سياسى
09-27-2005, 11:15 AM
السؤال الكبير: لماذا لا تتضمن مناهج الثانوية مواد تحض على مكافحة الإرهاب؟
كتب مبارك القناعي
الإرهاب .. ما هو؟!
وكيف يراه الشباب الدارسون في المرحلة الثانوية؟.. وهل الفكر المتطرف الذي روج في الفترات الاخيرة بشكل بارز سياسيا وعالميا اثر في شبابنا الجالسين في الصفوف الدراسية وخلف الشبابيك؟ اسئلة كثيرة وخوف كان من المجهول ومن الجيل الحالي وما يحمله من افكار تتضارب ما بين فكر متطرف هدفه الاول قتل الابرياء وما بين دين معتدل يدعو للسلام والاستقرار وما بين عولمة تدخل في صقل شخصياتنا حتى لو كانت بعيدة عن المناهج الدراسية المعتادة.
وبما يمثله من خطورة هذا الفكر المتطرف الذي نحو في عقول العديد من الشباب الذين ذهبوا ضحايا فهم خاطئ للدين كان لـ«القبس» جولة في احدى ثانويات الكويت لالقاء الضوء على مدى تفاعل وزارة التربية مع هذا الفكر المتطرف الذي اصبح يهدد كل منزل وكل عائلة وكل دولة.
وكانت البداية مع الطالب فهد نجيب العلي الذي انتقد دور وزارة التربية على قصورها بشأن رعاية الفكر الاسلامي المعتدل، مؤكدا ان هناك نقصا في الندوات والمحاضرات التي تفهم الطلبة معنى التطرف.
واوضح العلي ان اغلبية من يحملون هذا الفكر هم من تلقوا دراستهم في دول خارج الكويت وقريبة! وقال: ان هذه الدول تعطي فكرة سيئة عن الاسلام خاصة للمتدينين الذين يرجعون من الخارج.
وطالب العلي بضرورة تكثيف دوريات الشرطة ورجال الامن بشكل دائم في كل انحاء الكويت وبالاخص في المجمعات التجارية والاماكن التي يتواجد فيها الابرياء وقال العلي: السلبيات كثير من الارهاب من ابرزها هدم المباني وقتل الابرياء.. ولا يوجد هناك اي ايجابية من هذا الفكر المتطرف.
ويقول الطالب سليمان دشتي: هم الذين يدمرون البلد والوطن ولا يوجد اي فائدة من هذا الشيء «الارهاب» ونحن نرى في العراق لا يقل عن سبع مرات الى ستة تفجيرات في اليوم الواحد!
وانتقد دشتي العلميات الارهابية في العراق ايضا مشيرا الى انه على الرغم من قيام الولايات المتحدة الامريكية بتنظيم الدولة فيه الا ان لا الارهاب يخرب الاستقرار ويدمر الشعب وهو لا شيء.. لا شيء.
وتساءل دشتي بالقول: ما الفائدة من قيام الارهابيين بهذه التفجيرات سواء في الدول المجاورة او في الكويت؟ مشيرا الى انهم اشخاص متدينون ويتفهمون معنى الدين ولكن حرام ما يقومون به ضد الناس والمجتمع.
ونصح دشتي بابتعاد اي شخص يحمل الفكر المتطرف من هذا الامر مؤكدا انهم هم من يضيع البلد وليس أي شيء اخر غيره وهناك عوائل كثير ذهب ابناؤها شهداء لهذا الوطن، مستغربا في الوقت نفسه ان تكون مثل هذه التصرفات من قبل افراد من البلد نفسه المتماسكين اهله.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الانشطة الرياضية والثقافية تحد من الارهاب ايّد دشتي تفعيل الانشطة مبينا ان البطالة قد تكون من ابرز دواعي تطرف بعض الشباب الذين اذا توافرت لهم الوظيفة فإنهم لن يقوموا بهذا الشيء.
ورأى دشتي انه من الضرورة على وزارة التربية خلال الفترة الحالية تدريس الارهاب من خلال مادة الاجتماعات او التربية الإسلامية وقال: من المفترض ان يكون هذا الأمر، ولكنه غير موجود.
عقل الشباب
وطالب الطالب علي عاشور، الذي يتلقى تعليمه في الصف الثاني الثانوي والذي يحمل عقل الشاب الجامعي، بضرورة تحالف جميع الدول العربية من اجل حل مشاكل الارهاب وأضاف: ان البداية كانت في اميركا واصبح الضحية العرب بسبب «بن لادن» ومن ثم الارهاب في العراق ومواجهة الزرقاوي.
