افلاطون
12-09-2023, 03:52 PM
في وقت توسع فيه إسرائيل عملياتها العسكرية البرية التي يرافقها قصف عنيف من شمال القطاع إلى جنوبه، استخدمت واشنطن حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، هو ثالث نقض أمريكي لقرار مماثل منذ اندلاع الحرب، وهو رابع فيتو يستخدم منذ بداية الحرب مع احتساب "الفيتو" المزدوج الروسي الصيني ضد مشروع قرار غربي قبل شهر ونصف من الآن.
نشرت في: 09/12/2023
https://s.mc-doualiya.com/media/display/0fe4b8e4-9647-11ee-9d4e-005056bf30b7/w:980/p:16x9/MicrosoftTeams-image-_2_-1.jpg
ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة روبرت وود يصوت ضد قرار يؤيد وقف إطلاق النار الإنساني في غزة، وكانت الدولة الوحيدة التي فعلت ذلك، وامتنعت حليفتها المملكة المتحدة عن التصويت.
© جيسيكا لو ماسورييه، فرانس 24
وتصاعد القتال وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين أمس الجمعة مع قيام إسرائيل بقصف القطاع من الشمال إلى الجنوب في مرحلة موسعة من الحرب المستمرة منذ شهرين ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس).
فيتو أمريكي
وفي استنكار "لكابوس إنساني متصاعد"، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أنه لا يوجد مكان آمن في غزة للمدنيين، وذلك قبل ساعات من استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن تدعمه الغالبية العظمى من أعضائه يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة.
وترك التصويت واشنطن معزولة دبلوماسيا في المجلس المؤلف من 15 عضوا. وصوت 13 عضوا لصالح مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود للمجلس: "نحن لا نؤيد دعوة هذا القرار إلى وقف غير مستدام لإطلاق النار لن يؤدي إلا إلى زرع بذور الحرب المقبلة".
تنديد فلسطيني ... شكر إسرائيلي
وشكر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان واشنطن وقال في بيان "لن يكون وقف إطلاق النار ممكنا إلا بعودة جميع الرهائن وتدمير حماس".
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور للمجلس إن التصويت يعني أن "حياة ملايين الفلسطينيين على المحك".
وندد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس باستخدام الولايات المتحدة حق النقض ووصفه بأنه "لا إنساني".
وفي واشنطن قال البيت الأبيض أمس الجمعة إن إسرائيل يمكن أن تفعل المزيد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأعربت الولايات المتحدة عن مشاركتها المجتمع الدولي القلق بشأن الوضع الإنساني في غزة.
عقاب جماعي
وسبق التصويت تحذير منظمات غير حكومية دولية، بينها "أنقذوا الأطفال"، من أن "أولئك الذين نجوا من القصف أصبحوا معرضين الآن لخطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض".
كما دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة.
وأتى موقف لازاريني قبل ساعات من بدء جلسة مجلس الأمن. وفي بدايتها، قال غوتيريش إن "وحشية" حماس لا يمكنها تبرير "العقاب الجماعي" للفلسطينيين.
وأضاف "أدين بلا تحفظ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر"، معتبرا أن "لا مبرر لقتل نحو 1200 شخص عمدا، بينهم 33 طفلا، وإصابة آلاف آخرين، واحتجاز مئات الرهائن"، مضيفا "في الوقت نفسه فإن الوحشية التي مارستها حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وكان غوتيريش وجّه الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لها منذ عقود.
ووصف جوتيريش الوضع بأنه "عند نقطة الانهيار"، وقد أصبح معظم سكان غزة الآن مشردين، والمستشفيات مكتظة، والغذاء ينفد.
دعوات متتالية
ودعا وفد يضم وزراء خارجية دول عربية وتركيا زار الولايات المتحدة الجمعة إلى وقف فوري للأعمال القتالية في غزة. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان باسم هؤلاء "نعتقد أن من الضروري وضع حد للمعارك في شكل فوري".
من جهتها، اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة أن عدم تحرك مجلس الأمن يجعله "شريكا في المجزرة" بغزة.
ومنذ اندلاع الحرب، لم تتوقف المعارك سوى سبعة أيام تخللها تبادل رهائن ومعتقلين، والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
قرار على طاولة الصحة العالمية
ويطالب مشروع قرار آخر قدمته الجمعة إلى منظمة الصحة العالمية 17 دولة عضو وفلسطين ذات الوضع الخاص، إسرائيل بالاحترام الكامل لالتزاماتها بحماية الطواقم الطبية والإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف كثيف يشنه الجيش الإسرائيلي.
ومن المقرر النظر في النص الأحد خلال جلسة خاصة للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية تعقد لمناقشة "الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية". وقد قدمته كل من الجزائر والسعودية وبوليفيا والصين ومصر والإمارات وإندونيسيا والعراق والأردن ولبنان وماليزيا والمغرب وباكستان وفلسطين وقطر وتونس وتركيا واليمن.
وجاء في مشروع القرار أن "المجلس التنفيذي يعرب عن قلقه العميق حيال الوضع الإنساني الكارثي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ولا سيما حيال العمليات العسكرية في قطاع غزة".
