المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنهاء ألفي عام من القطيعة بين الفاتيكان واليهود



فاطمي
10-01-2005, 10:30 PM
البابا بينديكت XVI يدعو رئيس إسرائيل رسمي


نصر المجالي من لندن

اعتبر مراقبون اليوم أن الدعوة الرسمية التي وجهها بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر للرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف خطوة نحو المصالحة التاريخية بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود، وقالت مصادر إسرائيلية أن الزيارة الرسمية وهي الأولى من نوعها لرئيس للدولة العبرية ستتم في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وظلت الكنيسة الكاثوليكية منذ ألفي عام تول بتجريم اليهود بقتل السيد المسيح، إلا أن هذه التهمة شطبت من قاموس حاضرة الفاتيكان في السنوات الأخيرة، وتبادل الطرفان زيارات على مستويات مختلفة. وقال سفير إسرائيل لدى الفاتيكان عوديد بن هور في تعليقه على الزيارة "هذا حدث تاريخي، حيث زيارة مثل هذه تتم على هذا المستوى منذ ألفي عام"، وكان البابا الألماني الأصل أعلن خلال حفل تنصيبه خلفا للبابا بولس السادس قبل أشهر أنه عازم على المصالحة مع جميع الأديان.

وقالت صحيفة (التايمز) البريطانية في تعليق لها على الدعوة الموجهة للرئيس الإسرائيلي "يبدو أن البابا الذي انخرط في صباه بعمل تطوعي لفترة قصيرة لخدمة النازيين الشباب في عهد الفوهرر أدولف هتلر عازم على المصالحة مع أتباع الديانة اليهودية، كما أن زيارته في أغسطس (آب) الماضي لكنيس يهودي كان دمره النازيون في مدينة كولون الألمانية تؤكد نياته في تجسير الهوة معهم". وفي الوقت الذي لم يعلن الفاتيكان رسميا بعد عن الزيارة، إلا أن كيفن ماكدونالد راعي الكنيسة الكاثوليكية في مدينة ساوثوورك البريطانية أكد عزم البابا الجديد على توجيهها في وقت قريب. ومن جهته رحب رئيس الحاخامات اليهود البريطانيين الدكتور جوناثان ساكس بأنباء الزيارة واعتبرها "خطوة أخرى متقدمة للتصالح بن اليهود والكنيسة الكاثوليكية".

وقال رجل الدين البريطاني الكاثوليكي ماكدونالد "اعتقد أن الفاتيكان مهتم على الدوام بحسم المسائل الدنية في معزل عن الشؤون السياسية"، وأضاف "أما فيما يتعلق بالشان السياسي، فهناك العديد من الضايا ستحسم مع إسرائيل، ومنها ما يتعلق بالأماكن المقدسة ورعايتها وهي قضايا سيناقشها الحبر الأعظم مع الساسة الإسرائيليين".

يذكر في الختام، أن الكنيسة الكاثوليكية كانت بدأت حوارها مع اليهود في العام 1965 لوقف الجدل التاريخي بينهما، حيث أصدر المجمع الكنسي الكاثوليكي في الفاتيكان وثيقته الشهيرة (نوسترا إيتات ـ في عصرنا) حيث دانت اللاسامية، ودعت إلى المزيد من الحوار بين الديانتين لحسم القضايا المعلقة تاريخيا. وكان البابا الراحل يوحنا بولس السادس زار إسرائيل العام 2000 مدشنا مرحلة جديد في العلاقات.