قمبيز
03-25-2024, 10:36 AM
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/07/3a3b6fb7-6948-4c84-9579-1f677b4304ab.jpeg?resize=770%2C513&quality=80
مراحل صنع عجينة الصمون تتطلب صبرا وجهدا ليكون بطعمه وشكله الحالي
أفراح شوقي-باريس
يجتهد الطاهي (الشيف) العراقي محمد الحيالي والمعروف في أحد احياء العاصمة الفرنسية باريس بكنيته (أبو أرجوان العراقي) بتطوير عمله وتوسيع محله، خاصة بعد نجاح تجربته بصناعة الصمون والخبز العراقي الطازج، وزيادة الطلب عليه وهو يستعد لافتتاح مخبز ومطعم كبير لإنتاج كميات أكبر من المخبوزات ومعها بعض أنواع الاكلات العراقية بدل محله الصغير.
أبو أرجوان (خبرة 25 عاما في إدارة المطاعم) يفتخر بأنه استطاع إدخال الصمون العراقي إلى قائمة فطور العوائل الفرنسية بديلا عن الخبز الشهير "لا باغيت".
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/08/02b74646-a7c4-4f80-96c1-1be79e2879d6.jpeg?quality=80
أبو أرجوان: أشرفت على إعداد موائد دعوات السفارة العراقية بباريس وكان الصمون الحجري العراقي حاضر
الباغيت الفرنسي
والمعروف أن للفرنسيين عادات عريقة في الفطور الصباحي لا تتغير منذ عشرات السنين، فأول شيء يوضع على المائدة -إضافة إلى الكرواسون والفطائر- هو خبز "لا باغيت" بحجمه الكبير وشكله اللولبي، ويعد من أعرق أنواع الخبز عالمياً. وتعود بداية إنتاجه إلى القرن 19، وتعني كلمة باغيت العصا باللغة الإيطالية، ويستهلك الفرنسيون حوالي ثلاثين مليون باغيتة يوميا، ولا تخلو مائدة فرنسية من وجوده خاصة وجبات الفطور.
وعن تجربته في صناعة الخبر العراقي والصمون في باريس، يقول الخباز أبو أرجوان "بدأت بصناعة بعض الأكلات العراقية الشهيرة وحازت على إقبال ورضا العراقيين المغتربين في المدينة، وبدأت الطلبات تكثر لأجل إنتاج الخبز والصمون أيضا، وحصل أن أشرفت على إعداد موائد الدعوات في السفارة العراقية بباريس لمدعويها من الشخصيات المهمة والسفراء في الحفلات والمناسبات، وكان الخبز والصمون الحجري العراقي حاضرا على المائدة وسمعتهم يسألون عن طريقته وسر طعمه المميز، حتى أن بعضهم حرص على أخذ ما تبقى منه إلى بيته".
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/08/3ca8fdab-859a-40c9-952e-ab414b93055b.jpeg?quality=80
ھالصمون أغلى سعرا بسبب عدم وجود أفران كبيرة
الصمونة بسعر 3 باغيتات
ويضيف أنه أصبح يجهز الطلبات بمعدل مناسبتين كل أسبوع، وكذلك طلبات الفرنسيين والعراقيين اليومية، ولم تعد التنانير الطينية (جمع تنور) أو الأفران الموجودة في المخبز كافية، وهو يفكر بافتتاح مخبز كبير وزيادة الأيدي العاملة قريبا ليستوعب تلك الطلبات.
وعن أسعار الصمون والخبز بالمقارنة مع الخبز الفرنسي، أوضح أن الصمّون أغلى سعرا بسبب طبيعة إنتاجه المكلفة ونوعية الطحين، وكذلك عدم وجود أفران كبيرة، حيث إن الصمونة الواحدة بسعر شراء ثلاث قطع من الباغيت، أي أن سعر الواحدة 35 سنتا في حين الصمونة تباع بيورو واحد، واليورو كما هو معروف مئة سنت.
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/08/f1ce4f36-6ee9-4fea-b1be-d227abc8ff12.jpeg?quality=80
ھالفلافل العراقية الشهيرة بالصمون العراقي
أصل الكلمة
المصادر المكتوبة تقول إن العراقيين عرفوا الصمون أول مرة عام 1920 بعد سقوط الدولة العثمانية وأثناء الاحتلال البريطاني، عندما قام أحد العمال الأرمن الداخلين مع الجنود البريطانيين (واسمه سيمون) بجلب فرن معه وصنع الخبز، ومنذ ذلك الوقت صار يسمى على اسم صاحبه لكن الكلمة حرفت إلى صمون.
ويعيش عدد كبير من المهاجرين العراقيين في المدن الفرنسية منذ سنوات طويلة، أسسوا فيها عائلاتهم وعملهم وحافظوا على طقوسهم وأكلاتهم أيضا، ومن بينها الإصرار على استعادة طعم ولذة خبز الصمون بشكله الذي يشبه السمكة، ورائحته التي بدأت تفوح في الأحياء الفرنسية، ويحجز مكانه بين أنواع المخبوزات المعروفة هناك.
