فاطمي
09-27-2005, 07:05 AM
عبد الرحمن الماجدي من امستردام
فتحت دعوة زعيم تنظيم "القاعدة "في العراق ابي مصعب الزرقاوي إلى قتل الشيعة في العراق الباب الذي ظلت تجهد زعامات وتيارات عراقية مختلفة لغلقه من خلال التصريحات التي كانت تجانب حقيقة ما يجري في الواقع العراقي من تصفيات طائفية متبادلة بين السنة والشيعة، والتي كان ضحاياها الشيعة اكبر عدد لسهولة استهدافهم في المناسبات الدينية الخاصة بهم والتي يصرون على احيائها في شكل مبالغ فيه كرد فعل على منعها في الاعوام السابقة.
وازدادت عمليات استهداف الشيعة من التكفيريين بعد وصول الائتلاف الشيعي الى الحكم وتقلده معظم الوزارات العراقية بالاضافة الى رئاسة الوزراء. فلم يقتصر الامر على ما سمي بمثلث الموت الواقع جنوب بغداد والفاصل بين العاصمة ومحافظات الفرات الاوسط التي تضم ابرز المراقد الشيعية، خاصة في النجف وكربلاء المقدستين واللتين شهدتا منذ سقوط النظام العراقي السابق سقوط مئات الضحايا في تفجيرات انتحارية تبنى تنظيم الزرقاوي معظمها. بالاضافة الى احتواء النجف على اكبر مقبرة للشيعة في العالم. وجرى نسف بعض المراقد الشيعية في تلك المدن وفي مناطق اخرى من التكفيريين القريبين من تنظيم القاعدة. بل استمر زحفا باتجاه اطراف مناطق بغدادية قريبة من المثلث خاصة الدورة وتوابعها من احياء شهدت في الاشهر الماضية عمليات نزوح كبيرة بعد وصول منشورات لبيوت يقطنها سكان من الطائفة الشيعية تخيرهم بين الرحيل السريع او القتل.
وتم تنفيذ عمليات قتل متعددة في منطقة الدورة ومازالت مستمرة في ظل عجز الحكومة والقوات المتعددة الجنسيات عن ايقافها. ويقول سكان فروا من تلك المناطق ان حي الدورة بات شبه خال من سكانه الشيعة الذين كانوا يتقاسمونه مع جيرانهم السنة الذين تلقى بعضهم رسائل مكتوبة تطالبهم بعدم النزوح لمكان اخر، والمسيحيين الذين باتوا يخشون ان تصلهم عمليات التطهير اذ يقيم كثير منهم في توابع حي الدورة جنوب بغداد.
ويقول سكان من حي الحرية في كرخ بغداد المزدحم بالشيعة والسنة انه لايمر يوم دون العثور على جثة او اكثر لشاب شيعي او سني فيتم اثر ذلك اطلاق قذائف هاون على مسجد مخالف لطائفة القتيل قريب من مكان الجثة ليرد اولئك بقصف مماثل على جامع منافس، وعادة يسقط جراء ذلك ضحايا من الجانبين.
ويرى المحامي الشيعي عادل العقيلي ان حملات التطهير الطائفي في اطراف بغداد ترمي إلى افراغها من سكانها الشيعة تمهيدا لاغلاقها للتكفيريين او البعثيين الذين يشتركون معهم في تلك العمليات قبيل الانتخابات التي يأمل هؤلاء في ان يفوزوا بمجالسها البلدية، مستبعدا عدم مشاركتهم في الانتخابات القادمة اخر العام الحالي.
وحسب احد تسجيلات الزرقاوي الذي تلى البدء في عملية البرق الامنية قبل خمسة اشهر في بغداد اكد ان بغداد ستبقى سنية ولن تكون غير ذلك. فيما بغداد يتشابك في سكناها السنة والشيعة بشكل يصعب معه التفريق بينهم باستثناء مدينة الصدر التي تضم قرابة مليوني نسمة قدم اهلهم من مدن الجنوب العراقي اواسط الخمسينات الماضية وكلهم من الشيعة.
