على
10-01-2005, 10:37 PM
الوسط البحرينية
ماذا في المشهد الفلسطيني؟ لقد انسحبت "إسرائيل" من غزة، ولكنها قامت بتحريك طائراتها ودباباتها بقصف المناطق الآهلة بالسكان ومدارس الأطفال والسيارات المدنية، واغتيال قيادات الفصائل الفلسطينية واعتقال المجاهدين، واجتياح أكثر من منطقة في الضفة الغربية، وإعلان شارون بأنه لن ينسحب من أية أرض محتلة، وإطلاق يد الجيش الصهيوني في القيام بتدمير البنية التحتية الفلسطينية، في نطاق مباركة أميركية لذلك كله من قبل الرئيس الأميركي الذي أعلن "تفهمه" لما يقوم به العدو فيما وصفه بـ "الدفاع عن نفسه"، من دون أي تحفظ في كل هذه الوحشية الصهيونية.
إن المطلوب إسرائيليا وأميركيا هو القيام بإبادة شعب الانتفاضة التي تمثل المأزق للعدو، بما يؤكد أن حلم الدولة الفلسطينية لن يتحول إلى حقيقة حتى مع الجزء البسيط لفلسطين، على رغم أن الرئيس الأميركي يواصل خداعه للعالم وللعرب بالذات في الحديث عن الدولة الفلسطينية، لأنه لا يعترف بأن للشعب الفلسطيني أي حق قانوني أو شرعي في أرضه التي يعتبرها أرضا متنازعا عليها لا أرضا فلسطينية، ما يجعل الحق عنده للعدو في اجتياحها ومصادرتها وبناء المستوطنات والجدار العنصري عليها، غير عابئ بالقانون الدولي الذي يعتبرها في مجلس الأمن أرضا محتلة ومشروعا غير قانوني لأن الاحتلال لا شرعية لـه. ولكن أميركا التي احتلت العراق من دون أساس لا تمانع في بقاء احتلال "إسرائيل" لفلسطين، وحتى للأرض اللبنانية والسورية، مادامت الاستراتيجية الصهيونية لم تتحقق.
أما الدول العربية فإنها تعلن المزيد من الولاء لأميركا في مسألة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" على حساب الفلسطينيين، غير آبهة بكل ما يجري لهم من تقتيل واعتقال ومجازر ترتكب بحقهم، ومن انتهاكات يومية لحقوق الإنسان الفلسطيني الذي ينظر يمنة ويسرة فلا يرى وجودا لشيء اسمه العالم العربي إلا من خلال الطلبات الأميركية لبعض حاكميه، والتي يراد منها إكمال المخطط الإسرائيلي وتمييع الواقع الفلسطيني، ما يجعلنا نهيب بالفلسطينيين أن يبادروا إلى مواجهة هذا التحدي الكبير الذي ينقلهم من متاهة إلى متاهة، ومن مجزرة إلى مجزرة، من دون أن يتحرك هذا العالم الذي لا يملك أي ضمير إنساني وأية شرعية سياسية لحقوق الشعوب، وعليهم أن يعرفوا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وما ضاع حق وراءه مطالب.
ومن الطريف أن الإدارة الأميركية أرسلت مساعدة وزيرة الخارجية لتبدأ جولة في المنطقة العربية والإسلامية، لتحسين صورة أميركا لدى شعوبها التي لا تثق بكل ما تمثله الإدارة التي تدعم احتلال "إسرائيل" لفلسطين، وتؤيد مجازرها الوحشية، كما تستمر في احتلالها للعراق الذي حولته إلى جحيم باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان في النفاق السياسي، وتتحرك لمصادرة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، ودعم الظالمين من حكامها، والسيطرة على مقدراتها وثرواتها.
ولذلك، فإننا نقول لهذه السيدة إن عليها أن ترجع إلى بلادها لتقدم تقريرا واحدا لوزيرتها، مفاده أن تحسين صورة أميركا لدى شعوب المنطقة لا يتحقق إلا بتغيير أميركا كل سياستها الاستكبارية في الاحتلال ودعم "إسرائيل"، وفي خنق حريات الشعوب وتعطيل حركتها في تقرير المصير. إن الصوت الواحد يقول: إننا لا نثق بأميركا - الإدارة مهما حاولت أن تضع مساحيق التجميل على وجهها البشع.
