لمياء
10-13-2005, 06:04 PM
الفنان السوري يدافع عن نفسه ويستعد لتقديم برنامج تلفزيوني جديد
هشام عدرة
يطلق عليه البعض لقب «الفنان الشامل» فهو يكتب عمله و يشارك بوضع السيناريو ويخرجه ويقوم ببطولته، وهكذا فعل بفيلمه السينمائي الأخير «الآباء الصغار» المتوقع أن يكون جاهزا للعرض أواخر العام الحالي. ولكن تعدد مواهب الفنان الكبير دريد لحام لم ترق لبعض النقاد، فوجهوا إليه أسهم نقدهم منطلقين من أنه لا يمكن حمل «خمس بطيخات بيد واحدة!».
في حواره مع «الشرق الأوسط» في دمشق يدافع الفنان دريد لحام بوجه هذه الآراء النقدية بحقه، والتي يأخذها برحابة صدر، بل ويصر على أن من حق النقاد أن يقولوا عنه ما يريدون، كذلك تحدث الفنان لحام عن آخر أعماله وعن بعض القضايا الفنية. > لنتحدث بداية عن فيلمك السينمائي الجديد الذي ينتمي لسينما العائلة، لماذا اخترت هذا النمط من الأفلام؟ ـ أنا أحب الأفلام العائلية أي تلك التي يمكن للعائلة جميعها أن تستمتع بها من الحفيد إلى الأب والجد. وهذا هو هدف فيلم العائلة. كما أنه يتمتع بمزايا مهمة ومنها عدم وجود مشاهد لا يجوز للأطفال أن يشاهدوها، مثلما يصنعون مثلاً على دور السينما «ممنوع دخول من هم دون سن الـ 18» أو «يحظر دخول مرضى القلب» لأنه فيلم مرعب. أما الفيلم العائلي فليس فيه محظورات أو يجرح التقاليد والأخلاق العامة.. بالعكس فهو يدعو إلى المحافظة على التقاليد والأخلاق الحميدة.
> ما هو مضمون فيلمك الجديد «الآباء الصغار»؟ ـ أنا تناولت موضوعاً بعكس الطبيعة، فالأطفال هنا يعملون بالإضافة لدراستهم وذلك في أوقات فراغهم ليساعدوا والدهم حتى يتمكن من إكمال دراسته في الجامعة، ويستطيعون الوصول إلى هذا الهدف بمساعدة فتاة مصرية تسكن عندهم مستأجرة غرفة في منزلهم وهي النجمة حنان ترك، والفيلم من بطولتي مع الفنانة ترك، وهناك أربعة أطفال وضيفة شرف هي الفنانة سلمى المصري.
> الفيلم يعتمد عليك كبطل ممثل ومشارك بالتأليف والسيناريو ومخرج له. كيف جمعت هذه الأمور كلها؟ ـ ألفت الفيلم ولست مشاركاً بالتأليف ولكن الدكتور رفيق الصبان قام بمراجعة درامية لمسيرة السيناريو وقدم لي بعض النصائح التي استفدت منها.