ويقول عدد من سكان بغداد سألتهم إيلاف عن التصفيات الطائفية فيها إن تلك التصفيات تزداد في الاحياء التي تضم سنة وشيعة فقط من اجل تفريغها لطائفة واحدة.
وأثار استهداف الشيعة ردود فعل ضد بعض السنة الذين يقودهم حظهم الى مدينة جنوبية حديثة العهد بفاجعة طائفية فيتم قتلهم او خطفهم مقابل اطلاق سراح مخطوفين شيعة في مدينة اخرى. كما جرى استهداف عدد من عشيرة الدليم القادمين بسياراتهم الى البصرة جنوبا من الفلوجة العام الماضي ردا على استهداف عمال من مدينة الصدر من عشيرة ربيعة التي تضم سنة وشيعة بعد استدراجهم لمدينة الفلوجة العام الماضي وافتى بقتلهم الشيخ عبد الله الجنابي المطلوب للحكومة العراقية وللقوات الاميركية حيث يشرف على شورى المجاهدين المتحالفة مع تنظيم القاعدة والتي كانت تدير مدينة الفلوجة العام الماضي.
وساهمت الاحزاب العراقية الاسلامية خاصة في التكتل الطائفي خلافا لخطابها الاعلامي الذين يدعو الى الوحدة. فأكبر تنظيمين اسلاميين شيعي وسني يعتبران المتسبب الاكبر في هذه الحرب الطائفية التي تدور رحاها في احياء بغداد.
ويرى المحامي حسين الفلوجي الذي دخل كعضو استشاري عن السنة في لجنة صياغة الدستور بأن السلفية الجهادية تيار له امتداده في العراق ويجب محاورته وعدم الرد عليه بالحرب العسكرية التي ستؤدي الى ضحايا من الجانبين.
انفلاش التصفيات
وامتدت التصفيات على اساس طائفي الى احياء الحرية والغزالية في الكرخ قادمة لها من احياء الجهاد وابي غريب غرب العاصمة وبغداد الجديدة في الرصافة قادمة لها من منطقة المدائن القريبة والواقعة على الطريق الرابط بين العاصمة ومدن الجنوب والتي شهدت سواقيها العام الماضي مقتل اعداد كبيرة من سكانها الشيعة.
كما تظهر بين فترة واخرى جثث في مكبات للمزابل في أطراف بغداد الشرقية قاد البحث عن ذوي أصحابها الى انحدارهم من عوائل سنية وقد خطفهم مسلحون يرتدون ملابس عسكرية رسمية عراقية الامر الذي اجج الاتهامات ضد وزارة الداخلية بالوقوف وراءها او غض النظر عنها حسب اتهامات رئيس مؤتمر اهل السنة (تحول اسمه الى مؤتمر اهل العراق) الدكتور عدنان الدليمي الذي كان اول من دعا الى عقد ميثاق شرف عراقي يحرم قتل العراقيين قبل اشهر. كما تزداد الاتهامات ضد منظمة بدر الشيعية التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق باستهداف السنة اذ كان اقوى تصريح سني من قبل رئيس هيئة علماء المسلمين السنية الشيخ حارث الضاري ربيع هذا العام حين اتهمها صراحة بقتل عشرات السنة بعد اعتقالهم في منازلهم ، وهو ما نفته المنظمة على لسان زعيمها هادي العامري ورفع دعوى قضائية ضد الضاري قبل ان يتدخل شيوخ من تيار الصدر كوسطاء بين الطرفين اللذين ما زالا يتصيدان لبعضهما بعضا الهفوات عقب كل واقعة وكان اخرها دعوة الزرقاوي الى قتل الشيعة جميعا في العراق، اذ انضم تيار الصدر معاتبا حليفته هيئة علماء المسلمين على ردها على تلك الدعوة التي بدت مجاملة للزرقاوي حسب مقربين من الصدر.
