المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدام يواجه إعداما ينفذ خلال 30 يوما



كويتى
10-17-2005, 04:01 PM
د. أسامة مهدي


محاكمة الاربعاء في قضية واحدة .. والباقي 11


يمثل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بعد غد الاربعاء امام خمسة قضاة في المحكمة الجنائية المختصة في بغداد في بداية محاكمتة وسبعة اعضاء اخرين في نظامه السابق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية تمثلت بقتل 143 عراقيا في قضاء الدجيل عام 1982وسط توقعات بتعرضه لحكم بالاعدام سينفذ خلال 30 يوما. وسيخصص اليوم الاول من المحاكمة لقراءة لائحة الاتهام وبيان قصيرمن هيئة الدفاع كما قال جوحي قاضي التحقيق الذي رأس الجلسات الاجرائية التي وجهت خلالها الاتهامات لصدام والذي عين متحدثا باسم المحكمة الخاصة التي شكلت لمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع بان الادعاء لم يقرر بعد ما اذا كان سيطلب الاعدام موضحا "ان هذا لن يتحدد الا في اللحظة الاخيرة " فيما لم يعرف بعد المدة التي ستستغرقها المحاكمة.

وقالت المحكمة الجنائية العراقية المختصة في بيان صحافي ان هيئة قضاة التحقيق التابعة للمحكمة انجزت التحقيق مؤخرا في احدى القضايا التحقيقية والمتعلقة بالجرائم التي ارتكبت في قضاء الدجيل عام 1982 إثر تعرض موكب الرئيس العراقي السابق في شهر تموز(يوليو) عام 1982 الى اطلاق نار اثناء مروره في احد شوارع القضاء الذي يبعد مسافة 60 كيلو متراً شمال بغداد وعلى اثر ذلك انتقلت اجهزة امنية متعددة تابعة للنظام السابق متمثلة بوحدات من قوات الجيش والامن العامة والمخابرات العامة وحزب البعث الى موقع الحادث للتحقيق ومن ثم تم اعتقال مئات الافراد منهم من تعرض لعقوبة الاعدام ومنهم من تعرض الى الحجز القسري في صحراء السماوة في مجمع ليا ومكثوا فيه اربع سنوات بينهم رجال ونساء واطفال وشيوخ كما وتم تجريف الاراضي الزراعية والبساتين العائدة للسكان الذين تم اعدامهم واعتقالهم على خلفية اطلاق النار

واضافت ان المتهمين الرئيسيين في تلك الجرائم هم:
1. برزان ابراهيم حسن التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس السابق صدام حسين ومدير جهاز المخابرات العراقي.
2. طه ياسين رمضان نائب رئيس الوزراء.
3. عواد البندر السعدون رئيس قضاة محكمة الثورة.
4. عبد الله كاظم رويد وابنه مزهر رويد وكانا مسؤولين بارزين في حزب البعث
اضافة الى متهمين اخرين.

وقال مصدر مقّرب من سير المحاكمة إن صدام سيمثل أمام المحكمة برفقة وكيل دفاعه المحامي خليل الدليمي وتوقع أن يطلب وكلاء الدفاع في اليوم الاول من المحاكمة مزيدا من الوثائق أو محاميين إضافيين. واشار الى انه حتى لو بدأت المحاكمة في الوقت المحدد إلا أن ذلك لا يعني أنها ستتواصل في الأيام التالية. ومن المنتظر ان تضم قاعة المحكمة مراقبين مستقلين من منظمات دولية وشهود عيان وأفراد أسر الضحايا .

واشارت المحكمة الى ان هذه القضية هي واحدة من مجمل القضايا التحقيقية جاري التحقيق فيها والمتهمين فيها مطلوبين على ذمة قضايا اخرى يجري التحقيق فيها حالياً وقالت ان التحقيق في جرائم الدجيل قد جرى وفق المادة (12) من قانون المحكمة الجنائية العراقية المختصة رقم (1) لسنة 2003 وهي من ضمن الجرائم المرتكبة ضد الانسانية .
ولا يعرف احد في الدجيل مكان دفن جثث الضحايا رغم الكشف عن عشرات المقابر الجماعية منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003 ويريد السكان ان يكشف صدام المكان الذي دفنت فيه الجثث.

