جمال
10-18-2005, 10:51 AM
http://www.asharqalawsat.com/2005/10/18/images/news.328930.jpg
اجرى الحوار : محمود خليل - «الشرق الأوسط»
عبر عباسي مدني، رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة في الجزائر، عن تحفظه على «ميثاق السلم والمصالحة»، الذي جرى استفتاء الشعب الجزائري بشأنه في 29 سبتمبر (ايلول) الماضي. وأشار مدني المقيم حاليا في قطر الى انه لا يستطيع دعوة عناصر الجماعات المسلحة الجزائرية الى إلقاء اسلحتهم وتسليم انفسهم. وقال بهذا الخصوص: «اذا التزم الرئيس (عبد العزيز بوتفليقة) بضمان حياتهم ومنحهم الحق بالدفاع عن النفس ولم ينزلوا (من الجبال) فساعتها سيكون هناك حديث آخر، لكن ان يخيروا بين الموت بالسيف او الموت بالسكين، فهل هذا اختيار؟».
ووصف مدني، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» بالهاتف من دبي، الاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة بأنه «مكيدة وضعت للشعب الجزائري»، ذلك ان «الموضوع الاساس والجوهري هو إحداث المصالحة بين الجزائريين، وما حدث ان السلطة لم تتخذ من الاستفتاء طريقا لتحقيق المصالحة المنشودة، بل اتخذت منه طريقا لتزييف المصالحة واستبعادها وجعلها من المستحيلات». > كيف ترون مستقبل الجزائر بعد الاستفتاء الأخير على ميثاق السلم والمصالحة؟
ـ الاستفتاء ما هو إلا مكيدة وضعت للشعب الجزائري بناء على رغبته في إنهاء أزمته والخروج منها، والسلطة للأسف لم تف بوعودها للجزائريين بهذا الخصوص، بل ما زالت بمكائدها تفتقر لنية ارادة الحل تحديدا، وان مصالحها تكمن باستمرار الازمة، ولا مصالح لها في الحل، بل لها اغراض في تعميق الازمة وتجذيرها.
> ماذا تعنون بالمكيدة؟
ـ الموضوع الحالي ليس الاستفتاء، انما الموضوع الاساس والجوهري هو إحداث المصالحة بين الجزائريين. ما حدث ان السلطة لم تتخذ من الاستفتاء طريقا لتحقيق المصالحة المنشودة بل اتخذت منه طريقا لتزييف المصالحة واستبعادها وجعلها من المستحيلات.
> وما هو البديل برأيكم؟
ـ إعطاء الشعب الجزائري الذي أنهك كاهله الفقر والمرارة والذل، حقه الذي سبق ان اعترف به الاستعمار المتمثل بالسيادة والحرية.
> ما دمتم ترون الاستفتاء تزييفاً للمصالحة، فلماذا اذن لم تدعوا الشعب الجزائري لمقاطعته؟
ـ لقد بينت للشعب الجزائري انه بين امرين احلاهما مر، فمن احرجته السلطة ووضعته في هذا الموقف، فنحن من جهتنا ليس لدينا استعداد لإحراجه، لذا طالبنا الشعب بتحمل مسؤولياته، وهذا يعبر عن موقفنا بضرورة احترام الشعب، فنحن لا نتصرف بمصيره فهو شعب ذو تجربة ومعاناة الكل يعرفها.
> لكن ما تتحدثون عنه الآن يتناقض مع ما دعت اليه اللجنة التنفيذية للجبهة الاسلامية في الخارج، التي دعت الجزائريين للمشاركة في الاستفتاء. هل هذا يعني وجود انشقاق في صفوفكم؟
ـ الجبهة الاسلامية للإنقاذ التي أرأسها انا لها موقف واحد موحد، سواء في الداخل او الخارج. فنحن نختلف بالرأي، لكن من المحال ان نختلف بالموقف. وما يشاع عن بيان للجنة التنفيذية هو صادر عن السلطة التي تسعى بشتى السبل لتشويه الجبهة وإظهارها كأنها منقسمة. الاخوان في الداخل والخارج قالوا كلمة واحدة مفادها ان نترك المسؤولية بشأن هذا الاستفتاء لصاحبها، اي نترك الشعب يتحمل مسؤولياته، واعتقد ان كل ما يدور في هذا السياق لا يخرج من دائرة محاولات السلطة الجزائرية لتوجيه الجبهة الاسلامية وجعلها تخدم النظام على علله وتسير في ركبه.