ويرى مسؤولون عراقيون ومراقبون ان معظم عمليات القتل الطائفي يقودها بعثيون سابقون اغلبهم كانوا ضباطا في جهاز استخبارات النظام السابق وتحالفوا مع تنظيم القاعدة من اجل اعادة اي تقدم في ما بات يسمى بالعراق الجديد.
وتجنبا لاستهدافهم من الدوريات الاميركية التي تطلق النار على كل مسلح بغير زي رسمي عراقي لجأ متطرفون من السنة والشيعة الى الانضمام للعمل في الشرطة والجيش العراقيين ولدى القوات الاميركية لتحذير زملائهم من اي غارة تستهدفهم. وارشاد الاميركيين لمنافسيهم بتهم ارهابية.
وامام هذا التناحر الطائفي، باتت مدن سنية مثل الرمادي والفلوجة خاصة الطريق البرية الرابطة بين بغداد وكل من سورية والاردن والعراق المار بهما ممنوعة على الشيعة القادمين من الجنوب والوسط بعد ان شكل اقتحامها العام الماضي من قبل القوات العراقية والاميركية ضربة للمسلحين فيها وتشريد معظم سكانها. وما زاد الامر تعقيدا العبارات النابية التي يطلقها بعض الجنود من الشيعة ضد سكانها اليوم بعد عودتهم لها والمباشرة باعمارها وتفريغها من المسلحين وسط رقابة مشددة على الداخلين والخارجين منها واليها. والعبارات التي تسخر منهم بلهجة جنوبية تستفزهم حسب زوار هذه المدينة الغربية التي تشير انباء الى موالاة الكثير من سكانها لابي مصعب الزرقاوي ثأرا لما حل بهم. واتهامهم بالعمالة للاميركيين خاصة الذين يعملون في الشرطة او الجيش او معسكرات القوات المتعددة الجنسيات التي بات العمل فيها محصورا بالسكان القريبين منها، فالعمال والموظفون العراقيون في تلك المعسكرات في الواقعة في المناطق الغربية جميعهم من الرمادي والفلوجة ويمنعون اي موظف من سواهما في وقت يتهمون ويقتلون من يعمل العمل ذاته من الشيعة مدفوعين ببغض طائفي تغذيه بيانات التكفيريين عبر وسائل الاعلام.
وامتد الاستهداف الطائفي الى باعة العتيق الذين يسمون بالعتاقة الذين يشترون كل سلعة عتيقة ويعتمدون على التجوال والمناداة في الشوارع فيتم اصطيادهم في المناطق ذات الاغلبية السنية من خلال لهجتهم او تتم مساومتهم على السعر العتيق فيقسمون بالامام علي او الحسين ليعرف الزبون بأنهم من الشيعة فيتم خطفهم وبيعهم لتنظيم الزرقاوي الذي يقتلهم فورا. لتظهر جثثهم في مكبات للنفايات غرب بغداد وبات اسر الضحايا يفتشون فيها عن جثة من يخطف من ذويهم حسب ما اوضح شهود عيان لإيلاف.
كما تعتبر لوحات السيارات دليلا على انحدار اصحابها من مدينة شيعية او سنية حيث يتشدد جنود الحواجز في المناطق الشيعية مع اصحاب السيارات القادمة من محافظات الانبار او صلاح الدين او ديالى او الموصل والامر ذاته يتم مع السيارات ذات اللوحات القادمة من محافظات شيعية لكن الامر يختلف مع هؤلاء الذين عادة ما يقعون صيدا لحواجز ليست رسمية انما لمسلحين تابعين لتنظيم الزرقاوي فيتم قتلهم فورا كما حدث قبل فترة حيت تم تفتيش باص قادم من دمشق الى محافظة الديوانية في الفرات الاوسط حين تم انزال كل الشباب منها من قبل مسلحين يتحدثون اللهجة العراقية وعثر على جثثهم بعد يوم على خطفهم.
