المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العثور على هياكل عظمية عمرها 12 ألف سنة



لمياء
10-13-2005, 05:42 PM
يثير الجدل حول التطور والتقزم لدى الإنسان


http://www.asharqalawsat.com/2005/10/13/images/news.328113.jpg



واشنطن: غاي غاغليوتا *


وجد علماء في كهف ناء داخل إحدى الجزر الإندونيسية بقايا لهياكل عظمية ومخلفات مصنوعة باليد، قد تكون دليلا جديدا على أن جنس «الهوبيت»، الصغير والبدائي والشبيه بالبشر، كان قد عاش هناك قبل نحو 12 ألف سنة.
واستخرج الفريق الاسترالي من كهف «ليانغ بوا» في جزيرة فلورس، فكاً سفلياً وعظاماً أخرى تعود لما يصل الى تسعة اشخاص، وكل هذه العظام تعود الى أسلاف بشر كانت أطوالهم لا تزيد عن 3 أقدام وعاشوا قبل فترة تقع بين 12000 و18000 سنة.

وأثار هذا الموقع قبل عام جدلا بين الخبراء حيث أثار حجم رؤوس تلك الكائنات البدائية التي لا تتجاوز أدمغتها عن 25 بوصة مكعبة، الدهشة، في وقت تشير الأدوات التي صنعوها عن وجود مهارة عالية، مثل مهارة إشعال النار وقتل الفيلة الصغيرة ثم طبخها بطريقة تشبه مهارة البشر الحاليين.

وقال رئيس فريق الخبراء مايكل مورود في مقابلة هاتفية من أستراليا: «لقد قدمنا الأدلة، ولدينا الكثير من الأدوات وهي بارعة الصنع كثيرا، والناس يستطيعون أن يستنتجوا ما يشاؤون». وأشار مورود إلى أن الاكتشافات الجديدة تقصي وجهة نظر المتشككين الذين كانوا يعتقدون بأن تلك الكائنات هي بشرية لكنها كانت تعاني من عاهة جعلتهم أقزاما.

من جانبه اعترف الخبير روبرت مارتن من «متحف شيكاغو»، والذي كان من المشككين بأن العثور على عظم فك آخر يعود لكائن أصغر من الأول، بثلاثة آلاف سنة «يجعل من الصعب» المحاججة، بأن خللا جسديا سبب حالة التقزم لدى تلك الكائنات تستمر لمائة جيل. واعتبر ان اكتشاف الفك الثاني أمر «ممتع»، وهو مثل الأحفور الأول بلا ذقن، صفة أخرى للبشر القدامى. فالبشر الحاليون هم الكائنات الوحيدة من بين الثدييات الأساسية التي لها ذقون.

لكن زميله الآثاري جيمس فيليبس قال إنه بغض النظر عن الخصائص الفيزيائية أو تواريخ العظام فإنه «ليس ممكنا لفرد لا يزيد دماغه عن 25 بوصة مكعبة أن يصنع هذه الادوات المتطورة التي عثر عليها افتراضاً».

وساعدت الأدلة على توفر قدرات بارعة في صنع الأدوات والصيد على منح اسم «هوبيت» للأنثى البالغة الثلاثين والتي تم العثور على حنكها أولا قبل عام. وأخذ الاسم من الشخصيات الصغيرة لكن القديرة في رواية تولكين «سيد الخواتم».

في البدء، اقترح الباحثون أن يكون الصيادون الأقزام نتاجا للتقزم الخاص بالجزيرة: ميل الكائنات الكبيرة في الجزر المعزولة التي ليس فيها حيوانات ضارية كثيرة إلى التضاؤل في الحجم للتكيف مع المصادر المحدود حينما تميل الحيوانات الصغيرة إلى التضخم كي تتمكن من المنافسة.

وإلى جانب كائنات «الهوبيت» كانت هناك في جزيرة فلورس فيلة قزمة أيضا لا يزيد حجمها عن السحلية والفئران الكبيرة. واعتبر فريق مورود أن صغر الحجم المتدرج هو نوع من التكيف لجنس بشري من فصيلة «البشر المنتصبين»Homo Erectus والذي وصل إلى جزيرة فلورس قبل نحو 800 ألف سنة.

لكن فيليبس يجادل بأنه ليس هناك أي «من صنف البشر المنتصبين قد تمكنوا من صنع أدوات». وفي الحقيقة ليس هناك أي من الأسلاف تمكنوا من صنع أدوات باستثناء الجنس البشري الحديث الذي ننتمي له والذي يعرف باسم «البشر العاقلين» Homo Sapient حيث يبلغ حجم أدمغتها 85 بوصة مكعبة وهؤلاء هم القادرون على صنع أدوات عثر عليها مع كائنات «الهوبيت»، وهذا ما يفتح الطريق للنظرية التي ترى بأن أبناء «الهوبيت» هم أناس حديثون عانوا من التقزم. لكن في الورقة الثانية التي صدرت في أوائل هذا العام قال الباحثون إن لدماغ الهوبيت، على الرغم من عدم تجاوزه حجم حبة ليمون، فصوصاً كبيرة شبيهة بدماغ الانسان الحالي، والفص الأمامي ذو تلافيف كثيرة وهي خاصية أخرى لدماغ الإنسان الحالي. لكن هذا البحث تعرض لهجوم حاد من قبل فيليبس ومارتن.

اعترف مورود أن حجم الجمجمة مع الأذرع الطويلة لأبناء «الهوبيت» تقود إلى استنتاج مفاده أن أشكالهم هي أقرب الى جنس «الاوسترابوثيسين» الذي عاش في أجزاء من أفريقيا قبل انقراضه من جنس «الانسان المنتصب» (هومو اريكتس). ويدرس فريقه الآن احتمال أن يكون سكان فلورس القدامى هم «النسخة المتطورة للانسان الأول».

* خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ «الشرق الأوسط»)