سلسبيل
10-08-2005, 12:03 PM
«خطر التطرف المتنامي محليا».. كابوس تعيشه البلاد
لندن: فيصل عباس
عندما انتهت احدى جلسات ندوة «المسلمون البريطانيون: التعاطي مع الإعلام» التي نظمها «المجلس الاسلامي في بريطانيا» الشهر الماضي، شكر الناطق الإعلامي باسم المجلس، عنايت بنغلاوالا، مدير تحرير صحيفة الـ«صن»، غراهام دودمان، ومسؤول القسم السياسي في الـ«ديلي ميرور»، ديفيد سيمور على مجيئهما، خاصة ان المحررين تعرضا لوابل من الانتقادات والاتهامات بمعادة الاسلام نيابة عن صحيفتيهما. وقال بنغلاوالا في نهاية تلك الجلسة إنه يريد شكر دودمان وسيمور على مجيئهما إلى «عرين الأسد»، حسب وصفه.
وفي مدينة برمنغهام، التي يسكنها نحو 150 ألف مسلم، يرتدي الشبان قمصانا كتب عليها «أسد الله» بالإنجليزية أو The Lion of Allah.
وفي برمنغهام كذلك يسمع من يزورها الكثير من العبارات المشابهة لما تردد في ندوة «المجلس الاسلامي في بريطانيا»، عن وجود «حملة صليبية» تهدف للنيل من «الأمة الإسلامية»، ويسمع كذلك بأن الأخيرة «تنزف» وأنها «تحتاج لأسود .. لا لخراف». هذه الكلمات تتردد في الكثير من الأماكن، خصوصا تلك التي تحولت إلى ما يشبه الـ«غيتو» الخاص بالمسلمين، وفي برمنغهام مثلا يزيد عدد المساجد عن الـ 200 بحسب ارقام ادارة المسجد المركزي، وهناك معظم الرجال والشبان يطلقون اللحى، فيما معظم النساء منقبات، أو محجبات في الأقل. إلا أن هناك عاملا آخر، غير التأثير الديني، يطغى على مناطق المسلمين في بريطانيا، هو العامل الاجتماعي. فالجدير بالذكر أن نصف المسلمين في هذه البلاد، البالغ عددهم المليون ونصف مليون مسلم، هم من الباكستانيين والبنغلاديشيين، بحسب احصاءات معهد المجتمع المفتوح «اوبن سوسايتي انستيتوت».
ولا بد أن يسمع معظم من زار بريطانيا عبارات مثل «هناك مناطق تشعر لدى الوصول اليها بأنك دخلت قارة أخرى». وهذا هو حال عدد من المناطق ذات الغالبية الآسيوية، حيث تجد الغالبية ترتدي الـ «سلوار كاميز» (الزي الذي يشتهر به الباكستانيون والأفغان)، وطاقية بيضاء. كما أن اللغة الاكثر انتشاراً في تلك المناطق هي الاوردية وليس الانجليزية، ولا يستثنى من ذلك بعض الأئمة والخطباء الذين لا يتقنون العربية. ولا بد أن يسأل المراقب نفسه عندما يشاهد مثل هذه المناظر، كيف لم تؤثر الحداثة او الهجرة إلى بلد مثل بريطانيا في الكثيرين؟
والحديث هنا ليس عن الآسيويين فحسب، بل عن معظم الجاليات المسلمة والعربية كذلك. يقول طارق حميد، وهو عضو متطوع في «المجلس الاسلامي في بريطانيا»، إن معظم من جاء من الجيل الأول من الآسيويين لم يكن ينوي البقاء طويلا، لذلك فهو لم يبادر إلى الاندماج في المجتمع. وعندما تقدموا في السن، تركوا المهمة لأبنائهم كي يصبحوا «بريطانيين». أما ريم مغربي، رئيسة تحرير مجلة «شرق»، وهي أول مجلة انجليزية عن الجالية العربية ـ البريطانية، فتقول ان الكثير من افراد الجيل المهاجر فشلوا في ادراك انهم سيبقون في بريطانيا بقية حياتهم، وأنهم سيربون اطفالهم فيها. وبحسب ما جاء في دراسة المعهد المذكور، فإن معظم الوافدين إلى البلد جاءوا في فترة الهجرة الاقتصادية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وتعتبر الجالية اليمنية من أقدم الجاليات التي هاجرت إلى بريطانيا، حيث تعود هجرتهم الى عام 1869 بعد افتتاح قناة السويس. وعمل غالبية الوافدين في المصانع والمناجم في فترة «العصر الصناعي».
