زوربا
10-06-2005, 02:06 AM
تساءل الى اين نحن ذاهبون في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي?
أعده للنشر - ابراهيم هادي الخالدي
مازال الشيخ سالم صباح السالم ذلك الرجل الذي ينبض قلبه بحب الكويت وشعبها وما زال يحمل في صدره وعقله الكثير من الهموم التي تمس المواطنين ويسعى جاهدا الى حلها في سبيل تحقيق الراحة والرفاه للجميع رافضا ان تصل هذه الحالة لدى الشعب الى حد التبذير والاسراف.
وتطرق الشيخ سالم الصباح في حديث لبرنامج ضيفي والجانب الاخر الذي يقدمه الزميل يوسف الجاسم تم تسجيله في العام 1999 الى التحديات التي تواجه مستقبل الكويت والمتعلقة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والامنية على اعتبار ان الرؤية في الجانب السياسي واضحة في الكويت.
وأكد ان التعليم في الكويت غير موفق وانه يحتاج الى ثورة علمية جديدة تعتمد على اسس ننظر بها الى حاجات المستقبل مشيرا الى ان للمدرسة دور كبير في تأهيل الناشئة واعدادهم للمستقبل بالاضافة الى دور الاسرة والحكومة.
واوضح الشيخ سالم الصباح ان الديمقراطية هي قدر الكويتيين وان النظام الحاكم يعمل على تكريسها وترسيخها على اعتبار ان قواعدها موجودة في عاداتنا وتقاليدنا قبل ان يأتي بها الدستور معقبا على من يشكك باستمرار الديمقراطية في الكويت بقوله نحن على ثقة بالتفاف الشعب حول قيادته وقدرته على حماية الديمقراطية.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
\ تحفل اللقاءات مع الشيخ سالم الصباح عادة بتجاوز الواقع والتحدث عن المستقبل نود الاستماع الى نظرتكم باعتباركم رجل دولة وصاحب تجربة طويلة في السياسة والحياة العامة?
/ على كل حال هناك عدة تحديات تواجه مستقبل الكويت منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك الامنية فبالنسبة للجانب السياسي فالرؤية والحمد لله واضحة في الكويت فهي بالاساس دولة عربية ولن تتخلى عن عروبتها وهذا هو الاساس السياسي الذي ننطلق منه اما بالنسبة للتحدي الاقتصادي او الاجتماعي فهناك سؤال نطرحه الى اين نحن ذاهبون في هذين الجانبين فنحن نرى ان الصرف اصبح الان بشكل غير طبيعي فالشعب الكويتي وصل الى قناعة ان الصرف هو من الحقوق المكتسبة له ولا يجب ان يتنازل عنها فلا بد ان يعلم الجميع بمن فيهم نحن المسؤولين انه يجب اعادة النظر في اسلوب الصرف والبذخ فالكويت دولة معتمدة اعتماد كلي على النفط ويجب ايجاد موارد اخرى لزيادة الدخل وتساعد على التنمية الاقتصادية وضمان مستقبل افضل فمثلا فكرة صندوق الاجيال القادمة رائدة بكل المقاييس واستفدنا منها ايام الغزو الصدامي وصرنا نصرف منها على شعبنا بدلا من ان يمد يده لمساعدات الدول الاخرى ولذا علينا تحقيق الضمان والامان لمستقبلنا ومن الناحية الامنية نرى ان الامن اصبح الان لا يتعلق فقط بالجريمة فهناك اخطار تتعلق بالاخلاق وانتشار المخدرات لتحطيم شبابنا ولاننسى ايضا ان هناك الطابور الخامس فما زال بيننا مندسين فمازال بعض الاجانب ياتي الى الكويت بقصد التجارة ويسأل الشعب اسئلة سياسية وعند عودته الى بلاده يكتب التقارير عن حال البلد واوضاعه وعلى الرغم من ان الكويت لها اتفاقيات امنية مع دول اجنبية كبرى الا انه يجب تهيئة الشباب الكويتي وتشجيعه على الانخراط في السلك العسكري لحماية بلده.
