المهدى
10-10-2005, 12:07 PM
http://www.asharqalawsat.com/2005/10/10/images/daily.327499.jpg
يتهمونهم بالغباء والقوة الغاشمة رغم أن معظم المشاهير منهم
مرة واحد صعيدي وقع من فوق برج القاهرة فأقسم أنه لن يصعده مرة أخرى، ويحكى أن صعيديا آخر فهم فمات! وتحكى عشرات بل مئات النكات الأخرى، والتي يطلقها المصريون على الصعايدة، فتبدأ النكتة بـ«مرة واحد صعيدي» أو «مرة واحد بلدياتنا».
والصعيدي في عرف المصريين هو الذي ينتمي إلى صعيد مصر أي إلى جنوبها، ويتكون الصعيد من ست محافظات مهمة في مصر، هي: أسوان والأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا، وتتميز هذه المحافظات بالبيئة البدائية، التي تعتمد على الزراعة والبساطة في الحياة، كما تمتلئ بالآثار الفرعونية ولا سيما الأقصر وأسوان، كما يتميز أهلها بالطيبة الشديدة، وعدم اعتياد أدوات الحضارة، وربما كان هذا سببا كبيرا في إطلاق النكات عليهم.
فعندما يلج الصعيدي إلى القاهرة بضجيجها وزحامها فمن الطبيعي أن تقابله الحضارة بأنيابها، وسيكون رد فعله طبيعيا حين لا يعرف كيف يتعامل معها، فالصعيدي حين يدخل إلى دورة المياه ويجد مكنسة كبيرة يقول حسب النكتة: يا آه كل دي ماكينة حلاقة. وحينما يزور الهرم لأول مرة يقول أيضا حسب النكتة: يا آه كل دا مثلث جبنة.
وينتمي إلى الصعيد بالرغم من ذلك عدد كبير من الزعماء والمثقفين المصريين المعروفين الذين أثروا في التاريخ المصري، فمنهم على سبيل المثال الرئيس جمال عبد الناصر، وعميد الأدب العربي طه حسين، وعباس محمود العقاد، ومصطفى لطفي المنفلوطي، ورفاعة الطهطاوي، والشيخ المراغي، وشيخ الأزهر الحالي ومئات المئات غيرهم.
وبالرغم من هذا فإن المصريين حينما يحبون أن يطلقوا نكتة للسخرية من أحد يبدأونها بـ«مرة واحد صعيدي»، والعجيب في الأمر أن الصعايدة أنفسهم يطلقون النكات على أنفسهم ويسخرون من ذواتهم، لكن فيما بينهم، في حين يرفضون أن يطلق أحد النكات عليهم، بل إن عشرات المعارك تقع في مقاهي القاهرة بسبب نكتة أطلقها شاب من دون أن يحترس من أحد الصعايدة الموجودين بجواره على المقهى.
ولا يكتفي المصريون بإطلاق النكات على الصعايدة، بل هناك الفوازير أيضا مثل: لماذا يضع الصعيدي أمامه كوبا مملوءا بالماء وآخر فارغا؟ وتكون الإجابة عشان لو عطش يشرب، ولو لم يعطش لا يشرب. أو لماذا لا يغلق الصعيدي باب دورة المياه وراءه؟ والإجابة حتى لا ينظر إليه أحد من ثقب الباب. أو لماذا يضع الصعيدي إناء مليئا بالماء تحت سريره؟ والإجابة: حتى يغرق في النوم.
ورغم أن المصريين يطلقون النكات أيضا على فئات أخرى من الشعب، مثل الدمايطة أو المنايفة، إلا أن الصعايدة يظلون هم الذين يحملون الرصيد الأكبر، ربما لأن النكات التي تطلق على الصعيدي في أغلبها تعتمد على أن الصعيدي ترك بلده وذهب للعمل في العاصمة وواجه فيها أشياء غريبة وجديدة عليه، تختلف عما تعود عليه في قريته، وبالتالي سيكون رد فعله الاندهاش.
ولأن النكتة في طبيعتها تعتمد على التهويل، فإنها تصفه بالغباء، مثل النكتة التي تقول إن صعيديا سافر وأرسل صورة له وهو يقف بين حمارين إلى ابن عمه وكتب له عليها معلقا: أنا الذي في النص!، أو الصعيدي الذي كان مسافرا وأراد أن يصل بسرعة فركب القطر وأخذ يجري داخله. أو صعيدي سقط من فوق السلم فانكسر ظهره، فأعطاه الطبيب مرهما وقال له ادهن مكان الإصابة، فذهب الصعيدي ودهن السلم.