وبعد انتهاء «الثورة الصناعية»، تراجعت معظم القطاعات الصناعية على مر السنين، ولم يعد هناك طلب هائل على الفحم ولا على صناعة المراكب، اذ سحبت بلدان جديدة البساط من تحت اقدام الدولة البريطانية في صناعات أخرى مثل النسيج والقطن والسيارات، مما تسبب في فقدان الكثيرين لوظائفهم. وتشير التقارير إلى أن فئات المهاجرين تعاني من مشكلات اجتماعية عدة، مثل الفقر والبطالة. وتتناقض هذه المشاكل مع الشعور بالقوة الذي يشعر بها بعض الشباب المسلم في بريطانيا. فكيف يعتبر شخص نفسه «اسداً» فيما هو لا يستطيع ان يعيل نفسه؟ ويقسم الدكتور طاهر عباس، مدير مركز دراسات العرقيات والثقافة في جامعة برمنغهام، المشاكل التي يعاني منها المسلمون البريطانيون إلى قسمين؛ الأول متعلق بـ «حال المسلمين في العالم» بسبب سلسلة من الأحداث والحروب مثل القضية الفلسطينية، وحرب البوسنة، والأوضاع في الشيشان والعراق. أما القسم الثاني فيتعلق بمشاكل محلية مثل التعليم والفقر والبطالة. ويضيف ان كل ذلك كوّن شعوراً لدى الكثير من المسلمين البريطانيين بأنهم غير مُنصَفين.
ولعل أبرز ترجمة لما يتحدث عنه الدكتور طاهر هو مجموعة اصدارات من كتب وأقراص مدمجة يجدها المتسوق في المكتبات والمتاجر الإسلامية في بعض مناطق شرق لندن ومدن مثل برمنغهام وليدز. فهناك تباع اسطوانات «دي في دي» عن «صليبيي القرن الواحد والعشرين» تحمل ألوان العلم الأميركي، وكتب بالانجليزية والاوردية عن «الجهاد» وسيرة «أسد الله.. خالد بن الوليد» وغيرها.
من جهة ثانية، برز عدد مما باتوا يسمون «وعاظ الكراهية»، أبرزهم أبو حمزة وأبو قتادة. وكانت لهم مواقف أثارت جدلا كبيرا في المجتمع البريطاني، لكن الجدل لم يؤخذ على محمل الجد حتى تاريخ قريب هو: 7 يوليو (تموز) 2005. فعندما وقعت تفجيرات لندن في وسائل النقل العام، استفاقت الحكومة البريطانية فجأة لكابوس أصبح حقيقة تعرف باسم «خطر الارهاب المتنامي محلياً». وعلى خلفية ذلك، سنت الحكومة سلسلة من القوانين الرامية إلى «تنظيف» البلاد من المتشددين و«وعاظ الكراهية». أما بالنسبة الى الجيل الجديد من ابناء المهاجرين الذين تربوا في بريطانيا، فتبقى التساؤلات تدور حول اتجاهه نحو عزلة اكبر أو بوادر اندماج ومشاركة اجتماعية. المؤشر الأكبر على ازدياد الشعور بالعزلة في هذا السياق هو المنشورات التي دعت إلى تحريم التصويت والمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي فاز بها حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء توني بلير. وفيما ينفي عدد كبير من الائمة بانهم دعوا لمقاطعة الانتخابات، فان احصاء اجرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) يشير إلى تدني نسبة التصويت في عدد من المناطق المسلمة.
وقال الدكتور طاهر عباس إن لتدني نسبة التصويت علاقة بالاعتراض على حرب العراق، وان ذلك لا يخص المسلمين وحدهم، حيث أن «غالبية الناس كانوا ضد الحرب هنا». وأضاف: «أما حول المنشورات التي دعت لمقاطعة الانتخابات فهي تمثل دعوات خاطئة، اذ لا يمكنك أن تغير أي شيء في الحكومة إن لم تشارك في الانتخابات وتدلي بصوتك». أما ريم مغربي فأجابت عن سؤال حول غياب شخصيات توازي مرشح الرئاسة الأميركي ذا الاصل اللبناني، رالف نادر، في بريطانيا قائلة: «ان على الجاليات (العربية) فهم كيف تتكون هذه البلاد اجتماعياً وسياسياً والاندماج في المجتمع، وذلك يعني المشاركة الاجتماعية الايجابية سواء عن طريق لعب كرة القدم أو خوض مضمار السياسة». اللافت لدى التسوق في عدد من المتاجر التي تبيع المنتجات الاسلامية، هو تحويل الاسلام الى اسم تجاري او سلعة للشراء. فمثلما تجد «تي ـ شيرت» لفريق مانشستر يونايتد مكتوب عليه «الاسلام هو الافضل». ومن ابرز هذه المنتجات:
> الـ«تي ـ شيرت»: عبارات مختلفة مكتوبة بالانجليزية مثل «ذا ليون اوف الله» (اسد الله) و«اسلام انسايد» (الاسلام بالداخل) بطريقة تشبه شعار شركة معالجات الكومبيوتر الشهيرة «انتل». ويباع الـ«تي شيرت» بـ 10 جنيهات استرلينية.