> هل تريدون القول ان هناك محاولات من قبل السلطة الجزائرية لاختراق الجبهة؟
ـ وهل هذا يخفى على عاقل معايش للظروف. السلطة تحاول ان تظهر الجبهة مفرقة ومتعارضة، واعتقد انه لتحقيق مثل هذا الهدف طلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التراجع عن العفو الشامل الذي كان اعتبره العديدون من الدلالات الجدية على تبني الرئيس الدعوة للمصالحة. حاولت السلطة بعد تراجعها عن العفو الشامل تقسيم الجبهة بعد ان تيقنت اننا لن نقول نعم للاستفتاء في ظل التراجع فوجهتها باتجاه ان تقول «لا» للاستفتاء والمقاطعة، من هنا اعتبرنا الاستفتاء مكيدة.
> يبدو ان الاستفتاء وضعكم في موقف سياسي حرج؟
ـ لا. أرادوا ان يضعونا في هكذا موقف حرج، لكننا لم نخضع للسيناريو الذي خططت له (السلطة).
> أليس مدعاة للغرابة انكم تكتفون الآن بتحميل الشارع مسؤولياته، بعد ان كنتم في السابق توجهونه لتبني الموقف الذي تريدون؟
ـ ألا ترى بأن العالم كله تغير، وظروف الامس هي غير ظروف اليوم، اذن لن يكون من الحكمة السياسية ان نبقى على نفس الوضع والحال بعد 14 عاما.
> هل ما زالت قاعدتكم الجماهيرية كما كانت قبل 14 عاما؟
ـ زدت ثقة بالشعب الجزائري، بأنه لا يزال مع الحق وللحق.
> كيف تعلقون على المشاركة الكبيرة للشعب في الاستفتاء على ميثاق السلم؟
ـ ألا تعرف ان ادوات الانتخابات بأيدي السلطة، تتصرف بها وتحورها كما تشاء وهنا دعني أسألك: ما هو دليلك على صحة الارقام التي اعلنت عنها السلطة بخصوص عدد المشاركين بالاستفتاء؟
> اذن انتم تشككون في الارقام التي اعلنتها السلطة؟
ـ نعم > ما دليلكم على ان الارقام التي اعلنتها السلطة بخصوص نسبة المشاركة في الاستفتاء مشكوك فيها؟
ـ وانا اتتبع كاميرا التلفزيون وهي تغطي الاستفتاء لم ألحظ وجود الشباب بنسب عالية. اذا كان الشباب الجزائري الذي يمثل 70% من عدد السكان، فإن غيابهم الملحوظ يشكك في الارقام التي أعلنتها السلطة.
> هل يعني هذا انكم ترفضون الاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة؟
ـ على الشعب الجزائري ان يرفضه. الرفض يكون من الشعب وليس مني. وانا لا اريد التدخل بما لا ادري به.
> كيف ذلك؟
ـ لا قدرة لي على ذلك، وأنا في المهجر.
> هل يعود تمنعكم عن الاجابة بوضوح، الى ما وقعتم عليه امام السلطة قبل الافراج عنكم، وتعهدتم بموجبه، بعدم الخوض في السياسة؟
ـ هذا حديث خطير، انا ليس لدي غير عهد الله والشعب الجزائري، وعهدي هو ان ابقى محتضنا قضية شعبي ادافع عن حقوقه، مصمما على تحقيق الافضل له ولوطني وللبلاد العربية والاسلامية ما حييت.
> هل تنفون بأنكم وقعتم على تعهد قبل الافراج عنكم؟
ـ ما وقعت عليه هو حكم المجبر. كنت في الحبس وأتاني السجان في الزنزانة الانفرادية فهل كان بمقدوري ان ارفض. عندما يأتي النائب العام ويعطيك قائمة ماذا سيعني توقيعك عليها من عدمه. بالطبع لا يعني شيئا على الاطلاق وهل يشاور الجلاد ضحيته. وبقيت ممنوعا حتى جاء فضل الله وخرجت بمرض عضال وتركوني أغادر (البلاد) للعلاج.
