مجاهدون
07-29-2003, 05:28 PM
عندما تزوجنا كان التكافؤ بيننا واضحا.. تخرجنا في نفس الكلية.. ننتمي إلي نفس الطبقة المتوسطة.. ثم اختار زوجي العمل في مؤسسة حكومية بينما استطعت تحقيق طموحي في العمل كمترجمة فورية..
بعد ما يقرب من عشرين عاما أصبحت الهوة بيننا كبيرة وساحقة.. فعمل زوجي الروتيني جعله نموذجا للموظف الحكومي.. بينما عملي فتح لي آفاقا واسعة.. فالمؤتمرات العالمية منحتني الفرصة للقاء أكبر عدد من الشخصيات الدولية وبالتالي فهم الكثير عن المشاكل العالمية.. ولكن دائما أعود إلي البيت لأصدم بأفكار زوجي الجامدة وروتين حياته المملة حتي أصبحت مقتنعة بأن العلاقة بين زوجة طموح ورجل قنوع هي المستحيل بعينه..
أما عندما ظهر تفوقي في الميدان الذي اخترته فقد أصبحت أنا رب الأسرة الذي يغيب ثم يعود محملا بكل ما هو جديد ومثير.. بينما الطرف الآخر يظهر للقيام بالعديد من المسئوليات المنزلية.. خاصة أن دخلي أصبح أضعاف مرتبه وصداقاتي تشمل عددا كبيرا من الشخصيات المعروفة والمرموقة..
ثم التقيت في أحد المؤتمرات بعالم مصري بادلني الإعجاب فنشأت بيننا صداقة ملأت حياتي بالمتع الذهنية واللقاءات الفكرية التي كنت أفتقدها بشدة في حياتي الزوجية..
وكانت مشكلته في الزواج تشبه مشكلتي إلي حد كبير.. فقد تزوج في سن صغيرة من فتاة عادية.. ثم قفز خطوات في طريق النجاح دون محاولة لشدها إلي الأمام فاتسعت الهوة الذهنية بينهما عاما بعد عام..
الإعجاب المتبادل بيني وبين هذه الشخصية الدولية تحول إلي عاطفة قوية فأصبح الأمل هو ضرورة أن تجمعنا حياة واحدة..
بالتصميم والإلحاح استطعت الحصول علي الطلاق وتزوجت بالتالي من هذا النجم السابح في الفضاء..
ثم بدأت أعيش فترة عجيبة في الحياة.. فنحن نلتقي كالمحبين عندما تسمح بذلك ظروفه العائلية وأجندة مواعيده اليومية..
الغريب أنه بعد زواجي من هذا العالم المرموق.. شعرت بوحدة لا يمكن وصفها.. فهو يأتي إلي عشنا الجديد مرهقا لدرجة لا تسمح له بتبادل أي حديث.. ثم اكتشفت أن هذه الأسماء اللامعة تصاب بنرجسية غير عادية لا يشعر بها إلا من يقترب من حياتها اليومية..
فالأضواء أهم ألف مرة من أي عاطفة والاستمرار في النجاح يصبح الهدف الوحيد في الحياة.. ولهذا كان لابد من الفراق..
في باديء الأمر ملأت المرارة نفسي بعد أن تم هدم عش الغرام بسرعة لا تخطر علي البال..
شعرت بالضياع وكأنني ريشة في مهب الرياح.. ولكني تماسكت قبل فوات الأوان وركزت أكثر علي النجاح في العمل..
ثم أيقنت أنني خرجت من هذه التجربة المؤلمة بأن الإنسان الطموح يجب أن يرتبط بمن يماثله في هذا الاتجاه حتي لا تحدث الهوة التي تؤدي إلي الانفصال.. فنحن نختار شريك الحياة في مرحلة مبكرة وعلينا أن ندرك أن التفوق يظهر في سن مبكرة أيضا.. أما إذا خدعتنا مظاهر غير صادقة فالبحث عن الميزات في حياة الأسرة أفضل ألف مرة من التسرع في تمزيقها..