> الأكواب: نفس عبارات الـ«تي شيرت»، لكن تصميمات مختلفة، ومنها ما يحتوي على آيات وأحاديث شريفة مترجمة الى الانجليزية. يباع الكوب الواحد بـ 5 جنيهات. > المطبوعات والبرامج: تحتوي المكتبات ترجمات واعمالاً من مختلف بلدان العالم، فهناك كتب سيد قطب بالانجليزية، وبرامج وثائقية تلفزيونية وأشرطة سمعية «توعوية» انتجت في باكستان والهند. ويضاف الى ذلك مطبوعات اسلامية مثل مجلة «نداء الاسلام» التي يصدرها «شباب الحركة الاسلامية» في استراليا. ويحمل غلاف المجلات عناوين مثل «واجب الأمة: مستقبل الاحتلال الصليبي في العراق» و«الاسلام في مواجهة العولمة». يقيم ثلثا اجمالي مسلمي بريطانيا، في العاصمة لندن، لكن هناك وجوداً كبيراً لهم في مدن اخرى مثل برمنغهام (150 ألفا) وبرادفورد (75 ألفا) ومانشستر (38 الفا) وبلاكبيرن (27 الفا) ولوتن (27 الفا) وليدز (21 ألفا). وحتى في العاصمة لندن، يختلف وجود المسلمين من منطقة الى اخرى. وتوجد اكبر كثافة مسلمة في العاصمة بمنطقة تاور هاملتس (71 ألفا) تليها نيوهام (59 ألفا) ثم والثام فوريست (33 ألفا) وهاكني (28 ألفا) وكامدن تاون (23 ألفا) وويستمنستر (21 ألفا).
لندن: فيصل عباس
عندما انتهت احدى جلسات ندوة «المسلمون البريطانيون: التعاطي مع الإعلام» التي نظمها «المجلس الاسلامي في بريطانيا» الشهر الماضي، شكر الناطق الإعلامي باسم المجلس، عنايت بنغلاوالا، مدير تحرير صحيفة الـ«صن»، غراهام دودمان، ومسؤول القسم السياسي في الـ«ديلي ميرور»، ديفيد سيمور على مجيئهما، خاصة ان المحررين تعرضا لوابل من الانتقادات والاتهامات بمعادة الاسلام نيابة عن صحيفتيهما. وقال بنغلاوالا في نهاية تلك الجلسة إنه يريد شكر دودمان وسيمور على مجيئهما إلى «عرين الأسد»، حسب وصفه.
وفي مدينة برمنغهام، التي يسكنها نحو 150 ألف مسلم، يرتدي الشبان قمصانا كتب عليها «أسد الله» بالإنجليزية أو The Lion of Allah.
وفي برمنغهام كذلك يسمع من يزورها الكثير من العبارات المشابهة لما تردد في ندوة «المجلس الاسلامي في بريطانيا»، عن وجود «حملة صليبية» تهدف للنيل من «الأمة الإسلامية»، ويسمع كذلك بأن الأخيرة «تنزف» وأنها «تحتاج لأسود .. لا لخراف». هذه الكلمات تتردد في الكثير من الأماكن، خصوصا تلك التي تحولت إلى ما يشبه الـ«غيتو» الخاص بالمسلمين، وفي برمنغهام مثلا يزيد عدد المساجد عن الـ 200 بحسب ارقام ادارة المسجد المركزي، وهناك معظم الرجال والشبان يطلقون اللحى، فيما معظم النساء منقبات، أو محجبات في الأقل. إلا أن هناك عاملا آخر، غير التأثير الديني، يطغى على مناطق المسلمين في بريطانيا، هو العامل الاجتماعي. فالجدير بالذكر أن نصف المسلمين في هذه البلاد، البالغ عددهم المليون ونصف مليون مسلم، هم من الباكستانيين والبنغلاديشيين، بحسب احصاءات معهد المجتمع المفتوح «اوبن سوسايتي انستيتوت».