> كيف تردون على الذين يقولون ان موقفكم المبطن بين الرفض والتعويم بخصوص الاستفتاء يعود اساساً الى عدم تضمن ميثاق السلم والمصالحة، السماح للجبهة بالعودة للعمل السياسي؟
ـ الجبهة ليست الا وسيلة وغايتنا هي القضية الجزائرية التي نحن بصدد التعامل معها. الجبهة اسست لاحتضان قضية الشعب الجزائري، ونحن لسنا من عشاق التحزب ولسنا كحزب جبهة التحرير الوطني الذي تحول من جبهة للتحرير الى جبهة لخدمة الاشخاص.
> في ظل حظر الجبهة الاسلامية من النشاط، كيف ستعملون لمساعدة الشعب، وما هي الخيارات المتاحة امامكم في هذا الخصوص؟
ـ برنامجنا محدد بالدفاع عن الجزائريين وقضيتهم، وهو امر نحمله على عاتقنا منذ وقت طويل، وهل ترانا نسلم شعبنا ونتركه للقمع والظلم والحيف.
> هل أثر استقرار الحكم في الجزائر، على شعبيتكم وسط الشارع الجزائري؟
ـ الجبهة الاسلامية للانقاذ في محنة كشعبها، ولا بد ان تتضرر، وما استطيع قوله انها صابرة.
> هل تتحملون في الجبهة الاسلامية للانقاذ مسؤولية ما جرى من احداث عنف في الجزائر؟
ـ ما هو مفهومك للمسؤولية؟
> اقصد، هل لكم دور فيما جرى.. هل أخطأتم، وأين أخطأتم؟
ـ الخطأ من شيم العباد. بدون شك يكون هناك خطأ. لكن ماذا تعني بالخطأ، هل تصرفنا خارج اطار الشرعية، ام نحن ضحية تصرف مؤسسات خرجت عن الشرعية؟.
> ما هي طبيعة الاخطاء التي وقعتم فيها من دون خروجكم عن الشرعية؟
ـ أخالك ترغب في استفزازي.
> انا ابحث عن الحقيقة مع احد الاطراف الرئيسيين الذين واكبوا بدايات الازمة الجزائرية.
ـ الجبهة الاسلامية ليست جبهة عباس مدني وعلي بن حاج، بل هي جبهة الشعب الجزائري كما طرحت من قبل وما تزال مطروحة. لذلك اقول اننا نحتاج لعقد مؤتمر حتى نعرف المعاني ونحدد الخطأ من الصواب.
> هل انتم مقبلون على عقد مؤتمر عام لجبهتكم اذن وأين ستعقدونه؟
ـ اذا استقلت الجزائر وعادت الكلمة للشعب وعاد الحق لأصحابه سنكون حينها مستعدين لعقد المؤتمر.
> ماذا تعني بقولك اذا استقلت الجزائر؟، هل تريد القول ان الجزائر الان مستعمرة؟
ـ الجزائر الآن مستعمرة من قبل الاستعمار الحديث القابض على مصائر الجزائريين، ومعروف ان الاستعمار هو الذي اشعل الفتنة بين الجزائريين. الاستعمار القديم اعترف بالاستقلال ورفع يده بالظاهر، لكنه عاد بمظهره الحديث الذي لا يخدم حتى مصلحة فرنسا بل يخدم اصحاب المنافع.
