مجاهدون
10-07-2005, 06:06 PM
حاوره علي بلوط -«الرأي العام»
http://www.alraialaam.com/07-10-2005/ie5/int7.jpg
صنوا الرأي أميركيا، ديبلوماسيا كان أم عسكريا واحد, فرأي الديبلوماسي تطابق مع رأي الجنرال,,, عراقيا وسوريا.
المستشار الأول لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، منسق شؤون العراق السفير جيمس جيفري، أجمع في حديثه لـ «الرأي العام» ومعه أجمع نائب المدير العام للقوات الاميركية المركزية في المنطقة الجنرال مارك كيميت ان معظم المقاتلين والانتحاريين الاجانب الذين يحصدون أرواح الابرياء يأتون عبر الحدود السورية - العراقية، وان القادة البعثيين العراقيين السابقين يتمتعون بحياة تقاعدية مريحة في سورية ويشرفون على عمليات التمرد في العراق.
وفي وقت أكد فيه السفير جيفري ان الادارة الاميركية «نجحت في اطاحة واحد من أسوأ الحكام المستبدين واكثرهم دموية في تاريخنا المعاصر (صدام حسين)، وان هذا الامر يدركه الشعب الكويتي أكثر من أي شعب آخر»، أكد الجنرال كيميت ان الادارة الاميركية «لم ترتكب أي خطأ عندما قامت بحل الجيش العراقي وقوى الأمن بعد انتهاء الحرب لأن هذا الجيش كان أداة طيعة في يد صدام، وذلك الجيش كان هو ذاته الذي قام برش غازات كيماوية سامة على مدينة حلبجة الكردية كما سعى الى تنفيذ عمليات إبادة جماعية ضد الشيعة في جنوب العراق».
كما أعلن السفير ان الاميركيين مستاؤون للغاية ازاء اعلان السنّة في العراق مقاطعتهم الاستفتاء على الدستور، مؤكدا «اننا نرغب في ان يشارك الجميع في عملية التصويت».
واعتبر ان «الحل الأمثل للعراق حاليا يكمن في تبني هيكل فيديرالي ذي مستويات سلطوية متعددة تسمح باتخاذ القرارات محليا».
وأكد السفير من ناحية أخرى، انه سيتم اطلاق سراح معتقلي قاعدة غوانتانامو «بمجرد التأكد من أنهم لن يعودوا مستقبلا الى محاولة قتل الاميركيين بالآلاف», وأوضح ان الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تشعر بمخاوف أمنية من إيران «بسبب برنامجها النووي», وفي ما يتعلق بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، أكد السفير ان تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس «ستحدد الخطوات التي يتعين اتخاذها».
وفي ما يلي نص الحوار مع السفير جيمس جيفري والذي شارك في جزء منه الجنرال مارك كيميت.
في رأيك ما الخطوات الصحيحة والخطوات الخاطئة التي حققتها الإدارة الأميركية حتى الآن في إدارتها للمسألة العراقية؟
- جيفري: الخطوة الصحيحة الأولى هي أننا نجحنا في الإطاحة بواحد من أسوأ الحكام المستبدين وأكثرهم دموية في تاريخنا المعاصر، وهو أمر يدركه الشعب الكويتي أكثر من أي شعب آخر, والخطوة الصحيحة الثانية هي أن الديموقراطية قد بدأت تنتشر تدريجياً ليس فقط في العراق وإنما أيضاً في أرجاء المنطقة, أما الخطوة الصحيحة الثالثة فتتمثل في حقيقة أن المجتمع الدولي قد بدأ أخيراً في التقرب من أجل تحديد كيف يمكنه المساعدة في دعم ومساندة استقرار وديموقراطية وفيديرالية وتعددية ووحدة تلك الدولة (العراق)، ولعل هذا هو سبب زيارتي الحالية للكويت, أما في ما يتعلق بالخطوات الخاطئة فإننا ندرك أنه لا شيء يصل إلى درجة الكمال، إلا أنني أعتقد أنه لا يجدر بنا أن نضيع وقتاً طويلاً في النظر إلى الوراء كي نلق باللائمةبعضنا على الآخر نتيجة ما حصل من أخطاء, وأرى أن ما نحتاجه فعلياً الآن هو أن نتطلع أساساً إلى المستقبل، وتحديداً إلى مستقبل العراق.
هل يمكن القول ان الإدارة الأميركية ارتكبت خطأ استراتيجياً فادحاً عندما قررت في أعقاب انتهاء الحرب حل الجيش وقوى الأمن العراقية؟
- الجنرال كيميت: من المهم أن نتذكر جيداً أن الجيش العراقي كان أداة طيعة في يد صدام حسين, فذلك الجيش كان هو ذاته الذي قام برش غازات كيماوية سامة على مدينة حلبجة الكردية كما سعى الى تنفيذ عمليات إبادة جماعية ضد الشيعة في جنوب العراق, أما الجيش العراقي الذي يجري تشكيله حالياً فإنه جيش يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً ويعتمد على المبادئ الديموقراطية كما أنه يخضع لسلطة الحكومة المركزية, إلا أنه يجب التنويه أيضاً إلى أن معظم أعضاء الجيش العراقي الجديد كانوا أيضاً أعضاء في الجيش السابق، ولكننا اخترناهم بعد أن تأكدنا من أن أيديهم ليست ملطخة بدماء الأبرياء، ومن انهم على استعداد كامل لتكريس ولائهم للمبادئ الديموقراطية وليس لحاكم ديكتاتوري أو لشخص بعينه لديه سلطة ما.