واشار الى ان الدول العربية جميعها يجب ان تتساعد من اجل اخراج الارهاب من العراق الذي تفاعل بعد ذلك في السعودية ومصر والكويت ايضا ولبنان.
وعن الارهاب في الكويت وما حصل فيها خلال الاشهر القليلة الماضية، اشاد عاشور بدور الحكومة الكويتية في مواجهته، مؤكدا انها لم تقصر بقيادة وزير الداخلية الشيخ نواف الاحمد.. وايضا عدم التقصير من رجال القوات الخاصة ومن رجال الشرطة.
واشار الى ان الوضع الارهابي في الكويت يختلف عن بقية الدول بشكل كبير وان قضيته في الكويت حلت بشكل سريع.
وفيما يخص مدى تفاعل المدرسة معه كطالب في مواجهة هذا الفكر المتطرف قال: لا يوجد تدريس ولكن دائما ما يعطى لنا يكون بشكل شفوي فقط في بعض الأوقات.
فهم خاطئ
وقال الطالب مبارك علي الذي كان متفاعلا بالحوار مع «القبس» في طرح قضية الارهاب ان الدين الإسلامي دين سماحة وليس دين تطرف، مؤكدا ان هناك فهماً خاطئاً للدين.
ودعا مبارك علي الى التوعية السليمة في مختلف الجوانب المحيطة بالشباب من خلال المحاضرات التي لا تتواجد في الوقت الحالي، متمنيا في الوقت نفسه قيامها خلال الفترة المقبلة.
بدوره، قال الطالب يوسف رشيد ان التوعية يجب ان تكون بشكل اكبر سواء في المدرسة او حتى في المنزل ومن خلال المحاضرات والندوات، لافتا الى عدم وجود اي من هذه الامور في المدرسة التي نحن فيها.
واشار الى ان هناك ضحايا كثيرين نتيجة بعض فتاوى لا تصدر من شيوخ دين معتمدين، متمنيا توعية المجتمع بهذا الامر ووضع الحلول المناسبة لمثل هذه المشاكل.
ورأى عيسى المطوع ان اللوم يقع على بعض الأسر التي تحث ابناءها على ان يكونوا مجاهدين عندما يكبرون وبالتالي يتكون الفكر المتطرف وتكون شرارة الارهاب، وقال: اذا كان هناك تشدد بشكل زائد فيكون هناك نوع من الكبت نتيجة عدم الخروج بشكل كبير.
تلوث فكري
وعن وجود تلوث فكري ممكن ان يحصل للطلبة خلال السنوات المقبلة قال الطلبة: ان التفكير بالدين يختلف عن التفكير المتطرف، وما دمنا نفهم الإسلام لا احد يستطيع ان يخدعنا ونحن نفهم العقيدة بشكل جيد.
وقال الطالب غانم احمد الدارس (سنة رابعة ثانوي): المتطرفون هم الاشخاص «البطالية» الذين ليس لديهم اي شغلة ولم يجدوا إلا الارهاب والتطرف كمتنفس للفراغ الذي يعيشون فيه.
ورفض غانم ان تكون الثانويات الحكومية قد ساهمت في صنع شخصيات شبابية ارهابية متطرفة، مؤكدا ان الوزارة والكثير من المدرسين يقومون بمحاربة هذا التطرف من خلال الندوات والمحاضرات.
واضاف بالقول: لا يمكن ان يكون الدين يشجع على التطرف. وقال الطالب احمد حسين: ان الارهاب جاء نتيجة تفكك الاسرة، وعدم ترابطها، مما ادى الى وجود اشخاص يفكرون في القتل وسفك الدماء وتخريب البيوت، قائلا: «هو ما منه فايدة».
وعن احساسه بنوع من التغير في تعامل ادارة المدرسة معهم من حيث المناهج والتوعية الاسلامية الصحيحة البعيدة عن الفكر المتطرف، بيّن حسين انها كانت في بداية الارهاب فقط، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد شيء من هذا القبيل.
ودعا الى ضرورة اضافة مناهج تحمي الطلبة من الفكر المتطرف، وتشير الى التدين المعتدل خاصة انه في المستقبل من الممكن ان يزداد هذا الفكر، وقال: الله يعلم محد يدري شيصير، ولازم يكون فيه كورس كامل عن هذا الموضوع.