ويتذكر عبد الحسين الدجيلي الشاهد على الاحداث والمسؤول عن جمعية الضحايا قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية "كان اليوم السابع من رمضان في الثامن من تموز (يوليو) عام 1982 وكان الحر قائظا وصدام حسين مسافرا في موكب ضخم يتألف من 30 سيارة على الاقل". واضاف "كان قد زار لتوه مسجدا وتوجه الى وسط القرية عندما فتح مسلحون النار من بستان كبير يقع على جانب الطريق .. ورد حراس الموكب باطلاق النار في كافة الاتجاهات حتى انهم قتلوا طفلين في أحد المنازل ثم انصرفوا".

وتوجه صدام حسين الى المقر المحلي لحزب البعث وقال "نعرف من هم المسؤولون عن الاعتداء ولقد اعتقلناهم". ثم بدأت الاعتقالات وعمليات القمع في اليوم التالي مع وصول وحدات من القوات الخاصة والحرس الجمهوري حيث تسلط الرعب على الدجيل واعتقل اكثر من 600 شخص ينتمون الى ثمانين عائلة ونقلوا الى سجن الامن السري في بغداد ولم يعد 143 منهم.

وتشكل المجزار والتجاوزات في الدجيل الملف الاول الذي انهاه قضاة التحقيق في المحكمة العراقية الخاصة المكلفة محاكمة صدام حسين .. ويوضح جوحي انه يجري التحقيق في 12 شكوى اخرى ضد الرئيس السابق مؤكدا انه قد يتم الانتهاء من بعض الملفات بسرعة.

ويلاحق صدام حسين بجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في قضايا عدة منها عملية الانفال ضد الاكراد في 1988 وقصف الاكراد في حلبجة بغاز الخردل في السنة نفسها وقمع الشيعة في 1991 واجتياح الكويت بعد سنة ومجزرة قبيلة البرزاني في 1983 وقتل رؤساء احزاب سياسية ورجال دين.

وقال مصدر مقّرب من سير المحاكمة إن صدام سيمثل أمام المحكمة برفقة وكيل دفاعه المحامي خليل الدليمي وتوقع أن يطلب وكلاء الدفاع في اليوم الاول من المحاكمة مزيدا من الوثائق أو محاميين إضافيين. واشار الى انه حتى لو بدأت المحاكمة في الوقت المحدد إلا أن ذلك لا يعني أنها ستتواصل في الأيام التالية. ومن المنتظر ان تضم قاعة المحكمة مراقبين مستقلين من منظمات دولية وشهود عيان وأفراد أسر الضحايا .
وعشية محاكمة اقسى دكتاتورعربي حكم بلاده ثلاثة عقود من الزمن قال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية أن حكما بالاعدام قد يصدر ضد صدام‏ مشيرين الى أنه إذا صدر هذا الحكم فسيتم تنفيذه خلال‏30‏ يوما بعد انهاء كافة اجراءات الاستئناف بناء علي قانون المحكمة العراقية الخاصة التي تم انشاؤها بالتنسيق مع القوات الأمريكية وبتمويل منها بعد سقوط النظام قبل عامين ونصف العام .

وفي الوقت الذي يواجه فيه صدام سلسلة من الاتهامات تبدأ منذ وصول حزب البعث للحكم عام‏1968‏ وحتي الاطاحة به في نيسان عام‏2003 فإن بقية القضايا قد تسقط ضده في حالة صدور حكم بإعدامه في القضية الأولي الخاصة بالدجيل‏.‏

وأكدت مسؤولة بمجلس الأمن القومي الأمريكي أن ذلك لن يمنع من استمرار محاكمة معاوني صدام بما في ذلك علي حسن المجيد وزير الدفاع الشهير بعلي الكيماوي وطارق عزيز نائب رئيس الوزراء وآخرون من كبار قادة النظام السابقين بشأن اتهامات أخري تتضمن قمع وقتل أعداد كبيرة من الأكراد في الأعوام‏1980‏ و‏1983‏و‏1988‏ وقمع تمرد الشيعة في الجنوب عقب حرب الخليج الأولى عام‏1991‏ وقمع اضطراب في مدينة النجف عام‏1999‏ إثر اغتيال السلطات للزعيم الشيعي الراحل آية الله الصدر‏ اضافة الى جرائم تم ارتكابها أثناء غزو الكويت عام‏1990‏ وخلال الحرب العراقية الايرانية في الفترة من‏1980‏ إلي‏1998.‏

