سلسبيل
10-12-2005, 08:33 AM
عودة ممارسة شعائر الإسلام بحرية بعد زوال الشيوعية
موسكو: سامي عمارة
منذ جاء أحمد بن فضلان مبعوثا للخليفة العباسي المقتدر بالله الى روسيا مبشراً بالاسلام في مطلع القرن العاشر الميلادي، يذكر الكثيرون نادرة ارتبطت بهذه المناسبة، ويرددها اليوم الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، تفيد بأن الامبراطورية الروسية كانت على وشك إعلان الإسلام ديانتها الرسمية. وكان المؤرخ المعروف احمد بن فضلان حمل رسالة المقتدر بالله الى ملك الصقالبة (قيصر روسيا معقل الجنس السلافي).
ويقول غورباتشوف ان القيصر اقتنع بأفضلية الإسلام دينا للدولة، معلنا عن قراره باعتماد ذلك، وعرض على ضيوفه الاحتفال بهذه المناسبة. وحين رفض المسلمون مجاراته الشراب تنفيذا لتعاليم الدين الحنيف، سارع القيصر ليصدر حكمه بأنه من غير الممكن لروسيا اتباع تعاليم الاسلام ما دام يحرم شرب الخمور، لتتحول الامبراطورية الى اعتناق المسيحية.
وبغض النظر عن مدى صحة هذه الرواية، فرض الاسلام نفسه ديناً للغالبية الساحقة من ابناء بلدان آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز خلال القرون الماضية. وبرز الإسلام حتى في العاصمة موسكو، حيث يدين به اليوم ما يقارب من ربع سكان المدينة، التي يزيد تعدادها عن ثمانية ملايين نسمة، بحسب الشيخ راوي عين الدين، رئيس مجلس المفتين والادارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا. وفاجأ الشيخ راوي عين الدين الاوساط الدينية والسياسية الروسية في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي بطرح أحقية المسلمين بتولي منصب نائب الرئيس الروسي، مما أثار لغطاً واسع النطاق في هذه الدولة العلمانية التي يخلو دستورها من منصب نائب الرئيس.
وسارع الشيخ عين الدين للتراجع والاعلان بأن الوقت الراهن غير مناسب لتنفيذ هذا المطلب، خشية غضب مكونات الشعب الروسي الآخر تجاه الإسلام والمسلمين.
وإذا كانت هذه الدولة عاشت لأكثر من سبعة قرون في خصام مع الدين والمتدينين، فقد بدت عودة التمسك بالدين منذ منتصف الثمانينات أكثر قوة وأوسع انتشاراً، مع زوال الشيوعية.
وأقدم المسلمون، بعد رفع الحظر عن ممارسة الشعائر الدينية، على اعادة فتح وبناء المساجد وتأسيس جامعاتهم الاسلامية وارسال البعثات وتبادل الزيارات مع القائمين على شؤون الدين في البلدان العربية والاسلامية. وها هو الاسلام يفرض نفسه عنصراً يتصدر اولويات المواطن ويحدد الملامح الرئيسية لحياته ونشاطه في شتى المجالات، ولا سيما في الجمهوريات الجنوبية للاتحاد الروسي، وفي مقدمتها الشيشان وداغستان وانغوشيتيا، الى جانب تتارستان وبشكرتستان في منطقة الاورال. غير ان الصحوة المفاجئة وتعقد الاوضاع السياسية في روسيا في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وعدم الفهم الصحيح للاسلام لأسباب ذات ابعاد موضوعية أسفرت عن الكثير من المشاكل والقضايا التي ثمة من حاول ان يعزوها الى الاسلام، والدين منها براء.