وعاد غانم احمد ليقول: الوزارة الآن نسيت ضرورة اعادة التذكير في التوعية من مخاطر الارهاب، مؤكدا انها لا تكون الا في وقت حدوثها، مبينا انه من المفترض تفعيل الدروس والندوات بشكل دائم ومستمر.
من جانب آخر، بيّن مدرّس التربية الاسلامية الذي رفض ذكر اسمه بسبب عدم وجود تصريح رسمي بذلك ان الارهاب يمثل فئة ضالة تدعي الاسلام وترتدي ثوبا بعيدا عن الاسلام.
وقال المدرّس: الارهاب بمفهوم آخر يسمى إلحادا والمتطرفون يعملون من منطلق صوامع فيها حقد وحسد على الامة، وهي نزوات شيطانية.
لا توجد خطة!
كشف مدرّس التربية الاسلامية الذي رفض الكشف عن اسمه عن عدم وجود خطة الى الوقت الحالي تقوم فيها وزارة التربية يتم من خلالها ادخال قضية الارهاب، واثاره في احد المناهج الدراسية للطلاب، موضحا ان الموجود عبارة عن مجموعة قليلة من المحاضرات والندوات التي تلقى بين حين وآخر عندما تشتد الامور وانها لإيقاظ الروح الوطنية.
«ما في أحد»
ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك طلبة في الثانوية العامة يحملون الفكر المتطرف، وقد يؤثرون في الطلبة، اجاب كل من الطالبين غانم احمد واحمد حسين بالقول: «لا ما فيه.. ثانويتنا ما فيها واحنا كلنا مع بعض».
3 مطالب رئيسية
لخص الطلبة مطالبهم لحماية جيلهم الصاعد من التفكير المتطرف والارهابي بالنقاط التالية:
> تفعيل الندوات والمحاضرات التي تساعد على فهم الدين الاسلامي بالشكل الصحيح.
> توفير فرص العمل بعد تخرج الشباب وعدم اشعارهم بحالة من البطالة وعدم وجود العمل.
> الرعاية المدرسية والاسرية للفكر الاسلامي المعتدل البعيد عن التطرف والغلو في الدين.
الطالب النشط
الطالب سليمان دشتي كان من ابرز الطلاب النشطين، فبالرغم من عدم وجود حصة اولى في جدوله، تجعله بالامكان ان يكون نائما ظل متواجدا لحضور طابور الصباح، ومن ثم انتظار الحصة الثانية.
ما مصيرهم مع عدم وجود مناهج لمكافحة الفكر التكفيري؟!
بين حين وآخر نشاهد في الكويت اعمالا ارهابية يقوم بها شباب في عمر الزهور تتراوح مراحلهم الدراسية ما بين المرحلة الثانوية او الجامعية، يحزن لها القلب وتقشعر لها الابدان، حزنا على ما وصلت اليه عقولهم التي لوثت بالفكر المتطرف والإرهابي في الوقت نفسه.
وبالرجوع الى العمليات الارهابية التي قام بها هؤلاء الشباب في مطلع عام 2002 عندما شهدت الكويت اول عملية ارهابية بعد احداث 11 سبتمبر نجد ان اعمار من قام بها قريبة جدا من عمر الطالب الحدث الذي مازال يتلقى تعليمه في المرحلة الثانوية.
والجدير بالذكر ان منفذ العملية لم يتجاوز عمره الـ 21 عاما وهو انس الكندري الذي قتل برصاص القوات الاميركية بعد هجومه عليهم، بالاضافة الى قضية الجهاد في العراق التي اثيرت في ديسمبر 2004 وتم فيها توجيه اتهامات بانشاء جماعات تنادي بالفكرالتكفيري المتطرف في البلاد والدعوة الى حمل السلاح.
وترجع وقائع هذه الحادثة اثر اعادة القوات السورية لثلاثة احداث تم التغرير بهم من قبل ناشطين اسلاميين بهدف الجهاد في العراق وتم تسهيل اجراء ذهابهم الى سوريا ومنها للعراق بهدف الجهاد، ولكن تم ضبطهم قبل الدخول بينما دخل الآخرون الى العراق.
بالاضافة الى العديد من القضايا الارهابية التي تورط فيها العديد من الشباب بسبب عدم وجود مناهج دراسية وخطة اعلامية تربوية تقوم بها الحكومة المتمثلة بوزارتي التربية والاعلام للتصدي لمثل هذا الفكر الذي لا يحارب الا بالفكر وبالمناهج الدراسية الجديرة بالتدريس لتزود بها عقول الطلاب.