كما أن الصعيدي في عرف هذه النكات يواجه العديد من المواقف المحرجة عندما يسافر خارج مصر، ففي أثناء سفره إلى إحدى الدول الأجنبية رأى عُرساً، فسأل شخصا: من المتزوج؟ فقال له: I don"t know. وفي اليوم التالي رأى جنازة فسأل: من الميت؟ فقال له أحد المارة: I don"t know، فقال الصعيدي: سبحان الله الرجل تزوج أمس ومات اليوم. أو أنه قابل أجنبيا فسأله: من أي عائلة أنت، فقال له الأجنبي: what؟ فرد عليه الصعيدي: أحسن ناس «الوتاوتة» – نسبة إلى وات الإنجليزية. ومن النكات الشهيرة أن صعيديا سافر الى اليابان فجلس على المقهى فوجد رجلا يضع يده على أذنه ويتحدث، فسأله عما يفعل، فقال له الياباني: أنا أتصل بصديق لي فنحن في اليابان نولد وفي يدنا هاتف جوال. وبعد قليل قام الصعيدي بوضع ورقة داخل فمه، فسأله اليابان: ماذا تفعل، فأجاب الصعيدي: أقوم بإرسال فاكس.
وتركز النكات في أغلبها على بداوة الصعيدي، واستغرابه أمام الآلات، رغم أن الزمان تغير تماما، فلم يعد الصعيدي على سجيته مع انتشار التعليم والانفتاح الاقتصادي الذي سمح بسفر قطاعات كبيرة منهم واختلاطها بجنسيات مختلفة، كما أن الصعيد الآن لا يخلو بيت من بيوته من الآلات الكهربائية الحديثة، أو الأطباق الفضائية على أسطح المنازل البسيطة تنقل آخر تجليات العولمة، وبعد انتشار التلفزيونات وبثها ثقافة مغايرة لثقافة الفطرة السليمة الجميلة حتى ولو كانت سببا في الضحك على الصعايدة والتنكيت عليهم.
وبمناسبة التلفزيون ثمة نكتة تحكى: لماذا يسهر الصعيدي أمام التلفزيون بعد نهاية الإرسال؟ والإجابة هي: حتى يرى المذيعة وهي نائمة.
يتهمونهم بالغباء والقوة الغاشمة رغم أن معظم المشاهير منهم
مرة واحد صعيدي وقع من فوق برج القاهرة فأقسم أنه لن يصعده مرة أخرى، ويحكى أن صعيديا آخر فهم فمات! وتحكى عشرات بل مئات النكات الأخرى، والتي يطلقها المصريون على الصعايدة، فتبدأ النكتة بـ«مرة واحد صعيدي» أو «مرة واحد بلدياتنا».
والصعيدي في عرف المصريين هو الذي ينتمي إلى صعيد مصر أي إلى جنوبها، ويتكون الصعيد من ست محافظات مهمة في مصر، هي: أسوان والأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا، وتتميز هذه المحافظات بالبيئة البدائية، التي تعتمد على الزراعة والبساطة في الحياة، كما تمتلئ بالآثار الفرعونية ولا سيما الأقصر وأسوان، كما يتميز أهلها بالطيبة الشديدة، وعدم اعتياد أدوات الحضارة، وربما كان هذا سببا كبيرا في إطلاق النكات عليهم.
فعندما يلج الصعيدي إلى القاهرة بضجيجها وزحامها فمن الطبيعي أن تقابله الحضارة بأنيابها، وسيكون رد فعله طبيعيا حين لا يعرف كيف يتعامل معها، فالصعيدي حين يدخل إلى دورة المياه ويجد مكنسة كبيرة يقول حسب النكتة: يا آه كل دي ماكينة حلاقة. وحينما يزور الهرم لأول مرة يقول أيضا حسب النكتة: يا آه كل دا مثلث جبنة.
وينتمي إلى الصعيد بالرغم من ذلك عدد كبير من الزعماء والمثقفين المصريين المعروفين الذين أثروا في التاريخ المصري، فمنهم على سبيل المثال الرئيس جمال عبد الناصر، وعميد الأدب العربي طه حسين، وعباس محمود العقاد، ومصطفى لطفي المنفلوطي، ورفاعة الطهطاوي، والشيخ المراغي، وشيخ الأزهر الحالي ومئات المئات غيرهم.
