زهير
10-05-2005, 07:32 AM
ويستوورث: لدي إحساس بالرهبة فأنا أعتني بأشهر ساعة في بريطانيا إن لم يكن في العالم
http://www.asharqalawsat.com/2005/10/05/images/news.326736.jpg
لندن: ماري جوردان
الوقت هو الواحدة والنصف و36 ثانية. ايان ويستوورث يعرف هذا بالتأكيد، لأن هذا هو الوقت الذي يظهر في 14 ساعة، وثلاثة أجهزة رقمية للقراءة على لوحة تحكم أساسية في مشغل صناع الساعات. هذا المشغل هو مكتب ايان ويستوورث تحت قصر ويستمنستر. وويستوورث المسؤول عن ابقاء 500 ساعة في البرلمان تعمل، بعضها من التحف التي لا تقدر بثمن، قام بجولاته لتدوير ومراقبة دقة الساعات واحدة تلو الأخرى.
والوقت مهم على نحو عميق وعزيز ويومي بالنسبة لويستوورث البالغ 43 عاما، لاعب الرجبي السابق الذي هو أيضا عضو في جمعية تسمى «الجمعية المبجلة لصناع الساعات» التي تأسست بموجب مرسوم ملكي صدر عام 1631. ويقول من مشغله الواقع في الدور الارضي حيث تدق عشرات الساعات وتوجد الأدوات والملفات الصغيرة «أكره أن أتأخر». الوقت ظهيرة الأربعاء. وهذا يعني أنه حان وقت التدوير والمتابعة للساعة التي تهم أكثر من جميع الساعات في انجلترا وهي ساعة «بيغ بن».
وعلى الرغم من أن برج الساعة بأكمله يسمى عادة «بيغ بن»، كما يوضح ويستوورث، فان «بيغ بن» هو في الواقع الجرس المعلق في البرج فوق وجوه الساعة الشهيرة. وساعة «ويستمنستر الكبرى»، كما تسمى رسميا، تحرك المطرقة التي تضرب «بيغ بن»، والتي تزن أكثر من 13 طنا. وظل صوتها العالي اشارة على ضبط الوقت في لندن منذ قرن ونصف. ويقول ويستوورث وهو يغلق باب مكتبه ويسير عبر الممرات الضيقة التي تؤدي الى البرج الذي يبلغ ارتفاعه 316 قدما «حان وقت الصعود». وبينما يتسلق السلم الحلزوني يتوقف لالتقاط الانفاس عند الثلث الأول من سلم تبلغ درجاته 290 درجة، داخلا الى غرفة كان أعضاء البرلمان السيئي السلوك يسجنون عادة فيها. ويقول «لا تتحدثي عن الحرارة». انها 90 درجة فهرنهايت في الخارج، كما لو انه يوم من أيام شهر مايو (ايار) عندما توقفت الساعة على نحو يصعب تفسيره لفترة 90 دقيقة قبل اصلاحها وكان هذا العنوان الرئيسي في صحف العالم. واذ يصعد ويستوورث على السلم الضيق يصل الى مبتغاه «غرفة آلية برج الساعة». وتقول ساعته اليدوية من طراز «كاسيو» ان الوقت هو الواحدة وأربع وأربعون دقيقة و14 ثانية. يتسلق ويستوورث ليصل الى هذا المكان ثلاث مرات اسبوعيا ليدير الساعة ويدقق في الآليات الداخلية، وهو جهاز اسود يبلغ وزنه خمسة أطنان مع دواليب موازنة وأحزمة تهوية ومعدات لم تعد تطلق أصواتا أعلى من اصوات الساعة القديمة. وفجأة حدث شيء غريب، فقد التوت قطعتان كبيرتان من المعدن الأسود، شبيهتان بأدوات قتل الذباب ولكن بحجم كبير، على محور الدولاب وبدأت تنطلق قعقعة أصوات. وكان الثمن: الأجراس المحيطة بساعة بيغ بن والتي تدق كل ربع ساعة تبدأ سحرها الآسر. ويقول ويستوورث «لدي احساس بالرهبة. انني أعتني بأشهر ساعة في بريطانيا ان لم يكن في العالم». ولكن الساعة الواحدة وست وأربعين دقيقة و12 ثانية في يوم التدوير ليس وقتا للتواني. انه يضغط على زر ويطلق محرك بقوة 2.5 حصان أصوات الحياة ويبدأ بسحب 150 قدم من كبل حديدي يعلق ثقلين يزيد وزن كل منهما على الطن. وتدير الجاذبية التي تعمل على هذه الأثقال الترس الضروري لاطلاق صوت «بيغ بن» والأجراس الأخرى، وهي بحاجة الى متابعة ثلاث مرات اسبوعيا.