هل صحيح أن الولايات المتحدة تضغط حاليا من أجل إدخال بعض التعديلات على مسودة الدستور العراقي وذلك بهدف تشجيع العراقيين السنة على المشاركة في الاستفتاء الشعبي المزمع؟
- جيفري: أولا، أود أن أوضح اننا نرغب في أن يشارك جميع العراقيين في عملية التصويت (على مسودة الدستور)، ونحن متفائلون للغاية بمستويات التسجيل في القوائم الانتخابية بما في ذلك جانب العرب السنة, وبطبيعة الحال فإن السؤال المهم هو: كيف سيصوتون؟ وفي نهاية المطاف فإن لدينا وجهات نظرنا الخاصة إزاء الدستور العراقي الجديد الذي نعتبره دستوراً جيداً وتاريخياً, ومن المهم أن يصبح بإمكان العراقيين أن يصوتوا بحرية تامة بعيداً عن التدخلات.
أما في ما يتعلق بالاقتراحات التي قد نقدمها الى العراقيين في هذا الصدد، فإنه من الواضح ان المسؤولين العراقيين يبذلون كل ما في وسعهم لضمان تحقيق اجماع وطني على أن هذا الدستور سيكون من الممكن استخدامه ليس فقط كمرجعية لتحديد كيفية أسلوب عمل الحكومة وكيفية ضمان الحقوق العامة وإنما أيضا كوسيلة للتقريب بين الطوائف المختلفة, والحاصل حالياً هو أننا نستمع الى جميع الاطراف ونعبر عن آرائنا بصراحة وعلانية مثلما تفعل الأمم المتحدة التي تلعب دوراً فاعلاً في الشأن العراقي، وكذلك دول جامعة الدول العربية، بالاضافة الى دول الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول المهتمة بالأمر, والواقع أن هذه عملية طبيعية تتطلب تبادل الآراء وإعطاء المشورة، إلا أن الدستور العراقي سيكون منتجاً وطنياً بالدرجة الأولى في نهاية المطاف.
قد يكون من المنطقي تطبيق الفيديرالية على القضية الكردية العراقية، ولكن الا ترى أنه من غير المنطقي تطبيق الفيديرالية أيضاً على العرب الشيعة والعرب السنة في العراق؟
- جيفري: الواقع أنني سعيد لأنك طرحت هذا السؤال الذي تكرر على مسامعنا طوال رحلتنا الحالية، إنه سؤال مهم للغاية ولذلك فإنه يحتاج الى توضيح تام, ولنبدأ أولاً بالحقائق, فقرار مجلس الأمن الذي يحمل الرقم 1546 ينص على أن الهدف هو خلق عراق جديد ديموقراطي وموحد وتعددي وفيديرالي, والواقع أن كلمتي «تعددي وفيديرالي» تنطويان على معنى التنوع, والسبب في ذلك ليس لأننا نحن الذين سعينا الى خلق ذلك التنوع، عندما حررنا العراق في العام 2003 بل لأن ذلك التنوع موجود أساسا منذ زمن طويل مثلما هو موجود مثلاً في دولة كلبنان, ومن المعروف ان صدام حسين تسبب خلال سنوات حكمه في خلق ضغائن هائلة بين الطوائف العراقية المختلفة وهي الضغائن التي تتجلى حالياً في شكل انعدام ثقة بين تلك الطوائف التي قرر بعضها اللجوء الى السلاح, وفي ظل هذه الظروف فإن أي وحدة وطنية مصطنعة ستؤدي ببساطة الى تمزيق وانهيار الدولة في نهاية المطاف، ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن الحل الأمثل للعراق حالياً يكمن في تبني هيكل فيديرالي ذي مستويات سلطوية متعددة تسمح باتخاذ القرارات محلياً، وهو الهيكل الذي نعتقد أنه الطريقة الأفضل للمحافظة على وحدة العراق بدلاً من تشجيع القوى التي قد تتسبب في تمزيق الدولة, ولذلك فإننا ملتزمون تماما بفكرة الفيديرالية كما اننا نسعى الى توضيح مبررات ذلك الالتزام والى اقناع دول المنطقة بموقفنا.
في أعقاب سقوط بغداد، أعلن الرئىس الأميركي جورج بوش ان العراق سيتحول الى نموذج للديموقراطية كي تحتذيه دول المنطقة، إلا أن هناك من يرون الآن أن العراق قد أصبح نموذجاً للتقسيم الطائفي, استناداً الى التطورات الحاصلة حالياً في العراق إلى أين سينتهي المطاف بتلك الدولة في نظرك؟
- جيفري: أولا، أود أن أوضح أن العراق يتمتع حالياً بنظام ديموقراطي عامل ونحن مستاؤون للغاية ازاء حقيقة إعلان السنة العرب في العراق عن مقاطعتهم للاستفتاء على الدستور، إلا أننا على يقين من أن معظمهم سيصوتون سواء بنعم أو بلا عند اجراء الاستفتاء الشعبي المقبل، وهكذا فإنه يمكن القول بأنه قد أصبح لدينا في العراق ديموقراطية حقيقية، وهو الأمر الذي لا يعد شائعا في هذه المنطقة,,, أما في ما يتعلق بمسألة الانقسامات الطائفية فإنني أود أن أحث الجميع على التفكير فيها بعقلانية, فنحن لم نخلق تلك الانقسامات بل هي موجودة فعلا منذ سنوات طويلة كما ان سياسات صدام حسين أدت الى تعميق تلك الانقسامات على نحو رهيب, والسؤال المطروح أمامنا الآن وأمام كل الدول المعنية بالأمر هو: كيف يمكننا أن نتعامل مع تلك الانقسامات الطائفية؟ وفي هذا الصدد فإننا مستعدون دائما للاستماع الى أراء أصدقائنا في المنطقة, إلا أن الشيء الذي من الصعب علينا أن نسمعه هو القول بأن عملية تحرير العراق وما أعقبها من اجراءات ديموقراطية هي التي أدت الى خلق الانقسامات الطائفية، فمثل هذا القول ليس سوى قراءة خاطئة للتاريخ ولن يساهم إلا في تعريض استقرار هذه المنطقة للخطر, هذا ما أود التأكيد عليه.
