جمال
10-18-2005, 10:54 AM
بوش الأب والابن يأخذان أخيرا بثأرهما من الرئيس المخلوع مع مثوله أمام القضاء غدا
يرى سكان تكريت (شمال بغداد) مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، ان محاكمته التي تبدأ غدا تشكل إهانة اضافية للعرب السنة في العراق. وقال محمود الندا، 80 عاما، شيخ عشيرة البوناصر في بلدة العوجة (تبعد سبعة كلم عن تكريت) مسقط رأس صدام حسين «انها إهانة لشرف العرب رغم انني لا اكن ودا عميقا لصدام في داخلي». وأضاف الشيخ الذي اعدم صدام حسين عددا من اقربائه «من غير المقبول إهانة عربي بهذه الطريقة»، مؤكدا ان المحاكمة هدفها غايات سياسية ليس إلا. وأضاف ان «محاكمة صدام في حد ذاتها تعتبر درسا بليغا لكل الساسة الذين يرغبون حكم العراق». وقد نفذ صدام مشاريع ضخمة وأدخل تحسينات لا مثيل لها على المنطقة، بحيث تحولت تكريت والعوجة، حيث ابصر النور، الى مدن كبيرة حديثة، كما بنى العديد من القصور.
وتبلغ نسبة البطالة اليوم درجة مرتفعة بين سكان تكريت وغالبيتهم من الضباط السابقين والجنود والموظفين الحكوميين. وينشط المتمردون في المنطقة، لكنهم يواجهون ضغوطا قوية ناجمة عن العمليات العسكرية التي تشنها القوات الاميركية والعراقية.
وقال كايد الحسن، 40 عاما، احد افراد الحماية الخاصة بالرئيس المخلوع والذي خرج لتوه من معسكر بوكا الذي يشرف عليه الاميركيون في جنوب العراق، ان «محاكمة صدام حسين ضربة موجهة للعرب السنة وخدمة لإيران». وأضاف انه يشعر بـ«المرارة والظلم» تجاه المحاكمة التي وصفها بأنها «طائفية وتكرس الحقد على الرئيس السابق لأنه أوقف زحف الغزو الايراني الذي اراد تصدير الثورة الاسلامية (1979)». وتابع ان «من يقومون بالمحاكمة الآن هم من اتباع النظام الإيراني، يحكمون العراق ويراد بها ضرب السنة وخدمة ايران التي قصم ظهرها»؛ في اشارة الى الحرب العراقية ـ الايرانية بين عامي 1980 و 1988. ولا ينكر الحسن انه بكى «كثيرا عندما بلغني نبأ القبض على صدام».
وبدوره، قال رجل الدين داود التكريتي، 70 عاما، إمام جامع الهدى في تكريت (180 كم شمال بغداد) ان «المحاكمة ليست مناسبة لظروف البلد حاليا». وأضاف ان «إلصاق صدام بالسنة أسفر عن اثر سلبي على علاقة السنة والاخوة الشيعة. وما يشاع عن ان صدام رجح طائفة على اخرى خطأ، حيث ان المستفيد من حكمه هو عشيرته وعددهم لا يتجاوز بضعة آلاف». وختم التكريتي قائلا «في الدليل الشرعي، يعتبر صدام حاكما للعراق وفق الشريعة لأنه خلع بيد أجنبية».
في المقابل، يصف معن الشمري، 33 عاما، المحاكمة بأنها «تجسد روح العدالة بسبب أفعال هذا المجرم. وكنت اعرف مصير الطغاة امثاله». من جهته، قال ناجي جبارة، 74 عاما، شيخ مشايخ عشيرة الجبور في صلاح الدين ووسط العراق، ان المحاكمة «غير عادلة (..) والكل يعلم ان رائد جوحي رئيس المحكمة شيعي تابع للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية». وأضاف «نود ان تكون المحاكمة بواسطة قضاة من العراقيين الذين ليست لهم دوافع او لجان اميركية او دولية كي نتجنب المشاكل خصوصا وان توقيت المحاكمة غير ملائم».
وترى ناهدة عمران اليوسف، 65 عاما ، مدرسة متقاعدة، ان «إهانة صدام وإخراجه بهذه الصورة على الناس بحد ذاتها اكبر اهانة لكل عراقي». وأضافت «اتصور ان احترام الناس يجب ان يكون في مقدمة اي عمل ناجح خصوصا في مثل هذه المسائل الحرجة، وما فعل بصدام خطأ فظيع افشل المحاكمة منذ البداية وأعطاها صورة انتقام لا اكثر، وهي غير مجدية لرجل اقترب من السبعين عاما».
