فاتن
10-03-2005, 04:42 PM
القبس الكويتية
الإثنين: 03. 10. 2005
المترجم العراقي الذي أخرج الطاغية من جحره يتذكر مجريات ليلة القبض عليه
صدام لم ينطق بسوى كلمة واحدة بالانكليزية: AMERICA ..WHY?!
ولاية ميزوري (الولايات المتحدة) - اليكس ليث (صنداي تايمز)
الصور التي نشرت لصدام حسين لحظة القاء القبض عليه في «وكر الثعالب» أظهرت شاباً في الثلاثينات من عمره يمسك بالدكتاتور المخلوع. وقد افترض الذين شاهدوا تلك الصور انه جندي اميركي، ولكنه في الواقع شاب عراقي يدعى سمير كان يتحفظ على نشر رواية مساهمته في القبض على صدام، الا انه وافق أخيراً على سرد الرواية، شرط عدم نشر اسمه كاملاً خوفاً من ان تتعرض عائلته في العراق لاعمال انتقامية.
التقيت سمير في احد الفنادق في ولاية ميزوري حيث استقر به الحال بعد فراره من العراق عام 1991 بعد ان كان قضى ثلاث سنوات في احد مخيمات اللاجئين، قبل ان يتوجه الى الولايات المتحدة ليعمل ميكانيكيا للسيارات في احد الكراجات.
لقد اعادت الحرب الاميركية ضد صدام في مارس 2003 لسمير الامل بروية عائلته مرة اخرى لذلك بادر الى عرض خدماته على القوات الاميركية التي قبلته مترجماً.
وفي شهر ديسمبر 2003 كان يعمل في شمال العراق مع فرقة المشاة الرابعة (الوحدة الخاصة 121) التي تعقبت قادة النظام السابق واعتقلت عددا كبيرا منهم وفي كل اعتقال كانوا يقتربون اكثر فأكثر، لصدام، حتى تم القاء القبض عليه اخيراً.
وبعد أشهر من البحث والعمل المضنيين نجحت جهود تعقب صدام، حين تم القاء القبض على حارسه الخاص محمد ابراهيم عمر المسلط المعروف بـ«الرجل السمين» الذي كان واحدا من اثنين فقط من المساعدين الذين كانوا يعرفون المكان الذي كان يختبئ فيه الدكتاتور السابق.
البحث عن «الجحر»
يقول سمير ان المسلط استجوب في احد قصور صدام فكذب في البداية، لكنه لم يصمد طويلاً وبدأ يبكي ويقول: «لا تقتلوني.. سوف آخذكم الى صدام قبل فوات الأوان لان صدام سيعلم انني قد اعتقلت ويهرب، فتعالوا نذهب الآن».
واشارالى قرية صغيرة تدعى «الدور» على خريطة للمنطقة، وقال ان صدام يختبئ هناك في مزرعة احد الموالين له. واخذت الوحدة العسكرية 121، المسلط في مهمة استطلاع في سيارة «فان» عراقية مظللة النوافذ كي يرشدهم الى مكان صدام بالضبط. وعندما حل الظلام، فرضت القوات الاميركية طوقاً على المزرعة التي يختبئ فيها صدام واخذت طائرات اباتشي تحلق فوقها.
وفي حوالي الساعة الثامنة مساء، داهمت القوات الاميركية مبنيين كان يعتقد ان صدام داخل احدهما، لكنها لم تعثر على شيء، لكن المسلط كان يعلم بوجود مخبأ تحت الأرض على مقربة منهما. وحاول الجنود العثور على هذا المخبأ، ولكن المسلط تاه عن المكان بسبب ظلمة الليل.
ويتذكر سمير كيف كان المسلط يردد باستمرار: «هذا هو المكان.. لا.. لا، في المكان المجاور.. لا، هناك واخيراً، وبالاستعانة بأجهزة الرؤية الليلة، اهتدى الى المبنيين.
وبمساعدة طائرات الهليكوبتر التي اضاءت المكان، واصل الجنود الاميركيون البحث، فعثروا على شابين عراقيين في المزرعة، ولكن لم تظهر اي علامة بعد، على وجود الدكتاتور الفار.
داخل احد المبنيين، وجدوا غرفة نوم صغيرة ومطبخا، وكان في غرفة النوم ملابس واحذية مبعثرة هنا وهناك، وكان في المطبخ طعام، بما في ذلك صندوق شوكولاتة «مارس»، وكان حبل غسيل قد نصب بين شجرتي نخيل وتدلت فواكه مجففة ولحوم مجففة من احدى الاشجار القريبة، ولكن لا اثر لصدام، حتى ان الكلاب البوليسية فشلت في الكشف عن رائحته.