ولم يقتصر التقاتل الطائفي بين السنة والشيعة فقط بل امتد داخل الطائفة الواحدة حيث يتهم اتباع الصدر منظمة بدر باستهداف قياديين فيه كان اخرها مقتل الشيخ اللامي في شارع الفلاح الاسبوع الماضي داخل مدينة الصدر ويرد التهمة ذاتها اعضاء في بدر مستفيدين من قرب التيار الصدري من طروحات هيئة علماء المسلمين بارشاد اتباع الزرقاوي لاعضاء في بدر لغرض قتلهم وهي تهم ينفيها الجانبان.
الإنتماء العشائري والطبقي
ويبدو ان الانتماء العشائري اقوى من الانتماء الطائفي وان تورطت الاحزاب الدينية في العملية السياسية ومحاولاتها فرض صبغة دينية على العملية السياسية ساهمت بشكل كبير في الاحتقان الطائفي في العراق. وبدا ذلك من خلال نجاح شيوخ عشائر سنية في تحقيق ما عجزت او تلكأت عنه الاحزاب الاسلامية؛ حيث نشرت صحيفة المدى البغدادية قبل شهر تقريرا عن مطاردة عناصر من قبيلة الدليم لمسلحين من تنظيم القاعدة كان يستهدفون سكانا من الشيعة المنتمين للقبيلة ذاتها وقبائل اخرى احتموا بشيخها احمد الخنجر الذي تصادم مع عناصر القاعدة وطردهم.
وقالت الصحيفة ان افراداً من عشائر الدليم اقاموا طوقاً حول منازل الشيعة واشتبكوا مع المسلحين صباح السبت طوال ساعة. واسفر القتال عن مصرع خمسة من المتمردين وسقوط اثنين من افراد العشائر وفق ما جاء على لسان الاهالي ومستشفى المدينة. وقال شهود عيان ان اتباع الزرقاوي فروا من الحيين اللذين جرى فيهما القتال بسيارات لا تحمل ارقام تسجيل.
واضافت الصحيفة مستندة الى تقرير لصحيفة واشنطن بوست الاميركية ان قادة اربع عشائر جمعوا مقاتليهم رداً على التحذيرات التي ألصقت في المساجد وتدعو الى طرد الشيعة البالغ عددهم 3000 نسمة من المدينة. وتدعو هذه الملصقات الشيعة الى مغادرة المدينة خلال 48 ساعة.
وقال الشيخ احمد خنجر شيخ عشيرة البو علي "لقد سئمنا من هذا الهراء ونحن لا نقبل ان يفرض غير العراقيين سيطرتهم على اخواننا العراقيين بغض النظر عن مذهبهم او قوميتهم سواء كانوا سنة أو شيعة، عرباً او أكراداً. وكان زعماء العشائر السنية في غرب العراق قد اصطدموا مراراً مع انصار الزرقاوي في اقصى الغرب واظهر العرب السنة والشيعة تعاطفهم مع بعضهم بعضا ازاء ما يقولون انه محاولات من المسلحين الاجانب لاشعال فتنة طائفية.
قادة الشيعة يقولون ان ما يمنعهم من الرد على قتلهم فتوى المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني الذي رد على دعوة الزرقاوي بعدم الانجرار الى التقاتل بين المسلمين (حتى لو تم قتل نصف شيعة العراق).
وهي دعوى القت الكرة لدى العقلاء من قادة السنة العراقيين الذين تبنوا اليوم الدعوة لعقد ميثاق شرف يحرم قتل اي عراقي بغض النظر عن طائفته وديانته وقوميته. وهي دعوة تبنتها أيضا صحيفة الصباح اليومية القريبة من الحكومة العراقية حيث تتوالى عليها ردود الفعل الايجابية لانجاحها من شخصيات سنية وشيعية. وقد يساهم هذا الميثاق إذا تحقق بوضع حد للتقاتل الطائفي الذي لم يخف العراقيون استنكارهم له واتهام دول الجوار غربا وشرقا بتصديره لهم واتخاذهم حطبا لتصفية حسابات سياسية في ما بينهم بجثث عراقية.