وفي الولايات المتحدة، تعتبر محاكمة صدام بمثابة ساعة الثأر بالنسبة للرئيس الاميركي جورج بوش ووالده الرئيس السابق لان رئاستيهما شهدت مواجهة بين الولايات المتحدة والدكتاتور العراقي السابق. وكان جورج بوش صرح في سبتمبر (ايلول) 2002 قبل اشهر على شن الحرب على صدام حسين «يجب ألا ننسى انه الرجل الذي حاول قتل والدي». وأشار بوش بذلك الى مخطط تم احباطه لاغتيال جورج بوش الاب حين كان في الكويت عام 1993 بعد انتهاء ولايته الرئاسية. وقد نسب الى اجهزة الاستخبارات العراقية في عهد صدام حسين.
وكان الرئيس الاميركي السابق آنذاك العدو اللدود لصدام حسين بعدما خاض ضده حرب الخليج عام 1991 لطرد قواته من الكويت. وحتى قبل انتخابه رئيسا عام 2000، قال جورج بوش الابن في نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 لصحافي من هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، «آن الاوان لإنجاز المهمة» وان صدام حسين «بقي في السلطة لفترة اطول مما كنا نتوقع».
لكن اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة هي التي اعطت الذريعة لجورج بوش لشن الهجوم. وتحجج بوش باتصالات مفترضة بين «القاعدة» وأجهزة الاستخبارات العراقية، ليضع صدام حسين فورا في مقدمة اهدافه. وبحسب وزير الخزانة السابق بول اونيل والصحافي بوب ودوورد فان البيت الابيض بدأ مباشرة بعد الاعتداءات تقريبا تحضير مخططات للاطاحة به.
من جهته، كان صدام حسين يعتبر جورج بوش الاب والابن على الدوام عدوين شخصيين له. فقد وضع لوحة ارضية تحمل صورة جورج بوش عند مدخل فندق رئيسي في بغداد، لكي يضطر كل الزوار للدوس عليها. ووصف في يوليو (تموز) جورج بوش بأنه شخصية «دنيئة» خلال مثوله امام المحكمة التي ستحاكمه.
وصدام حسين، الذي أوقف في ديسمبر (كانون الاول) فيما كان يختبئ في حفرة، لم يعرف المصير المأساوي الذي لقيه نجلاه عدي وقصي اللذان قتلا في يوليو (تموز) 2003 على ايدي الجيش الاميركي بعد سقوط نظام والدهما.
ويمثل صدام حسين مع سبعة متهمين آخرين امام المحكمة ويواجه عقوبة الاعدام شنقا، وهي عقوبة يفترض ان تقرر بغالبية القضاة الخمسة الذين يشكلون المحكمة العراقية الخاصة. وسيرد الرئيس المخلوع على اسئلة المحكمة العراقية الخاصة حول دوره في مقتل 143 قرويا شيعيا عام 1982. ويحاكم صدام وسبعة من معاونيه بتهمة «إعدام 143 مواطنا واحتجاز 399 عائلة وتدمير منازلهم ومزروعاتهم» في بلدة الدجيل التي تبعد مسافة 60 كلم شمال بغداد بعد هجوم استهدف موكب الدكتاتور السابق.
لكن الادارة الاميركية بدت، حتى قبل بدء الحرب في مارس (آذار) 2003، وكأنها اتخذت موقفا حول المصير الذي يجب ان يواجهه صدام حسين. وردا على اسئلة في اكتوبر (تشرين الاول) 2002 حول كلفة حرب محتملة في العراق، قال الناطق باسم البيت الابيض آنذاك آري فلايشر ان «كلفة رصاصة يطلقها العراقيون انفسهم اقل بكثير». ثم نفى لاحقا ان يكون دعا الى قتل صدام حسين. لكن يبدو ان جورج بوش ايضا حاكم خصمه السابق بشكل مسبق، وقال في ديسمبر (كانون الاول) 2003 انه يستحق «الاعدام»، مضيفا «سنرى اي عقاب سيلقى، لكنني اعتقد انه يستحق الاعدام لما ألحقه بشعبه. إنه مجرم قاتل. كان لديه غرف يجري فيها الاغتصاب. انه طاغية مقزز».