وفي حديث الى «الشرق الأوسط»، تناول الشيخ راوي عين الدين، «وهو من تاتارستان»، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، أبعاد الصحوة الدينية وإقبال الكثيرين من أبناء روسيا على اعتناق الاسلام. وأعرب رجل الدين الشاب الذي تولى منصبه ولم يكن عمره قد تجاوز الثلاثين، عن سعادته بإقبال الشباب وانتظام ترددهم على المساجد، التي انتشرت في مختلف ارجاء الدولة الروسية، بما فيها العاصمة. وقرر عمدة موسكو، بالتعاون مع الادارة الدينية المركزية، توسيع مسجدها التاريخي الى جانب العديد من المساجد التي شُيدت بجهود رجال الاعمال المسلمين والمزودة بالمراكز والمدارس للتوعية الدينية ونشر الثقافة الاسلامية، الى جانب الاعمال الخيرية بطبيعة الحال.
وأشار الشيخ راوي الى ان تعداد المسلمين في تزايد مستمر على نحو يفوق في مجمله حاجز العشرين مليونا. وكانت داغستان قد شهدت أخيراً اعتناق احد حاخاماتها الاسلام، مما أثار الدهشة في داغستان وخارجها. وكان موسى كريفيتسكي يعمل بعد دراسته للحقوق حاخاما للمعبد اليهودي في العاصمة الداغستانية مخاتش كالا حتى ذلك اليوم الذي تعرف فيه على القرآن الكريم.
وقال موسى في حديث نشرته شبكة «اسلام رو» الإلكترونية، ان المعبد كان مجاورا للمسجد، ما وفر له فرصة متابعة عبادات المسلمين والتفكر في دينهم. واشار الى يوم جاءت اليه احدى المسلمات تحمل ترجمة كراتشكوفسكي للقرآن الكريم، تسأله شرحاً لما عجزت عن فهمه. ومن اللافت ان كراتشكوفسكي، الذي كان أول من ترجم القرآن الكريم في الدولة السوفياتية، كان أيضاً يهودي الديانة. وقال موسى ان قلبه انشرح لما تلاه فاتخذ قراره بالتحول الى الاسلام. ويكشف موسى عن الأذى الذي لحقه من جراء اعتناقه الاسلام، بعدما داهمت قوات الأمن مسكنه في وقت متأخر من الليل.
وشرح موسى ان قوات الأمن اتهمته زوراً بحيازة متفجرات ودسّت له قنبلة يدوية كقرينة إدانة لإلقاء القبض عليه. وفي السجن، تعمق موسى بالعبادة بعدما هداه جاره الى كيفية الوضوء وأداء الصلاة. وبالرغم من كل التناقضات في هذا الصدد، وعدم فهم بعض ممثلي أجهزة القوة لدور الدين، تتخذ الدولة على الصعيد الرسمي موقفا مغايرا.
ونذكر في هذا الصدد ما ذكره الجنرال اصلان بك اصلاخانوف، الشيشاني الاصل ومستشار رئيس الدولة الروسية، في معرض حديثه مع «الشرق الأوسط»: ان الرئيس فلاديمير بوتين يولي أهمية خاصة لأوضاع المسلمين ورغبتهم في شغل موقعهم المناسب بين اخوانهم في منظمة المؤتمر الاسلامي». وقال اصلاخانوف ان روسيا دولة علمانية تحاول مراعاة مشاعر كل المتدينين والحيلولة دون تورطهم في التطرف والارهاب.
وحمل اصلاخانوف على اولئك الذين استدرجوا الشباب الى دروب التطرف تحت ستار الدين، مؤكدا ان الارهاب لا دين له ولا قومية. وكان الباحث المعروف، الكسي مالاشينكو، من مؤسسة كارنيغي في موسكو، قد أشار الى ان ظاهرة اعتناق الشباب الروس للاسلام ليست واسعة النطاق، كما يقول رجال الدين المسلمون. وصرح بأن تعدادهم لا يتعدى المئات، فيما يرتد البعض منهم عن الاسلام بعد فترة من الزمن، وهو ما يحتاج الى مراجعة وتمحيص من جانب الهيئات المعنية.