ويبقى العراق الجريح يعاني تحت تأثير الاحتلال الأميركي الذي يقف على يمينه الاحتلال البريطاني، وتستمر المجازر التي تتكرر في كل يوم من قبل التكفيريين الذين لايزالون يمارسون مخططاتهم الخبيثة في قتل المدنيين باسم المقاومة التي هي منهم براء، من دون أن تتحرك قوات الاحتلال في حماية الشعب العراقي الذي تتحمل مسئولية أمنه، لأن هذا الوضع السلبي الشاذ قد يطيل فرصة الاحتلال في البقاء في العراق لتحقيق خطته في أطماعه السياسية والاقتصادية والأمنية، من دون أن يسمح للحكومة العراقية بمحاكمة جنوده الذين يعبثون بأمن العراقيين بطريقة وبأخرى، كما حدث في قضية الجنديين البريطانيين في البصرة.
إن الاحتلال هو الأساس في مأساة العراقيين، وإن الفئات التكفيرية هي الرديف للاحتلال، وإن الفوضى الأمنية والحرمان الاقتصادي هو المشكلة الكبرى لما يعانيه هذا الشعب الجريح.
وإننا نقدر المظاهرات الضخمة التي انطلقت في المدن الأميركية والبريطانية التي تندد بأكاذيب المسئولين هناك وخداعهم لشعوبهم، وندعو شعوبنا العربية والإسلامية إلى السير في هذا الاتجاه في رفض الاحتلال للعراق بكل قوة، لتفرض على الأنظمة أن تقف مع الشعب العراقي ضد قوات الاحتلال، كما ندعو رجال الدين عندنا من مسيحيين ومسلمين إلى وقفة مماثلة لوقفة أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في بريطانيا ضد حكومتهم التي طالبوها بالاعتذار من المسلمين.
كما ندعو العالم الإسلامي إلى وقفة حقيقية لدعم إيران في سعيها المشروع إلى إنتاج الطاقة النووية للأهداف السلمية، في الوقت الذي تنطلق فيه "وكالة الطاقة النووية" بالضغط الأميركي والأوروبي لإحالة هذا الملف إلى مجلس الأمن لفرض العقوبات على إيران، ولكنه لا يحاسب "إسرائيل" على امتلاكها للسلاح النووي بالدرجة التي تستطيع فيها تدمير المنطقة كلها بقنابلها، لأنهم لا يملكون الضغط على هذه الدولة المارقة، بينما يضغطون على العرب والمسلمين والشعوب المستضعفة للبقاء في موقع الضعف للخضوع للقوة النووية في السلاح المدمر الذي تملكه الدول الكبرى وحلفاؤها. وهذا ما ينبغي أن يعرفه العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث كله.
أما لبنان الذي تعترف حكومته بالعجز الأمني في الوقوف أمام التفجيرات المتحركة في الظلام، والتي تمثل الخطر على حياة المواطنين ولاسيما الإعلاميين، إلى جانب العجز الإداري في تعيين قادة الأمن الأكفاء الذين يملكون إدارة الشئون الأمنية، ورفع الصوت عاليا للدول الكبرى للقيام بالتحقيقات الدقيقة للأوضاع الأمنية السلبية، ليكون الأمن اللبناني أمنا مستعارا بحجة الاستعانة بالخبرات الدولية فيما لا يملك اللبنانيون مثله.
وهذا ما يدفع اللبنانيين إلى السؤال: أين ذهبت المليارات التي صرفتها الحكومات الماضية المتعاقبة في تأسيس جهاز أمني كفؤ، ولاسيما أن مشكلة لبنان في تاريخه القريب هي مشكلة أمنية؟ والسؤال: أين هو لبنان العنفوان الحر المستقل من حكومات لا تملك حماية مواطنيها بإمكاناتها الخاصة التي تزداد فقرا، بينما يزداد السياسيون الحاكمون في الماضي والحاضر ثراء، من دون أن يملك أحد محاسبتهم؟ وهل يبقى لبنان خاضعا لوصاية مغلفة بأكثر من غلاف وغلاف باسم الدعم لخطة الإصلاح من خلال خلفيات أكثر من وصاية تنكرها التصريحات ويؤكدها الواقع؟
إننا نسمع النفي لوجود وصاية دولية في حديث المسئولين، ولكن القضية هي أن الآخرين يفرضونها على البلد من دون أن يملك القائمون عليه التحرر منها.