كتب مبارك القناعي
الإرهاب .. ما هو؟!
وكيف يراه الشباب الدارسون في المرحلة الثانوية؟.. وهل الفكر المتطرف الذي روج في الفترات الاخيرة بشكل بارز سياسيا وعالميا اثر في شبابنا الجالسين في الصفوف الدراسية وخلف الشبابيك؟ اسئلة كثيرة وخوف كان من المجهول ومن الجيل الحالي وما يحمله من افكار تتضارب ما بين فكر متطرف هدفه الاول قتل الابرياء وما بين دين معتدل يدعو للسلام والاستقرار وما بين عولمة تدخل في صقل شخصياتنا حتى لو كانت بعيدة عن المناهج الدراسية المعتادة.
وبما يمثله من خطورة هذا الفكر المتطرف الذي نحو في عقول العديد من الشباب الذين ذهبوا ضحايا فهم خاطئ للدين كان لـ«القبس» جولة في احدى ثانويات الكويت لالقاء الضوء على مدى تفاعل وزارة التربية مع هذا الفكر المتطرف الذي اصبح يهدد كل منزل وكل عائلة وكل دولة.
وكانت البداية مع الطالب فهد نجيب العلي الذي انتقد دور وزارة التربية على قصورها بشأن رعاية الفكر الاسلامي المعتدل، مؤكدا ان هناك نقصا في الندوات والمحاضرات التي تفهم الطلبة معنى التطرف.
واوضح العلي ان اغلبية من يحملون هذا الفكر هم من تلقوا دراستهم في دول خارج الكويت وقريبة! وقال: ان هذه الدول تعطي فكرة سيئة عن الاسلام خاصة للمتدينين الذين يرجعون من الخارج.
وطالب العلي بضرورة تكثيف دوريات الشرطة ورجال الامن بشكل دائم في كل انحاء الكويت وبالاخص في المجمعات التجارية والاماكن التي يتواجد فيها الابرياء وقال العلي: السلبيات كثير من الارهاب من ابرزها هدم المباني وقتل الابرياء.. ولا يوجد هناك اي ايجابية من هذا الفكر المتطرف.
ويقول الطالب سليمان دشتي: هم الذين يدمرون البلد والوطن ولا يوجد اي فائدة من هذا الشيء «الارهاب» ونحن نرى في العراق لا يقل عن سبع مرات الى ستة تفجيرات في اليوم الواحد!
وانتقد دشتي العلميات الارهابية في العراق ايضا مشيرا الى انه على الرغم من قيام الولايات المتحدة الامريكية بتنظيم الدولة فيه الا ان لا الارهاب يخرب الاستقرار ويدمر الشعب وهو لا شيء.. لا شيء.
وتساءل دشتي بالقول: ما الفائدة من قيام الارهابيين بهذه التفجيرات سواء في الدول المجاورة او في الكويت؟ مشيرا الى انهم اشخاص متدينون ويتفهمون معنى الدين ولكن حرام ما يقومون به ضد الناس والمجتمع.
ونصح دشتي بابتعاد اي شخص يحمل الفكر المتطرف من هذا الامر مؤكدا انهم هم من يضيع البلد وليس أي شيء اخر غيره وهناك عوائل كثير ذهب ابناؤها شهداء لهذا الوطن، مستغربا في الوقت نفسه ان تكون مثل هذه التصرفات من قبل افراد من البلد نفسه المتماسكين اهله.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الانشطة الرياضية والثقافية تحد من الارهاب ايّد دشتي تفعيل الانشطة مبينا ان البطالة قد تكون من ابرز دواعي تطرف بعض الشباب الذين اذا توافرت لهم الوظيفة فإنهم لن يقوموا بهذا الشيء.
ورأى دشتي انه من الضرورة على وزارة التربية خلال الفترة الحالية تدريس الارهاب من خلال مادة الاجتماعات او التربية الإسلامية وقال: من المفترض ان يكون هذا الأمر، ولكنه غير موجود.
عقل الشباب
وطالب الطالب علي عاشور، الذي يتلقى تعليمه في الصف الثاني الثانوي والذي يحمل عقل الشاب الجامعي، بضرورة تحالف جميع الدول العربية من اجل حل مشاكل الارهاب وأضاف: ان البداية كانت في اميركا واصبح الضحية العرب بسبب «بن لادن» ومن ثم الارهاب في العراق ومواجهة الزرقاوي.