الاسراف والتبذير
\ تعنى الدولة بالمواطن وتكون كفيلة عليه من المهد الى اللحد هل يعني ذلك ان الحكومة عودت المواطنين علي الصرف وما هي مسووليتها لتغيير هذا النمط في السلوك?
/ المسؤولية جماعية ولا تتحملها الحكومة وحدها فالحكومة ساهمت في تعويد المواطن على البذخ والشعب عود نفسه على ذلك فمثلا ما زلنا نرى سفرة طويلة من الاطعمة ممدودة امام اسرة كويتية محدودة العدد فكل هذا اسراف لا نحبذه ولا داعي له فالبيت الكويتي يستهلك كميات كبيرة من الاكل نزيد عن الحاجة الحقيقية وكذلك يستهلك الكثير من الكماليات الغير ضرورية فهناك مثل عربي يقول الاكل على قدر المحبة فلو اهنك الفرد بطعامة وصحته لكان وفر على الدولة مصاريف العلاج حتى استهلاك الكهرباء والماء زاد عن الحد المعقول وهذا دليل على البذخ والاسراف فالبيت الكويتي به ست تلفزيونات وتعمل في ان واحد ناهيك عن باقي الانوار والاجهزة الكهربائية فهناك امور كثيرة تتحملها الاسرة ولا شك ان على الحكومة مسؤولية كبيرة فهي حاولت ان تساهم في رفاهية الشعب من مبدأ تحقيق الرفاه الاجتماعي فالامير الراحل الشيخ عبدالله السالم وزع الثروة بطريقة سليمة جدا عن طريق تنمية المجتمع ودعم اقتصاده وهناك مسؤوليات ايضا تتحملها المدرسة وكذلك البرلمان.
\ انتهت الحكومة اخيرا لهذه الظاهرة وتقدمت بما يسمى بالحزمة الاقتصادية فلماذا لا تقوم بتنفيذ توجهها?
/ لسنا حكومة ديكتاتورية حتى نفرض الامور على الشعب .
/ ولكن هذا في صالح الشعب?
حتى ولو كان فنحن نعتمد في اتخاذ قراراتنا على المشورة والدراسة والاخذ بالرأي والتحاور ونسعى الى ان يسود الحب حواراتنا ونقاشاتنا.
التعليم في الكويت
\ وهل انت مرتاح للنظام التعليمي في الكويت ام تعتقد انه في حاجة الى ثورة كبيرة?
/ سأتكلم باعتباري سالم الصباح المواطن الكويتي وليس المسؤول حتى لايزعل بعض الاخوة الوزراء فلا شك ان التعليم في الكويت غير موفق حاله حال باقي دول العالم فمازالت المدارس الخاصة افضل من المدارس الحكومية او العامة فالقطاع الخاص به عقاب وثواب عكس العمل في القطاع الحكومي خصوصا وان موظف القطاع الخاص ينتج اكثر من الموظف الحكومي وهذه حالة عامة فالنظام التعليمي في الكويت بحاجة إلى ثورة جديدة تعتمد على أسس ننظر بها إلى حاجات المستقبل.
المؤسسات العسكرية
وما هي الكلمة التي توجهها للشباب الكويتي لتشجيعه على الانخراط في المؤسسات العسكرية?
