المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصحاب العمائم.. هل سيحكمون العراق؟!



سلسبيل
10-08-2005, 12:01 PM
د. نجم عبد الكريم

جُلّهم من الجُهّال والأغبياء والمتعصبين


أولئك الذين كانوا يهتفون: (بالروح.. بالدم.. إلخ)، (صدام اسمك هزّ أمريكا)!!

هؤلاء السفلة والسوقة والدهماء هم أنفسهم يستغلون الظروف الراهنة ليسرقوا الفرح من العراقيين!!..

هؤلاء هم الآفة التي ينخر سوسها بنية العراق الجميل، أشاعوا الفزع والهلع في نفوس الآمنين، وهم أنفسهم من سرقوا آثار العراق ونفائسها، وسطوا على الدوائر الرسمية والوزارات والمؤسسات في الأيام الأولى لاندحار النظام المقبور!!..

وهؤلاء الدهماء والسوقة والسفلة، قد جُبلوا ـ على ما يبدو ـ منذ القدم على ممارسة كل ما لا يمتّ إلى الأخلاق الحميدة بصلة.. لأنهم يُساقون كسوق الإبل، دون أن يعرفوا في أي اتجاهٍ يسيرون، وقد وصفهم ابن منظور في لسان العرب بالغنم، مستشهداً بما قاله امرؤ القيس فيهم:

لنا غنمٌ نسوقها غزارٌ كأن قرون جلّتها العصيُّ

وقد حذّر أبو حيّان التوحيدي من هؤلاء السوقة والسفلة والدهماء، حيث جاء في الصفحة (41) في الجزء الثاني من الإمتاع والمؤانسة ما نصّه فيهم:

"لا ترفهوا السفلة فيعتادوا الكسل والراحة، ولا تجرئوهم، فيطلبوا السرف والشغب".

هذا ما كان يحدث في القرن الرابع الهجري في بغداد.. وهذا ما يُحدثونه في الوقت الراهن، فهؤلاء الصبية ممن تربوا في أحضان الفكر الصدّامي لا يمكن لهم استطابة العيش في عراقٍ ديمقراطيٍ حرٍ كريم، فأخذوا يعيثون فساداً ويبثّون الإجرام في بلاد الرافدين كالجراثيم التي تنتقل من مكانٍ لآخر!!.. فقبل صدام كانوا يمارسون أعمالهم الإجرامية ويَسحلون الناس بالحبال!!.. وفي عهد صدام باتت جرائمهم لا تعدّ ولا تحصى وصاروا يساقون سَوق الإبل والأنعام لتنفيذ أوامره اللاإنسانية!!..

• والآن.. هاهم يمتطون صهوات العقائد الروحية تحت شعاراتٍ مذهبية، وها هي الفتاوى تصدر بتكفير هذا وتجريم ذاك، والبعض منهم قد نصّبوا من أنفسهم أوصياء لله في الأرض، بيد أن معظمهم قد وُشِم على صدره شعار (فدائيي صدام) وهناك تأكيدات .. أن البعض من هؤلاء لا يمت إلى العراق بأية صلة!!..
هذه العينة من السوقة والدهماء والسفلة، قد وصفهم ـ قديماً ـ ثمامة ابن أشرس المعتزلي عندما سأله الخليفة المأمون عنهم فقال:

"والله.. لو وجّهتَ إليهم إنساناً على عاتقه سواد، ومعه عصا.. لساق إليك عشرة آلاف منها، وقد سوّاها الله بالأنعام عندما قال: "أم تحسبوا أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون!!.. إنهم كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلا."