واشارت المسؤولة أنه في حالة تبرئة صدام من التهمة الأولي الخاصة بقرية الدجيل أو صدور حكم بالسجن ضده‏ فإنه قد يواجه حكم الاعدام في بقية القضايا الأخري والتي تنحصر في فئات ثلاث هي‏:‏ جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب والابادة الجماعية‏ وأوضحت أن القضاة العراقيين الذين سيتولون المحاكمة مؤهلون تماما للقيام بهذه المهمة خاصة بعد تلقيهم تدريبات مكثفة في الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا واستراليا‏.‏ وكانت السلطات الأميركية قد خصصت ‏75‏ مليون دولار لاقامة المحكمة العراقية الخاصة فور سقوط نظام صدام .

وردا علي سؤال حول إمكانية توسيع دائرة الاتهام في القضايا المتهم بها الرئيس العراقي السابق لتشمل مسئولين من دول أخري قدموا الدعم والعون لصدام بما في ذلك وزير الدفاع الأميركي الحالي دونالد رامسفيلد الذي التقي بصدام عام‏1984‏ بصفته مبعوثا رئاسيا خاصا لدعم حربه ضد إيران آنذاك أكد المسؤولون الأمريكيون أن سلطات المحكمة العراقية تقتصر علي محاكمة المسؤولين العراقيين فقط ولن تشمل مسؤولين من دول أخرى‏.‏

وأشار المسؤولون إلي أن صدام سيحضر جلسات المحاكمة خلف زجاج واق ووسط اجراءات أمنية متشددة لكنهم لايستطيعون ضمان إذاعة تفاصيل المحاكمة تلفزيونيا وإن كان سيتم السماح للصحفيين بحضور الجلسات وهو يعكس ما قاله مراقبون أمريكيون من أن الحكومة الأمريكية تخشي من استغلال صدام لمحاكمته للكشف عن فضائح قد تحرج الولايات المتحدة‏.‏

ومن جهتهم يخطط محامو الرئيس المخلوع للطعن في شرعية المحكمة وقال محام من هيئة الدفاع عن صدام إن الهيئة ستدفع أمام المحكمة بحصانته أمام أي اتهام بجرائم ارتكبها أثناء رئاسته للعراق بزعم أن أي تشريع جديد بسحب تلك الحصانة لا يكون بأثر رجعي. واضاف المحامي "إن المحكمة شكلتها قوة محتلة" وذلك في سياق مقابلة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية معه مؤكدا أن صدام يشعر بالتحدى إزاء المحاكمة التي تقرر في وقت سابق أن تبدأ الأربعاء.وأبرز المحامي قرارا وقعه صدام بإعدام 143 شخصا وقال ببساطة "إن هؤلاء الأشخاص حوكموا وأدينوا من قبل محكمة جنائية عراقية وصدق الرئيس على قرار إعدامهم".

وكان الجيش الأميركي اعتقل صدام حسين في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2003 في منطقة تكريت مسقط راسه شمال بغداد وهو معتقل منذ ذلك الوقت في سجن تحت حراسة الجيش الأميركي قرب مطار بغداد.