للأسف هناك حالة عامة في الوطن العربي تتمثل في كره وزارة الداخلية والعمل بها فالنظرة التي كرستها بعض الدول القمعية صورت وزارة الداخلية انها وزارة الضرب والقمع والسجون والمخابرات وهذا طبعا غير صحيح, فوزارة الداخلية لدينا لها ادوار عدة منها تقديم الخدمات والقيام بدور العلاقات العامة مع الشعب فلذلك لا خوف من الانخراط بها, فليس معنى ان يلتحق أحد بوزارة الداخلية ان يكون بالضرورة جاسوساً على سالم الصباح أو يوسف الجاسم أو غيرهما فلابد من وجود نظرة تتمثل في ضرورة المشاركة في حماية أمن الكويت خاصة التيارات السياسية المستوردة, فانا عندما كنت وزيراً للداخلية حاولت جذب خريجين من الجامعة بجميع التخصصات وعينتهم ضباط اختصاص في جهاز أمن الدولة وذلك للمساهمة في تحليل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها في البلد وذلك لتحقيق الاستقرار في جميع الجوانب, فأمن الدولة ليست تقارير فقط بل دراسة وضع وايجاد الحلول.
تكونت فكرة عامة لدى الشعب الكويتي »ان كل شيء يمشي بالواسطة« ماذا يقول سالم الصباح عن هذه الظاهرة?
نتمنى ان يطبق القانون على الكل, فمازلت اضع حزام الأمان كلما ركبت سيارتي وذلك احتراماً للقانونين ولضرب المثل »فحزام الأمان خطوة لسلامتك موعلشان يعفس غترتك او بشتك«.
وكيف تنظر إلى التخصيص?
أنا مع التخصيص ولكن بالتدريج ومع وجود ضمانات حماية للمواطن فلا نسلم مؤسساتنا للقطاع الخاص هكذا مرة واحدة فيجب وضع الضوابط خاصة على الأشياء الاساسية كالكهرباء والماء والهواتف وغيرها, وانا ادرك ان التخصيص سيساهم في رفع الاقتصاد الكويتي ويجعل الموظف الكويتي ينتج اكثر من الآن وانه سيساهم في تغيير نظرة الشعب حول البذخ والصرف, واضرب مثالاً على ذلك بأولادي واحفادي فعندما كنت سفيرا بالخارج كنت اذا اعطيت واحدا منهم جنيها واحداً يقول »أووف شوف اليوم ابوي عطاني جنيه« أما الآن ومع تغيير الوضع اعطيه مائة دينار ويقولك »بس أميه«.
هل تأمل بأن يأتي اليوم الذي يقوم به الكويتي بجميع الأعمال وان يساهم بذلك في تقليل العمالة الوافدة?
أتأمل ذلك ولكن متى? فهذا الأمر يدخل ضمن اطار الثورة الاجتماعية والتعليم مسؤول عنها وهو كذلك يحتاج إلى جهد من الدولة.
مستقبل الديمقراطية
كيف ترى مستقبل الديمقراطية في الكويت?
نظامنا الحاكم والحمد لله يدعم الديمقراطية ويكرسها فالشيخ عبدالله السالم عند حدوث ازمة بين البرلمان والحكومة التي كان يترأسها والدي رحمه الله فضل ان يحل الحكومة والابقاء على المجلس وفي ذلك دلالة على ترسيخ قواعد الديمقراطية خاصة وانها موجودة في عاداتنا وتقاليدنا قبل ان يأتي بها الدستور, فالديمقراطية هي التشاور بالرأي والتحاور وليست ديمومة الكراسي.
هناك من يشكك في ان الديمقراطية لن تستمر في الكويت وان الصدام سيتطور ويصل إلى الشعب والنظام, فبماذا يرد الشيخ سالم الصباح على اعداء الكويت ممن يروجون مثل هذا الكلام?
أولا هذا الكلام قاله طارق عزيز في السابق حين قال »لم نخسر الحرب والمعركة لم تنته بعد سيتطاحن الكويتيون فيما بينهم في يوم ما وسننتصر عليهم ونستولي عليهم« ومع الأسف كلامه فيه بعض بوادر الحقيقة ولكني على ثقة تامة ان الشعب الكويتي يلتف دائما حول قيادته خاصة وان النظام ليس ضد الديمقراطية بل يكرسها فنحن كلنا لدينا دواوين سمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء وسمو الشيخ سالم العلي وانا وغيري ونتحاور مع الشعب في دواوينهم ونزورهم باستمرار, فبطبيعة الحال النظام يختلف عن الحكومة, فالتكتيكات الحكومية احيانا تؤدي إلى التصادم مع مجلس الأمة والعكس ولكن القناعة موجودة ان لا يؤثر هذا الصدام على الصالح العام.
