فاطمي
10-01-2005, 10:22 PM
.د. سعد بن طفلة العجمي
"سوف نعمل على إشراك إخواننا السنة في كتابة الدستور"، "لا يجوز لإخواننا الشيعة الانفراد بإقليم فيدرالي"، مثل هذه العبارات جديدة على العراق، فعبارات "إخواننا الشيعة"، و"إخواننا السنة" تتكرر هذه الأيام على ألسنة الساسة العراقيين بمناسبة وبدون مناسبة. لم تكن هاتان العبارتان ضمن الخطاب السياسي العراقي أبداً قبل احتدام الاقتتال واستمرار العبث الدموي الذي لا يخلو أبداً من تصفيات طائفية بين الطرفين.
لا أدري لماذا يردد الطرفان كلمة إخواننا، فإن كانوا إخوة حقاً وبدون شك في العلاقة الجينية بينهما، فلا داعي لتذكير بعضهما بعضاً بأنهم إخوة، وإن كان المقصود أن يقال للعالم إن الشيعة والسنة إخوة فعلاً، فلا شأن للعالم بهذه الأخوة أو صلة القرابة بين هاتين الفئتين من فئات الشعب العراقي المتعددة إن كان الساسة العراقيون يقصدون حقاً ما يقولون. وإن كان ترديد علاقة الأخوة رداً على من يحاول زرع الفرقة والتناحر بين الطائفتين، فإن بين الفريقين فِرقاً تكفر بعضها بعضاً، وتكفر الطائفة الأخرى، وهنا يبدو تناقضنا الحاد في صيغة علاقاتنا ببعضنا بعضاً في عالمنا الرومانسي "الأخوي" من جهة، والتكفيري من جهة من أخرى. لا وسط ولا تلقائية، فهم إما "إخوتنا"، وإما كفرة رفضة يجوز قتلهم!! وهذا يذكرني باللبناني الذي يردد أيام الحرب الأهلية أنه يكره الطائفية والموارنه.
وكلمة الأخ، لها معانٍ عديدة، فهي تعني من تشترك معه في أحد الوالدين أو كليهما، ولا تعني الأخوة التعايش والتحاب بالضرورة، فقد كانت أول جريمة في التاريخ قتل هابيل لأخيه قابيل. وقد تكون كلمة الأخ لقباً سياسياً يعني مساواة زعيم ما بكافة شعبه، مثلما ارتبط اسم الزعيم الفلسطيني الراحل "الأخ" أبو عمار، وكذا "الأخ" العقيد القذافي الذي احتفظ بتسميته الرسمية "أخاً" لكل الليبيين، على اعتبار أنه قائد ثورة لا يتمتع بصلاحيات بالمرة كما صرح أكثر من مرة.
ومن كلمة "الأخ" أيضا تأخي الشيء، أي التحري عنه.
و"الأخ" كلمة تعبر عن الألم أو الندم، فيقول الواحد مثلا "أخ، ليتني فعلت كذا وكذا". وحسب رواية الفنان دريد لحام في مسرحية "شقائق النعمان"، فإن كلمة أخ مصدرها الشعور بالألم أو الحسرة ثم الاستنجاد بالأخ في مواجهة الضيم والقهر.
ويشبه ترديد كلمة "إخواننا السنة، وإخواننا الشيعة"، ترديد كلمة الشقيق أو الشقيقة في العلاقات بين الدول العربية، فقد استقبل الرئيس مبعوث الدولة الفلانية العربية الشقيقة حاملاً رسالته إلى أخيه رئيس بلادنا تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. أو اجتمع وفدا الدولتين الشقيقتين للبحث في سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وكلمة الشقيق، وهي مشتقة من شقق، تعكس معنى العلاقة العضوية بين جزأين، ولكنها قد تعكس الفرقة أيضاً، فشق الصف، تعني تمزقه وتشتته، ومنها جاء "الشقاق والنفاق" في كلمة الحجاج بن يوسف الشهيرة. وشق الثوب أي مزقة، وشقائق النعمان نبت جميل في أرض حماها النعمان جنوب العراق. والشقيقة صداع مزمن يصيب طرفاً من الرأس، والشقة الشاقة هي السفر الطويل، وشقشقة العصافير مشتقة منها أيضاً وتعني تغريدها.
الشاهد، أن على العراقيين تأخي الحقيقة، والتآخي بالفعل، لكي يزدان عراق المستقبل بشقائق النعمان، وتشقشق عصافير الطفولة العراقية في عراق متآخ وليس في عراق متشاق يعاني الشقيقة (الصداع) الشديدة، وإلا فإن شقة العراقيين (رحلتهم) ستكون شاقة، ويخسر الجميع في نهايتها، وساعتها لن تفيدنا كلمة "أخ!!!".