> هذه الظاهرة قليلة في خريطة الفن العربي والبعض ينتقدك على حملك «عدة بطيخات بيد واحدة»؟ ـ هذه ظاهرة موجودة في العالم كله، في أعمالي السابقة حصل الشيء نفسه ففي فيلم الحدود القصة لي والسيناريو للماغوط وكذلك في فيلم التقرير أما في فيلم الكفرون فالسيناريو مع القصة والإخراج فلي. أنا أشعر «أنني أقرب الناس لدريد لحام» حيث أعرف دريد أكثر من أي مخرج آخر يمكن أن يعرفه، ولذلك أنا أستطيع أن أدير أعمال دريد وأفكاره أكثر من أي شخص آخر. وإدا قدم لي سيناريو مثلاً لأخرجه فلن أستطيع إخراجه إذا لم أكتبه أنا. قد تسألني ما السبب.. أقول لك لا أعرف!.. ولكن هناك شيئاً مهماً أن ما بين السطور أهم من السطور أحياناً.. الفكرة أحياناً برأس واحد منا عندما نكتبها، تجد أن الفكرة أكبر مما كتبناه ونشعر أننا لم نعبر التعبير الصحيح عنها، ولذلك أنا في أعمالي أعرف ماذا لم يكتب فأنا صاحب القصة وأعرف ما الذي كتب ولم يكتب.. إنه بين السطور.. بعد عرض فيلم الكفرون في القاهرة عرضت علي جهة مصرية أن أخرج فيلماً، وقالت لي اقرأ السيناريو فإذا أعجبك أخرجه و إذا لم يعجبك فلا تخرجه فقلت لهم مباشرة لا أستطيع ذلك، ولا أعرف؟!... مع إنها فرصة جميلة وأفتخر بها فهي تأتيني من مصر. > بعد غياب عن الشاشتين جئت بفيلم سينمائي والجمهور كان ينتظر منك مسلسلاً تلفزيونياً؟ ـ أنا ما زلت أعمل بنفسية هاو فعندما أجد لدي فكرة أو عملا أو أقرأ نصاً يعجبني أعمله. وعندما لا أجد أجلس على جنب؟!.. ليس لدي هاجس أن أعمل مسلسلين كل سنة أو ثلاثة أفلام في العام.. هاجسي أن أعمل عملاً يضيف شيئاً لتاريخي الفني أو على الأقل إذا لم يضف شيئاً فلا يخطف شيئاً من هذا التاريخ الفني. ولذلك تمضي لحظات طويلة قبل أن تأتيني فكرة أو يأتي نص.. علماً أن فكرة فيلمي الجديد الآباء والصغار كقصة مصوغة منذ 1970 وأخذت عليها إجازة من وزارة الثقافة السورية في عام 1970 لكن من طبيعتي أن الأفكار عندما تأتي أتركها بعقلي وفكري تختمر لوحدها وتتفاعل معي لوحدها. بعد ذلك عندما «تنقر على رأسي» من الداخل.. تقول لي صار دوري !.. > ما الجديد لديك في مجال البرامج التلفزيونية ؟
ـ هناك برنامج على شاشة الـ mbc يدخل في إطار التسالي، ويعتمد على الشخص الذي يقف ويتحدث عن حادثة طريفة أو يشاهد شيئاً ما ويعمل تداعياً حول الشيء الذي شاهده وهو ما يسمى ستاند اب كوميدي أي «كوميديا على الواقف». > وهل لديك جديد في مجالك تقديم الاعلانات ذات الطابع الخيري؟
ـ لا لم يعرض علي جديد، ولكن إذا عرض علي تنفيذ إعلان لصالح جهة إنسانية فانا مستعد لذلك، ولا أسميها خيرية لأنني لا أحب كلمة خيرية لاعتقادي أن كل إنسان له حق بوطنه وله حق عند الآخرين، وأعتبر أن الوطن شراكة إنسانية وليس شركة مساهمة؟!.. فلو كان شركة مساهمة فمن يمتلك أسهماً كثيرة يعش ومن لديه أسهم يموت لذلك الوطن شركة إنسانية.. ومن هنا إذا ساعدت أحدا فهذا شيء إنساني وليس عمل خير.. > وفي مجال الاعلانات التجارية هل تقبل إذا عرض عليك العمل بها؟
ـ لا مطلقاً لا سابقاً ولا لاحقاً لا أحبذ العمل بها.. كذلك عمري لا يساعد.. لنفترض أنني وافقت على عمل إعلان تجاري فيمكن أن يكون إعلاناً لزرع الشعر أو لطقم أسنان بلاستيكي!.. هذا يناسب أعمارنا فالمواضيع حسب العمر محدودة جداً؟! > وماذا عن العمل المشترك لك مع الفنان عادل إمام؟
ـ هذا حلم قديم نتحدث عنه عندما نشاهد بعضنا ويعود الحماس ليخف عندما نبتعد عن بعضنا، و لكن إن شاء الله سيرى النور قريباً وهو فيلم «وطن في السماء» ووضعته الآن على النار لكتابة السيناريو له.