الآن أصبحت أردد أمام ابنتي التي قاربت سن الزواج بأن عليها أن تتذكر دائما أن العش السعيد هو الذي يكون فيه صياح الديك أعلي من صوت الدجاجة بكثير!!
بعد ما يقرب من عشرين عاما أصبحت الهوة بيننا كبيرة وساحقة.. فعمل زوجي الروتيني جعله نموذجا للموظف الحكومي.. بينما عملي فتح لي آفاقا واسعة.. فالمؤتمرات العالمية منحتني الفرصة للقاء أكبر عدد من الشخصيات الدولية وبالتالي فهم الكثير عن المشاكل العالمية.. ولكن دائما أعود إلي البيت لأصدم بأفكار زوجي الجامدة وروتين حياته المملة حتي أصبحت مقتنعة بأن العلاقة بين زوجة طموح ورجل قنوع هي المستحيل بعينه..
أما عندما ظهر تفوقي في الميدان الذي اخترته فقد أصبحت أنا رب الأسرة الذي يغيب ثم يعود محملا بكل ما هو جديد ومثير.. بينما الطرف الآخر يظهر للقيام بالعديد من المسئوليات المنزلية.. خاصة أن دخلي أصبح أضعاف مرتبه وصداقاتي تشمل عددا كبيرا من الشخصيات المعروفة والمرموقة..
ثم التقيت في أحد المؤتمرات بعالم مصري بادلني الإعجاب فنشأت بيننا صداقة ملأت حياتي بالمتع الذهنية واللقاءات الفكرية التي كنت أفتقدها بشدة في حياتي الزوجية..
وكانت مشكلته في الزواج تشبه مشكلتي إلي حد كبير.. فقد تزوج في سن صغيرة من فتاة عادية.. ثم قفز خطوات في طريق النجاح دون محاولة لشدها إلي الأمام فاتسعت الهوة الذهنية بينهما عاما بعد عام..
الإعجاب المتبادل بيني وبين هذه الشخصية الدولية تحول إلي عاطفة قوية فأصبح الأمل هو ضرورة أن تجمعنا حياة واحدة..
بالتصميم والإلحاح استطعت الحصول علي الطلاق وتزوجت بالتالي من هذا النجم السابح في الفضاء..
ثم بدأت أعيش فترة عجيبة في الحياة.. فنحن نلتقي كالمحبين عندما تسمح بذلك ظروفه العائلية وأجندة مواعيده اليومية..
الغريب أنه بعد زواجي من هذا العالم المرموق.. شعرت بوحدة لا يمكن وصفها.. فهو يأتي إلي عشنا الجديد مرهقا لدرجة لا تسمح له بتبادل أي حديث.. ثم اكتشفت أن هذه الأسماء اللامعة تصاب بنرجسية غير عادية لا يشعر بها إلا من يقترب من حياتها اليومية..
فالأضواء أهم ألف مرة من أي عاطفة والاستمرار في النجاح يصبح الهدف الوحيد في الحياة.. ولهذا كان لابد من الفراق..
في باديء الأمر ملأت المرارة نفسي بعد أن تم هدم عش الغرام بسرعة لا تخطر علي البال..
شعرت بالضياع وكأنني ريشة في مهب الرياح.. ولكني تماسكت قبل فوات الأوان وركزت أكثر علي النجاح في العمل..
ثم أيقنت أنني خرجت من هذه التجربة المؤلمة بأن الإنسان الطموح يجب أن يرتبط بمن يماثله في هذا الاتجاه حتي لا تحدث الهوة التي تؤدي إلي الانفصال.. فنحن نختار شريك الحياة في مرحلة مبكرة وعلينا أن ندرك أن التفوق يظهر في سن مبكرة أيضا.. أما إذا خدعتنا مظاهر غير صادقة فالبحث عن الميزات في حياة الأسرة أفضل ألف مرة من التسرع في تمزيقها..
الآن أصبحت أردد أمام ابنتي التي قاربت سن الزواج بأن عليها أن تتذكر دائما أن العش السعيد هو الذي يكون فيه صياح الديك أعلي من صوت الدجاجة بكثير!!