yasmeen
09-29-2005, 02:45 PM
بسبب تداعيات 11 سبتمبر
الاعتداءات أثرت سلبا على الهجرة الشرعية أكثر من غير الشرعية
واشنطن: نينا برنشتاين *
لسنوات طويلة كان يبدو ان الهجرة الى الولايات المتحدة في زيادة مستمرة، الا ان دراسة جديدة تعتمد على تحليل سنوي لمعلومات الحكومة تقدم نموذجا مختلفا بطريقة مثيرة: وصلت الهجرة للولايات المتحدة الى ذروتها في عام 2000 ثم بدأت تنخفض بمعدلات كبيرة. وفي نيويورك المدخل التاريخي للقادمين للبلاد، وصل عدد المهاجرين الى اقل نسبة منذ اكثر من 15 سنة.
وتؤكد الظاهرتان الاهمية المتزايدة للهجرة غير القانونية من المكسيك، كما اوضح جيفري باسل كبير الباحثين في مركز بيو الهسباني، وهو عبارة عن مركز بحثي غير ربحي، نشر الدراسة اول من امس. وتشير الدراسة الى ان اجراءات الأمن في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 اثرت كثيراً على الهجرة القانونية اكثر من تأثيرها على الهجرة غير القانونية.
وبالرغم من ان معدلات الهجرة للولايات المتحدة انخفضت بنسبة 25 في المائة، مقارنة بعامي 1999 و2000 عندما بلغت 1.5 مليون شخص يدخلون البلد سنوياً، فإن المزيد من المهاجرين يدخلون البلاد بطريقة غير مشروعة، طبقا للدراسة. وزاد تدفق المهاجرين على الولايات المتحدة بعد النمو الاقتصادي الاميركي. لكن سنوات الازدهار في نيويورك لم تجذب عدد المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك، مقارنة بارتفاع معدلات الهجرة في مناطق اخرى من الولايات المتحدة.
واشارت الدراسة الى وجود اشارات عن زيادة عدد المهاجرين على مستوى الولايات المتحدة، لكن المعدل يبقى تقريبا على ما كان عليه في التسعينات.
وحذر باسل من ان «المهاجرين يتدفقون على نيويورك»، مشيرا الى ان الولاية لا تزال تستقبل مهاجرين اكثر من كل من كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا. واوضح «ان معدل السكان المولودين في الخارج مستمر في الزيادة، وما نقوله هنا بخصوص نيويورك، بصفة خاصة، هي ان نصيبها من القادمين الجدد قد انخفض بطريقة واضحة».
وتظهر الارقام التي عرضها باسل تميز نيويورك بطريقة غير عادية، ولان الهجرة تمثل العمود الفقري للمدينة، فإن نيويورك هي الولاية الوحيدة التي لم تظهر زيادة في عدد المهاجرين في بدايات القرن الحادي والعشرين.
وبدلا من ذلك، فإن تدفق المهاجرين وصل الى قمته بين عامي 1990 و1995، ثم بدأ ينخفض تدريجيا مع زيادة عدد المهاجرين الى ولايات اخرى، ثم انخفض ثانيا عام 2001، الى 90 الفا سنويا، مقارنة بـ 168 الفا عام 1990. ويتركز معظم المهاجرين للولاية في مدينة نيويورك.
الا ان جوزيف سالفو، مدير قسم الاسكان في ادارة التخطيط بالمدينة، قال ان الهجرة نفسها كانت احد العوامل في نمو المدينة. فمع وجود 3.2 مليون شخص ولدوا في الخارج، وهو رقم قياسي، فإن زيادة معدلات المواليد بين المهاجرين تعد من بين العوامل المؤثرة. فستة من بين كل عشرة مواليد في المدينة منذ عام 2000 ابناء لاسر ولد واحد من الوالدين فيها على الاقل خارج الولايات المتحدة.
