فاطمي
03-29-2024, 01:55 PM
https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2024/03/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.x40387.jpg
أ.د. نجم عبدالله الموسوي/موقع الولاية
مبدأ القيادة في فكر الإمام علي (عليه السلام) ليس امتيازًا وتميزًا بل هو عنوان عمل وطريق خدمة يعمل الرئيس والوالي عن طريق فريق عمل متعاون لأداء الأعمال وإظهار طاقات المرؤوسين والعمل الجاد على تطويرها والنهوض بها وخلق روح التنافس في النجاح والتميز.
لم تكن شخصية الإمام علي (عليه السلام) بالشخصية العابرة في خضم التأريخ، بل كانت شخصية لها أبعادا ايجابية تركت تأثيراً واضحا في مختلف اتجاهات الحياة الدينية والسياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية والتربوية والنفسية وغيرها، فهو (عليه السلام) ترك لنا إرثاً علمياً كبيراً بما قدمه من أسس للارتقاء بالفرد والمجتمع وبناءه بناءً صحيحا ناجحاً.
تسليط الضوء على الجانب الإداري
ومن خلال تسليط الضوء على الجانب الإداري نجد عهده (عليه السلام) إلى واليه على مصر مالك الأشتر (رض) قد أخذ حيزاً واسعاً لدى الإداريين والمتخصصين في الإدارة والأعمال والتربويين والنفسيين وعلماء الاجتماع كل ينظر إليه بعين الفكر والبصيرة ويبين إعجابه به وبمحتواه وبرؤاه وما يتضمنه من أسس بناء الدولة الناجحة وأسس العمل الإداري الصحيح.
ونتيجة للإطلاع على بعض الدراسات والبحوث في الإدارة والقيادة وجدنا أن العديد من الباحثين الذين سلطوا الضوء على عهد الإمام علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر (رض) كانوا قد بينوا إعجابهم به كون محتوياته وأفكاره كأنما بنيت على فلسفة إدارية حديثة ومتجددة أخذت الطابع العملي والعلمي والموضوعي في شكل ومضمون من يتصدى لإدارة الحكم، الأمر الذي يخلق ثقافة تنظيمية واعية في إدارة الدولة.
كما أن هذا العهد يمثل في حقيقة الأمر أسلوباً قيادياً متميزاً أنشأه الإمام علي (عليه السلام) على فلسفة إسلامية ذات نظرية تختلف عن كل نظريات القيادة والإدارة، قائمة على ضرورة إقناع المجتمع بقيادته وبمبادئها وخصوصاً إذا أثبتت تلك المبادئ نجاحها في الواقع العملي والتطبيقي.
وإن المبدأ المهم الذي ركز عليه الإمام علي (عليه السلام) هو ضرورة إشباع الحاجات الأساسية وتحقيق الرغبات بالصورة التي تتلاءم مع توقعات أفراد المجتمع الأمر الذي يساعد على تحقيق الرضا والسعادة لديهم والقناعة التامة بقيادتهم الإدارية.
مبدأ القيادة في فكر الإمام علي
ومن الجدير بالذكر إن مبدأ القيادة (leadership) في فكر الإمام علي (عليه السلام) ليس امتيازًا وتميزاً بل هو عنوان عمل وطريق خدمة يعمل الرئيس والوالي عن طريق فريق عمل متعاون لأداء الأعمال وإظهار طاقات المرؤوسين والعمل الجاد على تطويرها والنهوض بها وخلق روح التنافس في النجاح والتميز.
لقد حرص أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على ضرورة تطوير القائد الناجح لأساليبه القيادية والإدارية والعمل على الإقتراب من المجتمع وعدم الإبتعاد عنه أو الإنعزال بل خلق حالة شعور لدى أفراد المجتمع أن القائد أو الوالي أو الرئيس يشعر بما يشعر به الآخرون ويتعايش مع أمالهم وآلامهم وطموحاتهم ويحس بما يتألمون وبما يريدون.