> هل تدعو عناصر الجماعات المسلحة في الجزائر الى إلقاء السلاح؟
ـ هم اعلم مني وارشد، فهل استطيع في ظل تراجع الرئيس عن العفو الشامل، ان اقول لمن فر بنفسه لكي يحافظ على حياته، تقدم للموت موثوق الايدي؟ هل هذا منطق مشروع؟ اذا التزم الرئيس بضمان حياتهم ومنحهم الحق بالدفاع عن النفس ولم ينزلوا (من الجبال) ساعتها سيكون هناك حديث آخر، لكن ان يخيروا بين الموت بالسيف او الموت بالسكين، فهل هذا اختيار؟
اجرى الحوار : محمود خليل - «الشرق الأوسط»
عبر عباسي مدني، رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة في الجزائر، عن تحفظه على «ميثاق السلم والمصالحة»، الذي جرى استفتاء الشعب الجزائري بشأنه في 29 سبتمبر (ايلول) الماضي. وأشار مدني المقيم حاليا في قطر الى انه لا يستطيع دعوة عناصر الجماعات المسلحة الجزائرية الى إلقاء اسلحتهم وتسليم انفسهم. وقال بهذا الخصوص: «اذا التزم الرئيس (عبد العزيز بوتفليقة) بضمان حياتهم ومنحهم الحق بالدفاع عن النفس ولم ينزلوا (من الجبال) فساعتها سيكون هناك حديث آخر، لكن ان يخيروا بين الموت بالسيف او الموت بالسكين، فهل هذا اختيار؟».
ووصف مدني، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» بالهاتف من دبي، الاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة بأنه «مكيدة وضعت للشعب الجزائري»، ذلك ان «الموضوع الاساس والجوهري هو إحداث المصالحة بين الجزائريين، وما حدث ان السلطة لم تتخذ من الاستفتاء طريقا لتحقيق المصالحة المنشودة، بل اتخذت منه طريقا لتزييف المصالحة واستبعادها وجعلها من المستحيلات». > كيف ترون مستقبل الجزائر بعد الاستفتاء الأخير على ميثاق السلم والمصالحة؟
ـ الاستفتاء ما هو إلا مكيدة وضعت للشعب الجزائري بناء على رغبته في إنهاء أزمته والخروج منها، والسلطة للأسف لم تف بوعودها للجزائريين بهذا الخصوص، بل ما زالت بمكائدها تفتقر لنية ارادة الحل تحديدا، وان مصالحها تكمن باستمرار الازمة، ولا مصالح لها في الحل، بل لها اغراض في تعميق الازمة وتجذيرها.
> ماذا تعنون بالمكيدة؟
ـ الموضوع الحالي ليس الاستفتاء، انما الموضوع الاساس والجوهري هو إحداث المصالحة بين الجزائريين. ما حدث ان السلطة لم تتخذ من الاستفتاء طريقا لتحقيق المصالحة المنشودة بل اتخذت منه طريقا لتزييف المصالحة واستبعادها وجعلها من المستحيلات.
> وما هو البديل برأيكم؟
ـ إعطاء الشعب الجزائري الذي أنهك كاهله الفقر والمرارة والذل، حقه الذي سبق ان اعترف به الاستعمار المتمثل بالسيادة والحرية.
> ما دمتم ترون الاستفتاء تزييفاً للمصالحة، فلماذا اذن لم تدعوا الشعب الجزائري لمقاطعته؟
ـ لقد بينت للشعب الجزائري انه بين امرين احلاهما مر، فمن احرجته السلطة ووضعته في هذا الموقف، فنحن من جهتنا ليس لدينا استعداد لإحراجه، لذا طالبنا الشعب بتحمل مسؤولياته، وهذا يعبر عن موقفنا بضرورة احترام الشعب، فنحن لا نتصرف بمصيره فهو شعب ذو تجربة ومعاناة الكل يعرفها.
> لكن ما تتحدثون عنه الآن يتناقض مع ما دعت اليه اللجنة التنفيذية للجبهة الاسلامية في الخارج، التي دعت الجزائريين للمشاركة في الاستفتاء. هل هذا يعني وجود انشقاق في صفوفكم؟
ـ الجبهة الاسلامية للإنقاذ التي أرأسها انا لها موقف واحد موحد، سواء في الداخل او الخارج. فنحن نختلف بالرأي، لكن من المحال ان نختلف بالموقف. وما يشاع عن بيان للجنة التنفيذية هو صادر عن السلطة التي تسعى بشتى السبل لتشويه الجبهة وإظهارها كأنها منقسمة. الاخوان في الداخل والخارج قالوا كلمة واحدة مفادها ان نترك المسؤولية بشأن هذا الاستفتاء لصاحبها، اي نترك الشعب يتحمل مسؤولياته، واعتقد ان كل ما يدور في هذا السياق لا يخرج من دائرة محاولات السلطة الجزائرية لتوجيه الجبهة الاسلامية وجعلها تخدم النظام على علله وتسير في ركبه.