واشار الى ان الدول العربية جميعها يجب ان تتساعد من اجل اخراج الارهاب من العراق الذي تفاعل بعد ذلك في السعودية ومصر والكويت ايضا ولبنان.
وعن الارهاب في الكويت وما حصل فيها خلال الاشهر القليلة الماضية، اشاد عاشور بدور الحكومة الكويتية في مواجهته، مؤكدا انها لم تقصر بقيادة وزير الداخلية الشيخ نواف الاحمد.. وايضا عدم التقصير من رجال القوات الخاصة ومن رجال الشرطة.
واشار الى ان الوضع الارهابي في الكويت يختلف عن بقية الدول بشكل كبير وان قضيته في الكويت حلت بشكل سريع.
وفيما يخص مدى تفاعل المدرسة معه كطالب في مواجهة هذا الفكر المتطرف قال: لا يوجد تدريس ولكن دائما ما يعطى لنا يكون بشكل شفوي فقط في بعض الأوقات.
فهم خاطئ
وقال الطالب مبارك علي الذي كان متفاعلا بالحوار مع «القبس» في طرح قضية الارهاب ان الدين الإسلامي دين سماحة وليس دين تطرف، مؤكدا ان هناك فهماً خاطئاً للدين.
ودعا مبارك علي الى التوعية السليمة في مختلف الجوانب المحيطة بالشباب من خلال المحاضرات التي لا تتواجد في الوقت الحالي، متمنيا في الوقت نفسه قيامها خلال الفترة المقبلة.
بدوره، قال الطالب يوسف رشيد ان التوعية يجب ان تكون بشكل اكبر سواء في المدرسة او حتى في المنزل ومن خلال المحاضرات والندوات، لافتا الى عدم وجود اي من هذه الامور في المدرسة التي نحن فيها.
واشار الى ان هناك ضحايا كثيرين نتيجة بعض فتاوى لا تصدر من شيوخ دين معتمدين، متمنيا توعية المجتمع بهذا الامر ووضع الحلول المناسبة لمثل هذه المشاكل.
ورأى عيسى المطوع ان اللوم يقع على بعض الأسر التي تحث ابناءها على ان يكونوا مجاهدين عندما يكبرون وبالتالي يتكون الفكر المتطرف وتكون شرارة الارهاب، وقال: اذا كان هناك تشدد بشكل زائد فيكون هناك نوع من الكبت نتيجة عدم الخروج بشكل كبير.
تلوث فكري
وعن وجود تلوث فكري ممكن ان يحصل للطلبة خلال السنوات المقبلة قال الطلبة: ان التفكير بالدين يختلف عن التفكير المتطرف، وما دمنا نفهم الإسلام لا احد يستطيع ان يخدعنا ونحن نفهم العقيدة بشكل جيد.
وقال الطالب غانم احمد الدارس (سنة رابعة ثانوي): المتطرفون هم الاشخاص «البطالية» الذين ليس لديهم اي شغلة ولم يجدوا إلا الارهاب والتطرف كمتنفس للفراغ الذي يعيشون فيه.
ورفض غانم ان تكون الثانويات الحكومية قد ساهمت في صنع شخصيات شبابية ارهابية متطرفة، مؤكدا ان الوزارة والكثير من المدرسين يقومون بمحاربة هذا التطرف من خلال الندوات والمحاضرات.
واضاف بالقول: لا يمكن ان يكون الدين يشجع على التطرف. وقال الطالب احمد حسين: ان الارهاب جاء نتيجة تفكك الاسرة، وعدم ترابطها، مما ادى الى وجود اشخاص يفكرون في القتل وسفك الدماء وتخريب البيوت، قائلا: «هو ما منه فايدة».
وعن احساسه بنوع من التغير في تعامل ادارة المدرسة معهم من حيث المناهج والتوعية الاسلامية الصحيحة البعيدة عن الفكر المتطرف، بيّن حسين انها كانت في بداية الارهاب فقط، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد شيء من هذا القبيل.
ودعا الى ضرورة اضافة مناهج تحمي الطلبة من الفكر المتطرف، وتشير الى التدين المعتدل خاصة انه في المستقبل من الممكن ان يزداد هذا الفكر، وقال: الله يعلم محد يدري شيصير، ولازم يكون فيه كورس كامل عن هذا الموضوع.