الحكومة السورية دعت الإدارة الأميركية الى اثبات اتهاماتها ضد دمشق في ما يتعلق بدعم الارهابيين في العراق والسماح لهم بالتسلل عبر حدودها مع العراق, هل تمتلك واشنطن أدلة دامغة لاثبات مزاعمها ضد سورية؟
- جيفري: إن الولايات المتحدة والعراق لديهما معلومات مؤكدة كثيرة حول أمرين أساسيين أولهما هو أن معظم المقاتلين والانتحاريين الاجانب الذين يحصدون أرواح مواطنين عراقيين أبرياء يأتون عبر الحدود السورية العراقية، أما الأمر الثاني فهو أن لدينا أدلة مؤكدة على ان قادة بعثيين عراقيين سابقين يتمتعون حالياً بحياة تقاعدية مريحة في سورية، وأن بعض أولئك القادة ما زالوا يشرفون على عمليات التمرد في العراق, والسؤال الآن هو:
هل هذان الأمران وحدهما يشيران الى تورط سورية (في دعم الإرهابيين)؟ كل ما يمكنني قوله هو أنه بوسع السوريين ان يبذلوا جهودا حقيقية في سبيل ضبط حدودهم وأن يتوقفوا عن استضافة القادة البعثيين العراقيين السابقين كي يثبتوا للمجتمع الدولي انهم يدعمون ما نحاول القيام به في العراق ولا يسعون الى تقويضه,لقد آن الأوان كي يقوم السوريون بذلك دون تأخير.
الجنرال كيميت: أود أن أوضح اننا أطلعنا السوريين على تلك المعلومات التي لدينا حيث زودنا الحكومة السورية بأسماء القادة البعثيين السابقين كما زودناها بمعلومات حول أماكن إقامتهم وحول مدى انخراط كل واحد منهم في تقديم الدعم الى المتمردين في العراق, ونحن نتمنى أن يقر السوريون بأننا زودناهم بتلك المعلومات في الماضي وبأن يقوموا باتخاذ الاجراءات الضرورية ضد الاشخاص المعنيين.
أليس غريبا أن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق لم تتمكن حتى الآن من القبض على مصعب الزرقاوي أو قتله؟
- الجنرال كيميت: أولاً، لابد من توضيح أن عملية مطاردة شخص معين تعد من أصعب أنواع العمليات العسكرية, وهناك أمثلة كثيرة على ذلك فحتى يومنا هذا ما زال أشخاص أمثال (رادوفان) كارادزيتش و(رادتكو) ملاديتش و(أسامة) بن لادن هاربين، إذ انه من الصعب للغاية مطاردة شخص بعينه, ولكن الشيء الأهم الذي ينبغي لنا أن نفهمه هو أننا نتحرك ضد شخص بعينه بقدر ما نتحرك ضد ايديولوجية وشبكة تعمل في سبيل تحقيق تلك الايديولوجية, فحتى إذا استطعنا ان نلقي القبض على مصعب الزرقاوي اليوم مثلاً، فإنه سيبقى أمامنا معركة طويلة كي نخوضها, وعندما القينا القبض على صدام حسين فإن حركة التمرد لم تتوقف بل استمرت.
وهكذا فإن الأمر لا يتعلق بشخص واحد بعينه بل يتعلق بشبكة منظمة نعمل على مطاردتها يومياً ونحقق نجاحات هائلة ضدها وضد أيديولوجيتها كما نسعى الى الحصول على مساندة جميع دول المنطقة كي يعلو صوت المعتدلين فوق صوت المتطرفين.
وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حذر من أن السياسات الأميركية في العراق تتسبب في تعميق الانقسامات الطائفية إلى الحد الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى تسليم العراق إلى إيران, هل تتفقون مع هذا الرأي؟ ولماذا أطلق الأمير سعود الفيصل ذلك التحذير؟
- جيفري: لقد التقيت مع وزير الخارجية السعودي قبل يومين حيث اجرينا محادثات طيبة حول المخاطر المحيقة بالمنطقة وكيف يمكننا أن ننسق جهودنا بشكل أفضل في سبيل مواجهة تلك المخاطر، كما تناقشنا بشأن سبل التعاون فيما يتعلق بالشأن العراقي، والواقع ان السعودية دولة مهمة للغاية في هذه المنطقة كما أن لها مصالح حيوية في العراق، وعلاوة على ذلك فإن السعوديين كانوا وما زالوا مصدر عون مهم لنا, ونحن هنا كي نستمع الى وجهات نظر قادة المنطقة، بما ذلك وجهات نظر وزير الخارجية السعودية الآن سعود الفيصل، وسنحاول ان نشرح لأولئك القادة ما نقوم به ونتناقش معهم حول كيفية ازالة أسباب سوء الفهم ان وجدت, إلا أن الأمر المهم هو أننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء في المنطقة دون وجود تعاون من جانب دول كالكويت والسعودية.
