المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعوديون يعطسون بشكل جماعي.. وطلب متزايد على المناديل والزنجبيل



مجاهدون
10-04-2005, 07:19 AM
الصيدليات تستقبل المرضى بشكل يومي.. والبديل الشعبي لا يزال موجودا


الرياض: عمر العقيلي

حملت أيادي "العاصميين" المناديل البيضاء منذ أكثر من عشرة أيام، ليس للتلويح احتجاجاً على أمر ما، ولكن لمسح أنوفهم، جمع أنف، والتي أصبحت أكثر حساسية بعد التغيرات المناخية التي حدثت، ولا تزال، في السعودية عموماً، والرياض خصوصاً، وأصبح من السهل رؤية شخص يتوقف على جانب الطريق للعطس، أو رؤية آخر تنتابه نوبة من العطاس، أو ثالث يطلب منك مناديل، لأن مناديله استهلكت بالكامل، أما المساجد فغدت محاورات بين المتعاطسين، خاصة أثناء الجلوس للتسليم من الصلاة.
وتعتبر حالة الحساسية أو الزكام الجماعي صادرة عن بعض الأمور، من أهمها تغير الجو وانخفاض درجات الحرارة بشكل لا يسمح بإغلاق المكيفات، لأن الجو لا يزال حاراً، كما لا يمكن تشغيل المكيفات لأن المنازل تصبح أكثر برودة من أي وقت مضى، وهناك أيضاً موجة الغبار التي تغطي سماء وأفق الرياض، منذ أكثر من يومين، حيث نشرت هيئة الأرصاد وحماية البيئة في موقعها الإلكتروني أن مستوى جودة الهواء جيد وأن كل التغييرات لا تتجاوز المقاييس البيئية، إضافة إلى أن الهواء محمل بعوالق مهيجة للحساسية في الجيوب الأنفية.

وأصبح الطلب متنامياً للأدوية الطبية والوصفات الشعبية والمناديل، فالجميع يخشى من دخول شهر رمضان عليه وهو في حالة صحية غير جيدة، ولذلك هناك تحرك واسع وجاد للقضاء على أي تطور في التحسس أو الاحتقان في الجيوب الأنفية.

وحالياً، تشهد أروقة المستشفيات والمراكز الصحية كثافة في عدد الزيارات لها، والسبب واحد، احتقان أو تحسس في الأنف، ويلجأ الأطباء عادة للتركيز على دواء معين، لصرفه لمعظم المرضى، إلا في حالات نادرة يخشى فيها على المريض من وجود آثار جانبية للعقار الموصى بتناوله، والأمر نفسه في الصيدليات، حيث يحاول بعض السعوديين اختصار الطريق، والذهاب مباشرة للصيدلي لشراء أدوية يعرفونها، أو استشارته عن الدواء المناسب لحالته.

أحمد العطار، صيدلي يعمل في الرياض يقول «هذه الأيام تأتيني أفواج من الباحثين عن علاج للزكام، وكعادة السعوديين فإنهم يتوجهون إلى الصيدلية مباشرة، خاصة في مثل هذه الحالات». ويضيف: «عادة ما أتفاعل مع المرضى الذين يأتون إلي، وخاصة أن بعضهم يعرف اسم العلاج الذي قد يظن أنه العلاج المناسب، وهي أدوية دائماً ليست لها أعراض جانبية وخاصة أن بعضها على شكل حلوى وما إلى ذلك».

ويذكر العطار أن في نهاية شهر سبتمبر من كل عام، ومنذ أكثر من ستة أعوام، يأتي إلي السعوديون حاملين معهم زكامهم، ويظنون أنهم سيتخلصون منه بمجرد صرف الدواء وتناوله. وبين الصيدلي أنه لا يعطي أحدا علاجا قبل سؤاله عن أي أمراض ربو أو حساسية يعاني منها، لكي لا تشكل الأدوية التي تصرف له أي خطر على حياته، ولأن الأنفلونزا والزكام خطران، أحياناً، على الشخص الذي لديه مثل هذه الأمراض الحساسة والدقيقة لارتباط الزكام مباشرة في عملية التنفس.

في الصيدلية نفسها ذكر شاب سعودي جاء لشراء دواء للزكام، ولكنه يحمل وصفة طبية وقال: ذهبت للطبيب وأكد لي أن الكثير من الناس في هذه الفترة مصابون بالزكام نتيجة تغير الأجواء، ولأننا لا نستغني عن المكيف بسهولة بسبب الحر الشديد الذي اعتدنا عليه فترة طويلة ولا تزال له ترسبات الآن.

وأضاف الشاب: عندما ذهبت للطبيب بينت له أن عائلتي المكونة من 8 أفراد بمن فيهم السائق والخادمة مصابون جميعهم بالزكام، وأنني خشيت أن يكون مرض ما قد أصاب العائلة.

ويعلق ضاحكاً: كنت أطالع الأخبار في قناة العربية وشاهدت أناسا ماتوا في إندونيسيا بأنفلونزا الطيور، والخادمة الإندونيسية دخلت البيت قبل 10 أيام تقريباً، لا أبالغ في القول انني خفت أن يكون فعلاً انفلونزا الطيور.

في هذه الأثناء تعج الدوائر الحكومية وأماكن العمل بالأدوية وعلب المناديل في حالة استنفار هي القصوى خلال السنة، ويقول ناصر الجهني موظف حكومي: في الإدارة التي أعمل بها، زملائي الأربعة جميعهم مصابون بالزكام، وربما نقل لنا من زميلنا الأول الذي كان يعطر المكان كل دقيقة بعطاسه المستمر، ونحن الآن في المكتب نتبادل الوصفات الطبية والخطط للتخلص من الزكام، قبل أن يتطور الأمر ليصبح سخونة ومرضا، فنحن على وجه شهر رمضان الكريم.

وتنتشر بين السعوديين وصفات شعبية أيضاً، والتي دائماً تأتي من كبار السن، ويؤمنون فيها بشكل راسخ، ويعتقدون أنها العلاج الأمثل لكل الأمراض، حيث الزنجبيل والليمون والعسل وزيادة البهارات في الأكل، وغيرها من الأمور.

وذكر رجل مسن، كان ينتظر في إحدى استراحات مستشفى خاص في العاصمة، أن لكل شيء موسما، وهذا موسم الزكام، غير أنه استدرك جاداً، «ابتعدوا عن المكيف والجماع والاغتسال الكثير».

وعودة إلى الصيدلي أحمد العطار، حيث يعلق حول الوصفات الشعبية: «يأتيني أناس كثر يقولون انهم جربوا الزنجبيل وجربوا الشاي المطعم بالليمون وأيضاً اعتزلوا المكيف وفضلوا مسح أجسادهم بالفيكس (مركب عطري لزج نافذ الرائحة) والكثير من الوصفات العجيبة حتى ان أحدهم قال لي وصفة غريبة جداً وهي وضع حبتين من البنادول في كوب شاي وعصر حبة ليمون عليهما وبعدها يذهب الزكام! ولا أخفي أنني خشيت أن يصاب بنزلة معوية لو فعلها مرة أخرى».

وتشير دراسات طبية إلى أن شهري سبتمبر (ايلول) وأكتوبر (تشرين الأول) يكثر فيهما الزكام، نتيجة تحولات الطقس ودخول فصل الخريف، وتنصح الدراسات بضرورة التطعيم ضد الزكام قبل هذين الشهرين، لأنه وفي كل عام يحمل فيروس الزكام أنواعاً جديدة مختلفة عما قبلها.