وعن ميزة الصمون، يقول أبو أرجوان الذي يعتزم فتح ركن خاص لإعداد سندويتشات الفلافل العراقي بالصمون الحجري والعمبة (صلصة حارة صفراء) إن "الصمون له طريقة تحضير خاصة، يجدها الفرنسيون صعبة أو مكلفة، وكذلك الخبز العراقي المصنوع بالتنور الطيني ونكهته المميزة، وقد تحديت أحدهم أن بإمكان الخبز العراقي الذي أصنعه أن يصمد شهرا كاملا في الثلاجة دون أن يتغير طعمه أو يفسد، وهذا لا يتوفر في الخبز الفرنسي الذي يتغير طعمه بمجرد مرور عدة أيام على خبزه".
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/08/09d33e29-a8f4-40af-b78d-a2924ab32a51.jpeg?quality=80
ھصمون عراقي بكل الأشكال
محاولات تقليد صناعته
أحد العاملين بصناعة الصمون قال "مراحل صنع عجينة الصمون تتطلب صبرا ووقتا وجهدا لتكون بطعمها وشكلها الحالي، في حين أن الخبز الفرنسي له طريقة عجن ثابتة وسهلة".
أم فاتن عراقية تعيش مع عائلتها في فرنسا منذ نحو عشر سنوات، قالت "كنا نفتقد الصمون والخبز العراقي، فنكهته وطعمه لا يعادلها شيء وصرنا نحاول صنعه بالبيت، لكن وجود مخابز متخصصة وقريبة من المدن الكبيرة فكرة ممتازة وأتوقع لها النجاح حتماً بسبب حب الفرنسيين لتذوق الطعام الجديد، وكذلك وجود عدد كبير من العراقيين والجاليات العربية التي تفضله، ويشهد الخبز والصمون زيادة بأسعاره عن أسعار الخبز الفرنسي بسبب طبيعة إنتاجه الأصعب".
يقول كيوم سانت، وهو مدرب متطوع بإحدى الجمعيات الإنسانية بمدينة أوغليون القريبة من باريس "تذوقت الصمون وهو ممتاز وشهي وطري أيضا، وبصراحة هو أطيب من الخبز الفرنسي، وهذا يتبع مهارة الخباز وخبرته في العمل".
وحاولت المشرفة الاجتماعية المغربية فاطنة زياد، والمقيمة في باريس منذ نحو عشرين سنة، تعلم صناعته بعد أن تذوقته عند صديقة عراقية لها لكنها فشلت، وقالت إنها صارت تفضله لعمل السندويشات لأولادها في المدرسة، لكنه ليس متوفرا دائما وسعره أغلى قليلا من الباغيت الفرنسي.
المصدر : الجزيرة
مراحل صنع عجينة الصمون تتطلب صبرا وجهدا ليكون بطعمه وشكله الحالي
أفراح شوقي-باريس
يجتهد الطاهي (الشيف) العراقي محمد الحيالي والمعروف في أحد احياء العاصمة الفرنسية باريس بكنيته (أبو أرجوان العراقي) بتطوير عمله وتوسيع محله، خاصة بعد نجاح تجربته بصناعة الصمون والخبز العراقي الطازج، وزيادة الطلب عليه وهو يستعد لافتتاح مخبز ومطعم كبير لإنتاج كميات أكبر من المخبوزات ومعها بعض أنواع الاكلات العراقية بدل محله الصغير.
أبو أرجوان (خبرة 25 عاما في إدارة المطاعم) يفتخر بأنه استطاع إدخال الصمون العراقي إلى قائمة فطور العوائل الفرنسية بديلا عن الخبز الشهير "لا باغيت".
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/08/02b74646-a7c4-4f80-96c1-1be79e2879d6.jpeg?quality=80
أبو أرجوان: أشرفت على إعداد موائد دعوات السفارة العراقية بباريس وكان الصمون الحجري العراقي حاضر
الباغيت الفرنسي
والمعروف أن للفرنسيين عادات عريقة في الفطور الصباحي لا تتغير منذ عشرات السنين، فأول شيء يوضع على المائدة -إضافة إلى الكرواسون والفطائر- هو خبز "لا باغيت" بحجمه الكبير وشكله اللولبي، ويعد من أعرق أنواع الخبز عالمياً. وتعود بداية إنتاجه إلى القرن 19، وتعني كلمة باغيت العصا باللغة الإيطالية، ويستهلك الفرنسيون حوالي ثلاثين مليون باغيتة يوميا، ولا تخلو مائدة فرنسية من وجوده خاصة وجبات الفطور.
وعن تجربته في صناعة الخبر العراقي والصمون في باريس، يقول الخباز أبو أرجوان "بدأت بصناعة بعض الأكلات العراقية الشهيرة وحازت على إقبال ورضا العراقيين المغتربين في المدينة، وبدأت الطلبات تكثر لأجل إنتاج الخبز والصمون أيضا، وحصل أن أشرفت على إعداد موائد الدعوات في السفارة العراقية بباريس لمدعويها من الشخصيات المهمة والسفراء في الحفلات والمناسبات، وكان الخبز والصمون الحجري العراقي حاضرا على المائدة وسمعتهم يسألون عن طريقته وسر طعمه المميز، حتى أن بعضهم حرص على أخذ ما تبقى منه إلى بيته".