الرجل السمين
وواجه سمير الشابين اللذين تبين انهما شقيقان بالقول: «نحن نعرف ان صدام هنا، ونعرف ان هناك ملجأ، فأين هو؟ وزعم الشابان انهما يجهلان كل شيء عن الموضوع، لكنه كان يعلم انهما يكذبان وانهما لا يريدان الادلاء بأي معلومات ضد الدكتاتور، فشعر ان قليلا من الضغوط عليهما سيأتي بنتيجة. وفعلا تم اخذ الشابين كل على حدة.
وكشف سمير كيف عمد الجنود الاميركيون الى اخافة الشابين باستخدام كلب بوليسي «ولكنهما رفضا الحديث، فوجهت لأحدهما لكمة في الوجه واخذت ارفعه وانزله مهددا سوف نصطاد صدام واذا كذبت فسنلقي بك في السجن لفترة طويلة، ولن ترى عائلتك ثانية، ولكن كل ذلك لم يجد نفعا».
واخيرا، تم احضار المسلط الى المبنى، وخلص الجنود الاميركيون الى ان «الرجل السمين» قد كذب عليهم، وبدأوا يصرخون في وجهه ويطلبون منه تحديد مكان الملجأ.
احفروا هنا
وبدا المسلط الذي كان مكبل اليدين وكأنه قد هُزم. وبعد صمت للحظات، رفع يديه واشار الى خرقة ملقاة على الارض كان احد الجنودد يقف عليها ونظر الى الاسفل، فصاح المسلط: «هذا هو المخبأ.. هذا هو المخبأ، وبدا الارتباك على الجندي، فأشار المسلط بقدمه الى المكان، وقال: احفروا هنا.
وابعد الجنود الخرقة جانبا، وبدأ احدهم يحفر في الارض غير الصلبة. وبعد ان حفر الجنود لعمق حوالي نصف متر، اوقف الحفر فجأة حيث وجد حبل له مقبضان مرتبطان بقطعة فيبرغلاس وحين رفعها، ظهر له مدخل مخبأ يتسع بالكاد، لرجل واحد.
لا تقتلوني.. لا تطلقوا النار
وراقب سمير المشهد وهو لا يصدق. ويقول «اننا اعتدنا على رؤية هذا الرجل على شاشات التلفزة كبطل يرعب الآخرين ولم اتصور ان يكون في هذه الحفرة القذرة الحقيرة».
وفي اسفل الحفرة، كان هناك مدخل يوصل الى نفق، وكان صدام يجلس في اسفل الحفرة وسلط احد الجنود فوهة البندقية اليه، وطلب من سمير ان يأتي ليتحدث اليه ويطلب منه ان يخرج قبل ان يتم اطلاق النار عليه». وتحرك سمير الى حافة الحفرة ونظر الى اسفل حيث الظلام، وقد احاط به الجنود الاميركيون وهم يسلطون اسلحتهم داخل الحفرة. فطلب منه سمير ان يرفع يديه فوق رأسه، فرد صدام بالعربية: لا تقتلوني.. لا تطلقوا النار.
ويقول سمير ان صدام بدا وكأنه لم يفهم الطلب بأن يرفع يديه. ففي البداية رفع يده اليمنى، فقال الجنود: قل له اننا نريد ان نرى كلتا يديه الى الاعلى، فأنزل اليد اليمنى ورفع اليسرى، فقلت له «لا، نريد كلتا يديك الى الاعلى». واخيرا بدت يداه ترتعشان، وبالنسبة لسمير تبخرت كل الافكار عن السلامة الشخصية وقال في نفسه «ان صدام سيسحب مسدسا ويطلق النار او ينتحر او ان قنبلة ستلقى علينا من داخل الحفرة، ولكني تجاهلت كل هذه الافكار وركزت على صدام الذي اصبح قريبا مني، اريد ان اراه، اريد ان اسحبه من الحفرة».
فأمسك سمير بيدي صدام وساعده بقية الجنود في اخراجه من الحفرة بالامساك بملابسه او شعره او لحيته او اي شيء امكنهم الامساك به، فأخرجوه وطرحوه ارضا. ولم ينطق صدام سوى بكلمة واحدة بالانكليزية: أميركا.. لماذا؟ AMERICA, WHY? وكان «مظهره يثير الصدمة حيث بدا عجوزا متعبا وظهر عليه الخوف والارتجاف وبدا كأنه لم يستحم منذ دهر» كما يقول سمير.