والساعة نفسها بحاجة الى تدوير باليد ولهذا فان وسيتوورث يمسك بذراع يبلغ طوله 18 بوصة ويدخله في فتحة ويبدأ التدوير. ويقول انه «ما لم أفعل ذلك فستتوقف». وفي الساعة الواحدة وسبع وخمسين دقيقة و50 ثانية يلتقط ويستوورث سماعة الهاتف في غرفة الساعة. ويدير الرقم 1 ـ 2 ـ 3 ويدقق بالصوت الرقمي الذي يشير الى توقيت بريطانيا الرسمي. وفي الساعة الواحدة و58 دقيقة بالضبط يضبط ساعة التوقيت الرقمية الحمراء التي تعمل بالطاقة الشمسية، ثم يتسلق 44 درجة أخرى الى برج الناقوس. وينتظر بجانب «بيغ بن»، الناقوس العملاق الذي بات يصطبغ باللون الأخضر جراء القدم وتساقط مطر لندن عليه. وبضربة سريعة مفاجئة من مطرقة حديدية هائلة تبدأ «بيغ بن» صوتها. ويتجهم وجه ويستوورث. ويقول «نحن أسرع بنصف ثانية». ولكنه يعرف كيف يثبت ذلك.
وكل ما يتطلبه الأمر هو عودة مرة اخرى الى غرفة الساعة. ويصل الى خزانة ملابس من أجل الحصول على عملة من فئة نصف بنس بريطاني، وهي غير مستعملة الآن، ويشير الى أنه اذا ما استبدل واحدا من العملات المعدنية الأكبر على رقاص الساعة بعملة أصغر فان عدم الدقة سيزال. ويدون المشكلة وعلاجها في دفتر ثم يدير الساعة فاحصا التروس التي كانت تعمل على نحو غير سليم وكل سن من اسنانها. وفي نهاية اليوم عندما يترك مئات الساعات وهي تعمل يعود الى بيته راكبا دراجته البخارية بدون ساعات. ويقول «لسنوات طويلة أبحث عن الساعة المثالية ولكنني لم اجد الساعة المناسبة». انها الساعة الثالثة وبيغ بن تدق مرة أخرى. وويستوورث يدقق وجوه الساعة الزجاجية البيضاوية الشهيرة في البرج برقاصات دقائقها التي يبلغ طولها 14 قدما. وهو يقف في ممر ضيق داخلها دون أن يراه المئات من السياح المعجبين الذين يتطلعون من تحت الى «بيغ بن».
http://www.asharqalawsat.com/2005/10/05/images/news.326736.jpg
لندن: ماري جوردان
الوقت هو الواحدة والنصف و36 ثانية. ايان ويستوورث يعرف هذا بالتأكيد، لأن هذا هو الوقت الذي يظهر في 14 ساعة، وثلاثة أجهزة رقمية للقراءة على لوحة تحكم أساسية في مشغل صناع الساعات. هذا المشغل هو مكتب ايان ويستوورث تحت قصر ويستمنستر. وويستوورث المسؤول عن ابقاء 500 ساعة في البرلمان تعمل، بعضها من التحف التي لا تقدر بثمن، قام بجولاته لتدوير ومراقبة دقة الساعات واحدة تلو الأخرى.
والوقت مهم على نحو عميق وعزيز ويومي بالنسبة لويستوورث البالغ 43 عاما، لاعب الرجبي السابق الذي هو أيضا عضو في جمعية تسمى «الجمعية المبجلة لصناع الساعات» التي تأسست بموجب مرسوم ملكي صدر عام 1631. ويقول من مشغله الواقع في الدور الارضي حيث تدق عشرات الساعات وتوجد الأدوات والملفات الصغيرة «أكره أن أتأخر». الوقت ظهيرة الأربعاء. وهذا يعني أنه حان وقت التدوير والمتابعة للساعة التي تهم أكثر من جميع الساعات في انجلترا وهي ساعة «بيغ بن».
