المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليم الديني ............صالح عاشور



سلسبيل
10-03-2005, 06:58 AM
كتب:صالح عاشور


اثرت الحروب الدينية الطاحنة في الغرب وخصوصا بين البروتستانت والكاثوليك والتي ذهب ضحيتها الآلاف من الناس لا ذنب لهم سوى انتمائهم الديني أو المذهبي كما هو الحاصل الآن في العراق حيث يدفع الشيعة البسطاء ضريبة تغيير النظام من قبل التكفيريين والارهابيين الحاقدين البعيدين عن الدين.
وبموجب تأثيرات هذه الحروب قامت الحكومات في امريكا والغرب بمنع التدريس الديني في المدارس حتى لا يستغل كما هو الحاصل في كثير من المجتمعات الاسلامية وان كان ولا بد فيدرس رأي الدين تجاه قضايا معينة مثل الاستنساخ والاخلاق والقضايا الروحية.

بعد تنامي الحالة الطائفية في المنطقة وتجنبا لمستقبل مجهول وخصوصا نحن دولة صغيرة لا تتحمل الازمات كما هو الحاصل للدول الكبيرة لذلك لا بد من تغيير فلسفة تدريس التدين لفهم اوسع واكثر شمولية من بعض المناهج التكفيرية التي تدرس الآن في مدارسنا واعني فهما اوسع في اتجاهين وكليهما مهم وهما:

اولا: دراسة شاملة للديانات السماوية الثلاث والمعتقدات الدينية الاخرى وكذلك المذاهب المنتشرة وخصوصا في الكويت حيث تحتضن الدولة عددا كبيرا من المواطنين يتعبدون بمذاهب مختلفة مع ضرورة تركيز وتعليم هذه الدراسات من معتقدات وكتابات نفس الديانات والمذاهب وما يعتقدون لامن خلال نظرات سلبية لفئة ساخطة تنظر للآخر بنظرة الالغاء والتكفير وعدم الاعتراف بحجة امتلاكها للحق والعدالة والاخر في ضلال وانحراف وهم الفئة الناجية والبقية في جهنم وبئس المصير «أي الفهم الخاطئ والضيق للآخر».

وهذه الدراسة ربما تؤدي الى احترام الآخر والقبول به كما هو مما يحد من الطائفية وتكفير الاخر والتعامل معه بروح المواطنة والقانون وان اختلف بالعقيدة أو المذهب.

ثانيا: تطوير المفهوم الديني للقضايا الاقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية ومناقشة وتعليم علاقة الدين مع المدنية الحديثة ورأي الدين حول القوانين العالمية مثل قانون التجارة الدولية» «الغات» وحقوق الانسان والاستنساخ والهندسة الوراثية ورأي الدين حول مشاركة المرأة وكذلك انظمة الحكم المختلفة وعلاقة المسلم بالآخر سواء بالدين أو المذهب أو القومية أو اللغة، لأننا اليوم بأمس الحاجة للتعرف على الآخر اكثر من زرع الخوف والشك بالاخر وبحاجة اكثر لتكريس مفهوم المواطنة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الانسان حتى نستطيع التغلب على الطائفية لأن محاربة الطائفية ليس فقط بالتركيز على الجوانب الامنية ونسيان دور مهم واساسي الا وهو التعليم وتثقيف المجتمع ولا يكون ذلك الا من خلال تغيير المناهج الدينية وفلسفة تعليمها، فهل تقوم وزارة التربية والتعليم بهذا الدور الحيوي والفعال أم تتركها لقوى التخلف.. اشك في ذلك وللحديث بقية.


sـashoor@hotmail.com