وما رأيك بتوسيع القاعدة الانتخابية عن طريق اعطاء المرأة حقوقها السياسية والسماح للشباب من أعمار 18 سنة التصويت وكذلك العسكريين?
بالنسبة للمرأة فأنا معها على طول الخط, اما تخفيض سن الناخب فأعتقد انه »توالناس« فسن ال¯ 21 عاما مناسبة ولكن ليس معنى كلامي أن يكون ذلك للابد, أما العسكريون فأنا ارفض تماما تسييس المؤسسات العسكرية.
الفن والرياضة
من المعروف عن الشيخ سالم الصباح أنه مرهف الاحساس ويعشق الفن فما رأيك بمستوى الفن الآن?
نعم احب الشعر والموسيقى فهي غذاء الروح وعندما أسمع الموسيقى ارتاح, وبالنسبة لمستوى الفن فمستواه متذبذب حسب المتغيرات, فأغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب مهما تسمعها فإنك تهز رأسك لها غصبن عليك« أما لما تسمع اغنية »ما اشربش الشاي« مثلا فانك تنطرب قليلا وللحظة ثم تذهب الأغنية, والعتب هنا على الملحن والشاعر كذلك فلابد من احساسة بمسؤولية اختيار الكلمة.
هل لك تجارب في التمثيل مثلا?
لست ممثلا جيداً ولكني بالطبع اهوى الرياضة التي تحتاج إلى وقفة خاصة فيما يخص المنشآت الرياضية.
كلمة اخيرة توجهها للجميع عبر هذا اللقاء?
أوجه لهم كلمات والدي الشيخ صباح السالم رحمه الله
أنا وشعبي كل أبونا جماعة
الدين واحد والهدف خدمة الشعب.
أعده للنشر - ابراهيم هادي الخالدي
مازال الشيخ سالم صباح السالم ذلك الرجل الذي ينبض قلبه بحب الكويت وشعبها وما زال يحمل في صدره وعقله الكثير من الهموم التي تمس المواطنين ويسعى جاهدا الى حلها في سبيل تحقيق الراحة والرفاه للجميع رافضا ان تصل هذه الحالة لدى الشعب الى حد التبذير والاسراف.
وتطرق الشيخ سالم الصباح في حديث لبرنامج ضيفي والجانب الاخر الذي يقدمه الزميل يوسف الجاسم تم تسجيله في العام 1999 الى التحديات التي تواجه مستقبل الكويت والمتعلقة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والامنية على اعتبار ان الرؤية في الجانب السياسي واضحة في الكويت.
وأكد ان التعليم في الكويت غير موفق وانه يحتاج الى ثورة علمية جديدة تعتمد على اسس ننظر بها الى حاجات المستقبل مشيرا الى ان للمدرسة دور كبير في تأهيل الناشئة واعدادهم للمستقبل بالاضافة الى دور الاسرة والحكومة.
واوضح الشيخ سالم الصباح ان الديمقراطية هي قدر الكويتيين وان النظام الحاكم يعمل على تكريسها وترسيخها على اعتبار ان قواعدها موجودة في عاداتنا وتقاليدنا قبل ان يأتي بها الدستور معقبا على من يشكك باستمرار الديمقراطية في الكويت بقوله نحن على ثقة بالتفاف الشعب حول قيادته وقدرته على حماية الديمقراطية.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
\ تحفل اللقاءات مع الشيخ سالم الصباح عادة بتجاوز الواقع والتحدث عن المستقبل نود الاستماع الى نظرتكم باعتباركم رجل دولة وصاحب تجربة طويلة في السياسة والحياة العامة?
