المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (مقتدى الصدر)... وسيوف الصليبين؟



جمال
09-28-2005, 09:53 PM
داود البصري - ايلاف


في ظل أخطار ومخاطر ومواجع ومخاوف (التقسيم) والحرب الأهلية التي باتت تلوح في الأفق العراقي الملبد بكل ما هو ثقيل و مرير، تخرج علينا تصرفات وممارسات وتصريحات (مقتدى الصغير)! وجماعته فيما يسمى بــ (جيش المهدي)!! بمثابة قنابل إلتهاب تصعيدية تزيد الوضع العراقي المعقد والمريض عقدا ومرضا!، فلقد نبه (سماحته) في بيان أخير له بضرورة (إغماد السيوف)! وعدم الإنجرار إلى معركة مع قوات التحالف التي تهدف (لتدمير المدن العراقية)!!

كما قال؟ ولا أدري ماذا ستدمر تلك القوات في المدن المدمرة أصلا؟ ولكن ماأوقفني في بيان (مقتدى) حقيقة هو لغته الخشبية وأسلوبه المضحك الساذج! والأوصاف التي تبرع وقام بإطلاقها على قوات التحالف الدولي التي حررت العراق من جلاديه، وغيرت المعادلة في المنطقة، وأدخلت رياح الحرية للعراق رغم كل صور ومعاني الفشل والإحباط اللاحقة التي نتحمل نحن العراقيون ونخبنا السياسية بالذات حصة الأسد منها؟ فهل يعلم الصغير (مقتدى) من أنه لولا تلك القوات التي وصفها بـــ (الصليبية) و(الكافرة) لظل صدام ورهطه وحزبه وعشيرته وأحفاده يحكمون العراق حتى (ظهور المهدي)!!

وهل يعلم ذلك المعمم الصغير المنفوخ بالهواء البعثي الفاسد الملوث بأن من أخذ ثأره الشخصي والعائلي ممن قتل عمه وأبيه وأشقائه هم هذه القوات (الصليبية الكافرة) ما غيرها وليس تشكيلات (الحرس الثوري الإيراني) ولا فلول (جيش المهدي) والذي هو أصلا فرع طائفي ومعمم من فرقة (فدائيي صدام)!!

ولا أدري كيف يدفع الهوى وتدفع السذاجة هذا الصغير ليسخر من الصليب والمسيحيين ويصفهم بالكفر إلى بقية أوصاف أهل التطرف والتعصب الديني والمذهبي ونسبة لا بأس بها من العراقيين هم من المسيحيين الوطنيين والمخلصين الذين أهدرت عصاباته والعصابات الطائفية الأخرى دمائهم في الجنوب العراقي المحتل فارسيا وإيرانيا وليس بريطانيا!

لأن الوجود البريطاني محدود في القواعد العسكرية ولا يمتد لكل مناحي الحياة التي إحتلها وشغلها (صبيان إيران) وعصابة (جيش المهدي) الغوغائية هي إحدى أهم تلك العصابات!، وأعتقد أن المواجهات الأخيرة في البصرة مع قوات التحالف وشراستها في الرد ثم المواجهات الأخيرة في مدينة (الثورة) قد فتحت قادة وعيون عصابة (جيش المهدي) على حقيقة خوائهم ومن أنهم مجرد عصابات إرهابية منفلتة وليس فرقا جهادية عاملة لمصلحة المسلمين أو الشيعة بل على العكس تماما فإن نشاط (جيش المهدي) التخريبي لا يكون إلا حينما تتحرك الدولة لتحاول رفع الحيف والظلم والتخلف، وتحاول إقامة المشاريع التنموية ليأتي قادة عصابة (جيش المهدي) ويشعلوا الموقف ويتخرب كل شيء؟

وهذا ما حصل في مدينة (النجف) الدينية في العام الماضي والذي تسببت حماقات (مقتدى) ذاته بتدميرها في معارك العام الماضي مما أضر بمصالح أهلها المعتمدين أساسا على السياحة الدينية الأمر الذي دفع أهل النجف لإطلاق شعارهم الشهير والقائل:(جيشك مقتدى.. كله حرامية)!!..

وقد صدق النجفيون في وصفهم؟

دون أن ننسى بأن مقتدى الصغير والذي تبدو علامات المرض النفسي وبقية الأمراض الوراثية الأخرى واضحة على محياه لا يعبأ إطلاقا بالأرواح البشرية التي تذهب سدى في صراعاته العقيمة والمريضة، ففي النجف قتل من جيشه أكثر من ألفي عنصر؟ ثم في المعارك الأخيرة فقد العشرات؟

ومع ذلك يستمر في المغالطة وإشعال الحرائق وإطلاق الشعارات والكلمات المضحكة، فيما بعض أوساط في السلطة تحاول كسب وده.. ولا أدري لماذا؟ وتتعمد علنا إبطال أو إهمال المذكرة القانونية بإلقاء القبض عليه لدوره الرئيس في جريمة قتل وتصفية المرحوم السيد (عبد المجيد الخوئي) والذين معه في الحرم العلوي الشريف على يد أتباعه من فدائيي صدام في الثامن من نيسان عام 2003؟

وأعتقد أنه طالما كان القانون الجنائي العراقي في إجازة ومحاباة لتلك العمامة أو تلك فلن يتقدم الوضع العراقي قيد أنملة.. خصوصا وأن الظواهر والشواهد والأحداث قد أثبتت بأن مقتدى الصغير وعصابته المريضة هو أحد جنرالات الحرب الأهلية القادمين؟ وإن مبالغة الحكومة العراقية في إضفاء القدسية والهيبة على القتلة والمجرمين هي مشاركة واضحة في تسهيل شروط وعوامل تلك الحرب؟ فلم يعد سرا معرفة حقيقة أن الكثير من قادة جيش المهدي لهم علاقاتهم مع الجماعات التكفيرية من الطرف الآخر؟

وإن إستمرار تدهور الوضع العراقي هو من ضمن الأولويات التي يحرص على إدامتها قادة (جيش المهدي) وإن مدينة (الثورة) البغدادية وتحت قيادة المدعو (عبد الهادي الدراجي) قد أضحت ولاية فقيه عراقية منشقة عن السلطة المركزية عمليا؟ وإن شحذ سكاكين وسواطير الحرب الأهلية القادمة قد أخذت تسمع أصدائها للجميع إلا لحكومتنا الرشيدة...!

نتمنى على قوات التحالف (الصليبي الكافر) كما قال مقتدى الصغير أن تكمل مهمتها في تنظيف العراق من فرق الموت والقتل ونفايات إيران الطائفية، كما نتمنى على جميع القوى العراقية الحية أن تفضح وتدين ممارسات مقتدى وعصابته لأنه لا يستهدف (القوات الصليبية الكافرة) في حملته المريضة الشعواء لكونه لا يستطيع مواجهتها على الإطلاق ولكنه يستهدف الحرية والقوى الحرة في العراق التي تحجمها قوى الإرهاب التكفيري والطائفي المريض... فقد آن الأوان لقائد (جيش الحرامية) أن يعرف حجمه الحقيقي!

dawoodalbasri@hotmail.com