ويعبر النص عن القلق إزاء "الحصار الذي يجري فرضه" ومدى "الضرر الكبير الذي لحق بقطاع الصحة العامة". كما يتحدث عن المخاطر التي يمكن أن يشكلها على الصحة العامة وجود "آلاف الضحايا الذين ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض"، فضلا عن ظروف النظافة والملاجئ المكتظة.
نشرت في: 09/12/2023
https://s.mc-doualiya.com/media/display/0fe4b8e4-9647-11ee-9d4e-005056bf30b7/w:980/p:16x9/MicrosoftTeams-image-_2_-1.jpg
ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة روبرت وود يصوت ضد قرار يؤيد وقف إطلاق النار الإنساني في غزة، وكانت الدولة الوحيدة التي فعلت ذلك، وامتنعت حليفتها المملكة المتحدة عن التصويت.
© جيسيكا لو ماسورييه، فرانس 24
وتصاعد القتال وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين أمس الجمعة مع قيام إسرائيل بقصف القطاع من الشمال إلى الجنوب في مرحلة موسعة من الحرب المستمرة منذ شهرين ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس).
فيتو أمريكي
وفي استنكار "لكابوس إنساني متصاعد"، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أنه لا يوجد مكان آمن في غزة للمدنيين، وذلك قبل ساعات من استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن تدعمه الغالبية العظمى من أعضائه يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة.
وترك التصويت واشنطن معزولة دبلوماسيا في المجلس المؤلف من 15 عضوا. وصوت 13 عضوا لصالح مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود للمجلس: "نحن لا نؤيد دعوة هذا القرار إلى وقف غير مستدام لإطلاق النار لن يؤدي إلا إلى زرع بذور الحرب المقبلة".
تنديد فلسطيني ... شكر إسرائيلي
وشكر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان واشنطن وقال في بيان "لن يكون وقف إطلاق النار ممكنا إلا بعودة جميع الرهائن وتدمير حماس".
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور للمجلس إن التصويت يعني أن "حياة ملايين الفلسطينيين على المحك".
وندد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس باستخدام الولايات المتحدة حق النقض ووصفه بأنه "لا إنساني".
وفي واشنطن قال البيت الأبيض أمس الجمعة إن إسرائيل يمكن أن تفعل المزيد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأعربت الولايات المتحدة عن مشاركتها المجتمع الدولي القلق بشأن الوضع الإنساني في غزة.
عقاب جماعي
وسبق التصويت تحذير منظمات غير حكومية دولية، بينها "أنقذوا الأطفال"، من أن "أولئك الذين نجوا من القصف أصبحوا معرضين الآن لخطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض".
كما دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة.
وأتى موقف لازاريني قبل ساعات من بدء جلسة مجلس الأمن. وفي بدايتها، قال غوتيريش إن "وحشية" حماس لا يمكنها تبرير "العقاب الجماعي" للفلسطينيين.
وأضاف "أدين بلا تحفظ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر"، معتبرا أن "لا مبرر لقتل نحو 1200 شخص عمدا، بينهم 33 طفلا، وإصابة آلاف آخرين، واحتجاز مئات الرهائن"، مضيفا "في الوقت نفسه فإن الوحشية التي مارستها حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وكان غوتيريش وجّه الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لها منذ عقود.
ووصف جوتيريش الوضع بأنه "عند نقطة الانهيار"، وقد أصبح معظم سكان غزة الآن مشردين، والمستشفيات مكتظة، والغذاء ينفد.
دعوات متتالية
ودعا وفد يضم وزراء خارجية دول عربية وتركيا زار الولايات المتحدة الجمعة إلى وقف فوري للأعمال القتالية في غزة. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان باسم هؤلاء "نعتقد أن من الضروري وضع حد للمعارك في شكل فوري".
من جهتها، اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة أن عدم تحرك مجلس الأمن يجعله "شريكا في المجزرة" بغزة.
ومنذ اندلاع الحرب، لم تتوقف المعارك سوى سبعة أيام تخللها تبادل رهائن ومعتقلين، والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
قرار على طاولة الصحة العالمية
ويطالب مشروع قرار آخر قدمته الجمعة إلى منظمة الصحة العالمية 17 دولة عضو وفلسطين ذات الوضع الخاص، إسرائيل بالاحترام الكامل لالتزاماتها بحماية الطواقم الطبية والإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف كثيف يشنه الجيش الإسرائيلي.
ومن المقرر النظر في النص الأحد خلال جلسة خاصة للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية تعقد لمناقشة "الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية". وقد قدمته كل من الجزائر والسعودية وبوليفيا والصين ومصر والإمارات وإندونيسيا والعراق والأردن ولبنان وماليزيا والمغرب وباكستان وفلسطين وقطر وتونس وتركيا واليمن.
وجاء في مشروع القرار أن "المجلس التنفيذي يعرب عن قلقه العميق حيال الوضع الإنساني الكارثي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ولا سيما حيال العمليات العسكرية في قطاع غزة".
ويعبر النص عن القلق إزاء "الحصار الذي يجري فرضه" ومدى "الضرر الكبير الذي لحق بقطاع الصحة العامة". كما يتحدث عن المخاطر التي يمكن أن يشكلها على الصحة العامة وجود "آلاف الضحايا الذين ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض"، فضلا عن ظروف النظافة والملاجئ المكتظة.