يرى سكان تكريت (شمال بغداد) مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، ان محاكمته التي تبدأ غدا تشكل إهانة اضافية للعرب السنة في العراق. وقال محمود الندا، 80 عاما، شيخ عشيرة البوناصر في بلدة العوجة (تبعد سبعة كلم عن تكريت) مسقط رأس صدام حسين «انها إهانة لشرف العرب رغم انني لا اكن ودا عميقا لصدام في داخلي». وأضاف الشيخ الذي اعدم صدام حسين عددا من اقربائه «من غير المقبول إهانة عربي بهذه الطريقة»، مؤكدا ان المحاكمة هدفها غايات سياسية ليس إلا. وأضاف ان «محاكمة صدام في حد ذاتها تعتبر درسا بليغا لكل الساسة الذين يرغبون حكم العراق». وقد نفذ صدام مشاريع ضخمة وأدخل تحسينات لا مثيل لها على المنطقة، بحيث تحولت تكريت والعوجة، حيث ابصر النور، الى مدن كبيرة حديثة، كما بنى العديد من القصور.
وتبلغ نسبة البطالة اليوم درجة مرتفعة بين سكان تكريت وغالبيتهم من الضباط السابقين والجنود والموظفين الحكوميين. وينشط المتمردون في المنطقة، لكنهم يواجهون ضغوطا قوية ناجمة عن العمليات العسكرية التي تشنها القوات الاميركية والعراقية.
وقال كايد الحسن، 40 عاما، احد افراد الحماية الخاصة بالرئيس المخلوع والذي خرج لتوه من معسكر بوكا الذي يشرف عليه الاميركيون في جنوب العراق، ان «محاكمة صدام حسين ضربة موجهة للعرب السنة وخدمة لإيران». وأضاف انه يشعر بـ«المرارة والظلم» تجاه المحاكمة التي وصفها بأنها «طائفية وتكرس الحقد على الرئيس السابق لأنه أوقف زحف الغزو الايراني الذي اراد تصدير الثورة الاسلامية (1979)». وتابع ان «من يقومون بالمحاكمة الآن هم من اتباع النظام الإيراني، يحكمون العراق ويراد بها ضرب السنة وخدمة ايران التي قصم ظهرها»؛ في اشارة الى الحرب العراقية ـ الايرانية بين عامي 1980 و 1988. ولا ينكر الحسن انه بكى «كثيرا عندما بلغني نبأ القبض على صدام».
وبدوره، قال رجل الدين داود التكريتي، 70 عاما، إمام جامع الهدى في تكريت (180 كم شمال بغداد) ان «المحاكمة ليست مناسبة لظروف البلد حاليا». وأضاف ان «إلصاق صدام بالسنة أسفر عن اثر سلبي على علاقة السنة والاخوة الشيعة. وما يشاع عن ان صدام رجح طائفة على اخرى خطأ، حيث ان المستفيد من حكمه هو عشيرته وعددهم لا يتجاوز بضعة آلاف». وختم التكريتي قائلا «في الدليل الشرعي، يعتبر صدام حاكما للعراق وفق الشريعة لأنه خلع بيد أجنبية».
في المقابل، يصف معن الشمري، 33 عاما، المحاكمة بأنها «تجسد روح العدالة بسبب أفعال هذا المجرم. وكنت اعرف مصير الطغاة امثاله». من جهته، قال ناجي جبارة، 74 عاما، شيخ مشايخ عشيرة الجبور في صلاح الدين ووسط العراق، ان المحاكمة «غير عادلة (..) والكل يعلم ان رائد جوحي رئيس المحكمة شيعي تابع للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية». وأضاف «نود ان تكون المحاكمة بواسطة قضاة من العراقيين الذين ليست لهم دوافع او لجان اميركية او دولية كي نتجنب المشاكل خصوصا وان توقيت المحاكمة غير ملائم».
وترى ناهدة عمران اليوسف، 65 عاما ، مدرسة متقاعدة، ان «إهانة صدام وإخراجه بهذه الصورة على الناس بحد ذاتها اكبر اهانة لكل عراقي». وأضافت «اتصور ان احترام الناس يجب ان يكون في مقدمة اي عمل ناجح خصوصا في مثل هذه المسائل الحرجة، وما فعل بصدام خطأ فظيع افشل المحاكمة منذ البداية وأعطاها صورة انتقام لا اكثر، وهي غير مجدية لرجل اقترب من السبعين عاما».