"سوف نعمل على إشراك إخواننا السنة في كتابة الدستور"، "لا يجوز لإخواننا الشيعة الانفراد بإقليم فيدرالي"، مثل هذه العبارات جديدة على العراق، فعبارات "إخواننا الشيعة"، و"إخواننا السنة" تتكرر هذه الأيام على ألسنة الساسة العراقيين بمناسبة وبدون مناسبة. لم تكن هاتان العبارتان ضمن الخطاب السياسي العراقي أبداً قبل احتدام الاقتتال واستمرار العبث الدموي الذي لا يخلو أبداً من تصفيات طائفية بين الطرفين.
لا أدري لماذا يردد الطرفان كلمة إخواننا، فإن كانوا إخوة حقاً وبدون شك في العلاقة الجينية بينهما، فلا داعي لتذكير بعضهما بعضاً بأنهم إخوة، وإن كان المقصود أن يقال للعالم إن الشيعة والسنة إخوة فعلاً، فلا شأن للعالم بهذه الأخوة أو صلة القرابة بين هاتين الفئتين من فئات الشعب العراقي المتعددة إن كان الساسة العراقيون يقصدون حقاً ما يقولون. وإن كان ترديد علاقة الأخوة رداً على من يحاول زرع الفرقة والتناحر بين الطائفتين، فإن بين الفريقين فِرقاً تكفر بعضها بعضاً، وتكفر الطائفة الأخرى، وهنا يبدو تناقضنا الحاد في صيغة علاقاتنا ببعضنا بعضاً في عالمنا الرومانسي "الأخوي" من جهة، والتكفيري من جهة من أخرى. لا وسط ولا تلقائية، فهم إما "إخوتنا"، وإما كفرة رفضة يجوز قتلهم!! وهذا يذكرني باللبناني الذي يردد أيام الحرب الأهلية أنه يكره الطائفية والموارنه.
وكلمة الأخ، لها معانٍ عديدة، فهي تعني من تشترك معه في أحد الوالدين أو كليهما، ولا تعني الأخوة التعايش والتحاب بالضرورة، فقد كانت أول جريمة في التاريخ قتل هابيل لأخيه قابيل. وقد تكون كلمة الأخ لقباً سياسياً يعني مساواة زعيم ما بكافة شعبه، مثلما ارتبط اسم الزعيم الفلسطيني الراحل "الأخ" أبو عمار، وكذا "الأخ" العقيد القذافي الذي احتفظ بتسميته الرسمية "أخاً" لكل الليبيين، على اعتبار أنه قائد ثورة لا يتمتع بصلاحيات بالمرة كما صرح أكثر من مرة.
ومن كلمة "الأخ" أيضا تأخي الشيء، أي التحري عنه.
و"الأخ" كلمة تعبر عن الألم أو الندم، فيقول الواحد مثلا "أخ، ليتني فعلت كذا وكذا". وحسب رواية الفنان دريد لحام في مسرحية "شقائق النعمان"، فإن كلمة أخ مصدرها الشعور بالألم أو الحسرة ثم الاستنجاد بالأخ في مواجهة الضيم والقهر.
ويشبه ترديد كلمة "إخواننا السنة، وإخواننا الشيعة"، ترديد كلمة الشقيق أو الشقيقة في العلاقات بين الدول العربية، فقد استقبل الرئيس مبعوث الدولة الفلانية العربية الشقيقة حاملاً رسالته إلى أخيه رئيس بلادنا تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. أو اجتمع وفدا الدولتين الشقيقتين للبحث في سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وكلمة الشقيق، وهي مشتقة من شقق، تعكس معنى العلاقة العضوية بين جزأين، ولكنها قد تعكس الفرقة أيضاً، فشق الصف، تعني تمزقه وتشتته، ومنها جاء "الشقاق والنفاق" في كلمة الحجاج بن يوسف الشهيرة. وشق الثوب أي مزقة، وشقائق النعمان نبت جميل في أرض حماها النعمان جنوب العراق. والشقيقة صداع مزمن يصيب طرفاً من الرأس، والشقة الشاقة هي السفر الطويل، وشقشقة العصافير مشتقة منها أيضاً وتعني تغريدها.
الشاهد، أن على العراقيين تأخي الحقيقة، والتآخي بالفعل، لكي يزدان عراق المستقبل بشقائق النعمان، وتشقشق عصافير الطفولة العراقية في عراق متآخ وليس في عراق متشاق يعاني الشقيقة (الصداع) الشديدة، وإلا فإن شقة العراقيين (رحلتهم) ستكون شاقة، ويخسر الجميع في نهايتها، وساعتها لن تفيدنا كلمة "أخ!!!".