بعد الانتهاء من العراق، هل سيتحرك اعصار الضغوط الأميركية شرقاً نحو ايران وبرنامجها النووي أم غرباً نحو سورية ودعمها للمنظمات الإرهابية؟
جيفري: - الواقع ان هذا سؤال مهم، لأن الأمن العالمي يعد واحداً من أبرز اهتمامات الولايات المتحدة على الرغم من أن هناك من يعتقدون انه لا توجد أي مشكلة حقيقية في ما يتعلق بالأمن العالمي كما أن هناك من يقولون انه «إذا كانت هناك مشكلة، فإن مسؤولية التعامل معها تقع على عاتق كل دولة على حدة», إلا أننا نرى أن مسؤولية التعامل مع مشكلة الأمن العالمي تقع على عاتق المجتمع الدولي, وفي ما يتعلق بإيران فإننا لسنا الوحيدين الذين نشعر بمخاوف أمنية بل هناك أيضا الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحلفائنا في الاتحاد الاوروبي ونحن نتشاور دائماً مع حلفائنا في هذا الصدد كما طلبنا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا ان تتوسط لدى ايران في سبيل التوصل الى أي نتائج إيجابية إلا أن تلك الدول اجمعت على أن الايرانيين يتجاهلون مطالب المجتمع الدولي, وهكذا فإن مثل هذه الأمور هي من صميم مسؤوليات المجتمع الدولي, ونحن كأميركيين نعتبر أنفسنا في مقدمة تلك المسؤولية باعتبارنا دولة كبرى ذات نفوذ ولديها التزام إزاء الاستقرار العالمي وازاء الديموقراطية, إلا اننا لا نستطيع ان نتحمل المسؤولية بمفردنا بل نحتاج الى وقوف الدول الاخرى الى جانبنا في تلك المعركة.
ما تقييمكم لأداء لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري؟
- جيفري: الواقع أنني لا أتابع تطورات الشؤون اللبنانية والسورية عن كثب، إلا ان ما استطيع قوله في هذا الصدد هو أننا نكن قدراً كبيرا من الاحترام لرئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الذي يشرف على اجراء ذلك التحقيق كما اننا ندعو المجتمع الدولي الى انتظار ما سيسفر عنه تقرير المحقق ميليس الذي سيحدد ملامح الخطوات التالية التي سيتعين اتخاذها.
في تصوركم، كيف سيكون رد الفعل الأميركي والعالمي إذا كشفت نتائج التحقيق الدولي عن تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين رفيعي المستوى في اغتيال الحريري؟
- جيفري: اسمح لي أن أقول ان الرد الأنسب على مثل هذا السؤال هو: لننتظر جميعاً حتى نرى ما سيتمخض عنه التحقيق.
بعض النواب والسياسيين الكويتيين اتهموا الولايات المتحدة بالسعي إلى فرض تصوراتها في ما يتعلق بالاصلاح السياسي والتعليمي على الكويت، ما ردكم على تلك الاتهامات؟
- جيفري: اعتقد أنه ينبغي توجيه هذا السؤال الى زميلي السفير ريتشارد لوبارون الذي يترأس السفارة الأميركية هنا في الكويت وهي سفارة احترافية على أعلى مستوى.
عبرت الكويت عن استيائها الشديد إزاء المعاملة السيئة لمعتقلي غوانتانامو الذين يوجد بينهم 11 مواطنا كويتيا, لماذا عاملتم أولئك المعتقلين بتلك الطريقة؟ ومتى ستلقون سراحهم؟
- جيفري: نحن على اتصال دائم مع دول كثيرة حول العالم بشأن معتقلي غوانتانامو، والأمر المؤكد هو انه سيتم اطلاق اولئك المعتقلين بمجرد ان يتم التأكد تماماً من أنهم لن يعودوا مستقبلا الى محاولة قتل الأميركيين بالآلاف.
الجنرال كيميت: في ما يتعلق بمعاملة معتقلي غوانتانامو أود أن أوضح ان جميع اولئك المعتقلين يتلقون معاملة تنسجم مع الأعراف الدولية والقوانين الدولية كما ان سجونهم تخضع لعمليات متابعة منتظمة من جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفي الحالات النادرة التي يتم فيها الابلاغ عن وقوع عمليات اساءة معاملة، فإننا نقوم باجراء التحقيقات الكاملة واعتقد أننا رأينا في أكثر من مناسبة كيف ان العدالة تأخذ مجراها عندما تتم إدانة أي شخص باساءة معاملة السجناء في غوانتانامو
.
ما هي حصيلة مشاوراتكم في المنطقة؟
- جيفري: أود ان أشكركم جميعاً وأقول اننا هنا في ضيافة كريمة من جانب القيادة الكويتية التي يسعدني أن كثيرين من أركانها هم أصدقائي منذ أن كنت أعمل هنا في السابق, ونحن قد أتينا الى الكويت في اطار مهمة ديبلوماسية في المنطقة كي نتناقش مع أصدقائنا حول القضية العراقية الشائكة التي تمر حالياً بفترة حرجة وحساسة حيث ان الجميع في انتظار نتيجة التصويت على الدستور الجديد, وبالاضافة الى الكويت، فقد زرنا مصر حيث تباحثنا مع مسؤولي الجامعة العربية كما زرنا السعودية ومن المقرر لنا أن نتوجه بعد ذلك الى قطر والامارات والاردن.
ورسالتنا الأساسية هي تعزيز التعاون في سبيل التنسيق بين السياسات والعمل على أن نتعلم في سبيل التنسيق بين السياسات والعمل على أن نتعلم من اصدقائنا في المنطقة ممن لديهم الدراية الكافية بالأمور، بالاضافة الى بحث الخطوات التي يتعين علينا ان نخطوها سوياً في سبيل احلال مزيد من الاستقرار والديموقراطية في جميع الدول بما فيها العراق.
أما في ما يتعلق بهدفنا فإنه بسيط للغاية ومنصوص عليه بوضوح في قرار مجلس الأمن الرقم 1546 الذي يدعو الى اقامة «عراق ديموقراطي فيديرالي تعددي موحد ويعيش في سلام مع جيرانه وقادر على الدفاع عن أمنه وعلى استعادة مكانته في العالم العربي».
http://www.alraialaam.com/07-10-2005/ie5/int7.jpg
صنوا الرأي أميركيا، ديبلوماسيا كان أم عسكريا واحد, فرأي الديبلوماسي تطابق مع رأي الجنرال,,, عراقيا وسوريا.