> افتقد الجمهور في رمضان هذا العام مرايا ياسر العظمة ما الأسباب برأيك؟
ليس لدي فكرة ولكن افتقدناها جميعاً فأنا أتابع مرايا ياسر بشغف وكذلك مسلسل بقعة ضوء فالعملان يسحراني كثيراً. ولكن ما أعرفه أن مرايا ياسر قائمة بعد شهر رمضان حيث من الممكن أن يكون ياسر رغب أن لا يسرع أو «يسلق» عمله وهو ليس من عادته أن يفعل ذلك ومن المحتمل أنه لم يجد نفسه جاهزاً لرمضان فأجله لما بعد رمضان ليصور الجزء الجديد من مراياه أو حكاياه.. وهذا ما سمعته لكن الخبر اليقين عند جهينة «عند ياسر». > لقد وجه انتقاد لياسر العظمة أخيراً في ندوة إذاعية أنه يستغل مراياه بالكامل لصالحه بطولة وإدارة ومشاركة بالتأليف والسيناريو، ما رأيك بذلك؟ ـ كل عمل ناجح يوجهون له طعنات... وأنا أشاهد أن مع ياسر الكل يأخذ حقه فهناك عدة أشخاص يشاركونه الكتابة ويقدمون له لوحات لكن يبقى ما يعجبه وما لا يعجبه.. هذا مثلما يقولون عني أنني مستأثر بكل شيء في المسرح وفي التلفزيون والسينما. برأيي أن كل عمل ناجح عندما يبطئ يبدأون يوجهون سهامهم عليه!..
> ولكن ظاهرة التكرار موجودة في مرايا العظمة أليس كذلك؟ ـ هذا أمر طبيعي لأن الأشياء حولنا تتكرر.. مثلاً عندما نتحدث عن الغلاء بلوحة ما في هذا العام وفي العام التالي إذا لم يكن هناك غلاء فلن نتحدث عنه، ولكن إذا ما زال موجوداً فسنضطر أن نتحدث عنه مرة ثانية وثالثة وعاشرة ولكن بأساليب مختلفة وأقول هنا أن الأفكار محدودة حولنا في الكون كله وليس هنا فقط ولكن تختلف المعالجة.. كل واحد يعالج بطريقة مختلفة وهنا يظهر التباين والاختلاف... أنا أفكر مثلاً بمعالجة جديدة لفكرة موجودة على الساحة بالأساس.
> كيف ترى واقع ومستقبل الكوميديا السورية؟
ـ أنا متفائل جداً بمستقبلها وبشكل خاص مع مشروع بقعة ضوء بدءاً من المؤلفين و المخرج و الممثلين، إنها من الكوميديا التي تجعلك تضحك و تفكر بنفس الوقت وتشاهد نفسك على الشاشة، إن أهم الأعمال الفنية تلك التي تجعلك تنقلب من متفرج إلى متفاعل. فالمتفرج تنتهي علاقته مع العمل عندما ينتهي المسلسل أما المتفاعل فيجد نفسه في إحدى الشخصيات التي تتحرك أمامه وهذا أفضل. > وكيف تنظر إلى الدراما الخليجية، وماذا نقول للقائمين عليها؟
ــ برأيي كلما اقتربت من المد الخليجي نجحت أكثر، سألوني مرة عن العالمية فقلت لهم العالمية أن تذهب باتجاه «رحم الوطن» أكثر.. من هنا تبدأ العالمية.. ولذلك كلما اتجهوا باتجاه رحم الخليج نجحوا أكثر وأنا أشاهد أنهم متجهون بهذا الاتجاه فعلاً. > ما رأيك بالكوميديا الخليجية؟ ـ ممتازة خاصة مسلسل طاش ما طاش المستمر دائماً. في الواقع نشاهد من خلاله عملاً كوميدياً لطيفاً ونشاهد من خلاله خصوصية سعودية، وهذا غير المتعة التي يحققها فهو يجعلني أعرف معلومة لم أكن أعرفها وهذا شيء مهم.
> من المعروف أنك تقرأ صحيفة «الشرق الأوسط» يومياً. ماذا تقرأ فيها؟ ـ أقرأها من «الدفة إلى الدفة» أو من الجلدة إلى الجلدة ـ كما يقال ـ إلا صفحات الاقتصاد «لأنني لا أفهم بالاقتصاد».. وأنا ناقم على جريدة «الشرق الأوسط» لأنها تأخذ كثيراً من وقتي.
