المهدى
10-10-2005, 11:57 AM
تخاف منها الشرطة العراقية
البصرة: ريتشارد أوبل*
* خدمة «نيويورك تايمز»
القوة الأكثر ترويعا في ثالث أكبر مدينة عراقية هي قوة مبهمة تضم ما يتراوح بين 200 الى 300 من أفراد الشرطة المعروفين باسم «الجامعة»، الذين يهيمنون على الشرطة المحلية والذين يقال انهم يقتلون ويعذبون دون حسيب أو رقيب والذين يأتمرون بأوامر زعماء الميليشيات الطائفية في البصرة.
ويذهب اختراقهم لقوة الشرطة والحكومة في البصرة الى ما هو ابعد من «الجامعة». فحتى مدير الشرطة قال انه لا يثق الا بربع رجاله فقط. وقد أصبحت قوة الجماعة واضحة في الشهر الماضي عندما حاولت قوة بريطانية بعربات مدرعة انقاذ اثنين من أفراد العمليات الخاصة كانا قد خطفا وأخذا الى مركز شرطة «الجامعة» الذي يقع جنوب غربي البصرة.
ومدينة البصرة التي كانت هادئة في السابق خضعت الآن لحكم الميليشيات الأصولية والأحزاب السياسية الشيعية التي يرتبط الكثير منها بأواصر قوية مع ايران وتفرض قواعد اسلامية متزمتة. ويتراوح عدد أفراد الشرطة في المدينة بين 2500 و3000 بينما يصل عدد مجندي الميليشيات الى 13 ألفا.
ويمثل صعود الميليشيات عقبة أخرى أمام هدف ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش البعيد المدى في احلال العراقيين محل القوات التي تقودها الولايات المتحدة. غير انه لا توجد في أي من مراكز الشرطة النظامية في البصرة قوة مستعدة للعمل بمفردها.
وحتى لو ان قوات الشرطة العراقية حققت كفاءة ذاتية فان هناك قلقا من أنها ستتصرف في اطار ولاءات طائفية عندما تنسحب القوات الأميركية والبريطانية.
وقال مسؤول أميركي كبير «انك لا تخلق هوية وطنية بالضرورة في قوات عسكرية خلال فترة عامين». وخصوصا ليس عندما تضم صفوف الشرطة جماعات مثل الجامعة. وفي عالم الميليشيات الغائم في البصرة يبقى من غير الواضح الكيفية التي ظهرت فيها «الجامعة» كقوة فعالة. ومن الناحية الرسمية فانها جزء من شرطة البصرة، مسؤولة عن الشؤون الداخلية والتحقيق في الجرائم الكبرى مثل الارهاب والقتل، وهو دور يوفر لها، في الممارسة العملية، العمل بدون قيود حسب ما قاله ضباط شرطة آخرون.
وتقوم «الجامعة»، شأن الكثير من الميليشيات، بطائفة واسعة من النشاطات تمتد، وفقا لضباط الشرطة، من قتل البعثيين السابقين الى اختطاف وقتل الخصوم السياسيين الى الملاحقات الجنائية المباشرة.
وقال احد الضباط «انهم يعتبرون انفسهم القوة رقم واحد في البصرة. والناس الذين يريدون ممارسة التعذيب والقتل يأتون من مكتب الشؤون الداخلية. وهم يحصلون على بدلات وعربات وهويات شرطة».
ويقوم هؤلاء الأشخاص على نحو متكرر باختطاف وقتل اشخاص من العرب السنة، كما قال الشيخ عبد الكريم الدوسري من الحزب الاسلامي السني.
وفي مايو (ايار) الماضي ابلغ مدير شرطة البصرة حسن السعدي صحيفة «الغارديان» البريطانية أن الميليشيات هي «القوة الفعلية» في البصرة. وأضاف هذا المسؤول الذي عين في عهد رئيس الوزراء السابق أياد علاوي ان بعض أفراد الشرطة يقومون بعمليات اغتيال.
وتشير مقابلات اجريت مع عدد من أفراد الشرطة العراقيين والجنود البريطانيين الى ان عددا من الجماعات الشيعية لديها علاقات قوية مع «الجامعة». وأحدها «جيش المهدي» التابع لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر. والجهة الأخرى هي حزب الفضيلة الذي أحرز أغلبية في الحكومة المحلية العام الحالي. أما الميليشيا القوية الأخرى فهي «منظمة بدر» المدعومة ايرانيا، وهي الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.
والى جانب قوة المليشيا هناك أمر آخر مقلق. فمن المعروف ان ايران دربت ميليشيا بدر منذ وقت طويل، ولكن هناك دلائل متزايدة على ان ايران تقدم ايضا دعما كبيرا لخصوم بدر من أمثال «جيش المهدي».
وقد وصف مطر الساعدي، آمر قوات الشرطة العراقية في منطقة جنوب البصرة ايران بأنها «موقع الشيطان». وقال ان ايران تريد الفوضى لتقنع الولايات المتحدة بأنها لا يمكن أن تبقي العراق مستقرا.
غير انه رفض الاجابة على أسئلة حول النفوذ المتعاظم للميليشيات او نشاطاتها غير المشروعة.
وفي وقت لاحق قال المترجم «انه خائف جدا بحيث لا يمكنه التحدث عن الميليشيات».
