المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في مكان العمل.. احذر من إيقاظ «رجل المافيا» الكامن بداخلك



الراي السديد
12-13-2023, 04:52 AM
https://www.albayan.ae/polopoly_fs/1.4782363.1702411393!/image/image.jpg



ميراندا جرين

13 ديسمبر 2023

https://www.albayan.ae/res/img/ft.svg



حين استقالت سويلا برافرمان، من منصبها كوزيرة للداخلية، أخرجت بفخر ما ظنت أنه دليل على اتفاق مع رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، حيث ادعت أنه وافق على قائمة شروط قدمتها لتولي هذا المنصب. ولكن هناك عائق فني هنا، «سوناك لم يوقع عليها أبداً».

كان ذلك أحدث مثال على ظاهرة لطالما أثارت فضولي: الأشخاص الذين يبرمون اتفاقات تتبين أنها وهمية.

ربما رأينا جميعاً صديقاً يتعرض لمشكلة كبيرة لافتراض أن أي التزام شخصي يجب أن يكون متبادلاً، ليجد نفسه في النهاية مصدوماً بقوة من الخذلان.

وفي العمل، تتركز المشاكل المماثلة غالباً حول التفسير الخاطئ لمعروف ما أو تقديم المساعدة كدفعة مقدمة لمعروف مستقبلي من الطرف الآخر، واعتماداً فقط على سند دين ذهني. حسناً، دعوني أخبركم شيئاً، مثل هذه الاتفاقات لا تساوي حتى الورق الذي لم تكتب عليه.

تتفق معي نعومي شراجاي، المعالجة النفسية المتخصصة في سلوكيات أماكن العمل، بأن هذه الاتفاقات الوهمية، تلك التي «نحتفظ بها في رؤوسنا»، ونفترض أن الشخص الآخر موافق عليها، يمكن أن تكون حقلاً للألغام، كما هي الحال بالنسبة إلى مواقفنا الأوسع نطاقاً تجاه الحصول على المساعدة وتقديمها في العمل.

قالت لي نعومي شراجاي: «لا بأس بالمرة في عمل المعروف مع الآخرين، فهي الطريقة التي نبني بها التحالفات، ونبنى بها الثقة، لكن توقع رد هذا المعروف قد يبدو تلاعباً أو حتى تصرفاً خبيثاً بالنسبة للبعض».

ومن المثير أن إحدى معارفها الأصغر سناً قالت إن أقرانها غالباً ما يشعرون بعبء رهيب بسبب الالتزامات التي يشعرون بها في العمل تجاه من يساعدهم.

ربما يكون هؤلاء الأصدقاء على حق في شكهم بأن زملاء العمل يتوقعون شيئاً في مقابل هذه المساعدات.

وبالتأكيد فقد تلقيت عروضاً مهنية بدت وكأنها تنطوي على قيود محتملة للرد.

وهنا تصر شراجاي على أن ذلك يمكن أن يكون تفسيراً خاطئاً في معظم الحالات، لكنها أضافت أنه من المفيد أن تكون ذكياً بشأن ما يجري.

وقالت: «أحياناً يمكنك الوثوق في حدسك حيال ما إذا كان شخص ما يتوقع مقابلاً أم لا».

أخبرتني كذلك أن بناء الشبكات من خلال مساعدة بعضنا البعض هو شيء، لكن تحويل الالتزامات إلى شبكة أمان إذا أصبح مكان العمل بيئة مهددة هو أمر آخر تماماً.

هذا سلوك ارتيابي وجنوني، وينتشر بسرعة كبيرة، فانتبه تماماً لذلك في نفسك وفي الآخرين.

وقالت: «الأشخاص المرتابون لا يتوقعون معروفاً متبادلاً، بل يبحثون عن حُماة».

بمجرد تنبيهي إلى هذه الديناميكية، لاحظت شيئاً مخجلاً بعض الشيء:

وهو الاستياء اللحظي الذي يخالجني إذا ما شعرت بأن الناس قد يكونون بطيئين قليلاً في المبادرة بفعل شيء قد يكون رداً لمساعدة قدمتها. إذن، أظن أنني أيضاً كنت أبحث عن مقابل مهني.

إن هذا السيناريو برمته يبدو وكأنه يجري في ساحة لحرب العصابات.. استخراج سندات دين وبحث عن حُماة، وكلا الجانبين مشحون بالقلق والتوتر.

من المثير أنني عثرت بعد ذلك على مدونة حول الظاهرة التي تنبه الموظفين لضرورة أن يتوخوا الحذر من «رجل العصابات» الكامن بداخل كل منا، وأن نتجول في العمل وكأننا رجال مافيا نحصل ما لنا عند الزملاء الذين قدمنا لهم أنواعاً من المعروف.

وقد اقترح مؤلف المدونة، أن نشكك دائماً في دوافعنا الخاصة عند تقديم المساعدة. هل نريد فعلاً أن يكون الناس مدينون لنا؟.

السير بفكرة الصفقة الضمنية في هذا الاتجاه يقود إلى أساليب وطرق العصابات، على الأقل من الناحية النفسية، وآمل ألا ينتهي الأمر بقراء «فاينانشال تايمز» في الرغبة لتقليد أساليب الجريمة المنظمة عن وعي.

لكن أحياناً، كما أقرت شراجاي، يكون نظام الخدمات متبادلة المنفعة جزءاً من بناء التحالفات.

وبغض النظر عن برافرمان، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج ملموسة بالفعل.

ولنتأمل تشارلي ويلسون، عضو الكونغرس من ولاية تكساس، الذي كان في السابق متميزاً بسبب نشاطه الاجتماعي فقط، لكنه غيّر مجرى التاريخ من طريق طلب مساعدات عديدة عبر واشنطن لدعم قضيته التي اختارها في وقت متأخر.

لقد تمكن هذا الشخص بمفرده من توجيه ملايين الدولارات إلى القتال في أفغانستان ضد الغزو الروسي في الثمانينات.

وبعد تحويل كتاب عن إنجازه الكبير إلى فيلم من بطولة توم هانكس، قال معاصروه إن هوليوود قد خففت إلى حد ما من مدى تأثيره الضخم.

وعندما سُئل كيف تمكن مقاتلو أفغانستان من هزيمة الجيش السوفيتي الجبار، أجاب الجنرال محمد ضياء الحق رئيس باكستان آنذاك ببساطة:

«تشارلي هو من فعلها». ورغم أن سجلات التاريخ تظهر الجوانب السلبية للتدخل العالمي الذي فعله ويلسون بمفرده، إلا أنه لا يمكن إنكار أنه كان نجاحاً درامياً لثقافة رد المعروف.

إننا لم نر بعد ما إذا كانت الدراما السياسية في المملكة المتحدة، ستتكشف على نحو يمكن برافرمان من إثبات إحداث تأثير ما ملموس، سواء كان إيجابياً أو سلبياً. لكن في الوقت نفسه، لأنني أجد نفسي مدينة لكم بمعروف.. لقد قرأتم مقالي.

صحن
12-13-2023, 05:08 AM
https://pbs.twimg.com/media/DFfGSESVoAAHtqt.jpg:large

صحن
12-13-2023, 05:09 AM
سو خير وقطه بحر

زهير
12-13-2023, 11:56 AM
https://i.pinimg.com/1200x/0a/c2/70/0ac2707338b334417f12fa94ab038490.jpg