كذلك سعى الإمام علي (عليه السلام) إلى خلق قناعة لدى القائد بضرورة جعل العنصر البشري أو الإنساني هو الثروة الحقيقية الناهضة في بناء الدولة وهو المحور الأساس في نجاح القائد في عمله فالعنصر البشري يمثل الركيزة الأساسية لعمل القائد ونجاحهم يمثل نجاح القائد وانحرافهم عن المستوى المطلوب يمثل انحراف القائد عن تحقيق الأهداف المرسومة.
بعد متابعة مضامين العهد المبارك نجد أن هناك جوانب إدارية وقيادية أكدها الإمام علي (عليه السلام) نوجز منها ما يأتي :
التزام القائد بالتعاليم السماوية السمحة
التأكيد على التزام القائد بالتعاليم السماوية السمحة والتقيّد بكلِّ ما جاء فيها بكتاب الله وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وأنّه لا يكون ناجحاً إلّا بمكافحة أهواءه ونزواته يكبح جماحها، فلا توجد هناك حصانة لقائد في نظر الإمام علي (عليه السلام) ولا توجد فلسفة تجوز للقائد ما لا تجوز لغيره من الناس أو الرعية، فالقائد والرعية كلاهما يجب أن ينضبط تحت تعاليم السماء وسننها فالقائد يكون جزءً من مجموعته وكلّما أحسّت المجموعة بأنّ القائد مثلها كان القائد أكثر تأثيرا فيها وهذا ما يؤكّد أنّ القيادة الناجحة هي الّتي تعمل مع الآخرين وتؤثّر فيهم تأثيراً إيجابيّاً وصولاً للأهداف المحدّدة.
ضرورة النظر إلى الأحداث التأريخية
انطلق الإمام علي (عليه السلام) في عهده الشريف إلى ضرورة النظر إلى الأحداث التأريخية والسنن السابقة والتمعن فيها والإستفادة منها في العمل ومواجهة مجريات الأحداث الّتي تحدث في الدولة، وأخذ العظة والعبرة ممّن سبق، وكأنّه (عليه السلام) يريد من الحاكم أو القائد أن ينظر بعين البصيرة لمن سبقه ويشخّص الجوانب الإيجابية في عملهم ويعمل على بقائها وتعزيزها ويشخّص الجوانب السلبية في عمل من سبق وعدم تكرارها أو معالجتها ووضع الحلول المناسبة لها ومنع تكرار حدوثها، فضلاً عن رؤية الإمام (عليه السلام) بملاحظة رأي الرعية في المتصدّي والإستفادة من آراءهم وأحكامهم.
الطابع الإنسانيّ
حرص الإمام علي (عليه السلام) أن يكون القائد ذا طابعٍ إنسانيٍّ متميّزٍ بالعاطفة والوجدان فالإنسانية يجب أن تكون السمة المميزة للقائد الإداري الناجح في التعامل مع المرؤوسين، فالموقف الإداري الناجح يجب أن يتّسم بالعدل والإنصاف والشجاعة والإبتعاد عن الظلم والتكبّر والزهو والغرور؛ لأنّها أمراض نفسية تفتك بشخصية القائد وتُذهب بحلمه وتُفقده توازن الشخصية السويّة.
الكفاءة القيادية
يرى الإمام علي (عليه السلام) أنَّ نجاح أيَّ قائد يتوقف على كفاءته القيادية وفاعليته، أي أن تتوفر فيه سمات النجاح في الإدارة وإنّ القيادة غير الجيدة وغير الكفوءة أحد أهم أسباب فشل الدولة وعدم صمودها أمام مجريات الأحداث.
التحلّي بمكارم الأخلاق
أشار الإمام علي (عليه السلام) في مجمل عهده المبارك إلى مسألة مهمّة ألا وهي تحلّي القائد أو الوالي أو الحاكم بمكارم الأخلاق التي بدورها تؤدّي إلى القوّة والصلابة وضبط النفس وما تأكيده عليها إلّا حرصاً على أن لا يصدر من القائد إلّا ماهو طيب ومحمود وحسن وجميل وأن تترفّع نفسه عن صغائر الأمور ولا يجرّه الهوى والميول إلى أنْ يقلّل من شأنه ويضعّف سماته الشخصية، فالقيادة الأخلاقية هي القيادة الناجحة والمؤثّرة والفاعلة.