كما ان التنوع في المدينة يجعلها مختلفة، وقال سالفو: «ان في نيويورك كل جاليات المهاجرين، ومع الوقت يجذبون مهاجرين من نفس الجالية، ويستمرون في القدوم الى هنا بغض النظر عن الظروف الاقتصادية».
الا ان باسل اشار الى انخفاض الهجرة بغض النظر عن القيود الأمنية المتشددة وتراكم طلبات الهجرة. ومنذ تولي وزارة الأمن الداخلي، التي تشكلت بعد هجمات 11 سبتمبر، ملف الهجرة، اصبح من الصعب الحصول على تأشيرة، مما ادى في الاخير الى انخفاض عدد المهاجرين.
واشارت الدراسة الى ان عدد المهاجرين القانونيين الذين دخلوا الولايات المتحدة انخفض الى 455 الفا العام الماضي مقارنة بـ 647 الفا عام 2000. اما عدد المهاجرين غير الشرعيين، بمن فيهم اولئك الذين تجاوزوا فترة الاقامة، يتعدى اعداد المهاجرين الشرعيين في عام الذروة، بـ 662 الف شخص، ووصل هذا الرقم 562 الف شخص العام الماضي.
وقارن باسل بين اعداد المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، وقال ان البلاد «استقبلت بين 1.1 و1.2 مليون شخص في التسعينات وفترة ما بعد 2002، واننا نستقبل الآن نفس الرقم، لكن مع انخفاض عدد المهاجرين الشرعيين».
ويؤثر ذلك على نيويورك اكثر من أية منطقة اخرى، بسبب وجود نسبة كبيرة من المهاجرين الشرعيين. واشار باسل الى دراسة سابقة تقدر نسبة المهاجرين الشرعيين في نيويورك الى اكثر من 80 في المائة مقارنة بنسبة 50 في المائة في ولايات اخرى.
وقال باسل «من الناحية القانونية، الامر يشبه مجموعة من الناس تتدافع نحو مدخل يتسع فقط لعدد محدد، لقد حدث انخفاض في تدفق المهاجرين الشرعيين، بينما ارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين، وقد تأثرت نيويورك بذلك، لانها لا تحصل على نسبة متساوية من المهاجرين غير الشرعيين».
وفيما يتعلق باتجاه المهاجرين، اكدت الدراسة الاتجاه المعروف منذ فترة طويلة وهو الابتعاد عن «الولايات الست» التقليدية بالنسبة للمهاجرين، وهي: كاليفورنيا وفلوريدا والينوي ونيوجيرسي ونيويورك وتكساس، التي لا تزال تستقبل 57 في المائة من المهاجرين. واصبح المهاجرون يتجهون تجاه ولايات جديدة مثل ايوا ونورث كارولينا. واصبح المهاجرون الى تلك الولايات في التسعينات بمثابة نقطة جذب للاصدقاء والاقارب من الخارج.
وتعتمد الدراسة على 5 انواع من المعلومات جمعها مكتب الاحصاء، من بينها معلومات حول سنة دخول المهاجرين الذين شاركوا في الاحصاء والمكان الذي عاشوا فيه في العام السابق. وامتدح سالفو الدراسة لكنه اشار الى انها لم تعالج موضوع الهجرة الداخلية للمهاجرين التي من بين نتيجتها وصول المزيد من المكسيكيين والمهاجرين القادمين من اميركا الوسطى الي نيويورك من ولايات الجنوب الغربي التي وصلوا اليها في البداية.
وذكرت نانسي فونر استاذة علم الاجتماع في كلية هانتر، وكتبت العديد من المؤلفات حول ثلاثة قرون من الهجرة للمدينة: «يعتبر ذلك انخفاضا، لكنه لا يزال عدد المهاجرين مرتفعا، اذا ما استقبلت 90 الفا سنويا، فيعتبر ذلك عددا كبيرا. وقصة الهجرة لنيويورك ليست قصة المهاجرين الجدد، وانما ايضا قصة ابناء المهاجرين».