المستشار الأول لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، منسق شؤون العراق السفير جيمس جيفري، أجمع في حديثه لـ «الرأي العام» ومعه أجمع نائب المدير العام للقوات الاميركية المركزية في المنطقة الجنرال مارك كيميت ان معظم المقاتلين والانتحاريين الاجانب الذين يحصدون أرواح الابرياء يأتون عبر الحدود السورية - العراقية، وان القادة البعثيين العراقيين السابقين يتمتعون بحياة تقاعدية مريحة في سورية ويشرفون على عمليات التمرد في العراق.
وفي وقت أكد فيه السفير جيفري ان الادارة الاميركية «نجحت في اطاحة واحد من أسوأ الحكام المستبدين واكثرهم دموية في تاريخنا المعاصر (صدام حسين)، وان هذا الامر يدركه الشعب الكويتي أكثر من أي شعب آخر»، أكد الجنرال كيميت ان الادارة الاميركية «لم ترتكب أي خطأ عندما قامت بحل الجيش العراقي وقوى الأمن بعد انتهاء الحرب لأن هذا الجيش كان أداة طيعة في يد صدام، وذلك الجيش كان هو ذاته الذي قام برش غازات كيماوية سامة على مدينة حلبجة الكردية كما سعى الى تنفيذ عمليات إبادة جماعية ضد الشيعة في جنوب العراق».
كما أعلن السفير ان الاميركيين مستاؤون للغاية ازاء اعلان السنّة في العراق مقاطعتهم الاستفتاء على الدستور، مؤكدا «اننا نرغب في ان يشارك الجميع في عملية التصويت».
واعتبر ان «الحل الأمثل للعراق حاليا يكمن في تبني هيكل فيديرالي ذي مستويات سلطوية متعددة تسمح باتخاذ القرارات محليا».
وأكد السفير من ناحية أخرى، انه سيتم اطلاق سراح معتقلي قاعدة غوانتانامو «بمجرد التأكد من أنهم لن يعودوا مستقبلا الى محاولة قتل الاميركيين بالآلاف», وأوضح ان الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تشعر بمخاوف أمنية من إيران «بسبب برنامجها النووي», وفي ما يتعلق بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، أكد السفير ان تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس «ستحدد الخطوات التي يتعين اتخاذها».
وفي ما يلي نص الحوار مع السفير جيمس جيفري والذي شارك في جزء منه الجنرال مارك كيميت.
في رأيك ما الخطوات الصحيحة والخطوات الخاطئة التي حققتها الإدارة الأميركية حتى الآن في إدارتها للمسألة العراقية؟
- جيفري: الخطوة الصحيحة الأولى هي أننا نجحنا في الإطاحة بواحد من أسوأ الحكام المستبدين وأكثرهم دموية في تاريخنا المعاصر، وهو أمر يدركه الشعب الكويتي أكثر من أي شعب آخر, والخطوة الصحيحة الثانية هي أن الديموقراطية قد بدأت تنتشر تدريجياً ليس فقط في العراق وإنما أيضاً في أرجاء المنطقة, أما الخطوة الصحيحة الثالثة فتتمثل في حقيقة أن المجتمع الدولي قد بدأ أخيراً في التقرب من أجل تحديد كيف يمكنه المساعدة في دعم ومساندة استقرار وديموقراطية وفيديرالية وتعددية ووحدة تلك الدولة (العراق)، ولعل هذا هو سبب زيارتي الحالية للكويت, أما في ما يتعلق بالخطوات الخاطئة فإننا ندرك أنه لا شيء يصل إلى درجة الكمال، إلا أنني أعتقد أنه لا يجدر بنا أن نضيع وقتاً طويلاً في النظر إلى الوراء كي نلق باللائمةبعضنا على الآخر نتيجة ما حصل من أخطاء, وأرى أن ما نحتاجه فعلياً الآن هو أن نتطلع أساساً إلى المستقبل، وتحديداً إلى مستقبل العراق.
هل يمكن القول ان الإدارة الأميركية ارتكبت خطأ استراتيجياً فادحاً عندما قررت في أعقاب انتهاء الحرب حل الجيش وقوى الأمن العراقية؟
- الجنرال كيميت: من المهم أن نتذكر جيداً أن الجيش العراقي كان أداة طيعة في يد صدام حسين, فذلك الجيش كان هو ذاته الذي قام برش غازات كيماوية سامة على مدينة حلبجة الكردية كما سعى الى تنفيذ عمليات إبادة جماعية ضد الشيعة في جنوب العراق, أما الجيش العراقي الذي يجري تشكيله حالياً فإنه جيش يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً ويعتمد على المبادئ الديموقراطية كما أنه يخضع لسلطة الحكومة المركزية, إلا أنه يجب التنويه أيضاً إلى أن معظم أعضاء الجيش العراقي الجديد كانوا أيضاً أعضاء في الجيش السابق، ولكننا اخترناهم بعد أن تأكدنا من أن أيديهم ليست ملطخة بدماء الأبرياء، ومن انهم على استعداد كامل لتكريس ولائهم للمبادئ الديموقراطية وليس لحاكم ديكتاتوري أو لشخص بعينه لديه سلطة ما.