————————
الخميس 28 مارس، 2024
أ.د. نجم عبدالله الموسوي/موقع الولاية
مبدأ القيادة في فكر الإمام علي (عليه السلام) ليس امتيازًا وتميزًا بل هو عنوان عمل وطريق خدمة يعمل الرئيس والوالي عن طريق فريق عمل متعاون لأداء الأعمال وإظهار طاقات المرؤوسين والعمل الجاد على تطويرها والنهوض بها وخلق روح التنافس في النجاح والتميز.
لم تكن شخصية الإمام علي (عليه السلام) بالشخصية العابرة في خضم التأريخ، بل كانت شخصية لها أبعادا ايجابية تركت تأثيراً واضحا في مختلف اتجاهات الحياة الدينية والسياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية والتربوية والنفسية وغيرها، فهو (عليه السلام) ترك لنا إرثاً علمياً كبيراً بما قدمه من أسس للارتقاء بالفرد والمجتمع وبناءه بناءً صحيحا ناجحاً.
تسليط الضوء على الجانب الإداري
ومن خلال تسليط الضوء على الجانب الإداري نجد عهده (عليه السلام) إلى واليه على مصر مالك الأشتر (رض) قد أخذ حيزاً واسعاً لدى الإداريين والمتخصصين في الإدارة والأعمال والتربويين والنفسيين وعلماء الاجتماع كل ينظر إليه بعين الفكر والبصيرة ويبين إعجابه به وبمحتواه وبرؤاه وما يتضمنه من أسس بناء الدولة الناجحة وأسس العمل الإداري الصحيح.
ونتيجة للإطلاع على بعض الدراسات والبحوث في الإدارة والقيادة وجدنا أن العديد من الباحثين الذين سلطوا الضوء على عهد الإمام علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر (رض) كانوا قد بينوا إعجابهم به كون محتوياته وأفكاره كأنما بنيت على فلسفة إدارية حديثة ومتجددة أخذت الطابع العملي والعلمي والموضوعي في شكل ومضمون من يتصدى لإدارة الحكم، الأمر الذي يخلق ثقافة تنظيمية واعية في إدارة الدولة.
كما أن هذا العهد يمثل في حقيقة الأمر أسلوباً قيادياً متميزاً أنشأه الإمام علي (عليه السلام) على فلسفة إسلامية ذات نظرية تختلف عن كل نظريات القيادة والإدارة، قائمة على ضرورة إقناع المجتمع بقيادته وبمبادئها وخصوصاً إذا أثبتت تلك المبادئ نجاحها في الواقع العملي والتطبيقي.
وإن المبدأ المهم الذي ركز عليه الإمام علي (عليه السلام) هو ضرورة إشباع الحاجات الأساسية وتحقيق الرغبات بالصورة التي تتلاءم مع توقعات أفراد المجتمع الأمر الذي يساعد على تحقيق الرضا والسعادة لديهم والقناعة التامة بقيادتهم الإدارية.
مبدأ القيادة في فكر الإمام علي
ومن الجدير بالذكر إن مبدأ القيادة (leadership) في فكر الإمام علي (عليه السلام) ليس امتيازًا وتميزاً بل هو عنوان عمل وطريق خدمة يعمل الرئيس والوالي عن طريق فريق عمل متعاون لأداء الأعمال وإظهار طاقات المرؤوسين والعمل الجاد على تطويرها والنهوض بها وخلق روح التنافس في النجاح والتميز.
لقد حرص أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على ضرورة تطوير القائد الناجح لأساليبه القيادية والإدارية والعمل على الإقتراب من المجتمع وعدم الإبتعاد عنه أو الإنعزال بل خلق حالة شعور لدى أفراد المجتمع أن القائد أو الوالي أو الرئيس يشعر بما يشعر به الآخرون ويتعايش مع أمالهم وآلامهم وطموحاتهم ويحس بما يتألمون وبما يريدون.