الإثنين: 03. 10. 2005
المترجم العراقي الذي أخرج الطاغية من جحره يتذكر مجريات ليلة القبض عليه
صدام لم ينطق بسوى كلمة واحدة بالانكليزية: AMERICA ..WHY?!
ولاية ميزوري (الولايات المتحدة) - اليكس ليث (صنداي تايمز)
الصور التي نشرت لصدام حسين لحظة القاء القبض عليه في «وكر الثعالب» أظهرت شاباً في الثلاثينات من عمره يمسك بالدكتاتور المخلوع. وقد افترض الذين شاهدوا تلك الصور انه جندي اميركي، ولكنه في الواقع شاب عراقي يدعى سمير كان يتحفظ على نشر رواية مساهمته في القبض على صدام، الا انه وافق أخيراً على سرد الرواية، شرط عدم نشر اسمه كاملاً خوفاً من ان تتعرض عائلته في العراق لاعمال انتقامية.
التقيت سمير في احد الفنادق في ولاية ميزوري حيث استقر به الحال بعد فراره من العراق عام 1991 بعد ان كان قضى ثلاث سنوات في احد مخيمات اللاجئين، قبل ان يتوجه الى الولايات المتحدة ليعمل ميكانيكيا للسيارات في احد الكراجات.
لقد اعادت الحرب الاميركية ضد صدام في مارس 2003 لسمير الامل بروية عائلته مرة اخرى لذلك بادر الى عرض خدماته على القوات الاميركية التي قبلته مترجماً.
وفي شهر ديسمبر 2003 كان يعمل في شمال العراق مع فرقة المشاة الرابعة (الوحدة الخاصة 121) التي تعقبت قادة النظام السابق واعتقلت عددا كبيرا منهم وفي كل اعتقال كانوا يقتربون اكثر فأكثر، لصدام، حتى تم القاء القبض عليه اخيراً.
وبعد أشهر من البحث والعمل المضنيين نجحت جهود تعقب صدام، حين تم القاء القبض على حارسه الخاص محمد ابراهيم عمر المسلط المعروف بـ«الرجل السمين» الذي كان واحدا من اثنين فقط من المساعدين الذين كانوا يعرفون المكان الذي كان يختبئ فيه الدكتاتور السابق.
البحث عن «الجحر»
يقول سمير ان المسلط استجوب في احد قصور صدام فكذب في البداية، لكنه لم يصمد طويلاً وبدأ يبكي ويقول: «لا تقتلوني.. سوف آخذكم الى صدام قبل فوات الأوان لان صدام سيعلم انني قد اعتقلت ويهرب، فتعالوا نذهب الآن».
واشارالى قرية صغيرة تدعى «الدور» على خريطة للمنطقة، وقال ان صدام يختبئ هناك في مزرعة احد الموالين له. واخذت الوحدة العسكرية 121، المسلط في مهمة استطلاع في سيارة «فان» عراقية مظللة النوافذ كي يرشدهم الى مكان صدام بالضبط. وعندما حل الظلام، فرضت القوات الاميركية طوقاً على المزرعة التي يختبئ فيها صدام واخذت طائرات اباتشي تحلق فوقها.
وفي حوالي الساعة الثامنة مساء، داهمت القوات الاميركية مبنيين كان يعتقد ان صدام داخل احدهما، لكنها لم تعثر على شيء، لكن المسلط كان يعلم بوجود مخبأ تحت الأرض على مقربة منهما. وحاول الجنود العثور على هذا المخبأ، ولكن المسلط تاه عن المكان بسبب ظلمة الليل.
ويتذكر سمير كيف كان المسلط يردد باستمرار: «هذا هو المكان.. لا.. لا، في المكان المجاور.. لا، هناك واخيراً، وبالاستعانة بأجهزة الرؤية الليلة، اهتدى الى المبنيين.
وبمساعدة طائرات الهليكوبتر التي اضاءت المكان، واصل الجنود الاميركيون البحث، فعثروا على شابين عراقيين في المزرعة، ولكن لم تظهر اي علامة بعد، على وجود الدكتاتور الفار.
داخل احد المبنيين، وجدوا غرفة نوم صغيرة ومطبخا، وكان في غرفة النوم ملابس واحذية مبعثرة هنا وهناك، وكان في المطبخ طعام، بما في ذلك صندوق شوكولاتة «مارس»، وكان حبل غسيل قد نصب بين شجرتي نخيل وتدلت فواكه مجففة ولحوم مجففة من احدى الاشجار القريبة، ولكن لا اثر لصدام، حتى ان الكلاب البوليسية فشلت في الكشف عن رائحته.