هشام عدرة
يطلق عليه البعض لقب «الفنان الشامل» فهو يكتب عمله و يشارك بوضع السيناريو ويخرجه ويقوم ببطولته، وهكذا فعل بفيلمه السينمائي الأخير «الآباء الصغار» المتوقع أن يكون جاهزا للعرض أواخر العام الحالي. ولكن تعدد مواهب الفنان الكبير دريد لحام لم ترق لبعض النقاد، فوجهوا إليه أسهم نقدهم منطلقين من أنه لا يمكن حمل «خمس بطيخات بيد واحدة!».
في حواره مع «الشرق الأوسط» في دمشق يدافع الفنان دريد لحام بوجه هذه الآراء النقدية بحقه، والتي يأخذها برحابة صدر، بل ويصر على أن من حق النقاد أن يقولوا عنه ما يريدون، كذلك تحدث الفنان لحام عن آخر أعماله وعن بعض القضايا الفنية. > لنتحدث بداية عن فيلمك السينمائي الجديد الذي ينتمي لسينما العائلة، لماذا اخترت هذا النمط من الأفلام؟ ـ أنا أحب الأفلام العائلية أي تلك التي يمكن للعائلة جميعها أن تستمتع بها من الحفيد إلى الأب والجد. وهذا هو هدف فيلم العائلة. كما أنه يتمتع بمزايا مهمة ومنها عدم وجود مشاهد لا يجوز للأطفال أن يشاهدوها، مثلما يصنعون مثلاً على دور السينما «ممنوع دخول من هم دون سن الـ 18» أو «يحظر دخول مرضى القلب» لأنه فيلم مرعب. أما الفيلم العائلي فليس فيه محظورات أو يجرح التقاليد والأخلاق العامة.. بالعكس فهو يدعو إلى المحافظة على التقاليد والأخلاق الحميدة.
> ما هو مضمون فيلمك الجديد «الآباء الصغار»؟ ـ أنا تناولت موضوعاً بعكس الطبيعة، فالأطفال هنا يعملون بالإضافة لدراستهم وذلك في أوقات فراغهم ليساعدوا والدهم حتى يتمكن من إكمال دراسته في الجامعة، ويستطيعون الوصول إلى هذا الهدف بمساعدة فتاة مصرية تسكن عندهم مستأجرة غرفة في منزلهم وهي النجمة حنان ترك، والفيلم من بطولتي مع الفنانة ترك، وهناك أربعة أطفال وضيفة شرف هي الفنانة سلمى المصري.
> الفيلم يعتمد عليك كبطل ممثل ومشارك بالتأليف والسيناريو ومخرج له. كيف جمعت هذه الأمور كلها؟ ـ ألفت الفيلم ولست مشاركاً بالتأليف ولكن الدكتور رفيق الصبان قام بمراجعة درامية لمسيرة السيناريو وقدم لي بعض النصائح التي استفدت منها.