هل صحيح أن الولايات المتحدة تضغط حاليا من أجل إدخال بعض التعديلات على مسودة الدستور العراقي وذلك بهدف تشجيع العراقيين السنة على المشاركة في الاستفتاء الشعبي المزمع؟
- جيفري: أولا، أود أن أوضح اننا نرغب في أن يشارك جميع العراقيين في عملية التصويت (على مسودة الدستور)، ونحن متفائلون للغاية بمستويات التسجيل في القوائم الانتخابية بما في ذلك جانب العرب السنة, وبطبيعة الحال فإن السؤال المهم هو: كيف سيصوتون؟ وفي نهاية المطاف فإن لدينا وجهات نظرنا الخاصة إزاء الدستور العراقي الجديد الذي نعتبره دستوراً جيداً وتاريخياً, ومن المهم أن يصبح بإمكان العراقيين أن يصوتوا بحرية تامة بعيداً عن التدخلات.
أما في ما يتعلق بالاقتراحات التي قد نقدمها الى العراقيين في هذا الصدد، فإنه من الواضح ان المسؤولين العراقيين يبذلون كل ما في وسعهم لضمان تحقيق اجماع وطني على أن هذا الدستور سيكون من الممكن استخدامه ليس فقط كمرجعية لتحديد كيفية أسلوب عمل الحكومة وكيفية ضمان الحقوق العامة وإنما أيضا كوسيلة للتقريب بين الطوائف المختلفة, والحاصل حالياً هو أننا نستمع الى جميع الاطراف ونعبر عن آرائنا بصراحة وعلانية مثلما تفعل الأمم المتحدة التي تلعب دوراً فاعلاً في الشأن العراقي، وكذلك دول جامعة الدول العربية، بالاضافة الى دول الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول المهتمة بالأمر, والواقع أن هذه عملية طبيعية تتطلب تبادل الآراء وإعطاء المشورة، إلا أن الدستور العراقي سيكون منتجاً وطنياً بالدرجة الأولى في نهاية المطاف.
قد يكون من المنطقي تطبيق الفيديرالية على القضية الكردية العراقية، ولكن الا ترى أنه من غير المنطقي تطبيق الفيديرالية أيضاً على العرب الشيعة والعرب السنة في العراق؟
- جيفري: الواقع أنني سعيد لأنك طرحت هذا السؤال الذي تكرر على مسامعنا طوال رحلتنا الحالية، إنه سؤال مهم للغاية ولذلك فإنه يحتاج الى توضيح تام, ولنبدأ أولاً بالحقائق, فقرار مجلس الأمن الذي يحمل الرقم 1546 ينص على أن الهدف هو خلق عراق جديد ديموقراطي وموحد وتعددي وفيديرالي, والواقع أن كلمتي «تعددي وفيديرالي» تنطويان على معنى التنوع, والسبب في ذلك ليس لأننا نحن الذين سعينا الى خلق ذلك التنوع، عندما حررنا العراق في العام 2003 بل لأن ذلك التنوع موجود أساسا منذ زمن طويل مثلما هو موجود مثلاً في دولة كلبنان, ومن المعروف ان صدام حسين تسبب خلال سنوات حكمه في خلق ضغائن هائلة بين الطوائف العراقية المختلفة وهي الضغائن التي تتجلى حالياً في شكل انعدام ثقة بين تلك الطوائف التي قرر بعضها اللجوء الى السلاح, وفي ظل هذه الظروف فإن أي وحدة وطنية مصطنعة ستؤدي ببساطة الى تمزيق وانهيار الدولة في نهاية المطاف، ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن الحل الأمثل للعراق حالياً يكمن في تبني هيكل فيديرالي ذي مستويات سلطوية متعددة تسمح باتخاذ القرارات محلياً، وهو الهيكل الذي نعتقد أنه الطريقة الأفضل للمحافظة على وحدة العراق بدلاً من تشجيع القوى التي قد تتسبب في تمزيق الدولة, ولذلك فإننا ملتزمون تماما بفكرة الفيديرالية كما اننا نسعى الى توضيح مبررات ذلك الالتزام والى اقناع دول المنطقة بموقفنا.
في أعقاب سقوط بغداد، أعلن الرئىس الأميركي جورج بوش ان العراق سيتحول الى نموذج للديموقراطية كي تحتذيه دول المنطقة، إلا أن هناك من يرون الآن أن العراق قد أصبح نموذجاً للتقسيم الطائفي, استناداً الى التطورات الحاصلة حالياً في العراق إلى أين سينتهي المطاف بتلك الدولة في نظرك؟
- جيفري: أولا، أود أن أوضح أن العراق يتمتع حالياً بنظام ديموقراطي عامل ونحن مستاؤون للغاية ازاء حقيقة إعلان السنة العرب في العراق عن مقاطعتهم للاستفتاء على الدستور، إلا أننا على يقين من أن معظمهم سيصوتون سواء بنعم أو بلا عند اجراء الاستفتاء الشعبي المقبل، وهكذا فإنه يمكن القول بأنه قد أصبح لدينا في العراق ديموقراطية حقيقية، وهو الأمر الذي لا يعد شائعا في هذه المنطقة,,, أما في ما يتعلق بمسألة الانقسامات الطائفية فإنني أود أن أحث الجميع على التفكير فيها بعقلانية, فنحن لم نخلق تلك الانقسامات بل هي موجودة فعلا منذ سنوات طويلة كما ان سياسات صدام حسين أدت الى تعميق تلك الانقسامات على نحو رهيب, والسؤال المطروح أمامنا الآن وأمام كل الدول المعنية بالأمر هو: كيف يمكننا أن نتعامل مع تلك الانقسامات الطائفية؟ وفي هذا الصدد فإننا مستعدون دائما للاستماع الى أراء أصدقائنا في المنطقة, إلا أن الشيء الذي من الصعب علينا أن نسمعه هو القول بأن عملية تحرير العراق وما أعقبها من اجراءات ديموقراطية هي التي أدت الى خلق الانقسامات الطائفية، فمثل هذا القول ليس سوى قراءة خاطئة للتاريخ ولن يساهم إلا في تعريض استقرار هذه المنطقة للخطر, هذا ما أود التأكيد عليه.
