المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخيانة وقحة هذه الأيام



hassan69
10-20-2005, 02:49 AM
الخيانة وقحة هذه الأيام
والوطنية خجولة هذه الأيام











بقلم : شارل أيوب







المشهد في هذه الأيام عبر عواصم العالم كلها يؤكد ان الخيانة وقحة هذه الأيام وأن الوطنية خجولة في هذا الزمن. مثل هذه الأيام حصلت مجزرة صبرا وشاتيلا، وها هو بطل المجزرة شارون يسميه الرئيس بوش رجل السلام في الشرق الأوسط فيما تعلن كوندوليزا رايس ان الرئيس الأسد اتخذ قراراً حكيماً بعدم المجيء إلى نيويورك.
ترانا نسأل مَن الذي اغتصب الأرض شارون أم الرئيس الأسد، ومَن يحتل الجولان وفلسطين، ومَن ارتكب المجازر من دير ياسين مروراً بصبرا وشاتيلا ومؤخراً في مخيم جنين. وننظر، فإذا برؤساء الدول الاسلامية والعربية يتسابقون لمقابلة رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون وأعضاء الوفد الإسرائيلي. باتت دول اسلامية وعربية تتسابق لأخذ رضى شارون، وفي كل الأحوال فهي أنظمة خاضعة للقرار الأميركي - الاسرائيلي، وباتت المفاخرة في الاعلام العربي ان تنشر صور الوفود العربية تتسابق لمقابلة شارون ووفده، والرئيس بوش في عالم أصبح القرار الإسرائيلي - الأميركي الغربي يضطهد كل مقاوم ممانع لتلك الهيمنة.
محاولة إيران التقدم تكنولوجياً عبر الطاقة الذرية أمر فيه خطر على العالم، لكن امتلاك اسرائيل لأكثر من 250 رأساً نووياً وصاروخاً عابراً للقارات أمر يضمن السلام!
السلام وفق المفهوم الأميركي الغربي هو سلام إسرائيل وهو سلامة الاحتلال الإسرائيلي واخضاع أهالي الأراضي المحتلة للاحتلال الإسرائيلي.
السلام في المفهوم الإسرائيلي - الاميركي - الغربي هو تمزيق المجتمعات المحيطة بإسرائيل إلى دويلات طائفية، وإن رفض لبنان الانجرار بالفتنة وإن رفضت سوريا الخضوع لهذا القرار فهي مسؤولة عن نتائج احتلال اميركا للعراق، وهي مسؤولة عن مقاومة الشعب العراقي للاحتلال، وهكذا تتبدل المقاييس فيشكو الغاصب المحتل العراق، رغم خروجه على الشرعية الدولية واستهتاره بمجلس الأمن ليضع اللوم على سوريا ويعتبرها مسؤولة عن نتائج الاحتلال الأميركي للعراق.
أما على صعيد لبنان، فهو استطاع تحرير أرضه عبر بطولة شهداء المقاومة وشبابها وشعب لبنان الذي هزم الجيش الإسرائيلي المحتل. فإذا بالقرار 1559 الذي فرحت به إسرائيل يطالبنا بنزع سلاح المقاومة كي نصبح مجردين من السلاح، وشعباً أعزل متى أراد العدوان الإسرائيلي احتلالنا مرة جديدة، فلا نكون قادرين على الدفاع عن أرضنا. ومع ذلك نسمع اصواتاً عربية ولبنانية تؤيد الهيمنة الأميركية - الاسرائيلية - الغربية حتى بتنا نتساءل في أي زمن نحن.
نحن في زمن باتت الخيانة وقحة جداً والوطنية خجولة جداً.
نحن في زمن، ان انتقدنا القاضي دتليف ميليس بكلمة واحدة يتهموننا بأننا لا نريد الحقيقة، ونحن طلاب حقيقة ولا نقبل بجريمة اغتيال ولا نقبل بسفك دم أحد، ولكن هل القاضي دتليف ميليس أعلى من صورة الإنسان ومن البشر ومنزّه عن الخطة الغربية الدولية الرامية لإخضاعنا؟
نحن في زمن، بدل أن نفرح بالمقاومة والسلاح الذي تمتلكه والذي تدافع به عن لبنان، نسمع أصواتاً تناصر الطلب الإسرائيلي بسحب سلاح المقاومة، ويغطون هذا الأمر بالدعوة إلى الحوار حول سلاح المقاومة، وما كان الحوار إلا حصان طروادة يهدف الى تنفيذ الطلب الاسرائيلي.
نحن لا نقبل إلا بسلاح المقاومة وان المقاومة هي شرفنا وعزتنا، ونحن لن نخضع للزمن الاسرائيلي، والزمن العربي العنفواني عائد وهو موجود في فلسطين المحتلة وفي لبنان الأبي وفي دمشق قلعة العروبة، ولن نخضع رغم احتقار في عقولنا لبعض العرب ممن هم عبيد لدى إدارة بوش وإسرائيل وغيرها.
بالأمس، نشرت لندن تقريراً يقول ان إسرائيل انتزعت المرتبة الرابعة من فرنسا ببيع الأسلحة وأصبحت في هذه المرتبة بعد أميركا وروسيا والصين دون أن نشير إلى أن شركات الأسلحة الأميركية يملك جزءاً كبيرا من رأسمالها يهود يؤيدون الصهيونية العالمية، ومع ذلك يقول العالم ان شارون بطل السلام، وأفضل للرئيس الأسد أن لا يأتي إلى نيويورك، نحن بالنسبة إلينا، ان الحياة وقفة عز فقط، ويكفينا نضال الشعب الفلسطيني وموقف لبنان وسوريا الممانع والمقاوم ولن نخضع، والزمن الذي تعود فيه الخيانة خيانة آتٍ، والذي تعود فيه الوطنية بطولة آتٍ آتٍ، ولكن حالياً، في لبنان نعيش هذه الأيام في زمن نرى فيه الخيانة وقحة جداً والوطنية خجولة جداً.
فإلى متى نبقى كذلك؟ انتفضوا أيها الأحرار، انتفضوا ايها المؤمنون بالعروبة، انتفضوا أيها المقاومون الأبطال ولا تخضعوا للزمن الإسرائيلي - الأميركي. فماذا يفيد الإنسان ان ربح حياة ذليلة وخسر هويته وكرامته.
نحن أبناء الحياة وأبناء العروبة الحقيقية، ونحن المقاومون الممانعون وستبقى الراية العربية خفاقة رغم المهرجان في نيويورك لشارون ولبوش ورغم بعض الانبطاح العربي الإسلامي في نيويورك.