كشمش افندي
07-26-2024, 08:23 AM
نُشر:25 يوليو 2024
https://assets-news.asharq.com/images/articles/416x312/4-3/IArhGMOALL_1721829496.jpg
الحاسوب الخارق من شركة Cerebras System الناشئة في مركز بيانات في كاليفورنيا بالولايات المتحدة
دبي-الشرق
على مدى عقود، تعاون العلماء من الصين (https://asharq.com/politics/94725/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D 8%AC%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D9%82%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85/)، والولايات المتحدة في "أجهزة الكمبيوتر" الخارقة Super Computers، وهي آلات بحجم ملعب التنس، وضرورية لتحسين الذكاء الاصطناعي، وتطوير اللقاحات، والتنبؤ بالأعاصير.
لكن العلماء الصينيين أصبحوا أكثر سرية وتحفظاً، إذ تحاول الولايات المتحدة (https://asharq.com/reports/94728/%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%AE%D8%B7%D8%B7-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%88%D8%AF-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%84-%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B2%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86/) عرقلة التقدم التكنولوجي للصين، وتوقفوا عن المشاركة تماماً في منتدى دولي بارز للحوسبة الفائقة، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال (https://www.wsj.com/tech/china-supercomputers-0200642f)".
ويُمثّل الانسحاب نهاية حقبة، وخلق انقساماً يقول العلماء الغربيون إنه سيبطئ تطوير الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات، بينما يعمل البلدان على مشاريع منفصلة.
كما أن انتهاج الصين السرية، يجعل من الصعب أيضاً على الحكومة الأميركية الإجابة عن سؤال تعتبره ضرورياً للأمن القومي: هل تمتلك الولايات المتحدة، أو الصين أجهزة كمبيوتر خارقة أسرع؟
وأخذ بعض الأكاديميين على عاتقهم البحث عن أدلة بشأن تقدُّم الصين في مجال الحوسبة الفائقة، والتدقيق في الأوراق البحثية ومحاصرة أقرانهم الصينيين في المؤتمرات.
الحرب الباردة التكنولوجية
وأصبحت أجهزة الكمبيوتر الخارقة تشكل عنصراً أساسياً في الحرب الباردة التكنولوجية بين الولايات المتحدة، والصين، لأن الدولة لديها أجهزة كمبيوتر خارقة أسرع، يمكنها أن تتمتع أيضاً بميزة في تطوير الأسلحة النووية وغيرها من التكنولوجيا العسكرية.
وقال كبير مستشاري تحليل التكنولوجيا في مؤسسة راند البحثية جيمي جودريتش: "إذا كان بإمكان الطرف الآخر استخدام كمبيوتر خارق لمحاكاة، وتطوير طائرة مقاتلة أو سلاح أفضل بنسبة 20% أو حتى 1% من سلاحك من حيث المدى والسرعة والدقة، فسوف يستهدفك أولاً".
ويُطلق على المنتدى الذي توقفت الصين مؤخراً عن المشاركة فيه اسم Top500، والذي يُصنّف أسرع 500 جهاز كمبيوتر خارق في العالم.
وفي حين أن أحدث تصنيف صدر في يونيو الماضي، يقول إن أسرع 3 أجهزة كمبيوتر في العالم موجودة في الولايات المتحدة، فإن الواقع ربما يكون مختلفاً، وقال جاك دونجارا، أحد مؤسسي Top500: "لدى الصينيين آلات أسرع، لكنهم لم يقدموا النتائج".
وتعمل أسرع أجهزة الكمبيوتر الخارقة اليوم، بعشرات الآلاف من رقائق الكمبيوتر المتطورة، وفي عام 2015، فرضت الولايات المتحدة قيوداً على وصول مطوري أجهزة الكمبيوتر الخارقة الصينيين إلى رقائق إنتل، وغيرها من الأجهزة الأميركية.
وتَبع هذه الخطوة، فرْض قيود أوسع على التصدير بعد 4 سنوات في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، كما أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن شددت هذه القيود أكثر.
ويعتقد دونجارا والمحللون الذين يهتمون بالصين أن بكين تشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة، قد تشدد عقوباتها إذا تفاخر البلد الآسيوي بقدراته في مجال الحوسبة الفائقة.
وقالوا إنه سيكون من الصعب على الصين الحفاظ على تقدمها في مجال الحوسبة الفائقة بدون رقائق متطورة، وكثير منها من صنْع شركة "إنفيديا" الرائدة في وادي السيليكون.
وبدون هذه الرقائق، ستضطر الصين إلى استخدام حلاً بديلاً رغماً عنها، من خلال ربط مئات الآلاف من الرقائق من الجيل الأقدم التي تستهلك الطاقة بشكل هائل.
وقال جودريتش إن الوصول المحدود إلى الرقائق المتطورة في عصر الذكاء الاصطناعي سيجبر الصين على اختيار ما تركز عليه حواسيبها الخارقة.