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/08/3ca8fdab-859a-40c9-952e-ab414b93055b.jpeg?quality=80
ھالصمون أغلى سعرا بسبب عدم وجود أفران كبيرة
الصمونة بسعر 3 باغيتات
ويضيف أنه أصبح يجهز الطلبات بمعدل مناسبتين كل أسبوع، وكذلك طلبات الفرنسيين والعراقيين اليومية، ولم تعد التنانير الطينية (جمع تنور) أو الأفران الموجودة في المخبز كافية، وهو يفكر بافتتاح مخبز كبير وزيادة الأيدي العاملة قريبا ليستوعب تلك الطلبات.
وعن أسعار الصمون والخبز بالمقارنة مع الخبز الفرنسي، أوضح أن الصمّون أغلى سعرا بسبب طبيعة إنتاجه المكلفة ونوعية الطحين، وكذلك عدم وجود أفران كبيرة، حيث إن الصمونة الواحدة بسعر شراء ثلاث قطع من الباغيت، أي أن سعر الواحدة 35 سنتا في حين الصمونة تباع بيورو واحد، واليورو كما هو معروف مئة سنت.
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/08/f1ce4f36-6ee9-4fea-b1be-d227abc8ff12.jpeg?quality=80
ھالفلافل العراقية الشهيرة بالصمون العراقي
أصل الكلمة
المصادر المكتوبة تقول إن العراقيين عرفوا الصمون أول مرة عام 1920 بعد سقوط الدولة العثمانية وأثناء الاحتلال البريطاني، عندما قام أحد العمال الأرمن الداخلين مع الجنود البريطانيين (واسمه سيمون) بجلب فرن معه وصنع الخبز، ومنذ ذلك الوقت صار يسمى على اسم صاحبه لكن الكلمة حرفت إلى صمون.
ويعيش عدد كبير من المهاجرين العراقيين في المدن الفرنسية منذ سنوات طويلة، أسسوا فيها عائلاتهم وعملهم وحافظوا على طقوسهم وأكلاتهم أيضا، ومن بينها الإصرار على استعادة طعم ولذة خبز الصمون بشكله الذي يشبه السمكة، ورائحته التي بدأت تفوح في الأحياء الفرنسية، ويحجز مكانه بين أنواع المخبوزات المعروفة هناك.
وعن ميزة الصمون، يقول أبو أرجوان الذي يعتزم فتح ركن خاص لإعداد سندويتشات الفلافل العراقي بالصمون الحجري والعمبة (صلصة حارة صفراء) إن "الصمون له طريقة تحضير خاصة، يجدها الفرنسيون صعبة أو مكلفة، وكذلك الخبز العراقي المصنوع بالتنور الطيني ونكهته المميزة، وقد تحديت أحدهم أن بإمكان الخبز العراقي الذي أصنعه أن يصمد شهرا كاملا في الثلاجة دون أن يتغير طعمه أو يفسد، وهذا لا يتوفر في الخبز الفرنسي الذي يتغير طعمه بمجرد مرور عدة أيام على خبزه".
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2019/08/09d33e29-a8f4-40af-b78d-a2924ab32a51.jpeg?quality=80
ھصمون عراقي بكل الأشكال
محاولات تقليد صناعته
أحد العاملين بصناعة الصمون قال "مراحل صنع عجينة الصمون تتطلب صبرا ووقتا وجهدا لتكون بطعمها وشكلها الحالي، في حين أن الخبز الفرنسي له طريقة عجن ثابتة وسهلة".
أم فاتن عراقية تعيش مع عائلتها في فرنسا منذ نحو عشر سنوات، قالت "كنا نفتقد الصمون والخبز العراقي، فنكهته وطعمه لا يعادلها شيء وصرنا نحاول صنعه بالبيت، لكن وجود مخابز متخصصة وقريبة من المدن الكبيرة فكرة ممتازة وأتوقع لها النجاح حتماً بسبب حب الفرنسيين لتذوق الطعام الجديد، وكذلك وجود عدد كبير من العراقيين والجاليات العربية التي تفضله، ويشهد الخبز والصمون زيادة بأسعاره عن أسعار الخبز الفرنسي بسبب طبيعة إنتاجه الأصعب".
يقول كيوم سانت، وهو مدرب متطوع بإحدى الجمعيات الإنسانية بمدينة أوغليون القريبة من باريس "تذوقت الصمون وهو ممتاز وشهي وطري أيضا، وبصراحة هو أطيب من الخبز الفرنسي، وهذا يتبع مهارة الخباز وخبرته في العمل".
وحاولت المشرفة الاجتماعية المغربية فاطنة زياد، والمقيمة في باريس منذ نحو عشرين سنة، تعلم صناعته بعد أن تذوقته عند صديقة عراقية لها لكنها فشلت، وقالت إنها صارت تفضله لعمل السندويشات لأولادها في المدرسة، لكنه ليس متوفرا دائما وسعره أغلى قليلا من الباغيت الفرنسي.
المصدر : الجزيرة