وفي الولايات المتحدة، تعتبر محاكمة صدام بمثابة ساعة الثأر بالنسبة للرئيس الاميركي جورج بوش ووالده الرئيس السابق لان رئاستيهما شهدت مواجهة بين الولايات المتحدة والدكتاتور العراقي السابق. وكان جورج بوش صرح في سبتمبر (ايلول) 2002 قبل اشهر على شن الحرب على صدام حسين «يجب ألا ننسى انه الرجل الذي حاول قتل والدي». وأشار بوش بذلك الى مخطط تم احباطه لاغتيال جورج بوش الاب حين كان في الكويت عام 1993 بعد انتهاء ولايته الرئاسية. وقد نسب الى اجهزة الاستخبارات العراقية في عهد صدام حسين.
وكان الرئيس الاميركي السابق آنذاك العدو اللدود لصدام حسين بعدما خاض ضده حرب الخليج عام 1991 لطرد قواته من الكويت. وحتى قبل انتخابه رئيسا عام 2000، قال جورج بوش الابن في نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 لصحافي من هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، «آن الاوان لإنجاز المهمة» وان صدام حسين «بقي في السلطة لفترة اطول مما كنا نتوقع».
لكن اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة هي التي اعطت الذريعة لجورج بوش لشن الهجوم. وتحجج بوش باتصالات مفترضة بين «القاعدة» وأجهزة الاستخبارات العراقية، ليضع صدام حسين فورا في مقدمة اهدافه. وبحسب وزير الخزانة السابق بول اونيل والصحافي بوب ودوورد فان البيت الابيض بدأ مباشرة بعد الاعتداءات تقريبا تحضير مخططات للاطاحة به.
من جهته، كان صدام حسين يعتبر جورج بوش الاب والابن على الدوام عدوين شخصيين له. فقد وضع لوحة ارضية تحمل صورة جورج بوش عند مدخل فندق رئيسي في بغداد، لكي يضطر كل الزوار للدوس عليها. ووصف في يوليو (تموز) جورج بوش بأنه شخصية «دنيئة» خلال مثوله امام المحكمة التي ستحاكمه.
وصدام حسين، الذي أوقف في ديسمبر (كانون الاول) فيما كان يختبئ في حفرة، لم يعرف المصير المأساوي الذي لقيه نجلاه عدي وقصي اللذان قتلا في يوليو (تموز) 2003 على ايدي الجيش الاميركي بعد سقوط نظام والدهما.
ويمثل صدام حسين مع سبعة متهمين آخرين امام المحكمة ويواجه عقوبة الاعدام شنقا، وهي عقوبة يفترض ان تقرر بغالبية القضاة الخمسة الذين يشكلون المحكمة العراقية الخاصة. وسيرد الرئيس المخلوع على اسئلة المحكمة العراقية الخاصة حول دوره في مقتل 143 قرويا شيعيا عام 1982. ويحاكم صدام وسبعة من معاونيه بتهمة «إعدام 143 مواطنا واحتجاز 399 عائلة وتدمير منازلهم ومزروعاتهم» في بلدة الدجيل التي تبعد مسافة 60 كلم شمال بغداد بعد هجوم استهدف موكب الدكتاتور السابق.
لكن الادارة الاميركية بدت، حتى قبل بدء الحرب في مارس (آذار) 2003، وكأنها اتخذت موقفا حول المصير الذي يجب ان يواجهه صدام حسين. وردا على اسئلة في اكتوبر (تشرين الاول) 2002 حول كلفة حرب محتملة في العراق، قال الناطق باسم البيت الابيض آنذاك آري فلايشر ان «كلفة رصاصة يطلقها العراقيون انفسهم اقل بكثير». ثم نفى لاحقا ان يكون دعا الى قتل صدام حسين. لكن يبدو ان جورج بوش ايضا حاكم خصمه السابق بشكل مسبق، وقال في ديسمبر (كانون الاول) 2003 انه يستحق «الاعدام»، مضيفا «سنرى اي عقاب سيلقى، لكنني اعتقد انه يستحق الاعدام لما ألحقه بشعبه. إنه مجرم قاتل. كان لديه غرف يجري فيها الاغتصاب. انه طاغية مقزز».