صعود أجهزة الكمبيوتر العملاقة الصينية
ويعود تاريخ أجهزة الكمبيوتر الخارقة إلى الستينيات، عندما بدأت الوكالات الحكومية الأميركية في تصميم آلات قادرة على التعامل مع كميات هائلة من البيانات في وقت واحد لحل المشكلات بطريقة لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر الأقل قوة التي تعمل بشكل منفصل أن تضاهيها بسهولة.
وكانت الأغراض مماثلة لما يحدث اليوم "محاكاة تفجير سلاح نووي، ونمذجة المناخ، وحل مشاكل علمية كبيرة أخرى".
وظهرت قائمة أفضل 500 جهاز كمبيوتر في عام 1993، عندما قام دونجارا، الأستاذ في جامعة تينيسي، وزملاؤه الألمان بتوزيع مسألة رياضية على أجهزة الكمبيوتر الخارقة، ثم قاموا بتصنيف الأجهزة حسب الوقت الذي استغرقته لحلها، وكانت المشاركة في القائمة مفتوحة دائماً.
ويُقدّر دونجارا أن هناك نحو 50 جهاز كمبيوتر عملاق، بما في ذلك الأجهزة المملوكة لوكالات الاستخبارات أو الشركات الخاصة، والتي من شأنها أن تصل إلى قائمة أفضل 500 جهاز كمبيوتر إذا قدّم أصحابها البيانات.
ولأكثر من عقدين من الزمان، تصدرت الأجهزة الأميركية التصنيف، الذي يصدر مرتين في السنة، ولكن بحلول نوفمبر 2017، كان لدى الصين 202 جهاز كمبيوتر في القائمة، مقارنة بـ143 جهازاً للولايات المتحدة، ما كرّس"هيمنة الصين"، كما وصفتها وكالة الأنباء الحكومية في بكين في ذلك الوقت.
وفي عام 2019، وضعت وزارة التجارة الأميركية 5 شركات حوسبة عملاقة صينية على القائمة السوداء، قائلة إنها تستخدم أجهزة الكمبيوتر الخارقة لأغراض عسكرية ونووية.
وحظرت العقوبات على الشركات الأميركية بيع المكونات لهذه الشركات دون ترخيص.
وقال دونجارا: "لقد كانت نقطة تحول رئيسية"، فقد تضاءلت المشاركة في القائمة.
وعندما سأل زملاءه الصينيين عن السبب، قالوا إنهم غير مسموح لهم بتقديم المعلومات، كما يتذكر دونجارا.
كما قلل العلماء الصينيون من كمية البيانات التي يتشاركونها في المنتديات العلمية الأخرى.
https://assets-news.asharq.com/images/articles/416x312/4-3/IArhGMOALL_1721829496.jpg
الحاسوب الخارق من شركة Cerebras System الناشئة في مركز بيانات في كاليفورنيا بالولايات المتحدة
دبي-الشرق
على مدى عقود، تعاون العلماء من الصين (https://asharq.com/politics/94725/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D 8%AC%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D9%82%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85/)، والولايات المتحدة في "أجهزة الكمبيوتر" الخارقة Super Computers، وهي آلات بحجم ملعب التنس، وضرورية لتحسين الذكاء الاصطناعي، وتطوير اللقاحات، والتنبؤ بالأعاصير.
لكن العلماء الصينيين أصبحوا أكثر سرية وتحفظاً، إذ تحاول الولايات المتحدة (https://asharq.com/reports/94728/%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%AE%D8%B7%D8%B7-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%88%D8%AF-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%84-%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B2%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86/) عرقلة التقدم التكنولوجي للصين، وتوقفوا عن المشاركة تماماً في منتدى دولي بارز للحوسبة الفائقة، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال (https://www.wsj.com/tech/china-supercomputers-0200642f)".
ويُمثّل الانسحاب نهاية حقبة، وخلق انقساماً يقول العلماء الغربيون إنه سيبطئ تطوير الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات، بينما يعمل البلدان على مشاريع منفصلة.
كما أن انتهاج الصين السرية، يجعل من الصعب أيضاً على الحكومة الأميركية الإجابة عن سؤال تعتبره ضرورياً للأمن القومي: هل تمتلك الولايات المتحدة، أو الصين أجهزة كمبيوتر خارقة أسرع؟
وأخذ بعض الأكاديميين على عاتقهم البحث عن أدلة بشأن تقدُّم الصين في مجال الحوسبة الفائقة، والتدقيق في الأوراق البحثية ومحاصرة أقرانهم الصينيين في المؤتمرات.
الحرب الباردة التكنولوجية
وأصبحت أجهزة الكمبيوتر الخارقة تشكل عنصراً أساسياً في الحرب الباردة التكنولوجية بين الولايات المتحدة، والصين، لأن الدولة لديها أجهزة كمبيوتر خارقة أسرع، يمكنها أن تتمتع أيضاً بميزة في تطوير الأسلحة النووية وغيرها من التكنولوجيا العسكرية.