> هذه الظاهرة قليلة في خريطة الفن العربي والبعض ينتقدك على حملك «عدة بطيخات بيد واحدة»؟ ـ هذه ظاهرة موجودة في العالم كله، في أعمالي السابقة حصل الشيء نفسه ففي فيلم الحدود القصة لي والسيناريو للماغوط وكذلك في فيلم التقرير أما في فيلم الكفرون فالسيناريو مع القصة والإخراج فلي. أنا أشعر «أنني أقرب الناس لدريد لحام» حيث أعرف دريد أكثر من أي مخرج آخر يمكن أن يعرفه، ولذلك أنا أستطيع أن أدير أعمال دريد وأفكاره أكثر من أي شخص آخر. وإدا قدم لي سيناريو مثلاً لأخرجه فلن أستطيع إخراجه إذا لم أكتبه أنا. قد تسألني ما السبب.. أقول لك لا أعرف!.. ولكن هناك شيئاً مهماً أن ما بين السطور أهم من السطور أحياناً.. الفكرة أحياناً برأس واحد منا عندما نكتبها، تجد أن الفكرة أكبر مما كتبناه ونشعر أننا لم نعبر التعبير الصحيح عنها، ولذلك أنا في أعمالي أعرف ماذا لم يكتب فأنا صاحب القصة وأعرف ما الذي كتب ولم يكتب.. إنه بين السطور.. بعد عرض فيلم الكفرون في القاهرة عرضت علي جهة مصرية أن أخرج فيلماً، وقالت لي اقرأ السيناريو فإذا أعجبك أخرجه و إذا لم يعجبك فلا تخرجه فقلت لهم مباشرة لا أستطيع ذلك، ولا أعرف؟!... مع إنها فرصة جميلة وأفتخر بها فهي تأتيني من مصر. > بعد غياب عن الشاشتين جئت بفيلم سينمائي والجمهور كان ينتظر منك مسلسلاً تلفزيونياً؟ ـ أنا ما زلت أعمل بنفسية هاو فعندما أجد لدي فكرة أو عملا أو أقرأ نصاً يعجبني أعمله. وعندما لا أجد أجلس على جنب؟!.. ليس لدي هاجس أن أعمل مسلسلين كل سنة أو ثلاثة أفلام في العام.. هاجسي أن أعمل عملاً يضيف شيئاً لتاريخي الفني أو على الأقل إذا لم يضف شيئاً فلا يخطف شيئاً من هذا التاريخ الفني. ولذلك تمضي لحظات طويلة قبل أن تأتيني فكرة أو يأتي نص.. علماً أن فكرة فيلمي الجديد الآباء والصغار كقصة مصوغة منذ 1970 وأخذت عليها إجازة من وزارة الثقافة السورية في عام 1970 لكن من طبيعتي أن الأفكار عندما تأتي أتركها بعقلي وفكري تختمر لوحدها وتتفاعل معي لوحدها. بعد ذلك عندما «تنقر على رأسي» من الداخل.. تقول لي صار دوري !.. > ما الجديد لديك في مجال البرامج التلفزيونية ؟
ـ هناك برنامج على شاشة الـ mbc يدخل في إطار التسالي، ويعتمد على الشخص الذي يقف ويتحدث عن حادثة طريفة أو يشاهد شيئاً ما ويعمل تداعياً حول الشيء الذي شاهده وهو ما يسمى ستاند اب كوميدي أي «كوميديا على الواقف». > وهل لديك جديد في مجالك تقديم الاعلانات ذات الطابع الخيري؟
ـ لا لم يعرض علي جديد، ولكن إذا عرض علي تنفيذ إعلان لصالح جهة إنسانية فانا مستعد لذلك، ولا أسميها خيرية لأنني لا أحب كلمة خيرية لاعتقادي أن كل إنسان له حق بوطنه وله حق عند الآخرين، وأعتبر أن الوطن شراكة إنسانية وليس شركة مساهمة؟!.. فلو كان شركة مساهمة فمن يمتلك أسهماً كثيرة يعش ومن لديه أسهم يموت لذلك الوطن شركة إنسانية.. ومن هنا إذا ساعدت أحدا فهذا شيء إنساني وليس عمل خير.. > وفي مجال الاعلانات التجارية هل تقبل إذا عرض عليك العمل بها؟
ـ لا مطلقاً لا سابقاً ولا لاحقاً لا أحبذ العمل بها.. كذلك عمري لا يساعد.. لنفترض أنني وافقت على عمل إعلان تجاري فيمكن أن يكون إعلاناً لزرع الشعر أو لطقم أسنان بلاستيكي!.. هذا يناسب أعمارنا فالمواضيع حسب العمر محدودة جداً؟! > وماذا عن العمل المشترك لك مع الفنان عادل إمام؟
ـ هذا حلم قديم نتحدث عنه عندما نشاهد بعضنا ويعود الحماس ليخف عندما نبتعد عن بعضنا، و لكن إن شاء الله سيرى النور قريباً وهو فيلم «وطن في السماء» ووضعته الآن على النار لكتابة السيناريو له.