إن الخطة الجديدة المطروحة في الظروف الحاضرة هي أن يقلع الشعب اللبناني شوكه بأظافره، وأن يحفظ الناس أمنهم الذاتي بوسائلهم الخاصة في مواجهة الأشباح التي يتحدث عنها المسئولون، لأن الدولة لا تملك حماية المواطنين من خلال عجزها الأمني في الأجهزة البشرية أو الأجهزة التقنية. وهل هناك كلمة إلا أن يصرخ اللبنانيون: اللهم ارحم لبنان من أشباح الظلام؟
ماذا في المشهد الفلسطيني؟ لقد انسحبت "إسرائيل" من غزة، ولكنها قامت بتحريك طائراتها ودباباتها بقصف المناطق الآهلة بالسكان ومدارس الأطفال والسيارات المدنية، واغتيال قيادات الفصائل الفلسطينية واعتقال المجاهدين، واجتياح أكثر من منطقة في الضفة الغربية، وإعلان شارون بأنه لن ينسحب من أية أرض محتلة، وإطلاق يد الجيش الصهيوني في القيام بتدمير البنية التحتية الفلسطينية، في نطاق مباركة أميركية لذلك كله من قبل الرئيس الأميركي الذي أعلن "تفهمه" لما يقوم به العدو فيما وصفه بـ "الدفاع عن نفسه"، من دون أي تحفظ في كل هذه الوحشية الصهيونية.
إن المطلوب إسرائيليا وأميركيا هو القيام بإبادة شعب الانتفاضة التي تمثل المأزق للعدو، بما يؤكد أن حلم الدولة الفلسطينية لن يتحول إلى حقيقة حتى مع الجزء البسيط لفلسطين، على رغم أن الرئيس الأميركي يواصل خداعه للعالم وللعرب بالذات في الحديث عن الدولة الفلسطينية، لأنه لا يعترف بأن للشعب الفلسطيني أي حق قانوني أو شرعي في أرضه التي يعتبرها أرضا متنازعا عليها لا أرضا فلسطينية، ما يجعل الحق عنده للعدو في اجتياحها ومصادرتها وبناء المستوطنات والجدار العنصري عليها، غير عابئ بالقانون الدولي الذي يعتبرها في مجلس الأمن أرضا محتلة ومشروعا غير قانوني لأن الاحتلال لا شرعية لـه. ولكن أميركا التي احتلت العراق من دون أساس لا تمانع في بقاء احتلال "إسرائيل" لفلسطين، وحتى للأرض اللبنانية والسورية، مادامت الاستراتيجية الصهيونية لم تتحقق.
أما الدول العربية فإنها تعلن المزيد من الولاء لأميركا في مسألة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" على حساب الفلسطينيين، غير آبهة بكل ما يجري لهم من تقتيل واعتقال ومجازر ترتكب بحقهم، ومن انتهاكات يومية لحقوق الإنسان الفلسطيني الذي ينظر يمنة ويسرة فلا يرى وجودا لشيء اسمه العالم العربي إلا من خلال الطلبات الأميركية لبعض حاكميه، والتي يراد منها إكمال المخطط الإسرائيلي وتمييع الواقع الفلسطيني، ما يجعلنا نهيب بالفلسطينيين أن يبادروا إلى مواجهة هذا التحدي الكبير الذي ينقلهم من متاهة إلى متاهة، ومن مجزرة إلى مجزرة، من دون أن يتحرك هذا العالم الذي لا يملك أي ضمير إنساني وأية شرعية سياسية لحقوق الشعوب، وعليهم أن يعرفوا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وما ضاع حق وراءه مطالب.
ومن الطريف أن الإدارة الأميركية أرسلت مساعدة وزيرة الخارجية لتبدأ جولة في المنطقة العربية والإسلامية، لتحسين صورة أميركا لدى شعوبها التي لا تثق بكل ما تمثله الإدارة التي تدعم احتلال "إسرائيل" لفلسطين، وتؤيد مجازرها الوحشية، كما تستمر في احتلالها للعراق الذي حولته إلى جحيم باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان في النفاق السياسي، وتتحرك لمصادرة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، ودعم الظالمين من حكامها، والسيطرة على مقدراتها وثرواتها.
ولذلك، فإننا نقول لهذه السيدة إن عليها أن ترجع إلى بلادها لتقدم تقريرا واحدا لوزيرتها، مفاده أن تحسين صورة أميركا لدى شعوب المنطقة لا يتحقق إلا بتغيير أميركا كل سياستها الاستكبارية في الاحتلال ودعم "إسرائيل"، وفي خنق حريات الشعوب وتعطيل حركتها في تقرير المصير. إن الصوت الواحد يقول: إننا لا نثق بأميركا - الإدارة مهما حاولت أن تضع مساحيق التجميل على وجهها البشع.