ولا بد أن يسمع معظم من زار بريطانيا عبارات مثل «هناك مناطق تشعر لدى الوصول اليها بأنك دخلت قارة أخرى». وهذا هو حال عدد من المناطق ذات الغالبية الآسيوية، حيث تجد الغالبية ترتدي الـ «سلوار كاميز» (الزي الذي يشتهر به الباكستانيون والأفغان)، وطاقية بيضاء. كما أن اللغة الاكثر انتشاراً في تلك المناطق هي الاوردية وليس الانجليزية، ولا يستثنى من ذلك بعض الأئمة والخطباء الذين لا يتقنون العربية. ولا بد أن يسأل المراقب نفسه عندما يشاهد مثل هذه المناظر، كيف لم تؤثر الحداثة او الهجرة إلى بلد مثل بريطانيا في الكثيرين؟
والحديث هنا ليس عن الآسيويين فحسب، بل عن معظم الجاليات المسلمة والعربية كذلك. يقول طارق حميد، وهو عضو متطوع في «المجلس الاسلامي في بريطانيا»، إن معظم من جاء من الجيل الأول من الآسيويين لم يكن ينوي البقاء طويلا، لذلك فهو لم يبادر إلى الاندماج في المجتمع. وعندما تقدموا في السن، تركوا المهمة لأبنائهم كي يصبحوا «بريطانيين». أما ريم مغربي، رئيسة تحرير مجلة «شرق»، وهي أول مجلة انجليزية عن الجالية العربية ـ البريطانية، فتقول ان الكثير من افراد الجيل المهاجر فشلوا في ادراك انهم سيبقون في بريطانيا بقية حياتهم، وأنهم سيربون اطفالهم فيها. وبحسب ما جاء في دراسة المعهد المذكور، فإن معظم الوافدين إلى البلد جاءوا في فترة الهجرة الاقتصادية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وتعتبر الجالية اليمنية من أقدم الجاليات التي هاجرت إلى بريطانيا، حيث تعود هجرتهم الى عام 1869 بعد افتتاح قناة السويس. وعمل غالبية الوافدين في المصانع والمناجم في فترة «العصر الصناعي».
وبعد انتهاء «الثورة الصناعية»، تراجعت معظم القطاعات الصناعية على مر السنين، ولم يعد هناك طلب هائل على الفحم ولا على صناعة المراكب، اذ سحبت بلدان جديدة البساط من تحت اقدام الدولة البريطانية في صناعات أخرى مثل النسيج والقطن والسيارات، مما تسبب في فقدان الكثيرين لوظائفهم. وتشير التقارير إلى أن فئات المهاجرين تعاني من مشكلات اجتماعية عدة، مثل الفقر والبطالة. وتتناقض هذه المشاكل مع الشعور بالقوة الذي يشعر بها بعض الشباب المسلم في بريطانيا. فكيف يعتبر شخص نفسه «اسداً» فيما هو لا يستطيع ان يعيل نفسه؟ ويقسم الدكتور طاهر عباس، مدير مركز دراسات العرقيات والثقافة في جامعة برمنغهام، المشاكل التي يعاني منها المسلمون البريطانيون إلى قسمين؛ الأول متعلق بـ «حال المسلمين في العالم» بسبب سلسلة من الأحداث والحروب مثل القضية الفلسطينية، وحرب البوسنة، والأوضاع في الشيشان والعراق. أما القسم الثاني فيتعلق بمشاكل محلية مثل التعليم والفقر والبطالة. ويضيف ان كل ذلك كوّن شعوراً لدى الكثير من المسلمين البريطانيين بأنهم غير مُنصَفين.
ولعل أبرز ترجمة لما يتحدث عنه الدكتور طاهر هو مجموعة اصدارات من كتب وأقراص مدمجة يجدها المتسوق في المكتبات والمتاجر الإسلامية في بعض مناطق شرق لندن ومدن مثل برمنغهام وليدز. فهناك تباع اسطوانات «دي في دي» عن «صليبيي القرن الواحد والعشرين» تحمل ألوان العلم الأميركي، وكتب بالانجليزية والاوردية عن «الجهاد» وسيرة «أسد الله.. خالد بن الوليد» وغيرها.