> افتقد الجمهور في رمضان هذا العام مرايا ياسر العظمة ما الأسباب برأيك؟
ليس لدي فكرة ولكن افتقدناها جميعاً فأنا أتابع مرايا ياسر بشغف وكذلك مسلسل بقعة ضوء فالعملان يسحراني كثيراً. ولكن ما أعرفه أن مرايا ياسر قائمة بعد شهر رمضان حيث من الممكن أن يكون ياسر رغب أن لا يسرع أو «يسلق» عمله وهو ليس من عادته أن يفعل ذلك ومن المحتمل أنه لم يجد نفسه جاهزاً لرمضان فأجله لما بعد رمضان ليصور الجزء الجديد من مراياه أو حكاياه.. وهذا ما سمعته لكن الخبر اليقين عند جهينة «عند ياسر». > لقد وجه انتقاد لياسر العظمة أخيراً في ندوة إذاعية أنه يستغل مراياه بالكامل لصالحه بطولة وإدارة ومشاركة بالتأليف والسيناريو، ما رأيك بذلك؟ ـ كل عمل ناجح يوجهون له طعنات... وأنا أشاهد أن مع ياسر الكل يأخذ حقه فهناك عدة أشخاص يشاركونه الكتابة ويقدمون له لوحات لكن يبقى ما يعجبه وما لا يعجبه.. هذا مثلما يقولون عني أنني مستأثر بكل شيء في المسرح وفي التلفزيون والسينما. برأيي أن كل عمل ناجح عندما يبطئ يبدأون يوجهون سهامهم عليه!..
> ولكن ظاهرة التكرار موجودة في مرايا العظمة أليس كذلك؟ ـ هذا أمر طبيعي لأن الأشياء حولنا تتكرر.. مثلاً عندما نتحدث عن الغلاء بلوحة ما في هذا العام وفي العام التالي إذا لم يكن هناك غلاء فلن نتحدث عنه، ولكن إذا ما زال موجوداً فسنضطر أن نتحدث عنه مرة ثانية وثالثة وعاشرة ولكن بأساليب مختلفة وأقول هنا أن الأفكار محدودة حولنا في الكون كله وليس هنا فقط ولكن تختلف المعالجة.. كل واحد يعالج بطريقة مختلفة وهنا يظهر التباين والاختلاف... أنا أفكر مثلاً بمعالجة جديدة لفكرة موجودة على الساحة بالأساس.
> كيف ترى واقع ومستقبل الكوميديا السورية؟
ـ أنا متفائل جداً بمستقبلها وبشكل خاص مع مشروع بقعة ضوء بدءاً من المؤلفين و المخرج و الممثلين، إنها من الكوميديا التي تجعلك تضحك و تفكر بنفس الوقت وتشاهد نفسك على الشاشة، إن أهم الأعمال الفنية تلك التي تجعلك تنقلب من متفرج إلى متفاعل. فالمتفرج تنتهي علاقته مع العمل عندما ينتهي المسلسل أما المتفاعل فيجد نفسه في إحدى الشخصيات التي تتحرك أمامه وهذا أفضل. > وكيف تنظر إلى الدراما الخليجية، وماذا نقول للقائمين عليها؟
ــ برأيي كلما اقتربت من المد الخليجي نجحت أكثر، سألوني مرة عن العالمية فقلت لهم العالمية أن تذهب باتجاه «رحم الوطن» أكثر.. من هنا تبدأ العالمية.. ولذلك كلما اتجهوا باتجاه رحم الخليج نجحوا أكثر وأنا أشاهد أنهم متجهون بهذا الاتجاه فعلاً. > ما رأيك بالكوميديا الخليجية؟ ـ ممتازة خاصة مسلسل طاش ما طاش المستمر دائماً. في الواقع نشاهد من خلاله عملاً كوميدياً لطيفاً ونشاهد من خلاله خصوصية سعودية، وهذا غير المتعة التي يحققها فهو يجعلني أعرف معلومة لم أكن أعرفها وهذا شيء مهم.
> من المعروف أنك تقرأ صحيفة «الشرق الأوسط» يومياً. ماذا تقرأ فيها؟ ـ أقرأها من «الدفة إلى الدفة» أو من الجلدة إلى الجلدة ـ كما يقال ـ إلا صفحات الاقتصاد «لأنني لا أفهم بالاقتصاد».. وأنا ناقم على جريدة «الشرق الأوسط» لأنها تأخذ كثيراً من وقتي.