> هل تريدون القول ان هناك محاولات من قبل السلطة الجزائرية لاختراق الجبهة؟
ـ وهل هذا يخفى على عاقل معايش للظروف. السلطة تحاول ان تظهر الجبهة مفرقة ومتعارضة، واعتقد انه لتحقيق مثل هذا الهدف طلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التراجع عن العفو الشامل الذي كان اعتبره العديدون من الدلالات الجدية على تبني الرئيس الدعوة للمصالحة. حاولت السلطة بعد تراجعها عن العفو الشامل تقسيم الجبهة بعد ان تيقنت اننا لن نقول نعم للاستفتاء في ظل التراجع فوجهتها باتجاه ان تقول «لا» للاستفتاء والمقاطعة، من هنا اعتبرنا الاستفتاء مكيدة.
> يبدو ان الاستفتاء وضعكم في موقف سياسي حرج؟
ـ لا. أرادوا ان يضعونا في هكذا موقف حرج، لكننا لم نخضع للسيناريو الذي خططت له (السلطة).
> أليس مدعاة للغرابة انكم تكتفون الآن بتحميل الشارع مسؤولياته، بعد ان كنتم في السابق توجهونه لتبني الموقف الذي تريدون؟
ـ ألا ترى بأن العالم كله تغير، وظروف الامس هي غير ظروف اليوم، اذن لن يكون من الحكمة السياسية ان نبقى على نفس الوضع والحال بعد 14 عاما.
> هل ما زالت قاعدتكم الجماهيرية كما كانت قبل 14 عاما؟
ـ زدت ثقة بالشعب الجزائري، بأنه لا يزال مع الحق وللحق.
> كيف تعلقون على المشاركة الكبيرة للشعب في الاستفتاء على ميثاق السلم؟
ـ ألا تعرف ان ادوات الانتخابات بأيدي السلطة، تتصرف بها وتحورها كما تشاء وهنا دعني أسألك: ما هو دليلك على صحة الارقام التي اعلنت عنها السلطة بخصوص عدد المشاركين بالاستفتاء؟
> اذن انتم تشككون في الارقام التي اعلنتها السلطة؟
ـ نعم > ما دليلكم على ان الارقام التي اعلنتها السلطة بخصوص نسبة المشاركة في الاستفتاء مشكوك فيها؟
ـ وانا اتتبع كاميرا التلفزيون وهي تغطي الاستفتاء لم ألحظ وجود الشباب بنسب عالية. اذا كان الشباب الجزائري الذي يمثل 70% من عدد السكان، فإن غيابهم الملحوظ يشكك في الارقام التي أعلنتها السلطة.
> هل يعني هذا انكم ترفضون الاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة؟
ـ على الشعب الجزائري ان يرفضه. الرفض يكون من الشعب وليس مني. وانا لا اريد التدخل بما لا ادري به.
> كيف ذلك؟
ـ لا قدرة لي على ذلك، وأنا في المهجر.
> هل يعود تمنعكم عن الاجابة بوضوح، الى ما وقعتم عليه امام السلطة قبل الافراج عنكم، وتعهدتم بموجبه، بعدم الخوض في السياسة؟
ـ هذا حديث خطير، انا ليس لدي غير عهد الله والشعب الجزائري، وعهدي هو ان ابقى محتضنا قضية شعبي ادافع عن حقوقه، مصمما على تحقيق الافضل له ولوطني وللبلاد العربية والاسلامية ما حييت.
> هل تنفون بأنكم وقعتم على تعهد قبل الافراج عنكم؟
ـ ما وقعت عليه هو حكم المجبر. كنت في الحبس وأتاني السجان في الزنزانة الانفرادية فهل كان بمقدوري ان ارفض. عندما يأتي النائب العام ويعطيك قائمة ماذا سيعني توقيعك عليها من عدمه. بالطبع لا يعني شيئا على الاطلاق وهل يشاور الجلاد ضحيته. وبقيت ممنوعا حتى جاء فضل الله وخرجت بمرض عضال وتركوني أغادر (البلاد) للعلاج.