/ على كل حال هناك عدة تحديات تواجه مستقبل الكويت منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك الامنية فبالنسبة للجانب السياسي فالرؤية والحمد لله واضحة في الكويت فهي بالاساس دولة عربية ولن تتخلى عن عروبتها وهذا هو الاساس السياسي الذي ننطلق منه اما بالنسبة للتحدي الاقتصادي او الاجتماعي فهناك سؤال نطرحه الى اين نحن ذاهبون في هذين الجانبين فنحن نرى ان الصرف اصبح الان بشكل غير طبيعي فالشعب الكويتي وصل الى قناعة ان الصرف هو من الحقوق المكتسبة له ولا يجب ان يتنازل عنها فلا بد ان يعلم الجميع بمن فيهم نحن المسؤولين انه يجب اعادة النظر في اسلوب الصرف والبذخ فالكويت دولة معتمدة اعتماد كلي على النفط ويجب ايجاد موارد اخرى لزيادة الدخل وتساعد على التنمية الاقتصادية وضمان مستقبل افضل فمثلا فكرة صندوق الاجيال القادمة رائدة بكل المقاييس واستفدنا منها ايام الغزو الصدامي وصرنا نصرف منها على شعبنا بدلا من ان يمد يده لمساعدات الدول الاخرى ولذا علينا تحقيق الضمان والامان لمستقبلنا ومن الناحية الامنية نرى ان الامن اصبح الان لا يتعلق فقط بالجريمة فهناك اخطار تتعلق بالاخلاق وانتشار المخدرات لتحطيم شبابنا ولاننسى ايضا ان هناك الطابور الخامس فما زال بيننا مندسين فمازال بعض الاجانب ياتي الى الكويت بقصد التجارة ويسأل الشعب اسئلة سياسية وعند عودته الى بلاده يكتب التقارير عن حال البلد واوضاعه وعلى الرغم من ان الكويت لها اتفاقيات امنية مع دول اجنبية كبرى الا انه يجب تهيئة الشباب الكويتي وتشجيعه على الانخراط في السلك العسكري لحماية بلده.
الاسراف والتبذير
\ تعنى الدولة بالمواطن وتكون كفيلة عليه من المهد الى اللحد هل يعني ذلك ان الحكومة عودت المواطنين علي الصرف وما هي مسووليتها لتغيير هذا النمط في السلوك?
/ المسؤولية جماعية ولا تتحملها الحكومة وحدها فالحكومة ساهمت في تعويد المواطن على البذخ والشعب عود نفسه على ذلك فمثلا ما زلنا نرى سفرة طويلة من الاطعمة ممدودة امام اسرة كويتية محدودة العدد فكل هذا اسراف لا نحبذه ولا داعي له فالبيت الكويتي يستهلك كميات كبيرة من الاكل نزيد عن الحاجة الحقيقية وكذلك يستهلك الكثير من الكماليات الغير ضرورية فهناك مثل عربي يقول الاكل على قدر المحبة فلو اهنك الفرد بطعامة وصحته لكان وفر على الدولة مصاريف العلاج حتى استهلاك الكهرباء والماء زاد عن الحد المعقول وهذا دليل على البذخ والاسراف فالبيت الكويتي به ست تلفزيونات وتعمل في ان واحد ناهيك عن باقي الانوار والاجهزة الكهربائية فهناك امور كثيرة تتحملها الاسرة ولا شك ان على الحكومة مسؤولية كبيرة فهي حاولت ان تساهم في رفاهية الشعب من مبدأ تحقيق الرفاه الاجتماعي فالامير الراحل الشيخ عبدالله السالم وزع الثروة بطريقة سليمة جدا عن طريق تنمية المجتمع ودعم اقتصاده وهناك مسؤوليات ايضا تتحملها المدرسة وكذلك البرلمان.
\ انتهت الحكومة اخيرا لهذه الظاهرة وتقدمت بما يسمى بالحزمة الاقتصادية فلماذا لا تقوم بتنفيذ توجهها?