سلطان
10-17-2005, 04:56 PM
لا شك أنه لا أحد يستطيع أن يبريء صدام إبن صبحة من الجرائم البشعة التي ارتكبها بحق العراقيين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:

من يستطيع أن ينفي حقيقة أن صدام إبن صبحة عاش حياته عميلا لأمريكا وإسرائيل؟

من أجلس إبن صبحة على كرسي السلطة في العراق عام 1968، أليست هي أمريكا وإسرائيل؟

من وفر الحماية والدعم والأمن لنظام حكمه وأمده بكل أسباب القوة والإستمرار طوال 35 عاما متواصلة؟ أليست هي أمريكا وإسرائيل؟

بأمر من نفذ إبن صبحة مذبحة حلبجة الكيماوية ضد الأكراد في شمال العراق التي راح ضحيتها 5 آلاف كردي، ومذابح الأهوار في انتفاضة مارس 1991 التي راح ضحيتها ربع مليون شيعي؟ أليس بأمر من أمريكا وإسرائيل؟

بأمر من ينفذ اليوم الزرقاوي والبعثيين أفراخ إبن صبحة عمليات القتل ضد الشيعة، أليس بأمر من أمريكا وإسرائيل؟

سأل مراسل وكالة رويتر للأنباء الحمار يوما: من أخوك...؟
قال: أخي هو آدمي لم يفهم بعد بأن أمريكا هي من يقتل الشيعة في العراق بواسطة عملائها وتلصق عمليات القتل بالمسلمين.

hassan69
10-18-2005, 07:18 AM
واقعة (الغزالية) التي كشفت الوكالات النقاب عنها قبل يومين, والمتضمنة في التفاصيل: إلقاء القبض على أميركيين اثنين متنكرين بزي عربي, كانا يحاولان تفجير سيارة مفخخة وسط حي الغزالية السكني غربي العاصمة العراقية بغداد وذلك من قبل أهالي المنطقة, وإثر الواقعة هرعت قوة كبيرة من الجيش الأميركي للتدخل وحاصرت المكان, وقامت على وجه السرعة بنقل الرجلين بواسطة إحدى عربات (الهمر) وسط استغراب الأهالي, فضيحة مجلجلة بامتياز للولايات المتحدة وللإدارة الحالية, ينبغي ألا تمر هكذا, وكأن شيئاً لم يكن أو لكأنها حادث عابر لا يستحق التوقف عنده.

فخطورة الحادثة وهوية القائمين على تنفيذها أصعب من أن تبتلع وتلفلف, وهي تدفع بقوة في الاتجاهات الموثقة لعلاقات الاحتلال الأميركي بالتفجيرات الدموية الجارية, والتي حصدت وتحصد الآلاف من أبناء الشعب العراقي داخل الأحياء وفي الكنائس والمساجد والأسواق, وباستهداف على مدارالساعة تدار عملياته بشكل مباشر أو بالواسطة بقصد إلحاق أكبر الضرر والخسائر البشرية والمادية, وإغراق العراق بالدم والفوضى خدمة لمشروعات الاحتلال ومخططاته, وجود عشرات الآلاف من جنوده ودفعاً للبلد نحو الفتنة والاقتتال الأهلي والتقسيم.‏ وبعض الاشخاص يتعمدون كسلطان تبرأة امريكا بالحرب على ايران وان كان كذلك فلماذا التهجم على بلد عنوانه الاسلام

سلسبيل
10-18-2005, 07:34 AM
المدينة أُجبرت على دفع دية لمقتل خاله في الخمسينات... عادت فحاولت اغتيال صدام في الثمانينات ... ضحايا الدجيل منقسمون حول المحاكمات ... و«عكد ابو ظهير» انتقمت سلطة صدّام من نخيله


الدجيل الحياة - 18/10/05//



يمثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين مع سبعة آخرين من رموز نظامه غداً الاربعاء امام المحكمة العراقية الخاصة ايذاناً ببدء ما ستغدو أهم محاكمة في تاريخ العراق.

وسيحاكم صدام ورفاقه بتهمة قتل 143 من سكان قرية الدجيل الشيعية شمال بغداد وتدمير ممتلكاتهم وجرف اراضيهم ونفيهم في الداخل اربع سنوات بعد هجوم استهدف موكب الرئيس السابق.

لم تنتظر عشيرة صدام في تكريت (200 كلم شمال بغداد) طويلاً بعدما تسلم احد ابنائها الحكم في العراق عام 1979، لتجبر أهالي الدجيل (40 كلم شمال بغداد) على دفع دية لمقتل أحد أخوال الرئيس الجديد في الطريق بين سامراء وبغداد مطلع الخمسينات من القرن الماضي، لكن محاولة بعض شبابها اغتيال صدام عام 1982 جلبت الكوارث على المدينة الصغيرة التي تنام على ضفاف دجلة بهدوء لا يخفي آثار انتقام السلطة الذي استمر لعشرين عاماً لاحقة.