فتمُسّك هؤلاء الطارئين على السياسة العراقية المعاصرة باتخاذ الفتاوى الدينية المستندين فيها لمختلف المذاهب لكي يمارسوا جرائم القتل والحرق، لهو إجرامٌ ما بعده إجرام.
وللأسف فلكلٍ من هؤلاء مرجعياته التي تؤجج الحقد في صدره مثل: " إنك إذا قتلت أبناء الطائفة الفلانية فإن الجنة مضمونةٌ لك!!.." فيهرع راكباً سيارة الموت والدمار ليفجّر نفسه وإخوانه، فيرد عليه الآخرون بفتاواهم الأخرى المضادة... وهكذا دواليك!!.. والدماء تسيل.. والأرواح تزهق!!.. لأن هناك من وضعوا على رؤوسهم خرقاً بيضاء وسوداء وصاروا يفتون بالقتل والدمار بين أبناء الوطن الواحد.

• أستثني من هذا الحكم العقلاء والشرفاء من عُلماء الدين ممن وصلوا إلى مرتبةٍ علميةٍ دينيةٍ جعلتهم يكونون بمنأى عمّا يجري من سفك الدماء، بل أنهم وقفوا بصلابة في وجه تيار هؤلاء السوقة والدهماء والسفلة والمتعصبين لطوائفهم.

ورحم الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي سطر أروع ملاحم النضال في مواجهة الطاغوت، وإني على يقينٍ أن روحه الطاهر، ترفض أن يقرن اسمه بسفك الدماء، مع إيماننا المطلق بأن الوازرة لا تزر وزر أخرى.. فمحمد باقر الصدر رحمه الله، لم يكن ليرضى أن تسمى مدينةٌ باسمه، أو تطبع له الآلاف من الصور لكي توزع هنا وهناك، فقد ثار هو نفسه على مثل هذه الأساليب الصدّامية ولكن اسمه الطاهر يستخدمه البعض للمساومة الانتهازية حيناً ولسفك الدماء حيناً آخر. والرحمة على روح الشهيد الشيخ البدري الذي ضحّى بروحه من أجل المبادىء الإسلامية النبيلة في العراق.

• وهناك أخبارٌ مؤكدة: أنه أثناء فترة الحكم الصدّامي كانت المنافسة على مقر الحوزة العلمية قائمة بين (قُم) و(النجف) فدفع النظام بالكثير من أعوانه للإنخراط في الدراسة بحوزة النجف، وتخرّج منها الكثير من الوعّاظ الصدّاميين ممن شهدنا البعض منهم بالعمائم البيضاء على رؤوسهم والأسلحة الفتاكة بأيديهم، فكانوا مصدراً للرعب في العديد من المدن العراقية.
وفي الجانب الآخر ها نحن نشهد أولئك الذين يفجّرون السيارات المفخخة، ويتفجرون بالأحزمة الناسفة تنفيذاً لفتاوى بن لادن والزرقاوي، حتى غدت حياة العراقيين جحيماً لا يطاق بفعل الفتاوى التي يصدرها أولئك وهؤلاء باسم الدين!!..

لكن الحقيقة التي لا بد منها أن التعصب الديني والمذهبي والطائفي لا يمكن أن ينتصر في العراق!!.. لأن تلك الخِرق السوداء أو البيضاء التي يلفها البعض فوق رؤوسهم وإن اكتسبت صفة القداسة عند البعض، إلا أن أصحابها يعرفون قبل غيرهم أن شعب العراق منذ فجر التاريخ كان يثور على كل أشكال الكهنوت!!..

• وإذا كانت محبة العراقيين لآل البيت النبوي الشريف تظهر بالشكل الذي نراهم عليه، فلأن آل البيت ضحّوا بأرواحهم من أجل كرامة الإنسان لا إذلاله، ولأنهم يعتبرون رموزاً للحرية من أجل العدالة والحق والكرامة..
لكن ما عاناه شعب العراق لسنين طوال من الظلم والقهر ويريد هؤلاء المتعصبون الجُهّال استبداله بظلمٍ آخر لا يمكن أن يحدث، فليس بالخرق السوداء والبيضاء وفتاوى الدم تُصنع الحضارات.

هاشم
10-08-2005, 04:20 PM
المقال غنى بالمفاهيم
اعتقد انه يشير الى التكفيريين من السنة المتطرفين وجماعة مقتدى الصدر
بارك الله فيك يادكتور نجم عبدالكريم