/ لسنا حكومة ديكتاتورية حتى نفرض الامور على الشعب .
/ ولكن هذا في صالح الشعب?
حتى ولو كان فنحن نعتمد في اتخاذ قراراتنا على المشورة والدراسة والاخذ بالرأي والتحاور ونسعى الى ان يسود الحب حواراتنا ونقاشاتنا.
التعليم في الكويت
\ وهل انت مرتاح للنظام التعليمي في الكويت ام تعتقد انه في حاجة الى ثورة كبيرة?
/ سأتكلم باعتباري سالم الصباح المواطن الكويتي وليس المسؤول حتى لايزعل بعض الاخوة الوزراء فلا شك ان التعليم في الكويت غير موفق حاله حال باقي دول العالم فمازالت المدارس الخاصة افضل من المدارس الحكومية او العامة فالقطاع الخاص به عقاب وثواب عكس العمل في القطاع الحكومي خصوصا وان موظف القطاع الخاص ينتج اكثر من الموظف الحكومي وهذه حالة عامة فالنظام التعليمي في الكويت بحاجة إلى ثورة جديدة تعتمد على أسس ننظر بها إلى حاجات المستقبل.
المؤسسات العسكرية
وما هي الكلمة التي توجهها للشباب الكويتي لتشجيعه على الانخراط في المؤسسات العسكرية?
للأسف هناك حالة عامة في الوطن العربي تتمثل في كره وزارة الداخلية والعمل بها فالنظرة التي كرستها بعض الدول القمعية صورت وزارة الداخلية انها وزارة الضرب والقمع والسجون والمخابرات وهذا طبعا غير صحيح, فوزارة الداخلية لدينا لها ادوار عدة منها تقديم الخدمات والقيام بدور العلاقات العامة مع الشعب فلذلك لا خوف من الانخراط بها, فليس معنى ان يلتحق أحد بوزارة الداخلية ان يكون بالضرورة جاسوساً على سالم الصباح أو يوسف الجاسم أو غيرهما فلابد من وجود نظرة تتمثل في ضرورة المشاركة في حماية أمن الكويت خاصة التيارات السياسية المستوردة, فانا عندما كنت وزيراً للداخلية حاولت جذب خريجين من الجامعة بجميع التخصصات وعينتهم ضباط اختصاص في جهاز أمن الدولة وذلك للمساهمة في تحليل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها في البلد وذلك لتحقيق الاستقرار في جميع الجوانب, فأمن الدولة ليست تقارير فقط بل دراسة وضع وايجاد الحلول.
تكونت فكرة عامة لدى الشعب الكويتي »ان كل شيء يمشي بالواسطة« ماذا يقول سالم الصباح عن هذه الظاهرة?
نتمنى ان يطبق القانون على الكل, فمازلت اضع حزام الأمان كلما ركبت سيارتي وذلك احتراماً للقانونين ولضرب المثل »فحزام الأمان خطوة لسلامتك موعلشان يعفس غترتك او بشتك«.
وكيف تنظر إلى التخصيص?
أنا مع التخصيص ولكن بالتدريج ومع وجود ضمانات حماية للمواطن فلا نسلم مؤسساتنا للقطاع الخاص هكذا مرة واحدة فيجب وضع الضوابط خاصة على الأشياء الاساسية كالكهرباء والماء والهواتف وغيرها, وانا ادرك ان التخصيص سيساهم في رفع الاقتصاد الكويتي ويجعل الموظف الكويتي ينتج اكثر من الآن وانه سيساهم في تغيير نظرة الشعب حول البذخ والصرف, واضرب مثالاً على ذلك بأولادي واحفادي فعندما كنت سفيرا بالخارج كنت اذا اعطيت واحدا منهم جنيها واحداً يقول »أووف شوف اليوم ابوي عطاني جنيه« أما الآن ومع تغيير الوضع اعطيه مائة دينار ويقولك »بس أميه«.