من جهة ثانية، برز عدد مما باتوا يسمون «وعاظ الكراهية»، أبرزهم أبو حمزة وأبو قتادة. وكانت لهم مواقف أثارت جدلا كبيرا في المجتمع البريطاني، لكن الجدل لم يؤخذ على محمل الجد حتى تاريخ قريب هو: 7 يوليو (تموز) 2005. فعندما وقعت تفجيرات لندن في وسائل النقل العام، استفاقت الحكومة البريطانية فجأة لكابوس أصبح حقيقة تعرف باسم «خطر الارهاب المتنامي محلياً». وعلى خلفية ذلك، سنت الحكومة سلسلة من القوانين الرامية إلى «تنظيف» البلاد من المتشددين و«وعاظ الكراهية». أما بالنسبة الى الجيل الجديد من ابناء المهاجرين الذين تربوا في بريطانيا، فتبقى التساؤلات تدور حول اتجاهه نحو عزلة اكبر أو بوادر اندماج ومشاركة اجتماعية. المؤشر الأكبر على ازدياد الشعور بالعزلة في هذا السياق هو المنشورات التي دعت إلى تحريم التصويت والمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي فاز بها حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء توني بلير. وفيما ينفي عدد كبير من الائمة بانهم دعوا لمقاطعة الانتخابات، فان احصاء اجرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) يشير إلى تدني نسبة التصويت في عدد من المناطق المسلمة.
وقال الدكتور طاهر عباس إن لتدني نسبة التصويت علاقة بالاعتراض على حرب العراق، وان ذلك لا يخص المسلمين وحدهم، حيث أن «غالبية الناس كانوا ضد الحرب هنا». وأضاف: «أما حول المنشورات التي دعت لمقاطعة الانتخابات فهي تمثل دعوات خاطئة، اذ لا يمكنك أن تغير أي شيء في الحكومة إن لم تشارك في الانتخابات وتدلي بصوتك». أما ريم مغربي فأجابت عن سؤال حول غياب شخصيات توازي مرشح الرئاسة الأميركي ذا الاصل اللبناني، رالف نادر، في بريطانيا قائلة: «ان على الجاليات (العربية) فهم كيف تتكون هذه البلاد اجتماعياً وسياسياً والاندماج في المجتمع، وذلك يعني المشاركة الاجتماعية الايجابية سواء عن طريق لعب كرة القدم أو خوض مضمار السياسة». اللافت لدى التسوق في عدد من المتاجر التي تبيع المنتجات الاسلامية، هو تحويل الاسلام الى اسم تجاري او سلعة للشراء. فمثلما تجد «تي ـ شيرت» لفريق مانشستر يونايتد مكتوب عليه «الاسلام هو الافضل». ومن ابرز هذه المنتجات:
> الـ«تي ـ شيرت»: عبارات مختلفة مكتوبة بالانجليزية مثل «ذا ليون اوف الله» (اسد الله) و«اسلام انسايد» (الاسلام بالداخل) بطريقة تشبه شعار شركة معالجات الكومبيوتر الشهيرة «انتل». ويباع الـ«تي شيرت» بـ 10 جنيهات استرلينية.
> الأكواب: نفس عبارات الـ«تي شيرت»، لكن تصميمات مختلفة، ومنها ما يحتوي على آيات وأحاديث شريفة مترجمة الى الانجليزية. يباع الكوب الواحد بـ 5 جنيهات. > المطبوعات والبرامج: تحتوي المكتبات ترجمات واعمالاً من مختلف بلدان العالم، فهناك كتب سيد قطب بالانجليزية، وبرامج وثائقية تلفزيونية وأشرطة سمعية «توعوية» انتجت في باكستان والهند. ويضاف الى ذلك مطبوعات اسلامية مثل مجلة «نداء الاسلام» التي يصدرها «شباب الحركة الاسلامية» في استراليا. ويحمل غلاف المجلات عناوين مثل «واجب الأمة: مستقبل الاحتلال الصليبي في العراق» و«الاسلام في مواجهة العولمة». يقيم ثلثا اجمالي مسلمي بريطانيا، في العاصمة لندن، لكن هناك وجوداً كبيراً لهم في مدن اخرى مثل برمنغهام (150 ألفا) وبرادفورد (75 ألفا) ومانشستر (38 الفا) وبلاكبيرن (27 الفا) ولوتن (27 الفا) وليدز (21 ألفا). وحتى في العاصمة لندن، يختلف وجود المسلمين من منطقة الى اخرى. وتوجد اكبر كثافة مسلمة في العاصمة بمنطقة تاور هاملتس (71 ألفا) تليها نيوهام (59 ألفا) ثم والثام فوريست (33 ألفا) وهاكني (28 ألفا) وكامدن تاون (23 ألفا) وويستمنستر (21 ألفا).