وإن كان ذلك قد يكون صحيحا في موسكو، لكنه يبدو بعيدا عن الواقع في الجمهوريات والمناطق ذات الأغلبية السكانية المسلمة، ولا سيما في القوقاز ومناطق الأورال. وتعثرت السياسات الرسمية للدولة الروسية وفشلت في معالجة الصراعات القومية في المنطقة، وقد حاول البعض تعليق هذه المشاكل على موقع الإسلام في روسيا.
وكان الحديث حول هذه القضية قد راج كثيرا منذ اندلاع الحرب الشيشانية الاولى في 1994 ـ 1996، وعاد الى صدارة اهتمامات الاوساط السياسية والدينية بعد جريمة اختطاف مدرسة بيسلان التي قام بها إرهابيون يقولون انهم من ابناء القومية الانغوشية التي تدين بالاسلام. في هذا الصدد، يقول الباحث مالاشينكو، ان فداحة القضية الشيشانية تمثلت في أن المقاتلين الذين أعلنوا «الجهاد» ضد روسيا بعد إعلانهم عن قيام «جمهورية ايتشكيريا الاسلامية» أفصحوا عن رغبة في «تأسيس الخلافة الاسلامية بين ربوع جمهوريات القوقاز، ما كان يعني تهديدا مباشرا واخطارا تداهم الدولة الروسية».
وعلى الرغم من ان المشكلة الشيشانية ذات جذور سياسية تعود في معظمها الى خلفيات الصراعات القومية، فإن المقاتلين استخدموا المشاعر الدينية سلاحا للمقاومة. ولذا لم يكن غريبا ان يتحول مولادي اودوجوف الى إطلاق لحيته وتأسيس حزب «النظام الاسلامي» ليغدو مع الرئيس الاسبق سليم خان يندربييف الذي اطلق لحيته ايضا، منظرين عقائديين لهذه الدولة. ولعل ذلك تحديدا كان في مقدمة الاسباب التي دفعت السلطات الروسية الى الانضمام الى الحملة الاميركية المناهضة للارهاب الدولي في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2005، والتي يعاني الكثيرون من المسلمين بمن فيهم من يعيشون في روسيا من ويلاتها من دون ان تكون لهم فيها ناقة ولا جمل.
موسكو: سامي عمارة
منذ جاء أحمد بن فضلان مبعوثا للخليفة العباسي المقتدر بالله الى روسيا مبشراً بالاسلام في مطلع القرن العاشر الميلادي، يذكر الكثيرون نادرة ارتبطت بهذه المناسبة، ويرددها اليوم الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، تفيد بأن الامبراطورية الروسية كانت على وشك إعلان الإسلام ديانتها الرسمية. وكان المؤرخ المعروف احمد بن فضلان حمل رسالة المقتدر بالله الى ملك الصقالبة (قيصر روسيا معقل الجنس السلافي).
ويقول غورباتشوف ان القيصر اقتنع بأفضلية الإسلام دينا للدولة، معلنا عن قراره باعتماد ذلك، وعرض على ضيوفه الاحتفال بهذه المناسبة. وحين رفض المسلمون مجاراته الشراب تنفيذا لتعاليم الدين الحنيف، سارع القيصر ليصدر حكمه بأنه من غير الممكن لروسيا اتباع تعاليم الاسلام ما دام يحرم شرب الخمور، لتتحول الامبراطورية الى اعتناق المسيحية.
وبغض النظر عن مدى صحة هذه الرواية، فرض الاسلام نفسه ديناً للغالبية الساحقة من ابناء بلدان آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز خلال القرون الماضية. وبرز الإسلام حتى في العاصمة موسكو، حيث يدين به اليوم ما يقارب من ربع سكان المدينة، التي يزيد تعدادها عن ثمانية ملايين نسمة، بحسب الشيخ راوي عين الدين، رئيس مجلس المفتين والادارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا. وفاجأ الشيخ راوي عين الدين الاوساط الدينية والسياسية الروسية في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي بطرح أحقية المسلمين بتولي منصب نائب الرئيس الروسي، مما أثار لغطاً واسع النطاق في هذه الدولة العلمانية التي يخلو دستورها من منصب نائب الرئيس.