* خدمة «نيويورك تايمز»
الاعتداءات أثرت سلبا على الهجرة الشرعية أكثر من غير الشرعية
واشنطن: نينا برنشتاين *
لسنوات طويلة كان يبدو ان الهجرة الى الولايات المتحدة في زيادة مستمرة، الا ان دراسة جديدة تعتمد على تحليل سنوي لمعلومات الحكومة تقدم نموذجا مختلفا بطريقة مثيرة: وصلت الهجرة للولايات المتحدة الى ذروتها في عام 2000 ثم بدأت تنخفض بمعدلات كبيرة. وفي نيويورك المدخل التاريخي للقادمين للبلاد، وصل عدد المهاجرين الى اقل نسبة منذ اكثر من 15 سنة.
وتؤكد الظاهرتان الاهمية المتزايدة للهجرة غير القانونية من المكسيك، كما اوضح جيفري باسل كبير الباحثين في مركز بيو الهسباني، وهو عبارة عن مركز بحثي غير ربحي، نشر الدراسة اول من امس. وتشير الدراسة الى ان اجراءات الأمن في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 اثرت كثيراً على الهجرة القانونية اكثر من تأثيرها على الهجرة غير القانونية.
وبالرغم من ان معدلات الهجرة للولايات المتحدة انخفضت بنسبة 25 في المائة، مقارنة بعامي 1999 و2000 عندما بلغت 1.5 مليون شخص يدخلون البلد سنوياً، فإن المزيد من المهاجرين يدخلون البلاد بطريقة غير مشروعة، طبقا للدراسة. وزاد تدفق المهاجرين على الولايات المتحدة بعد النمو الاقتصادي الاميركي. لكن سنوات الازدهار في نيويورك لم تجذب عدد المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك، مقارنة بارتفاع معدلات الهجرة في مناطق اخرى من الولايات المتحدة.
واشارت الدراسة الى وجود اشارات عن زيادة عدد المهاجرين على مستوى الولايات المتحدة، لكن المعدل يبقى تقريبا على ما كان عليه في التسعينات.
وحذر باسل من ان «المهاجرين يتدفقون على نيويورك»، مشيرا الى ان الولاية لا تزال تستقبل مهاجرين اكثر من كل من كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا. واوضح «ان معدل السكان المولودين في الخارج مستمر في الزيادة، وما نقوله هنا بخصوص نيويورك، بصفة خاصة، هي ان نصيبها من القادمين الجدد قد انخفض بطريقة واضحة».
وتظهر الارقام التي عرضها باسل تميز نيويورك بطريقة غير عادية، ولان الهجرة تمثل العمود الفقري للمدينة، فإن نيويورك هي الولاية الوحيدة التي لم تظهر زيادة في عدد المهاجرين في بدايات القرن الحادي والعشرين.
وبدلا من ذلك، فإن تدفق المهاجرين وصل الى قمته بين عامي 1990 و1995، ثم بدأ ينخفض تدريجيا مع زيادة عدد المهاجرين الى ولايات اخرى، ثم انخفض ثانيا عام 2001، الى 90 الفا سنويا، مقارنة بـ 168 الفا عام 1990. ويتركز معظم المهاجرين للولاية في مدينة نيويورك.
الا ان جوزيف سالفو، مدير قسم الاسكان في ادارة التخطيط بالمدينة، قال ان الهجرة نفسها كانت احد العوامل في نمو المدينة. فمع وجود 3.2 مليون شخص ولدوا في الخارج، وهو رقم قياسي، فإن زيادة معدلات المواليد بين المهاجرين تعد من بين العوامل المؤثرة. فستة من بين كل عشرة مواليد في المدينة منذ عام 2000 ابناء لاسر ولد واحد من الوالدين فيها على الاقل خارج الولايات المتحدة.