وبالرغم من هذا فإن المصريين حينما يحبون أن يطلقوا نكتة للسخرية من أحد يبدأونها بـ«مرة واحد صعيدي»، والعجيب في الأمر أن الصعايدة أنفسهم يطلقون النكات على أنفسهم ويسخرون من ذواتهم، لكن فيما بينهم، في حين يرفضون أن يطلق أحد النكات عليهم، بل إن عشرات المعارك تقع في مقاهي القاهرة بسبب نكتة أطلقها شاب من دون أن يحترس من أحد الصعايدة الموجودين بجواره على المقهى.
ولا يكتفي المصريون بإطلاق النكات على الصعايدة، بل هناك الفوازير أيضا مثل: لماذا يضع الصعيدي أمامه كوبا مملوءا بالماء وآخر فارغا؟ وتكون الإجابة عشان لو عطش يشرب، ولو لم يعطش لا يشرب. أو لماذا لا يغلق الصعيدي باب دورة المياه وراءه؟ والإجابة حتى لا ينظر إليه أحد من ثقب الباب. أو لماذا يضع الصعيدي إناء مليئا بالماء تحت سريره؟ والإجابة: حتى يغرق في النوم.
ورغم أن المصريين يطلقون النكات أيضا على فئات أخرى من الشعب، مثل الدمايطة أو المنايفة، إلا أن الصعايدة يظلون هم الذين يحملون الرصيد الأكبر، ربما لأن النكات التي تطلق على الصعيدي في أغلبها تعتمد على أن الصعيدي ترك بلده وذهب للعمل في العاصمة وواجه فيها أشياء غريبة وجديدة عليه، تختلف عما تعود عليه في قريته، وبالتالي سيكون رد فعله الاندهاش.
ولأن النكتة في طبيعتها تعتمد على التهويل، فإنها تصفه بالغباء، مثل النكتة التي تقول إن صعيديا سافر وأرسل صورة له وهو يقف بين حمارين إلى ابن عمه وكتب له عليها معلقا: أنا الذي في النص!، أو الصعيدي الذي كان مسافرا وأراد أن يصل بسرعة فركب القطر وأخذ يجري داخله. أو صعيدي سقط من فوق السلم فانكسر ظهره، فأعطاه الطبيب مرهما وقال له ادهن مكان الإصابة، فذهب الصعيدي ودهن السلم.
كما أن الصعيدي في عرف هذه النكات يواجه العديد من المواقف المحرجة عندما يسافر خارج مصر، ففي أثناء سفره إلى إحدى الدول الأجنبية رأى عُرساً، فسأل شخصا: من المتزوج؟ فقال له: I don"t know. وفي اليوم التالي رأى جنازة فسأل: من الميت؟ فقال له أحد المارة: I don"t know، فقال الصعيدي: سبحان الله الرجل تزوج أمس ومات اليوم. أو أنه قابل أجنبيا فسأله: من أي عائلة أنت، فقال له الأجنبي: what؟ فرد عليه الصعيدي: أحسن ناس «الوتاوتة» – نسبة إلى وات الإنجليزية. ومن النكات الشهيرة أن صعيديا سافر الى اليابان فجلس على المقهى فوجد رجلا يضع يده على أذنه ويتحدث، فسأله عما يفعل، فقال له الياباني: أنا أتصل بصديق لي فنحن في اليابان نولد وفي يدنا هاتف جوال. وبعد قليل قام الصعيدي بوضع ورقة داخل فمه، فسأله اليابان: ماذا تفعل، فأجاب الصعيدي: أقوم بإرسال فاكس.
وتركز النكات في أغلبها على بداوة الصعيدي، واستغرابه أمام الآلات، رغم أن الزمان تغير تماما، فلم يعد الصعيدي على سجيته مع انتشار التعليم والانفتاح الاقتصادي الذي سمح بسفر قطاعات كبيرة منهم واختلاطها بجنسيات مختلفة، كما أن الصعيد الآن لا يخلو بيت من بيوته من الآلات الكهربائية الحديثة، أو الأطباق الفضائية على أسطح المنازل البسيطة تنقل آخر تجليات العولمة، وبعد انتشار التلفزيونات وبثها ثقافة مغايرة لثقافة الفطرة السليمة الجميلة حتى ولو كانت سببا في الضحك على الصعايدة والتنكيت عليهم.
وبمناسبة التلفزيون ثمة نكتة تحكى: لماذا يسهر الصعيدي أمام التلفزيون بعد نهاية الإرسال؟ والإجابة هي: حتى يرى المذيعة وهي نائمة.