> كيف تردون على الذين يقولون ان موقفكم المبطن بين الرفض والتعويم بخصوص الاستفتاء يعود اساساً الى عدم تضمن ميثاق السلم والمصالحة، السماح للجبهة بالعودة للعمل السياسي؟
ـ الجبهة ليست الا وسيلة وغايتنا هي القضية الجزائرية التي نحن بصدد التعامل معها. الجبهة اسست لاحتضان قضية الشعب الجزائري، ونحن لسنا من عشاق التحزب ولسنا كحزب جبهة التحرير الوطني الذي تحول من جبهة للتحرير الى جبهة لخدمة الاشخاص.
> في ظل حظر الجبهة الاسلامية من النشاط، كيف ستعملون لمساعدة الشعب، وما هي الخيارات المتاحة امامكم في هذا الخصوص؟
ـ برنامجنا محدد بالدفاع عن الجزائريين وقضيتهم، وهو امر نحمله على عاتقنا منذ وقت طويل، وهل ترانا نسلم شعبنا ونتركه للقمع والظلم والحيف.
> هل أثر استقرار الحكم في الجزائر، على شعبيتكم وسط الشارع الجزائري؟
ـ الجبهة الاسلامية للانقاذ في محنة كشعبها، ولا بد ان تتضرر، وما استطيع قوله انها صابرة.
> هل تتحملون في الجبهة الاسلامية للانقاذ مسؤولية ما جرى من احداث عنف في الجزائر؟
ـ ما هو مفهومك للمسؤولية؟
> اقصد، هل لكم دور فيما جرى.. هل أخطأتم، وأين أخطأتم؟
ـ الخطأ من شيم العباد. بدون شك يكون هناك خطأ. لكن ماذا تعني بالخطأ، هل تصرفنا خارج اطار الشرعية، ام نحن ضحية تصرف مؤسسات خرجت عن الشرعية؟.
> ما هي طبيعة الاخطاء التي وقعتم فيها من دون خروجكم عن الشرعية؟
ـ أخالك ترغب في استفزازي.
> انا ابحث عن الحقيقة مع احد الاطراف الرئيسيين الذين واكبوا بدايات الازمة الجزائرية.
ـ الجبهة الاسلامية ليست جبهة عباس مدني وعلي بن حاج، بل هي جبهة الشعب الجزائري كما طرحت من قبل وما تزال مطروحة. لذلك اقول اننا نحتاج لعقد مؤتمر حتى نعرف المعاني ونحدد الخطأ من الصواب.
> هل انتم مقبلون على عقد مؤتمر عام لجبهتكم اذن وأين ستعقدونه؟
ـ اذا استقلت الجزائر وعادت الكلمة للشعب وعاد الحق لأصحابه سنكون حينها مستعدين لعقد المؤتمر.
> ماذا تعني بقولك اذا استقلت الجزائر؟، هل تريد القول ان الجزائر الان مستعمرة؟
ـ الجزائر الآن مستعمرة من قبل الاستعمار الحديث القابض على مصائر الجزائريين، ومعروف ان الاستعمار هو الذي اشعل الفتنة بين الجزائريين. الاستعمار القديم اعترف بالاستقلال ورفع يده بالظاهر، لكنه عاد بمظهره الحديث الذي لا يخدم حتى مصلحة فرنسا بل يخدم اصحاب المنافع.
> هل تدعو عناصر الجماعات المسلحة في الجزائر الى إلقاء السلاح؟
ـ هم اعلم مني وارشد، فهل استطيع في ظل تراجع الرئيس عن العفو الشامل، ان اقول لمن فر بنفسه لكي يحافظ على حياته، تقدم للموت موثوق الايدي؟ هل هذا منطق مشروع؟ اذا التزم الرئيس بضمان حياتهم ومنحهم الحق بالدفاع عن النفس ولم ينزلوا (من الجبال) ساعتها سيكون هناك حديث آخر، لكن ان يخيروا بين الموت بالسيف او الموت بالسكين، فهل هذا اختيار؟