والدجيل التي قصدها الشيعة من جنوب العراق قبل قرون للسكن بقرب مرقد الامام ابو جعفر ابن علي الهادي ويسمونه «سبع الدجيل» لا تزال تتذكر بوضوح حادثة اغتيال صدام في 8 تموز (يوليو) 1982 وإن كان أهلها يختلفون بشأن مواقفهم من المحاكمات التي شملت أركان النظام السابق وتصدرتها قضيتهم.

تروي عائلة ستار توفيق الخفاجي (أحد اعضاء حزب الدعوة) ان ستار الذي قاد محاولة اغتيال صدام حسين ولقي حتفه خلال العملية كان متأثراً بإعدام السلطة لأحد إخوته بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة (وكان حينذاك جزءاً من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية)، وهو الآخر ملاحق من رجال السلطة ويتخذ من بساتين الدجيل ملاذاً بصحبة مجموعة من الشباب المطاردين ايضاً. وتمضي الراوية: «لم يكن ستار يخطط لاغتيال صدام لكن ظهور الاخير المفاجئ في المدينة واجتماعه باعضاء الحزب واعتلاءه سطح مقر حزب البعث هناك لتحية الجمهور الذي تجمع للهتاف له دفعت هؤلاء الشباب إلى استثمار الفرصة والتربص بموكب الرئيس السابق في طريق العودة والتركيز على استهداف سيارة مرسيدس بيضاء رجحوا ان يكون صدام استقلها، لكن الرئيس لم يصب في الحادث على رغم اطلاق النار الكثيف»، وأصيب بدلاً عنه 11 من افراد الحماية الخاصة، فيما قتل ستار وعدد من المهاجمين واختفى آخرون في بساتين النخيل الكثيفة التي امر صدام لاحقاً بتجريدها، بعدما اعتقل أبناء 80 عائلة وأعدم 250 من الاهالي، واعتبر 215 آخرين في عداد المفقودين، حسب محمد حسن المجيد قائمقام قضاء الدجيل.

وفيما تمسك العديد من اهالي الضحايا بحقوقهم في الدعوى ضد صدام عن إعدام ذويهم وتجريد أرضهم، رفض آخرون تقديم مثل هذه الدعاوى على رغم زيارات متكررة تقوم بها هيئة حكومية مختصة لإقناع الأهالي الممتنعين.

ويقول علي المضحي، شقيق فاضل المضحي الذي اعدم في تلك الاحداث لـ «الحياة» انه رفض الانصياع للضغوط الحكومية: «لم أقدم دعوى ضد صدام على رغم أنه اعدم شقيقي»، ويبرر: «كان صدام حينذاك رئيس جمهورية تعرض لمحاولة اغتيال من اعضاء في حزب يدينون بالولاء لايران في وقت كان العراق يخوض حرباً معها».

ويتفق الشيخ اسماعيل الحدب، شقيق ابراهيم الذي أعدم هو الآخر بعد الحادث، مع الرأي السابق، ويؤكد رفضه تقديم دعوى ويقول ان احزاباً في السلطة الآن حاولت الضغط على الاهالي ولم يستجب منهم الا القليل»، على حد قوله.

ويرى محامون لصدام «ان الاخير دفع تعويضات للاهالي عن الاراضي التي جرفها»، ويؤكد ثامر حمود محامي طه ياسين رمضان «ان الدولة العراقية دفعت تعويضات مجزية للاهالي الذين جرفت أراضيهم» فيما لم يعلق على الاعتقالات والاعدامات التي تعرض لها الأهالي.

ويحاكم صدام عن تهمة قتل واعتقال المئات من اهالي الدجيل يوم 19 من الشهر الجاري وقدمت المحكمة المختصة بمحاكمة الرئيس السابق وثائق ادانة من 2000 صفحة تخص هذه التهمة بينها، كما يؤكد مجيد هلهول الناطق باسم هيئة الدفاع عن صدام صور بالاقمار الصناعية للدجيل قبل وبعد تجريد بساتين النخيل فيها والتي يعود عمر بعضها إلى قرون.

