المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غطاء رأس وبنطال ضيق



فاتن
10-03-2005, 04:50 PM
إيلاف من غزة

عندما تتجول في مدينة غزة، وفي الكثير من المدن العربية – إن لم يكن جميعها- ترى المحجبة (على الطريقة الإسلامية) وغير المحجبة، ويختلف هذا المفهوم من فتاة لأخرى ومن مدينة لأخرى بل ومن حي إلى آخر..

لكن الظاهرة العامة التي لاحظها الكثيرون ولا شك، هي اختلاط المفهوم الإسلامي أو الالتزام بالزي الشرعي برغبات الفتيات في إبراز مفاتنهن في نفس وذات الوقت. فترى الفتاة – التي تمثل الشريحة الكبرى من الشابات المسلمات- على قناعة تامة بأهمية غطاء الشعر وكونه عورة يجب ويتحتم سترها ولكنها مع ذلك تقوم بتعويض هذا في إظهار جمال مناطق أخرى كتحديد الشفاه بالألوان الجذابة ورسم العيون بأجود أنواع الكحل وتخطيط الحواجب بأشكال الموضة المختلفة، بل واستخدام أفخر أنواع المساحيق التجميلية لتنقية بشرة الوجه وإظهار صفائها ثم توريد الخدود، ولا يتنافى ذلك – في نظرها بل وفي نظر بعض أفراد المجتمع – مع التعاليم الإسلامية التي تقضي بحجب الجمال للحماية من الفتنة. وكأن جاذبية الشعر حتى في طبيعته لن تفوق سحر العيون وفتنة الأهداب وتخطيط الشفاه بالألوان الزاهية بل واللامعة، عداك عن ظل الجفون السالب للقلوب، وغمازات الوجه السارقة للألباب! أتساءل أين يكمن جمال الشعر من كل هذا؟

إن المفارقة الأكبر والظاهرة الأدهش هي التعويض الآخر الذي تمارسه معظم الفتيات (المسلمات، الملتزمات بالحجاب) وهي أن تغطي الفتاة شعرها بالكامل وترتدي بودي (بلوزة غاية في الضيق) ترسم بدائرية موضوعية شكل الصدر وربما يطفو على منتصف هذه الدائرة بروز حلمة تأبى أن تختبئ أكثر من ذلك. وإذا تابعنا النظر إلى تلك (المحجبة) وتجرأنا ونزلنا بعيوننا إلى الأسفل قليلاً سنجد بنطالاً يصعب الحديث عنه، فقد يكون جينزاً (آخر موضة) حزقاً لزقاً لم يدع ثنية إلا ووصفها وحكى عنها، وقد يكون أيضاً بنطالاً من قماش ذا لون فاقع لا يجد فراغاً يدخل منه هواء لهذا الجسد (المحجب)، وقد يكون كذلك بنطالاً باهتاً بلون البشرة تعتقد فيه إذا رأيته من بعيد أن تلك الفتاة نسيت أن ترتدي شيئاً في القسم السفلي، وفي أحيان أخرى تجد بنطالاً من الجلد فتظن أن ثمة كيس أسود لفت به أرداف تلك (المحجبة)، ومن الأنواع التي لا تحصى أيضاً البناطيل المخططة والمشجرة التي يتم حشو اللحم فيها حشواً والتي تجزم عند رؤيتها أن تلك الأفخاذ التي احتواتها هذه البناطيل ما هي إلا لحم قد رش عليه مادة لامعة فقط أو رسمت عليه بعض الرسوم.

وينطبق على التنورة ما ينطبق على البنطال، إن لم تتفوق هذه التنورة بفتحة من الخلف أو اثنتين من الجنبين، تكشفان عن ساقين عاريتين أو تم (تحجيبهما هما أيضاً) بكلسات شفافة سوداء أو لحمية.
عرضنا الأمر على إحدى الفتيات المحجبات (طالبة في الجامعة) والتي كانت ترتدي جلباباً ساتراً بالكامل غير أنه (على الموضة أيضاً) ولا يخلو من أزرار كبيرة وأشرطة على الكتفين كلبس الكشافة وفتحة يخرج منها الجينز الممزق الطويل والذي يغطي الحذاء الرياضي الذي ترتديه، أجابتنا هذه الفتاة: "الإسلام أمر المرأة الحرة بالحجاب حتى تستر على نفسها، ولا أرى في لبس بعض الفتيات ممن يرتدين الضيق مع غطاء الرأس أي حجاب".

أما فتاة أخرى ارتدت بنطالاً ستاناً أسود وقميصاً قصيراً قد فتحت أزرار أكمامه ولكنها احتفظت بغطاء الرأس مع كل هذا، فكان تعليقها: "أنا أرتدي الطويل وهذا هو المهم، وأغطي شعري كما أمر الإسلام وفي النهاية الأعمال بالنيات".

شاب في العشرينات صرح لنا بكل صدق: "قد يلفت نظري فتاة تمشي كاشفة شعرها لأنها ليست ظاهرة متكررة كثيراً في غزة، فمعظم الفتيات والنساء يغطين شعورهن، ولكني أعترف أن ما يثيرني حقاً ضيق الملابس والتي لا ألحظ على كاشفة الشعر تعمد ارتدائها".