المهدى
10-16-2005, 05:24 PM
بغداد - سؤدد الصالحي
«لا أعرف القراءة والكتابة، إلا أن زوجي طلب مني مرافقته ووضع اشارة على كلمة نعم». هكذا ردت «أم محمد» لدى سؤالها عن خيارها اثر اقتراعها في العمارة في الاستفتاء على الدستور، لكن «من دون معرفة دوافع خيار زوجها»!
ويبدو ان الإقبال النسوي على المشاركة، والذي تركز في مناطق جنوب العراق وشماله انحسر في المنطقة الغربية وجنوب بغداد، إذ كان محكوماً بالأعراف العشائرية والدينية السائدة علاوة على الأوضاع الأمنية.
الشيخ محمد خليل (سنّي) من منطقة تلعفر في شمال الموصل قال لـ «الحياة» إن «المدينة انقسمت الى قسمين في مراكز التصويت: الأول للطائفة السنّية والآخر للشيعية»، لافتاً الى أن الجانب الشيعي شهد إقبالاً منقطع النظير للنساء الشيعيات، بينما امتنعت النسوة السنّيات عن المشاركة لعدم وجود نساء للتفتيش في المراكز الانتخابية الخاصة بالسنّة خلافاً للمراكز «الشيعية» التي كان فيها شرطة ومراقبون غالبيتهم من أقارب الناخبات.
إلا أن مدير شؤون العشائر في منطقة العلم (شمال تكريت) خليل ابراهيم حسن كان أكثر وضوحاً، وقال لـ «الحياة» إن «نسبة مشاركة النساء ضعيفة جداً بسبب انشغالهن بأعمال المنزل». وأكد أن غالبية العائلات في صلاح الدين لا تسمح للنساء بالخروج من المنزل، فيصطحب الرجل هناك الأوراق الثبوتية الخاصة بزوجته أو والدته معه لعلّهم يسمحون له بالاقتراع بدلاً منهن!
«الأعراف العشائرية تطغى على هذه المنطقة ولا تسمح للمرأة بالمشاركة في مثل هذه الأمور»، كما قالت «أم داليا» ابنة منطقة العلم، التي أكدت لـ «الحياة» خجلها من الذهاب الى مركز الاقتراع على رغم أنها ترغب في المشاركة للتصويت بـ «لا».
ولم تكن حالة النساء الجنوبيات بعيدة عن بنات جنسهن في غرب العراق. فالمرأة هناك لا تتخذ غالباً قرارها بمفردها بل تعتمد في مثل هذه الأمور على رأي زوجها أو والدها، نظراً الى أعراف عشائرية سائدة تسلبها حق الاختيار. «أم منتظر» من الناصرية لفتت الى أن «النساء هنا يخضعن لآراء أزواجهن أو إخوتهن» الذين يستقون غالباً آراءهم من توجيهات المرجعية الدينية.
وبغداد انقسمت كالعراق الى مناطق ملتهبة أمنياً وأخرى إما رافضة للدستور... أو مؤيدة أو مقاطعة للاستفتاء. وفي منطقتي الدورة والأعظمية حيث «الأمن المهزوز»، غابت المرأة عن المشهد تماماً. وقالت إشراق: «نحن عائلة شيعية وعلى رغم رفضنا للدستور، إلا أننا نخشى الذهاب الى مركز الاقتراع... فلن يصدقنا الجيران اذا قلنا اننا ضد الدستور، وستستهدفنا الجماعات المسلحة لاحقاً». وأكدت سما من الأعظمية أن «الفتوى الدينية التي أصدرتها هيئة علماء المسلمين بالتصويت ضد الدستور ضاعفت من حرص شباب المنطقة على المشاركة»، إلا أن كل العائلات منعت بناتها من الخروج خشية قتلهن أو خطفهن: «فلا أحد يعرف من أين سيخرج المسلحون».
«لا أعرف القراءة والكتابة، إلا أن زوجي طلب مني مرافقته ووضع اشارة على كلمة نعم». هكذا ردت «أم محمد» لدى سؤالها عن خيارها اثر اقتراعها في العمارة في الاستفتاء على الدستور، لكن «من دون معرفة دوافع خيار زوجها»!
ويبدو ان الإقبال النسوي على المشاركة، والذي تركز في مناطق جنوب العراق وشماله انحسر في المنطقة الغربية وجنوب بغداد، إذ كان محكوماً بالأعراف العشائرية والدينية السائدة علاوة على الأوضاع الأمنية.
الشيخ محمد خليل (سنّي) من منطقة تلعفر في شمال الموصل قال لـ «الحياة» إن «المدينة انقسمت الى قسمين في مراكز التصويت: الأول للطائفة السنّية والآخر للشيعية»، لافتاً الى أن الجانب الشيعي شهد إقبالاً منقطع النظير للنساء الشيعيات، بينما امتنعت النسوة السنّيات عن المشاركة لعدم وجود نساء للتفتيش في المراكز الانتخابية الخاصة بالسنّة خلافاً للمراكز «الشيعية» التي كان فيها شرطة ومراقبون غالبيتهم من أقارب الناخبات.
إلا أن مدير شؤون العشائر في منطقة العلم (شمال تكريت) خليل ابراهيم حسن كان أكثر وضوحاً، وقال لـ «الحياة» إن «نسبة مشاركة النساء ضعيفة جداً بسبب انشغالهن بأعمال المنزل». وأكد أن غالبية العائلات في صلاح الدين لا تسمح للنساء بالخروج من المنزل، فيصطحب الرجل هناك الأوراق الثبوتية الخاصة بزوجته أو والدته معه لعلّهم يسمحون له بالاقتراع بدلاً منهن!
«الأعراف العشائرية تطغى على هذه المنطقة ولا تسمح للمرأة بالمشاركة في مثل هذه الأمور»، كما قالت «أم داليا» ابنة منطقة العلم، التي أكدت لـ «الحياة» خجلها من الذهاب الى مركز الاقتراع على رغم أنها ترغب في المشاركة للتصويت بـ «لا».
ولم تكن حالة النساء الجنوبيات بعيدة عن بنات جنسهن في غرب العراق. فالمرأة هناك لا تتخذ غالباً قرارها بمفردها بل تعتمد في مثل هذه الأمور على رأي زوجها أو والدها، نظراً الى أعراف عشائرية سائدة تسلبها حق الاختيار. «أم منتظر» من الناصرية لفتت الى أن «النساء هنا يخضعن لآراء أزواجهن أو إخوتهن» الذين يستقون غالباً آراءهم من توجيهات المرجعية الدينية.
وبغداد انقسمت كالعراق الى مناطق ملتهبة أمنياً وأخرى إما رافضة للدستور... أو مؤيدة أو مقاطعة للاستفتاء. وفي منطقتي الدورة والأعظمية حيث «الأمن المهزوز»، غابت المرأة عن المشهد تماماً. وقالت إشراق: «نحن عائلة شيعية وعلى رغم رفضنا للدستور، إلا أننا نخشى الذهاب الى مركز الاقتراع... فلن يصدقنا الجيران اذا قلنا اننا ضد الدستور، وستستهدفنا الجماعات المسلحة لاحقاً». وأكدت سما من الأعظمية أن «الفتوى الدينية التي أصدرتها هيئة علماء المسلمين بالتصويت ضد الدستور ضاعفت من حرص شباب المنطقة على المشاركة»، إلا أن كل العائلات منعت بناتها من الخروج خشية قتلهن أو خطفهن: «فلا أحد يعرف من أين سيخرج المسلحون».