وسارع الشيخ عين الدين للتراجع والاعلان بأن الوقت الراهن غير مناسب لتنفيذ هذا المطلب، خشية غضب مكونات الشعب الروسي الآخر تجاه الإسلام والمسلمين.
وإذا كانت هذه الدولة عاشت لأكثر من سبعة قرون في خصام مع الدين والمتدينين، فقد بدت عودة التمسك بالدين منذ منتصف الثمانينات أكثر قوة وأوسع انتشاراً، مع زوال الشيوعية.
وأقدم المسلمون، بعد رفع الحظر عن ممارسة الشعائر الدينية، على اعادة فتح وبناء المساجد وتأسيس جامعاتهم الاسلامية وارسال البعثات وتبادل الزيارات مع القائمين على شؤون الدين في البلدان العربية والاسلامية. وها هو الاسلام يفرض نفسه عنصراً يتصدر اولويات المواطن ويحدد الملامح الرئيسية لحياته ونشاطه في شتى المجالات، ولا سيما في الجمهوريات الجنوبية للاتحاد الروسي، وفي مقدمتها الشيشان وداغستان وانغوشيتيا، الى جانب تتارستان وبشكرتستان في منطقة الاورال. غير ان الصحوة المفاجئة وتعقد الاوضاع السياسية في روسيا في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وعدم الفهم الصحيح للاسلام لأسباب ذات ابعاد موضوعية أسفرت عن الكثير من المشاكل والقضايا التي ثمة من حاول ان يعزوها الى الاسلام، والدين منها براء.
وفي حديث الى «الشرق الأوسط»، تناول الشيخ راوي عين الدين، «وهو من تاتارستان»، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، أبعاد الصحوة الدينية وإقبال الكثيرين من أبناء روسيا على اعتناق الاسلام. وأعرب رجل الدين الشاب الذي تولى منصبه ولم يكن عمره قد تجاوز الثلاثين، عن سعادته بإقبال الشباب وانتظام ترددهم على المساجد، التي انتشرت في مختلف ارجاء الدولة الروسية، بما فيها العاصمة. وقرر عمدة موسكو، بالتعاون مع الادارة الدينية المركزية، توسيع مسجدها التاريخي الى جانب العديد من المساجد التي شُيدت بجهود رجال الاعمال المسلمين والمزودة بالمراكز والمدارس للتوعية الدينية ونشر الثقافة الاسلامية، الى جانب الاعمال الخيرية بطبيعة الحال.
وأشار الشيخ راوي الى ان تعداد المسلمين في تزايد مستمر على نحو يفوق في مجمله حاجز العشرين مليونا. وكانت داغستان قد شهدت أخيراً اعتناق احد حاخاماتها الاسلام، مما أثار الدهشة في داغستان وخارجها. وكان موسى كريفيتسكي يعمل بعد دراسته للحقوق حاخاما للمعبد اليهودي في العاصمة الداغستانية مخاتش كالا حتى ذلك اليوم الذي تعرف فيه على القرآن الكريم.
وقال موسى في حديث نشرته شبكة «اسلام رو» الإلكترونية، ان المعبد كان مجاورا للمسجد، ما وفر له فرصة متابعة عبادات المسلمين والتفكر في دينهم. واشار الى يوم جاءت اليه احدى المسلمات تحمل ترجمة كراتشكوفسكي للقرآن الكريم، تسأله شرحاً لما عجزت عن فهمه. ومن اللافت ان كراتشكوفسكي، الذي كان أول من ترجم القرآن الكريم في الدولة السوفياتية، كان أيضاً يهودي الديانة. وقال موسى ان قلبه انشرح لما تلاه فاتخذ قراره بالتحول الى الاسلام. ويكشف موسى عن الأذى الذي لحقه من جراء اعتناقه الاسلام، بعدما داهمت قوات الأمن مسكنه في وقت متأخر من الليل.