الحكومة السورية دعت الإدارة الأميركية الى اثبات اتهاماتها ضد دمشق في ما يتعلق بدعم الارهابيين في العراق والسماح لهم بالتسلل عبر حدودها مع العراق, هل تمتلك واشنطن أدلة دامغة لاثبات مزاعمها ضد سورية؟
- جيفري: إن الولايات المتحدة والعراق لديهما معلومات مؤكدة كثيرة حول أمرين أساسيين أولهما هو أن معظم المقاتلين والانتحاريين الاجانب الذين يحصدون أرواح مواطنين عراقيين أبرياء يأتون عبر الحدود السورية العراقية، أما الأمر الثاني فهو أن لدينا أدلة مؤكدة على ان قادة بعثيين عراقيين سابقين يتمتعون حالياً بحياة تقاعدية مريحة في سورية، وأن بعض أولئك القادة ما زالوا يشرفون على عمليات التمرد في العراق, والسؤال الآن هو:
هل هذان الأمران وحدهما يشيران الى تورط سورية (في دعم الإرهابيين)؟ كل ما يمكنني قوله هو أنه بوسع السوريين ان يبذلوا جهودا حقيقية في سبيل ضبط حدودهم وأن يتوقفوا عن استضافة القادة البعثيين العراقيين السابقين كي يثبتوا للمجتمع الدولي انهم يدعمون ما نحاول القيام به في العراق ولا يسعون الى تقويضه,لقد آن الأوان كي يقوم السوريون بذلك دون تأخير.
الجنرال كيميت: أود أن أوضح اننا أطلعنا السوريين على تلك المعلومات التي لدينا حيث زودنا الحكومة السورية بأسماء القادة البعثيين السابقين كما زودناها بمعلومات حول أماكن إقامتهم وحول مدى انخراط كل واحد منهم في تقديم الدعم الى المتمردين في العراق, ونحن نتمنى أن يقر السوريون بأننا زودناهم بتلك المعلومات في الماضي وبأن يقوموا باتخاذ الاجراءات الضرورية ضد الاشخاص المعنيين.
أليس غريبا أن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق لم تتمكن حتى الآن من القبض على مصعب الزرقاوي أو قتله؟
- الجنرال كيميت: أولاً، لابد من توضيح أن عملية مطاردة شخص معين تعد من أصعب أنواع العمليات العسكرية, وهناك أمثلة كثيرة على ذلك فحتى يومنا هذا ما زال أشخاص أمثال (رادوفان) كارادزيتش و(رادتكو) ملاديتش و(أسامة) بن لادن هاربين، إذ انه من الصعب للغاية مطاردة شخص بعينه, ولكن الشيء الأهم الذي ينبغي لنا أن نفهمه هو أننا نتحرك ضد شخص بعينه بقدر ما نتحرك ضد ايديولوجية وشبكة تعمل في سبيل تحقيق تلك الايديولوجية, فحتى إذا استطعنا ان نلقي القبض على مصعب الزرقاوي اليوم مثلاً، فإنه سيبقى أمامنا معركة طويلة كي نخوضها, وعندما القينا القبض على صدام حسين فإن حركة التمرد لم تتوقف بل استمرت.
وهكذا فإن الأمر لا يتعلق بشخص واحد بعينه بل يتعلق بشبكة منظمة نعمل على مطاردتها يومياً ونحقق نجاحات هائلة ضدها وضد أيديولوجيتها كما نسعى الى الحصول على مساندة جميع دول المنطقة كي يعلو صوت المعتدلين فوق صوت المتطرفين.
وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حذر من أن السياسات الأميركية في العراق تتسبب في تعميق الانقسامات الطائفية إلى الحد الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى تسليم العراق إلى إيران, هل تتفقون مع هذا الرأي؟ ولماذا أطلق الأمير سعود الفيصل ذلك التحذير؟
- جيفري: لقد التقيت مع وزير الخارجية السعودي قبل يومين حيث اجرينا محادثات طيبة حول المخاطر المحيقة بالمنطقة وكيف يمكننا أن ننسق جهودنا بشكل أفضل في سبيل مواجهة تلك المخاطر، كما تناقشنا بشأن سبل التعاون فيما يتعلق بالشأن العراقي، والواقع ان السعودية دولة مهمة للغاية في هذه المنطقة كما أن لها مصالح حيوية في العراق، وعلاوة على ذلك فإن السعوديين كانوا وما زالوا مصدر عون مهم لنا, ونحن هنا كي نستمع الى وجهات نظر قادة المنطقة، بما ذلك وجهات نظر وزير الخارجية السعودية الآن سعود الفيصل، وسنحاول ان نشرح لأولئك القادة ما نقوم به ونتناقش معهم حول كيفية ازالة أسباب سوء الفهم ان وجدت, إلا أن الأمر المهم هو أننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء في المنطقة دون وجود تعاون من جانب دول كالكويت والسعودية.
