من الزواج، حينها يكون الزوج قد وصل إلى مرحلة الكهولة، التى تتسم بالانعزال والهدوء والبطء فى الحركة، بالإضافة إلى مرحلة التقاعد عن العمل التى تسهم فى زيادة ضيق الصدر.

وفى الوقت ذاته، قد تكون الزوجة لا تزال فى مرحلة الشباب، خاصة إذا كانت فى الأربعينيات من عمرها، وهنا تكمن المشكلة فى الاختلاف فى وجهات النظر، سواء فيما يتعلق بظروف المعيشة أو تربية الأبناء وما يتصل بهم. ويوضح د.علام أن العامل الثانى الذى يؤدى إلى الطلاق فى هذه المرحلة من العمر هو أزمة منتصف العمر، التى تُعرف أحيانًا «بالمراهقة المتأخرة»، وهى مرحلة قد تأتى بعد أكثر من عشرين عامًا من الزواج.

فى هذه المرحلة، يشعر الرجل بالرتابة والتعود على الزوجة، خاصة إذا كانت مشغولة بالأبناء ومسئولياتهم.

مما قد يدفعه إلى ارتكاب خطأ، مثل الخيانة الزوجية، مما يؤدى إلى الطلاق، مضيفًا:

كذلك من أسباب الطلاق فى خريف العمر اختلاف الزوجين منذ السنة الأولى من الزواج، وعدم توافر القبول والتفاهم بينهما، فيستمران فى العلاقة فقط من أجل الأبناء، وفى مثل هذه الحالة قد يظلان معًا فى حالة من الانفصال غير الرسمى حتى يكبر الأبناء، ثم يعلنان الطلاق الرسمي.

ويحذر د. عبدالفتاح من أن هذا الانفصال العاطفى والجسدى داخل الأسرة يفاقم الجفاء بين الزوجين، ويؤدى إلى نفور الزوجة التى بطبيعتها تحتاج إلى الحب والاهتمام، وقد لا يتوافر فى ظل ضغوط المسئوليات.



https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2024/9/12/2024-638617727073561926-356.jpg



أما فيما يتعلق بأسباب انتشار الطلاق فى هذه المرحلة العمرية مقارنة بالماضي، فقد أوضح د.علام أن من أهم الأسباب التوجه الخاطئ للرسائل الإعلامية، التى تصور الطلاق كحل مثالى للمشكلات الزوجية، وتروج لفكرة أن المرأة تتحسن من الناحية الصحية والمظهرية بعد الطلاق، وتصبح أكثر حرية فى اتخاذ قراراتها.

ومع ذلك، لا تتطرق هذه البرامج إلى السلبيات المترتبة على الطلاق، مثل تحمل المرأة مسئولية الأبناء وحدها، أو مواجهة مشكلات الحصول على النفقة، أو غياب الشريك، مستطردًا أنه للأسف، بعض الزوجات ينخدعن بهذه الرسائل الإعلامية غير الصحيحة، ويسعين لتقليد تجارب الآخرين فى الطلاق، متجاهلات أن كل تجربة لها ظروفها الخاصة.




https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2024/9/13/2024-638617844831859614-185.jpg



اللوم مرفوض

يجب أن نتوقف عن لوم الزوجة التى تصر على الطلاق بعد فترة طويلة من الزواج غير المستقر.. هكذا بدأت الدكتورة عزة فتحي، أستاذة مناهج علم الاجتماع، حديثها مبررة تزايد حالات الطلاق فى مراحل متأخرة من العمر بتراجع القدرة على تحمل الضغوط مع تقدم السن، خاصة بعد مرور سنوات من الإهانات والتعاسة، فنجد الزوجة تتطلع لتحقيق السلام الداخلى فيما تبقى من حياتها.

وتشير د. عزة فتحى إلى تغيير مفاهيم المجتمع، حيث لم يعد للخوف من كلام الناس أولوية، بل أصبحت الراحة النفسية هى الأهم. لذا تدعو د. عزة فتحى إلى أهمية اختيار شريك حياة ممن نرتضى دينه وخلقه، والتأكد من توافر التوافق بين الطرفين، بالإضافة إلى التدريب المسبق للمقبلين على الزواج من خلال برامج مثل «مودة» و«مشورة»، لتطوير مهارات التواصل وحل المشكلات وفهم الحقوق والواجبات، وتنبه أيضاً إلى أهمية الحوار والتفاهم بين الزوجين، وإدراك الفروق البيولوجية والنفسية بين الرجل والمرأة، وتجنب المقارنات والانقياد وراء وسائل التواصل الاجتماعى.

مراهقة متأخرة

اكتشاف الأزواج أن احتياجاتهم لم تُلب على مدار سنوات الزواج، أو المرور بما يسمى: «المراهقة المتأخرة» من الأسباب التى يتحدث عنها كريم الشاذلي، الكاتب والباحث فى العلاقات الأسرية، كسبب للانفصال فى قصص ونماذج كثيرة اقترب من أطرافها، موضحا خطورة المشكلات والأخطاء الصغيرة التى ربما لا يلتفت إليها الطرفان، فتسحب من الرصيد العاطفى بينهما حتى ينفد تماما، وعندما ينفصل كل طرف عن الآخر، يتزايد الاغتراب والتباعد بينهما.

ويلفت إلى أنه غالبًا ماتكون الزوجة هى الراغبة فى الطلاق فى مرحلة خريف العمر، لأنها تشعر بأنها تحملت كثيرا من أجل الزوج والأبناء، وربما كانت تتطلع لمزيد من الراحة أو الاستمتاع بحياة تقل فيها مسئوليات والتزامات وجود رجل.



https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2024/9/13/2024-638617839496673652-667.jpg


رابط دائم:

https://gate.ahram.org.eg/daily/News/204978/3/955269/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA/%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D9%82%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0.aspx