وعاد غانم احمد ليقول: الوزارة الآن نسيت ضرورة اعادة التذكير في التوعية من مخاطر الارهاب، مؤكدا انها لا تكون الا في وقت حدوثها، مبينا انه من المفترض تفعيل الدروس والندوات بشكل دائم ومستمر.
من جانب آخر، بيّن مدرّس التربية الاسلامية الذي رفض ذكر اسمه بسبب عدم وجود تصريح رسمي بذلك ان الارهاب يمثل فئة ضالة تدعي الاسلام وترتدي ثوبا بعيدا عن الاسلام.
وقال المدرّس: الارهاب بمفهوم آخر يسمى إلحادا والمتطرفون يعملون من منطلق صوامع فيها حقد وحسد على الامة، وهي نزوات شيطانية.
لا توجد خطة!
كشف مدرّس التربية الاسلامية الذي رفض الكشف عن اسمه عن عدم وجود خطة الى الوقت الحالي تقوم فيها وزارة التربية يتم من خلالها ادخال قضية الارهاب، واثاره في احد المناهج الدراسية للطلاب، موضحا ان الموجود عبارة عن مجموعة قليلة من المحاضرات والندوات التي تلقى بين حين وآخر عندما تشتد الامور وانها لإيقاظ الروح الوطنية.
«ما في أحد»
ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك طلبة في الثانوية العامة يحملون الفكر المتطرف، وقد يؤثرون في الطلبة، اجاب كل من الطالبين غانم احمد واحمد حسين بالقول: «لا ما فيه.. ثانويتنا ما فيها واحنا كلنا مع بعض».
3 مطالب رئيسية
لخص الطلبة مطالبهم لحماية جيلهم الصاعد من التفكير المتطرف والارهابي بالنقاط التالية:
> تفعيل الندوات والمحاضرات التي تساعد على فهم الدين الاسلامي بالشكل الصحيح.
> توفير فرص العمل بعد تخرج الشباب وعدم اشعارهم بحالة من البطالة وعدم وجود العمل.
> الرعاية المدرسية والاسرية للفكر الاسلامي المعتدل البعيد عن التطرف والغلو في الدين.
الطالب النشط
الطالب سليمان دشتي كان من ابرز الطلاب النشطين، فبالرغم من عدم وجود حصة اولى في جدوله، تجعله بالامكان ان يكون نائما ظل متواجدا لحضور طابور الصباح، ومن ثم انتظار الحصة الثانية.
ما مصيرهم مع عدم وجود مناهج لمكافحة الفكر التكفيري؟!
بين حين وآخر نشاهد في الكويت اعمالا ارهابية يقوم بها شباب في عمر الزهور تتراوح مراحلهم الدراسية ما بين المرحلة الثانوية او الجامعية، يحزن لها القلب وتقشعر لها الابدان، حزنا على ما وصلت اليه عقولهم التي لوثت بالفكر المتطرف والإرهابي في الوقت نفسه.
وبالرجوع الى العمليات الارهابية التي قام بها هؤلاء الشباب في مطلع عام 2002 عندما شهدت الكويت اول عملية ارهابية بعد احداث 11 سبتمبر نجد ان اعمار من قام بها قريبة جدا من عمر الطالب الحدث الذي مازال يتلقى تعليمه في المرحلة الثانوية.
والجدير بالذكر ان منفذ العملية لم يتجاوز عمره الـ 21 عاما وهو انس الكندري الذي قتل برصاص القوات الاميركية بعد هجومه عليهم، بالاضافة الى قضية الجهاد في العراق التي اثيرت في ديسمبر 2004 وتم فيها توجيه اتهامات بانشاء جماعات تنادي بالفكرالتكفيري المتطرف في البلاد والدعوة الى حمل السلاح.
وترجع وقائع هذه الحادثة اثر اعادة القوات السورية لثلاثة احداث تم التغرير بهم من قبل ناشطين اسلاميين بهدف الجهاد في العراق وتم تسهيل اجراء ذهابهم الى سوريا ومنها للعراق بهدف الجهاد، ولكن تم ضبطهم قبل الدخول بينما دخل الآخرون الى العراق.
بالاضافة الى العديد من القضايا الارهابية التي تورط فيها العديد من الشباب بسبب عدم وجود مناهج دراسية وخطة اعلامية تربوية تقوم بها الحكومة المتمثلة بوزارتي التربية والاعلام للتصدي لمثل هذا الفكر الذي لا يحارب الا بالفكر وبالمناهج الدراسية الجديرة بالتدريس لتزود بها عقول الطلاب.