كما ان التنوع في المدينة يجعلها مختلفة، وقال سالفو: «ان في نيويورك كل جاليات المهاجرين، ومع الوقت يجذبون مهاجرين من نفس الجالية، ويستمرون في القدوم الى هنا بغض النظر عن الظروف الاقتصادية».
الا ان باسل اشار الى انخفاض الهجرة بغض النظر عن القيود الأمنية المتشددة وتراكم طلبات الهجرة. ومنذ تولي وزارة الأمن الداخلي، التي تشكلت بعد هجمات 11 سبتمبر، ملف الهجرة، اصبح من الصعب الحصول على تأشيرة، مما ادى في الاخير الى انخفاض عدد المهاجرين.
واشارت الدراسة الى ان عدد المهاجرين القانونيين الذين دخلوا الولايات المتحدة انخفض الى 455 الفا العام الماضي مقارنة بـ 647 الفا عام 2000. اما عدد المهاجرين غير الشرعيين، بمن فيهم اولئك الذين تجاوزوا فترة الاقامة، يتعدى اعداد المهاجرين الشرعيين في عام الذروة، بـ 662 الف شخص، ووصل هذا الرقم 562 الف شخص العام الماضي.
وقارن باسل بين اعداد المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، وقال ان البلاد «استقبلت بين 1.1 و1.2 مليون شخص في التسعينات وفترة ما بعد 2002، واننا نستقبل الآن نفس الرقم، لكن مع انخفاض عدد المهاجرين الشرعيين».
ويؤثر ذلك على نيويورك اكثر من أية منطقة اخرى، بسبب وجود نسبة كبيرة من المهاجرين الشرعيين. واشار باسل الى دراسة سابقة تقدر نسبة المهاجرين الشرعيين في نيويورك الى اكثر من 80 في المائة مقارنة بنسبة 50 في المائة في ولايات اخرى.
وقال باسل «من الناحية القانونية، الامر يشبه مجموعة من الناس تتدافع نحو مدخل يتسع فقط لعدد محدد، لقد حدث انخفاض في تدفق المهاجرين الشرعيين، بينما ارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين، وقد تأثرت نيويورك بذلك، لانها لا تحصل على نسبة متساوية من المهاجرين غير الشرعيين».
وفيما يتعلق باتجاه المهاجرين، اكدت الدراسة الاتجاه المعروف منذ فترة طويلة وهو الابتعاد عن «الولايات الست» التقليدية بالنسبة للمهاجرين، وهي: كاليفورنيا وفلوريدا والينوي ونيوجيرسي ونيويورك وتكساس، التي لا تزال تستقبل 57 في المائة من المهاجرين. واصبح المهاجرون يتجهون تجاه ولايات جديدة مثل ايوا ونورث كارولينا. واصبح المهاجرون الى تلك الولايات في التسعينات بمثابة نقطة جذب للاصدقاء والاقارب من الخارج.
وتعتمد الدراسة على 5 انواع من المعلومات جمعها مكتب الاحصاء، من بينها معلومات حول سنة دخول المهاجرين الذين شاركوا في الاحصاء والمكان الذي عاشوا فيه في العام السابق. وامتدح سالفو الدراسة لكنه اشار الى انها لم تعالج موضوع الهجرة الداخلية للمهاجرين التي من بين نتيجتها وصول المزيد من المكسيكيين والمهاجرين القادمين من اميركا الوسطى الي نيويورك من ولايات الجنوب الغربي التي وصلوا اليها في البداية.
وذكرت نانسي فونر استاذة علم الاجتماع في كلية هانتر، وكتبت العديد من المؤلفات حول ثلاثة قرون من الهجرة للمدينة: «يعتبر ذلك انخفاضا، لكنه لا يزال عدد المهاجرين مرتفعا، اذا ما استقبلت 90 الفا سنويا، فيعتبر ذلك عددا كبيرا. وقصة الهجرة لنيويورك ليست قصة المهاجرين الجدد، وانما ايضا قصة ابناء المهاجرين».
* خدمة «نيويورك تايمز»