هل تأمل بأن يأتي اليوم الذي يقوم به الكويتي بجميع الأعمال وان يساهم بذلك في تقليل العمالة الوافدة?
أتأمل ذلك ولكن متى? فهذا الأمر يدخل ضمن اطار الثورة الاجتماعية والتعليم مسؤول عنها وهو كذلك يحتاج إلى جهد من الدولة.
مستقبل الديمقراطية
كيف ترى مستقبل الديمقراطية في الكويت?
نظامنا الحاكم والحمد لله يدعم الديمقراطية ويكرسها فالشيخ عبدالله السالم عند حدوث ازمة بين البرلمان والحكومة التي كان يترأسها والدي رحمه الله فضل ان يحل الحكومة والابقاء على المجلس وفي ذلك دلالة على ترسيخ قواعد الديمقراطية خاصة وانها موجودة في عاداتنا وتقاليدنا قبل ان يأتي بها الدستور, فالديمقراطية هي التشاور بالرأي والتحاور وليست ديمومة الكراسي.
هناك من يشكك في ان الديمقراطية لن تستمر في الكويت وان الصدام سيتطور ويصل إلى الشعب والنظام, فبماذا يرد الشيخ سالم الصباح على اعداء الكويت ممن يروجون مثل هذا الكلام?
أولا هذا الكلام قاله طارق عزيز في السابق حين قال »لم نخسر الحرب والمعركة لم تنته بعد سيتطاحن الكويتيون فيما بينهم في يوم ما وسننتصر عليهم ونستولي عليهم« ومع الأسف كلامه فيه بعض بوادر الحقيقة ولكني على ثقة تامة ان الشعب الكويتي يلتف دائما حول قيادته خاصة وان النظام ليس ضد الديمقراطية بل يكرسها فنحن كلنا لدينا دواوين سمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء وسمو الشيخ سالم العلي وانا وغيري ونتحاور مع الشعب في دواوينهم ونزورهم باستمرار, فبطبيعة الحال النظام يختلف عن الحكومة, فالتكتيكات الحكومية احيانا تؤدي إلى التصادم مع مجلس الأمة والعكس ولكن القناعة موجودة ان لا يؤثر هذا الصدام على الصالح العام.
وما رأيك بتوسيع القاعدة الانتخابية عن طريق اعطاء المرأة حقوقها السياسية والسماح للشباب من أعمار 18 سنة التصويت وكذلك العسكريين?
بالنسبة للمرأة فأنا معها على طول الخط, اما تخفيض سن الناخب فأعتقد انه »توالناس« فسن ال¯ 21 عاما مناسبة ولكن ليس معنى كلامي أن يكون ذلك للابد, أما العسكريون فأنا ارفض تماما تسييس المؤسسات العسكرية.
الفن والرياضة
من المعروف عن الشيخ سالم الصباح أنه مرهف الاحساس ويعشق الفن فما رأيك بمستوى الفن الآن?
نعم احب الشعر والموسيقى فهي غذاء الروح وعندما أسمع الموسيقى ارتاح, وبالنسبة لمستوى الفن فمستواه متذبذب حسب المتغيرات, فأغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب مهما تسمعها فإنك تهز رأسك لها غصبن عليك« أما لما تسمع اغنية »ما اشربش الشاي« مثلا فانك تنطرب قليلا وللحظة ثم تذهب الأغنية, والعتب هنا على الملحن والشاعر كذلك فلابد من احساسة بمسؤولية اختيار الكلمة.
هل لك تجارب في التمثيل مثلا?
لست ممثلا جيداً ولكني بالطبع اهوى الرياضة التي تحتاج إلى وقفة خاصة فيما يخص المنشآت الرياضية.
كلمة اخيرة توجهها للجميع عبر هذا اللقاء?
أوجه لهم كلمات والدي الشيخ صباح السالم رحمه الله
أنا وشعبي كل أبونا جماعة
الدين واحد والهدف خدمة الشعب.