وعلى الرغم من أن برج الساعة بأكمله يسمى عادة «بيغ بن»، كما يوضح ويستوورث، فان «بيغ بن» هو في الواقع الجرس المعلق في البرج فوق وجوه الساعة الشهيرة. وساعة «ويستمنستر الكبرى»، كما تسمى رسميا، تحرك المطرقة التي تضرب «بيغ بن»، والتي تزن أكثر من 13 طنا. وظل صوتها العالي اشارة على ضبط الوقت في لندن منذ قرن ونصف. ويقول ويستوورث وهو يغلق باب مكتبه ويسير عبر الممرات الضيقة التي تؤدي الى البرج الذي يبلغ ارتفاعه 316 قدما «حان وقت الصعود». وبينما يتسلق السلم الحلزوني يتوقف لالتقاط الانفاس عند الثلث الأول من سلم تبلغ درجاته 290 درجة، داخلا الى غرفة كان أعضاء البرلمان السيئي السلوك يسجنون عادة فيها. ويقول «لا تتحدثي عن الحرارة». انها 90 درجة فهرنهايت في الخارج، كما لو انه يوم من أيام شهر مايو (ايار) عندما توقفت الساعة على نحو يصعب تفسيره لفترة 90 دقيقة قبل اصلاحها وكان هذا العنوان الرئيسي في صحف العالم. واذ يصعد ويستوورث على السلم الضيق يصل الى مبتغاه «غرفة آلية برج الساعة». وتقول ساعته اليدوية من طراز «كاسيو» ان الوقت هو الواحدة وأربع وأربعون دقيقة و14 ثانية. يتسلق ويستوورث ليصل الى هذا المكان ثلاث مرات اسبوعيا ليدير الساعة ويدقق في الآليات الداخلية، وهو جهاز اسود يبلغ وزنه خمسة أطنان مع دواليب موازنة وأحزمة تهوية ومعدات لم تعد تطلق أصواتا أعلى من اصوات الساعة القديمة. وفجأة حدث شيء غريب، فقد التوت قطعتان كبيرتان من المعدن الأسود، شبيهتان بأدوات قتل الذباب ولكن بحجم كبير، على محور الدولاب وبدأت تنطلق قعقعة أصوات. وكان الثمن: الأجراس المحيطة بساعة بيغ بن والتي تدق كل ربع ساعة تبدأ سحرها الآسر. ويقول ويستوورث «لدي احساس بالرهبة. انني أعتني بأشهر ساعة في بريطانيا ان لم يكن في العالم». ولكن الساعة الواحدة وست وأربعين دقيقة و12 ثانية في يوم التدوير ليس وقتا للتواني. انه يضغط على زر ويطلق محرك بقوة 2.5 حصان أصوات الحياة ويبدأ بسحب 150 قدم من كبل حديدي يعلق ثقلين يزيد وزن كل منهما على الطن. وتدير الجاذبية التي تعمل على هذه الأثقال الترس الضروري لاطلاق صوت «بيغ بن» والأجراس الأخرى، وهي بحاجة الى متابعة ثلاث مرات اسبوعيا.
والساعة نفسها بحاجة الى تدوير باليد ولهذا فان وسيتوورث يمسك بذراع يبلغ طوله 18 بوصة ويدخله في فتحة ويبدأ التدوير. ويقول انه «ما لم أفعل ذلك فستتوقف». وفي الساعة الواحدة وسبع وخمسين دقيقة و50 ثانية يلتقط ويستوورث سماعة الهاتف في غرفة الساعة. ويدير الرقم 1 ـ 2 ـ 3 ويدقق بالصوت الرقمي الذي يشير الى توقيت بريطانيا الرسمي. وفي الساعة الواحدة و58 دقيقة بالضبط يضبط ساعة التوقيت الرقمية الحمراء التي تعمل بالطاقة الشمسية، ثم يتسلق 44 درجة أخرى الى برج الناقوس. وينتظر بجانب «بيغ بن»، الناقوس العملاق الذي بات يصطبغ باللون الأخضر جراء القدم وتساقط مطر لندن عليه. وبضربة سريعة مفاجئة من مطرقة حديدية هائلة تبدأ «بيغ بن» صوتها. ويتجهم وجه ويستوورث. ويقول «نحن أسرع بنصف ثانية». ولكنه يعرف كيف يثبت ذلك.
وكل ما يتطلبه الأمر هو عودة مرة اخرى الى غرفة الساعة. ويصل الى خزانة ملابس من أجل الحصول على عملة من فئة نصف بنس بريطاني، وهي غير مستعملة الآن، ويشير الى أنه اذا ما استبدل واحدا من العملات المعدنية الأكبر على رقاص الساعة بعملة أصغر فان عدم الدقة سيزال. ويدون المشكلة وعلاجها في دفتر ثم يدير الساعة فاحصا التروس التي كانت تعمل على نحو غير سليم وكل سن من اسنانها. وفي نهاية اليوم عندما يترك مئات الساعات وهي تعمل يعود الى بيته راكبا دراجته البخارية بدون ساعات. ويقول «لسنوات طويلة أبحث عن الساعة المثالية ولكنني لم اجد الساعة المناسبة». انها الساعة الثالثة وبيغ بن تدق مرة أخرى. وويستوورث يدقق وجوه الساعة الزجاجية البيضاوية الشهيرة في البرج برقاصات دقائقها التي يبلغ طولها 14 قدما. وهو يقف في ممر ضيق داخلها دون أن يراه المئات من السياح المعجبين الذين يتطلعون من تحت الى «بيغ بن».