وتتمسك عائلات اخرى في الدجيل بحقها في مقاضاة صدام وانزال عقوبة الاعدام به، فتقول بدرية والدة ثلاثة من المعدومين انها قدمت دعوى قضائية ضد صدام، مؤكدة ان السلطة السابقة اعتقلتها وعائلتها لمدة ثلاث سنوات وشمل الاعتقال حتى الاطفال قبل ان يعدم ثلاثة من ابنائها.

وتقول سيدة اخرى تبلغ من العمر 70 عاماً انها اعتقلت في اعقاب الحادث وبعد الافراج عنها اكتشفت مقتل أربعة من ابنائها، وترى ان الاعدام «قليل بحق صدام» وانه «يستحق وأزلامه ما هو اكثر».

ويقول ابراهيم صالح الخفاجي الذي عاد من ايران بعد سقوط النظام وكان هرب اليها خشية بطشه «كان عمري يومها 15 عاماً وقد رأيت موكب صدام يدخل المدينة يوم 8/7/1982 وهو يوم (نكبة المدينة) كما صرنا نسميه لاحقاً، كان الموكب يضم اكثر من 12 سيارة مرسيدس، وحلقت في الجو (7) طائرات هليكوبتر وتقدم الموكب على شارع الدجيل العام الى مركز شرطة الدجيل، حيث اعتلى صدام سطح البناية وكان يبدو متحدياً وألقى خطاباً غاضباً كله تهديدات مبطنة لسكان المدينة ولم نعرف السبب يومها، ثم نزل وواصل موكبه السير الى داخل المدينة حتى وصل الى ساحة قريبة من مدرسة الابراهيمية الابتدائية في منطقة تدعى «عكد ابو ظهير»، عندما تصدت له مجموعة من الشبان بينهم عبدالستار توفيق وحسين حسن وكريم كاظم جعفر وفارس جاسم الامين وحازم جاسم محمد علي حسون ومحروس محمد الهادي ومحمد عبد الجواد وآخرون واطلقوا النار على موكبه»، ويضيف: «بدأت الاحداث بعد العملية تأخذ منحى آخر، فقد اغلقت المدينة ومنع التجول لمدة ثلاثة ايام، في حين استمرت المواجهات مدة ستة ايام سقط خلالها العديد من أهالي المدينة وقتل ايضاً عدد من حراس صدام حتى جاء لواء الحرس الجمهوري الاول بقيادة طاهر عبد الرشيد ومجاميع من الحزبيين في 44 سيارة نوع (ليلاند)، لتبدأ حملة عقاب جماعي للمدينة».

ويكمل أحد الشهود عبد الحسين الدجيلي، رئيس منظمة السجناء الأحرار حاليا، «أن قوات الجيش والحرس الخاص والحرس الجمهوري دخلت المدينة في اليوم التالي من حادث الاغتيال وراحت تمشط البساتين بعدما قصفت بالصواريخ والطائرات ثم بدأت حملة اعتقالات استمرت شهوراً وشملت عدداً من الرجال والنساء»، واوضح أن «أهالي الدجيل يطالبون بإنزال أقصى العقوبات على صدام ويصرون على إيجاد قبور أبنائهم». وأكد: «أن أكثر من 8 اسر دجيلية احتجزت آنذاك مكونة من 612 فرداً وأزيلت مساحات زراعية تقدر بـ75 ألف دونم وطمرت نهر الدجيل». لكن الاتهامات الموجهة إلى صدام اليوم حسب المحكمة الجنائية الخاصة بمحاكمة تقتصر على تهمة اعتقال وقتل 134 شخصاً من الاهالي وتجريد مساحة زراعية تبلغ 50 الف دونم.

والدجيل أحد أقضية محافظة صلاح الدين وتسمى أيضاً مدينة «الفارس»، وهي منطقة زراعية تحيط بها البساتين. وهناك نية لدى الحكومة العراقية الحالية لتحويلها إلى مدينة تابعة للعاصمة بغداد.