وقال كبير مستشاري تحليل التكنولوجيا في مؤسسة راند البحثية جيمي جودريتش: "إذا كان بإمكان الطرف الآخر استخدام كمبيوتر خارق لمحاكاة، وتطوير طائرة مقاتلة أو سلاح أفضل بنسبة 20% أو حتى 1% من سلاحك من حيث المدى والسرعة والدقة، فسوف يستهدفك أولاً".
ويُطلق على المنتدى الذي توقفت الصين مؤخراً عن المشاركة فيه اسم Top500، والذي يُصنّف أسرع 500 جهاز كمبيوتر خارق في العالم.
وفي حين أن أحدث تصنيف صدر في يونيو الماضي، يقول إن أسرع 3 أجهزة كمبيوتر في العالم موجودة في الولايات المتحدة، فإن الواقع ربما يكون مختلفاً، وقال جاك دونجارا، أحد مؤسسي Top500: "لدى الصينيين آلات أسرع، لكنهم لم يقدموا النتائج".
وتعمل أسرع أجهزة الكمبيوتر الخارقة اليوم، بعشرات الآلاف من رقائق الكمبيوتر المتطورة، وفي عام 2015، فرضت الولايات المتحدة قيوداً على وصول مطوري أجهزة الكمبيوتر الخارقة الصينيين إلى رقائق إنتل، وغيرها من الأجهزة الأميركية.
وتَبع هذه الخطوة، فرْض قيود أوسع على التصدير بعد 4 سنوات في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، كما أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن شددت هذه القيود أكثر.
ويعتقد دونجارا والمحللون الذين يهتمون بالصين أن بكين تشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة، قد تشدد عقوباتها إذا تفاخر البلد الآسيوي بقدراته في مجال الحوسبة الفائقة.
وقالوا إنه سيكون من الصعب على الصين الحفاظ على تقدمها في مجال الحوسبة الفائقة بدون رقائق متطورة، وكثير منها من صنْع شركة "إنفيديا" الرائدة في وادي السيليكون.
وبدون هذه الرقائق، ستضطر الصين إلى استخدام حلاً بديلاً رغماً عنها، من خلال ربط مئات الآلاف من الرقائق من الجيل الأقدم التي تستهلك الطاقة بشكل هائل.
وقال جودريتش إن الوصول المحدود إلى الرقائق المتطورة في عصر الذكاء الاصطناعي سيجبر الصين على اختيار ما تركز عليه حواسيبها الخارقة.
صعود أجهزة الكمبيوتر العملاقة الصينية
ويعود تاريخ أجهزة الكمبيوتر الخارقة إلى الستينيات، عندما بدأت الوكالات الحكومية الأميركية في تصميم آلات قادرة على التعامل مع كميات هائلة من البيانات في وقت واحد لحل المشكلات بطريقة لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر الأقل قوة التي تعمل بشكل منفصل أن تضاهيها بسهولة.
وكانت الأغراض مماثلة لما يحدث اليوم "محاكاة تفجير سلاح نووي، ونمذجة المناخ، وحل مشاكل علمية كبيرة أخرى".
وظهرت قائمة أفضل 500 جهاز كمبيوتر في عام 1993، عندما قام دونجارا، الأستاذ في جامعة تينيسي، وزملاؤه الألمان بتوزيع مسألة رياضية على أجهزة الكمبيوتر الخارقة، ثم قاموا بتصنيف الأجهزة حسب الوقت الذي استغرقته لحلها، وكانت المشاركة في القائمة مفتوحة دائماً.
ويُقدّر دونجارا أن هناك نحو 50 جهاز كمبيوتر عملاق، بما في ذلك الأجهزة المملوكة لوكالات الاستخبارات أو الشركات الخاصة، والتي من شأنها أن تصل إلى قائمة أفضل 500 جهاز كمبيوتر إذا قدّم أصحابها البيانات.
ولأكثر من عقدين من الزمان، تصدرت الأجهزة الأميركية التصنيف، الذي يصدر مرتين في السنة، ولكن بحلول نوفمبر 2017، كان لدى الصين 202 جهاز كمبيوتر في القائمة، مقارنة بـ143 جهازاً للولايات المتحدة، ما كرّس"هيمنة الصين"، كما وصفتها وكالة الأنباء الحكومية في بكين في ذلك الوقت.
وفي عام 2019، وضعت وزارة التجارة الأميركية 5 شركات حوسبة عملاقة صينية على القائمة السوداء، قائلة إنها تستخدم أجهزة الكمبيوتر الخارقة لأغراض عسكرية ونووية.
وحظرت العقوبات على الشركات الأميركية بيع المكونات لهذه الشركات دون ترخيص.
وقال دونجارا: "لقد كانت نقطة تحول رئيسية"، فقد تضاءلت المشاركة في القائمة.
وعندما سأل زملاءه الصينيين عن السبب، قالوا إنهم غير مسموح لهم بتقديم المعلومات، كما يتذكر دونجارا.
كما قلل العلماء الصينيون من كمية البيانات التي يتشاركونها في المنتديات العلمية الأخرى.