وشرح موسى ان قوات الأمن اتهمته زوراً بحيازة متفجرات ودسّت له قنبلة يدوية كقرينة إدانة لإلقاء القبض عليه. وفي السجن، تعمق موسى بالعبادة بعدما هداه جاره الى كيفية الوضوء وأداء الصلاة. وبالرغم من كل التناقضات في هذا الصدد، وعدم فهم بعض ممثلي أجهزة القوة لدور الدين، تتخذ الدولة على الصعيد الرسمي موقفا مغايرا.
ونذكر في هذا الصدد ما ذكره الجنرال اصلان بك اصلاخانوف، الشيشاني الاصل ومستشار رئيس الدولة الروسية، في معرض حديثه مع «الشرق الأوسط»: ان الرئيس فلاديمير بوتين يولي أهمية خاصة لأوضاع المسلمين ورغبتهم في شغل موقعهم المناسب بين اخوانهم في منظمة المؤتمر الاسلامي». وقال اصلاخانوف ان روسيا دولة علمانية تحاول مراعاة مشاعر كل المتدينين والحيلولة دون تورطهم في التطرف والارهاب.
وحمل اصلاخانوف على اولئك الذين استدرجوا الشباب الى دروب التطرف تحت ستار الدين، مؤكدا ان الارهاب لا دين له ولا قومية. وكان الباحث المعروف، الكسي مالاشينكو، من مؤسسة كارنيغي في موسكو، قد أشار الى ان ظاهرة اعتناق الشباب الروس للاسلام ليست واسعة النطاق، كما يقول رجال الدين المسلمون. وصرح بأن تعدادهم لا يتعدى المئات، فيما يرتد البعض منهم عن الاسلام بعد فترة من الزمن، وهو ما يحتاج الى مراجعة وتمحيص من جانب الهيئات المعنية.
وإن كان ذلك قد يكون صحيحا في موسكو، لكنه يبدو بعيدا عن الواقع في الجمهوريات والمناطق ذات الأغلبية السكانية المسلمة، ولا سيما في القوقاز ومناطق الأورال. وتعثرت السياسات الرسمية للدولة الروسية وفشلت في معالجة الصراعات القومية في المنطقة، وقد حاول البعض تعليق هذه المشاكل على موقع الإسلام في روسيا.
وكان الحديث حول هذه القضية قد راج كثيرا منذ اندلاع الحرب الشيشانية الاولى في 1994 ـ 1996، وعاد الى صدارة اهتمامات الاوساط السياسية والدينية بعد جريمة اختطاف مدرسة بيسلان التي قام بها إرهابيون يقولون انهم من ابناء القومية الانغوشية التي تدين بالاسلام. في هذا الصدد، يقول الباحث مالاشينكو، ان فداحة القضية الشيشانية تمثلت في أن المقاتلين الذين أعلنوا «الجهاد» ضد روسيا بعد إعلانهم عن قيام «جمهورية ايتشكيريا الاسلامية» أفصحوا عن رغبة في «تأسيس الخلافة الاسلامية بين ربوع جمهوريات القوقاز، ما كان يعني تهديدا مباشرا واخطارا تداهم الدولة الروسية».
وعلى الرغم من ان المشكلة الشيشانية ذات جذور سياسية تعود في معظمها الى خلفيات الصراعات القومية، فإن المقاتلين استخدموا المشاعر الدينية سلاحا للمقاومة. ولذا لم يكن غريبا ان يتحول مولادي اودوجوف الى إطلاق لحيته وتأسيس حزب «النظام الاسلامي» ليغدو مع الرئيس الاسبق سليم خان يندربييف الذي اطلق لحيته ايضا، منظرين عقائديين لهذه الدولة. ولعل ذلك تحديدا كان في مقدمة الاسباب التي دفعت السلطات الروسية الى الانضمام الى الحملة الاميركية المناهضة للارهاب الدولي في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2005، والتي يعاني الكثيرون من المسلمين بمن فيهم من يعيشون في روسيا من ويلاتها من دون ان تكون لهم فيها ناقة ولا جمل.