المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نصمت ولا ننتقد.. ام نستمر في النقد ؟؟



العقيلي
08-03-2003, 11:34 AM
هل نصمت ولا ننتقد.. ام نستمر في النقد ؟؟



مسألة أثارها بعض الأخوان عن اشكالية النقد المسوع والذي يتحرك في بعض المواقع. وكان البعض يلح في أن يصمت النقد لئلا نثير أعداء من هذه الديانة او تلك الطائفة وتبدأ تنتقص من ديننا ومذهبنا.

أتوقع ان اصولنا الأسلامية لا يمكن ان تتعرض لأنتقاص لأنها تقاوم بفعل مكامن قوة الهية وغيبية وعقلية فيها تستطيع ان تواجه وتصمد وتتقدم على كافة الأفكار المواجهة لها في هذا الموقع أو ذاك.

ولكن ما يخص واقعنا الفكري والأجتماعي والسياسي والأقتصادي الحالي ليس بحالة جيدة، وهو يعاني من مشاكل مزمنة تحتاج علاجاً، وأول العلاج تشخيص هذه المشاكل وربما عصرها بقوة وان ادت الى بعض الألم.

أنه موضوع حساس يفتح أشكالية كنس الوسخ واخفاؤه تحت البساط؟؟ أم كنسه تماماً وطرحه خارج حدود البيت وبعدها لنتخلص منه تماماً.

مشكلتنا سواءً كنا شيعة بمشاكلنا الذاتية او سنة بمشاكلنا الذاتية او مسلمين بمشاكلنا الذاتية هذه المشاكل اصبحت الى امراض مزمنة واوراماً أحس احياناً انها تحتاج استئصالاً.

انني مع شديد الأسف ألاحظ ان واقعنا بكل اتجاهاته مصاب بالجذام، والمصاب بالجذام وقد تطاير أنفه وتطايرت يداه لا يستطيع ان يخفي مرضه ليصيح أنه تحول من أنسان الى أسد لتشابه الأسد والمجذوم.
الغربيون يعرفون مشاكلنا، وصراحةً لم يعد ينفع هذا الكلام مقنعاً لغير المسلمين ان المسلمين لا خلافات بينهم وأنه لا يوجد فرق بين الشيعة والسنة و..و.. لأن معاهدهم التخصصية ومخابراتهم تدري ما يدور وما يحدث.
والأمر هو نفسه فيما يخص مشاكل الشيعة الخاصة او السنة الخاصة. ان عصر الأعلام السريع والتطور التكنولوجي لا يدع مجالاً ان نكنس ونخفي الوسخ تحت البساط. أتوقع ان هذا النقد بجميع اشكاله هو شيئ أيجابي بحد ذاته. وذلك لأسباب أربعة

السبب الأول هوحصر وعزل من هو مصاب بالجذام الفكري لمن يكشف مرضه ويشخص داءه منعاً لنقل العدوى لغيره

اما السبب الثاني فهو تنبيه من هو سليم من الأختلاط بهذا المجذوم

والسبب الثالث هو مساعدة من ابتدأت به الأصابة على تقبل العلاج

والسبب الرابع هو أبراز من سليم ومحصن ليحصن غيره

بمعنى آخر من عنده حجة وبرهان سليم سيصمد وستنتشر العقلانية بدل الخرافة والتخلف.
ومن يستمد فكره من خرافة او تخلف او عناد او تعصب او أقصاء سيكشف وينزوي.
الأمة استيقظت وبدأت تنتقد وتحاسب وتبحث عن حلول انه امر سيجعل من هم في واقع المسؤولية يفكرون في رد فعل الأمة وكيفية التعاطي مع هذه الأمة، وربما غيروا رأيهم واستيقظوا وفهموا ان الشيعى ليس بالضرورة سباباً لعمرو أو زيد وربما اكتشفنا ان ما يقوله بعض السنة ليس خطأً كله. وكل هذا النقد بشكله العام سيجبر كافة الأطراف على التفكير مرات ومرات قبل ان تطرح رأياً . انها عملية عقلنة تجري ببطء وما أراه هو أن هذه العملية بدأت تؤتي أكلها في بعض المواقع. المطلوب فقط نوعاً من الأدب في التعاطي النقدي للأوضاع التعيسة الكثيرة التي تصيبنا.