جريمة سيدات القطط!

[وليم]

الثلاثاء 24 من محرم 1446
هــ 30 يوليو 2024


عبدالله عبدالسلام (https://gate.ahram.org.eg/daily/WriterArticles/85/2024/0.aspx)


https://media.altreeq.com/img/24/01/05/459571.jpg



هل السياسة أو القيادة عموما مرتبطة بإنجاب الأطفال؟

بمعنى هل الأشخاص الذين لم يرزقهم الله بأولاد لا يصلحون لإدارة شىء، سواء فى عملهم، أو حتى إذا تولوا منصبا عاما؟

يبدو أن هذا هو رأى «دى فانس» الذى اختاره ترامب مرشحا لمنصب نائب الرئيس فى الانتخابات المقبلة.

فانس قال: «أمريكا تُدار حاليا من خلال مجموعة من سيدات ليس لديهن أطفال. سيدات بائسات فى حياتهن واختياراتهن ويُردن أن تكون أمريكا بائسة».



على الأرجح هذا ليس رأيه وحده بل شريحة كبيرة من المحافظين واليمين المتطرف فى أمريكا والعالم بل لدى بعض شعوبنا حيث يتم تبرير هذا الرأى بأن المرأة التى لا تُنجب لا تدرك مشاكل التربية ولا تهتم بالمستقبل الذى يعتمد أساسا على الأبناء.

يتم تصوير هؤلاء السيدات بصورة كاريكاتورية.. منعزلات، يتصرفن بغرابة وربما بجنون، ويقضين معظم أوقاتهن مع القطط.

هذا التصور يجافى الحقيقة. مجالات العمل كافة، تؤكد أن هناك سيدات يقمن بأعمالهن على أكمل وجه وحققن إنجازات أفضل من رجال كثيرين، ولم تكن مسألة عدم الإنجاب عائقا أمامهن.

بل على العكس. السيدة التى لا أطفال لها، لديها عاطفة وحب لمن حولها، خاصة الأطفال بالمقارنة بسيدات عانين الإنجاب وتربية الأولاد، لذا تجد معاملتهن خشنة وعنيفة.

ثم هل لمجرد أننى أب أو أم، فإن ذلك يؤهلنى لحياة سعيدة وقدرة كبيرة على إدارة البشر؟ فى نفس توقيت ظهور تصريحات فانس، تفجرت علانية أزمة بين إيلون ماسك الملياردير الأمريكى مالك منصة إكس وشركة تيسلا لإنتاج السيارات الكهربائية وابنته المتحولة جنسيا.

ماسك قال إنه فقد للأبد ابنه بعد أن أصبح فتاة. ابنته المتحولة وصفته بأنه أب بارد وغير مبال ونرجسى وسريع الغضب بل وكاذب.

هل كل شىء على ما يرام لمجرد أن هناك أبا وأما وابنا بينما من لا ينجبون تعساء وغير قادرين على القيادة.

هناك سياسيون، لديهم أطفال وأحفاد، لكنهم أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية. الأبوة والأمومة لا علاقة لها بالأمر. سيدات القطط تمييز فاضح ضد المرأة.

aabdelsalam65@gmail.com