كذلك سعى الإمام علي (عليه السلام) إلى خلق قناعة لدى القائد بضرورة جعل العنصر البشري أو الإنساني هو الثروة الحقيقية الناهضة في بناء الدولة وهو المحور الأساس في نجاح القائد في عمله فالعنصر البشري يمثل الركيزة الأساسية لعمل القائد ونجاحهم يمثل نجاح القائد وانحرافهم عن المستوى المطلوب يمثل انحراف القائد عن تحقيق الأهداف المرسومة.
بعد متابعة مضامين العهد المبارك نجد أن هناك جوانب إدارية وقيادية أكدها الإمام علي (عليه السلام) نوجز منها ما يأتي :
التزام القائد بالتعاليم السماوية السمحة
التأكيد على التزام القائد بالتعاليم السماوية السمحة والتقيّد بكلِّ ما جاء فيها بكتاب الله وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وأنّه لا يكون ناجحاً إلّا بمكافحة أهواءه ونزواته يكبح جماحها، فلا توجد هناك حصانة لقائد في نظر الإمام علي (عليه السلام) ولا توجد فلسفة تجوز للقائد ما لا تجوز لغيره من الناس أو الرعية، فالقائد والرعية كلاهما يجب أن ينضبط تحت تعاليم السماء وسننها فالقائد يكون جزءً من مجموعته وكلّما أحسّت المجموعة بأنّ القائد مثلها كان القائد أكثر تأثيرا فيها وهذا ما يؤكّد أنّ القيادة الناجحة هي الّتي تعمل مع الآخرين وتؤثّر فيهم تأثيراً إيجابيّاً وصولاً للأهداف المحدّدة.
ضرورة النظر إلى الأحداث التأريخية
انطلق الإمام علي (عليه السلام) في عهده الشريف إلى ضرورة النظر إلى الأحداث التأريخية والسنن السابقة والتمعن فيها والإستفادة منها في العمل ومواجهة مجريات الأحداث الّتي تحدث في الدولة، وأخذ العظة والعبرة ممّن سبق، وكأنّه (عليه السلام) يريد من الحاكم أو القائد أن ينظر بعين البصيرة لمن سبقه ويشخّص الجوانب الإيجابية في عملهم ويعمل على بقائها وتعزيزها ويشخّص الجوانب السلبية في عمل من سبق وعدم تكرارها أو معالجتها ووضع الحلول المناسبة لها ومنع تكرار حدوثها، فضلاً عن رؤية الإمام (عليه السلام) بملاحظة رأي الرعية في المتصدّي والإستفادة من آراءهم وأحكامهم.
الطابع الإنسانيّ
حرص الإمام علي (عليه السلام) أن يكون القائد ذا طابعٍ إنسانيٍّ متميّزٍ بالعاطفة والوجدان فالإنسانية يجب أن تكون السمة المميزة للقائد الإداري الناجح في التعامل مع المرؤوسين، فالموقف الإداري الناجح يجب أن يتّسم بالعدل والإنصاف والشجاعة والإبتعاد عن الظلم والتكبّر والزهو والغرور؛ لأنّها أمراض نفسية تفتك بشخصية القائد وتُذهب بحلمه وتُفقده توازن الشخصية السويّة.
الكفاءة القيادية
يرى الإمام علي (عليه السلام) أنَّ نجاح أيَّ قائد يتوقف على كفاءته القيادية وفاعليته، أي أن تتوفر فيه سمات النجاح في الإدارة وإنّ القيادة غير الجيدة وغير الكفوءة أحد أهم أسباب فشل الدولة وعدم صمودها أمام مجريات الأحداث.
التحلّي بمكارم الأخلاق
أشار الإمام علي (عليه السلام) في مجمل عهده المبارك إلى مسألة مهمّة ألا وهي تحلّي القائد أو الوالي أو الحاكم بمكارم الأخلاق التي بدورها تؤدّي إلى القوّة والصلابة وضبط النفس وما تأكيده عليها إلّا حرصاً على أن لا يصدر من القائد إلّا ماهو طيب ومحمود وحسن وجميل وأن تترفّع نفسه عن صغائر الأمور ولا يجرّه الهوى والميول إلى أنْ يقلّل من شأنه ويضعّف سماته الشخصية، فالقيادة الأخلاقية هي القيادة الناجحة والمؤثّرة والفاعلة.
————————
الخميس 28 مارس، 2024