ويبقى العراق الجريح يعاني تحت تأثير الاحتلال الأميركي الذي يقف على يمينه الاحتلال البريطاني، وتستمر المجازر التي تتكرر في كل يوم من قبل التكفيريين الذين لايزالون يمارسون مخططاتهم الخبيثة في قتل المدنيين باسم المقاومة التي هي منهم براء، من دون أن تتحرك قوات الاحتلال في حماية الشعب العراقي الذي تتحمل مسئولية أمنه، لأن هذا الوضع السلبي الشاذ قد يطيل فرصة الاحتلال في البقاء في العراق لتحقيق خطته في أطماعه السياسية والاقتصادية والأمنية، من دون أن يسمح للحكومة العراقية بمحاكمة جنوده الذين يعبثون بأمن العراقيين بطريقة وبأخرى، كما حدث في قضية الجنديين البريطانيين في البصرة.
إن الاحتلال هو الأساس في مأساة العراقيين، وإن الفئات التكفيرية هي الرديف للاحتلال، وإن الفوضى الأمنية والحرمان الاقتصادي هو المشكلة الكبرى لما يعانيه هذا الشعب الجريح.
وإننا نقدر المظاهرات الضخمة التي انطلقت في المدن الأميركية والبريطانية التي تندد بأكاذيب المسئولين هناك وخداعهم لشعوبهم، وندعو شعوبنا العربية والإسلامية إلى السير في هذا الاتجاه في رفض الاحتلال للعراق بكل قوة، لتفرض على الأنظمة أن تقف مع الشعب العراقي ضد قوات الاحتلال، كما ندعو رجال الدين عندنا من مسيحيين ومسلمين إلى وقفة مماثلة لوقفة أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في بريطانيا ضد حكومتهم التي طالبوها بالاعتذار من المسلمين.
كما ندعو العالم الإسلامي إلى وقفة حقيقية لدعم إيران في سعيها المشروع إلى إنتاج الطاقة النووية للأهداف السلمية، في الوقت الذي تنطلق فيه "وكالة الطاقة النووية" بالضغط الأميركي والأوروبي لإحالة هذا الملف إلى مجلس الأمن لفرض العقوبات على إيران، ولكنه لا يحاسب "إسرائيل" على امتلاكها للسلاح النووي بالدرجة التي تستطيع فيها تدمير المنطقة كلها بقنابلها، لأنهم لا يملكون الضغط على هذه الدولة المارقة، بينما يضغطون على العرب والمسلمين والشعوب المستضعفة للبقاء في موقع الضعف للخضوع للقوة النووية في السلاح المدمر الذي تملكه الدول الكبرى وحلفاؤها. وهذا ما ينبغي أن يعرفه العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث كله.
أما لبنان الذي تعترف حكومته بالعجز الأمني في الوقوف أمام التفجيرات المتحركة في الظلام، والتي تمثل الخطر على حياة المواطنين ولاسيما الإعلاميين، إلى جانب العجز الإداري في تعيين قادة الأمن الأكفاء الذين يملكون إدارة الشئون الأمنية، ورفع الصوت عاليا للدول الكبرى للقيام بالتحقيقات الدقيقة للأوضاع الأمنية السلبية، ليكون الأمن اللبناني أمنا مستعارا بحجة الاستعانة بالخبرات الدولية فيما لا يملك اللبنانيون مثله.
وهذا ما يدفع اللبنانيين إلى السؤال: أين ذهبت المليارات التي صرفتها الحكومات الماضية المتعاقبة في تأسيس جهاز أمني كفؤ، ولاسيما أن مشكلة لبنان في تاريخه القريب هي مشكلة أمنية؟ والسؤال: أين هو لبنان العنفوان الحر المستقل من حكومات لا تملك حماية مواطنيها بإمكاناتها الخاصة التي تزداد فقرا، بينما يزداد السياسيون الحاكمون في الماضي والحاضر ثراء، من دون أن يملك أحد محاسبتهم؟ وهل يبقى لبنان خاضعا لوصاية مغلفة بأكثر من غلاف وغلاف باسم الدعم لخطة الإصلاح من خلال خلفيات أكثر من وصاية تنكرها التصريحات ويؤكدها الواقع؟
إننا نسمع النفي لوجود وصاية دولية في حديث المسئولين، ولكن القضية هي أن الآخرين يفرضونها على البلد من دون أن يملك القائمون عليه التحرر منها.
إن الخطة الجديدة المطروحة في الظروف الحاضرة هي أن يقلع الشعب اللبناني شوكه بأظافره، وأن يحفظ الناس أمنهم الذاتي بوسائلهم الخاصة في مواجهة الأشباح التي يتحدث عنها المسئولون، لأن الدولة لا تملك حماية المواطنين من خلال عجزها الأمني في الأجهزة البشرية أو الأجهزة التقنية. وهل هناك كلمة إلا أن يصرخ اللبنانيون: اللهم ارحم لبنان من أشباح الظلام؟