بعد الانتهاء من العراق، هل سيتحرك اعصار الضغوط الأميركية شرقاً نحو ايران وبرنامجها النووي أم غرباً نحو سورية ودعمها للمنظمات الإرهابية؟
جيفري: - الواقع ان هذا سؤال مهم، لأن الأمن العالمي يعد واحداً من أبرز اهتمامات الولايات المتحدة على الرغم من أن هناك من يعتقدون انه لا توجد أي مشكلة حقيقية في ما يتعلق بالأمن العالمي كما أن هناك من يقولون انه «إذا كانت هناك مشكلة، فإن مسؤولية التعامل معها تقع على عاتق كل دولة على حدة», إلا أننا نرى أن مسؤولية التعامل مع مشكلة الأمن العالمي تقع على عاتق المجتمع الدولي, وفي ما يتعلق بإيران فإننا لسنا الوحيدين الذين نشعر بمخاوف أمنية بل هناك أيضا الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحلفائنا في الاتحاد الاوروبي ونحن نتشاور دائماً مع حلفائنا في هذا الصدد كما طلبنا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا ان تتوسط لدى ايران في سبيل التوصل الى أي نتائج إيجابية إلا أن تلك الدول اجمعت على أن الايرانيين يتجاهلون مطالب المجتمع الدولي, وهكذا فإن مثل هذه الأمور هي من صميم مسؤوليات المجتمع الدولي, ونحن كأميركيين نعتبر أنفسنا في مقدمة تلك المسؤولية باعتبارنا دولة كبرى ذات نفوذ ولديها التزام إزاء الاستقرار العالمي وازاء الديموقراطية, إلا اننا لا نستطيع ان نتحمل المسؤولية بمفردنا بل نحتاج الى وقوف الدول الاخرى الى جانبنا في تلك المعركة.
ما تقييمكم لأداء لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري؟
- جيفري: الواقع أنني لا أتابع تطورات الشؤون اللبنانية والسورية عن كثب، إلا ان ما استطيع قوله في هذا الصدد هو أننا نكن قدراً كبيرا من الاحترام لرئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الذي يشرف على اجراء ذلك التحقيق كما اننا ندعو المجتمع الدولي الى انتظار ما سيسفر عنه تقرير المحقق ميليس الذي سيحدد ملامح الخطوات التالية التي سيتعين اتخاذها.
في تصوركم، كيف سيكون رد الفعل الأميركي والعالمي إذا كشفت نتائج التحقيق الدولي عن تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين رفيعي المستوى في اغتيال الحريري؟
- جيفري: اسمح لي أن أقول ان الرد الأنسب على مثل هذا السؤال هو: لننتظر جميعاً حتى نرى ما سيتمخض عنه التحقيق.
بعض النواب والسياسيين الكويتيين اتهموا الولايات المتحدة بالسعي إلى فرض تصوراتها في ما يتعلق بالاصلاح السياسي والتعليمي على الكويت، ما ردكم على تلك الاتهامات؟
- جيفري: اعتقد أنه ينبغي توجيه هذا السؤال الى زميلي السفير ريتشارد لوبارون الذي يترأس السفارة الأميركية هنا في الكويت وهي سفارة احترافية على أعلى مستوى.
عبرت الكويت عن استيائها الشديد إزاء المعاملة السيئة لمعتقلي غوانتانامو الذين يوجد بينهم 11 مواطنا كويتيا, لماذا عاملتم أولئك المعتقلين بتلك الطريقة؟ ومتى ستلقون سراحهم؟
- جيفري: نحن على اتصال دائم مع دول كثيرة حول العالم بشأن معتقلي غوانتانامو، والأمر المؤكد هو انه سيتم اطلاق اولئك المعتقلين بمجرد ان يتم التأكد تماماً من أنهم لن يعودوا مستقبلا الى محاولة قتل الأميركيين بالآلاف.
الجنرال كيميت: في ما يتعلق بمعاملة معتقلي غوانتانامو أود أن أوضح ان جميع اولئك المعتقلين يتلقون معاملة تنسجم مع الأعراف الدولية والقوانين الدولية كما ان سجونهم تخضع لعمليات متابعة منتظمة من جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفي الحالات النادرة التي يتم فيها الابلاغ عن وقوع عمليات اساءة معاملة، فإننا نقوم باجراء التحقيقات الكاملة واعتقد أننا رأينا في أكثر من مناسبة كيف ان العدالة تأخذ مجراها عندما تتم إدانة أي شخص باساءة معاملة السجناء في غوانتانامو
.
ما هي حصيلة مشاوراتكم في المنطقة؟
- جيفري: أود ان أشكركم جميعاً وأقول اننا هنا في ضيافة كريمة من جانب القيادة الكويتية التي يسعدني أن كثيرين من أركانها هم أصدقائي منذ أن كنت أعمل هنا في السابق, ونحن قد أتينا الى الكويت في اطار مهمة ديبلوماسية في المنطقة كي نتناقش مع أصدقائنا حول القضية العراقية الشائكة التي تمر حالياً بفترة حرجة وحساسة حيث ان الجميع في انتظار نتيجة التصويت على الدستور الجديد, وبالاضافة الى الكويت، فقد زرنا مصر حيث تباحثنا مع مسؤولي الجامعة العربية كما زرنا السعودية ومن المقرر لنا أن نتوجه بعد ذلك الى قطر والامارات والاردن.
ورسالتنا الأساسية هي تعزيز التعاون في سبيل التنسيق بين السياسات والعمل على أن نتعلم في سبيل التنسيق بين السياسات والعمل على أن نتعلم من اصدقائنا في المنطقة ممن لديهم الدراية الكافية بالأمور، بالاضافة الى بحث الخطوات التي يتعين علينا ان نخطوها سوياً في سبيل احلال مزيد من الاستقرار والديموقراطية في جميع الدول بما فيها العراق.
أما في ما يتعلق بهدفنا فإنه بسيط للغاية ومنصوص عليه بوضوح في قرار مجلس الأمن الرقم 1546 الذي يدعو الى اقامة «عراق ديموقراطي فيديرالي تعددي موحد ويعيش في سلام مع جيرانه وقادر على الدفاع عن أمنه وعلى استعادة مكانته في العالم العربي».