الرجل السمين
وواجه سمير الشابين اللذين تبين انهما شقيقان بالقول: «نحن نعرف ان صدام هنا، ونعرف ان هناك ملجأ، فأين هو؟ وزعم الشابان انهما يجهلان كل شيء عن الموضوع، لكنه كان يعلم انهما يكذبان وانهما لا يريدان الادلاء بأي معلومات ضد الدكتاتور، فشعر ان قليلا من الضغوط عليهما سيأتي بنتيجة. وفعلا تم اخذ الشابين كل على حدة.
وكشف سمير كيف عمد الجنود الاميركيون الى اخافة الشابين باستخدام كلب بوليسي «ولكنهما رفضا الحديث، فوجهت لأحدهما لكمة في الوجه واخذت ارفعه وانزله مهددا سوف نصطاد صدام واذا كذبت فسنلقي بك في السجن لفترة طويلة، ولن ترى عائلتك ثانية، ولكن كل ذلك لم يجد نفعا».
واخيرا، تم احضار المسلط الى المبنى، وخلص الجنود الاميركيون الى ان «الرجل السمين» قد كذب عليهم، وبدأوا يصرخون في وجهه ويطلبون منه تحديد مكان الملجأ.
احفروا هنا
وبدا المسلط الذي كان مكبل اليدين وكأنه قد هُزم. وبعد صمت للحظات، رفع يديه واشار الى خرقة ملقاة على الارض كان احد الجنودد يقف عليها ونظر الى الاسفل، فصاح المسلط: «هذا هو المخبأ.. هذا هو المخبأ، وبدا الارتباك على الجندي، فأشار المسلط بقدمه الى المكان، وقال: احفروا هنا.
وابعد الجنود الخرقة جانبا، وبدأ احدهم يحفر في الارض غير الصلبة. وبعد ان حفر الجنود لعمق حوالي نصف متر، اوقف الحفر فجأة حيث وجد حبل له مقبضان مرتبطان بقطعة فيبرغلاس وحين رفعها، ظهر له مدخل مخبأ يتسع بالكاد، لرجل واحد.
لا تقتلوني.. لا تطلقوا النار
وراقب سمير المشهد وهو لا يصدق. ويقول «اننا اعتدنا على رؤية هذا الرجل على شاشات التلفزة كبطل يرعب الآخرين ولم اتصور ان يكون في هذه الحفرة القذرة الحقيرة».
وفي اسفل الحفرة، كان هناك مدخل يوصل الى نفق، وكان صدام يجلس في اسفل الحفرة وسلط احد الجنود فوهة البندقية اليه، وطلب من سمير ان يأتي ليتحدث اليه ويطلب منه ان يخرج قبل ان يتم اطلاق النار عليه». وتحرك سمير الى حافة الحفرة ونظر الى اسفل حيث الظلام، وقد احاط به الجنود الاميركيون وهم يسلطون اسلحتهم داخل الحفرة. فطلب منه سمير ان يرفع يديه فوق رأسه، فرد صدام بالعربية: لا تقتلوني.. لا تطلقوا النار.
ويقول سمير ان صدام بدا وكأنه لم يفهم الطلب بأن يرفع يديه. ففي البداية رفع يده اليمنى، فقال الجنود: قل له اننا نريد ان نرى كلتا يديه الى الاعلى، فأنزل اليد اليمنى ورفع اليسرى، فقلت له «لا، نريد كلتا يديك الى الاعلى». واخيرا بدت يداه ترتعشان، وبالنسبة لسمير تبخرت كل الافكار عن السلامة الشخصية وقال في نفسه «ان صدام سيسحب مسدسا ويطلق النار او ينتحر او ان قنبلة ستلقى علينا من داخل الحفرة، ولكني تجاهلت كل هذه الافكار وركزت على صدام الذي اصبح قريبا مني، اريد ان اراه، اريد ان اسحبه من الحفرة».
فأمسك سمير بيدي صدام وساعده بقية الجنود في اخراجه من الحفرة بالامساك بملابسه او شعره او لحيته او اي شيء امكنهم الامساك به، فأخرجوه وطرحوه ارضا. ولم ينطق صدام سوى بكلمة واحدة بالانكليزية: أميركا.. لماذا؟ AMERICA, WHY? وكان «مظهره يثير الصدمة حيث بدا عجوزا متعبا وظهر عليه الخوف والارتجاف وبدا كأنه لم يستحم منذ دهر» كما يقول سمير.