البصرة: ريتشارد أوبل*
* خدمة «نيويورك تايمز»
القوة الأكثر ترويعا في ثالث أكبر مدينة عراقية هي قوة مبهمة تضم ما يتراوح بين 200 الى 300 من أفراد الشرطة المعروفين باسم «الجامعة»، الذين يهيمنون على الشرطة المحلية والذين يقال انهم يقتلون ويعذبون دون حسيب أو رقيب والذين يأتمرون بأوامر زعماء الميليشيات الطائفية في البصرة.
ويذهب اختراقهم لقوة الشرطة والحكومة في البصرة الى ما هو ابعد من «الجامعة». فحتى مدير الشرطة قال انه لا يثق الا بربع رجاله فقط. وقد أصبحت قوة الجماعة واضحة في الشهر الماضي عندما حاولت قوة بريطانية بعربات مدرعة انقاذ اثنين من أفراد العمليات الخاصة كانا قد خطفا وأخذا الى مركز شرطة «الجامعة» الذي يقع جنوب غربي البصرة.
ومدينة البصرة التي كانت هادئة في السابق خضعت الآن لحكم الميليشيات الأصولية والأحزاب السياسية الشيعية التي يرتبط الكثير منها بأواصر قوية مع ايران وتفرض قواعد اسلامية متزمتة. ويتراوح عدد أفراد الشرطة في المدينة بين 2500 و3000 بينما يصل عدد مجندي الميليشيات الى 13 ألفا.
ويمثل صعود الميليشيات عقبة أخرى أمام هدف ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش البعيد المدى في احلال العراقيين محل القوات التي تقودها الولايات المتحدة. غير انه لا توجد في أي من مراكز الشرطة النظامية في البصرة قوة مستعدة للعمل بمفردها.
وحتى لو ان قوات الشرطة العراقية حققت كفاءة ذاتية فان هناك قلقا من أنها ستتصرف في اطار ولاءات طائفية عندما تنسحب القوات الأميركية والبريطانية.
وقال مسؤول أميركي كبير «انك لا تخلق هوية وطنية بالضرورة في قوات عسكرية خلال فترة عامين». وخصوصا ليس عندما تضم صفوف الشرطة جماعات مثل الجامعة. وفي عالم الميليشيات الغائم في البصرة يبقى من غير الواضح الكيفية التي ظهرت فيها «الجامعة» كقوة فعالة. ومن الناحية الرسمية فانها جزء من شرطة البصرة، مسؤولة عن الشؤون الداخلية والتحقيق في الجرائم الكبرى مثل الارهاب والقتل، وهو دور يوفر لها، في الممارسة العملية، العمل بدون قيود حسب ما قاله ضباط شرطة آخرون.
وتقوم «الجامعة»، شأن الكثير من الميليشيات، بطائفة واسعة من النشاطات تمتد، وفقا لضباط الشرطة، من قتل البعثيين السابقين الى اختطاف وقتل الخصوم السياسيين الى الملاحقات الجنائية المباشرة.
وقال احد الضباط «انهم يعتبرون انفسهم القوة رقم واحد في البصرة. والناس الذين يريدون ممارسة التعذيب والقتل يأتون من مكتب الشؤون الداخلية. وهم يحصلون على بدلات وعربات وهويات شرطة».
ويقوم هؤلاء الأشخاص على نحو متكرر باختطاف وقتل اشخاص من العرب السنة، كما قال الشيخ عبد الكريم الدوسري من الحزب الاسلامي السني.
وفي مايو (ايار) الماضي ابلغ مدير شرطة البصرة حسن السعدي صحيفة «الغارديان» البريطانية أن الميليشيات هي «القوة الفعلية» في البصرة. وأضاف هذا المسؤول الذي عين في عهد رئيس الوزراء السابق أياد علاوي ان بعض أفراد الشرطة يقومون بعمليات اغتيال.
وتشير مقابلات اجريت مع عدد من أفراد الشرطة العراقيين والجنود البريطانيين الى ان عددا من الجماعات الشيعية لديها علاقات قوية مع «الجامعة». وأحدها «جيش المهدي» التابع لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر. والجهة الأخرى هي حزب الفضيلة الذي أحرز أغلبية في الحكومة المحلية العام الحالي. أما الميليشيا القوية الأخرى فهي «منظمة بدر» المدعومة ايرانيا، وهي الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.
والى جانب قوة المليشيا هناك أمر آخر مقلق. فمن المعروف ان ايران دربت ميليشيا بدر منذ وقت طويل، ولكن هناك دلائل متزايدة على ان ايران تقدم ايضا دعما كبيرا لخصوم بدر من أمثال «جيش المهدي».
وقد وصف مطر الساعدي، آمر قوات الشرطة العراقية في منطقة جنوب البصرة ايران بأنها «موقع الشيطان». وقال ان ايران تريد الفوضى لتقنع الولايات المتحدة بأنها لا يمكن أن تبقي العراق مستقرا.
غير انه رفض الاجابة على أسئلة حول النفوذ المتعاظم للميليشيات او نشاطاتها غير المشروعة.
وفي وقت لاحق قال المترجم «انه خائف جدا بحيث لا يمكنه التحدث عن الميليشيات».