فتحت دعوة زعيم تنظيم "القاعدة "في العراق ابي مصعب الزرقاوي إلى قتل الشيعة في العراق الباب الذي ظلت تجهد زعامات وتيارات عراقية مختلفة لغلقه من خلال التصريحات التي كانت تجانب حقيقة ما يجري في الواقع العراقي من تصفيات طائفية متبادلة بين السنة والشيعة، والتي كان ضحاياها الشيعة اكبر عدد لسهولة استهدافهم في المناسبات الدينية الخاصة بهم والتي يصرون على احيائها في شكل مبالغ فيه كرد فعل على منعها في الاعوام السابقة.
وازدادت عمليات استهداف الشيعة من التكفيريين بعد وصول الائتلاف الشيعي الى الحكم وتقلده معظم الوزارات العراقية بالاضافة الى رئاسة الوزراء. فلم يقتصر الامر على ما سمي بمثلث الموت الواقع جنوب بغداد والفاصل بين العاصمة ومحافظات الفرات الاوسط التي تضم ابرز المراقد الشيعية، خاصة في النجف وكربلاء المقدستين واللتين شهدتا منذ سقوط النظام العراقي السابق سقوط مئات الضحايا في تفجيرات انتحارية تبنى تنظيم الزرقاوي معظمها. بالاضافة الى احتواء النجف على اكبر مقبرة للشيعة في العالم. وجرى نسف بعض المراقد الشيعية في تلك المدن وفي مناطق اخرى من التكفيريين القريبين من تنظيم القاعدة. بل استمر زحفا باتجاه اطراف مناطق بغدادية قريبة من المثلث خاصة الدورة وتوابعها من احياء شهدت في الاشهر الماضية عمليات نزوح كبيرة بعد وصول منشورات لبيوت يقطنها سكان من الطائفة الشيعية تخيرهم بين الرحيل السريع او القتل.
وتم تنفيذ عمليات قتل متعددة في منطقة الدورة ومازالت مستمرة في ظل عجز الحكومة والقوات المتعددة الجنسيات عن ايقافها. ويقول سكان فروا من تلك المناطق ان حي الدورة بات شبه خال من سكانه الشيعة الذين كانوا يتقاسمونه مع جيرانهم السنة الذين تلقى بعضهم رسائل مكتوبة تطالبهم بعدم النزوح لمكان اخر، والمسيحيين الذين باتوا يخشون ان تصلهم عمليات التطهير اذ يقيم كثير منهم في توابع حي الدورة جنوب بغداد.
ويقول سكان من حي الحرية في كرخ بغداد المزدحم بالشيعة والسنة انه لايمر يوم دون العثور على جثة او اكثر لشاب شيعي او سني فيتم اثر ذلك اطلاق قذائف هاون على مسجد مخالف لطائفة القتيل قريب من مكان الجثة ليرد اولئك بقصف مماثل على جامع منافس، وعادة يسقط جراء ذلك ضحايا من الجانبين.
ويرى المحامي الشيعي عادل العقيلي ان حملات التطهير الطائفي في اطراف بغداد ترمي إلى افراغها من سكانها الشيعة تمهيدا لاغلاقها للتكفيريين او البعثيين الذين يشتركون معهم في تلك العمليات قبيل الانتخابات التي يأمل هؤلاء في ان يفوزوا بمجالسها البلدية، مستبعدا عدم مشاركتهم في الانتخابات القادمة اخر العام الحالي.
وحسب احد تسجيلات الزرقاوي الذي تلى البدء في عملية البرق الامنية قبل خمسة اشهر في بغداد اكد ان بغداد ستبقى سنية ولن تكون غير ذلك. فيما بغداد يتشابك في سكناها السنة والشيعة بشكل يصعب معه التفريق بينهم باستثناء مدينة الصدر التي تضم قرابة مليوني نسمة قدم اهلهم من مدن الجنوب العراقي اواسط الخمسينات الماضية وكلهم من الشيعة.
ويقول عدد من سكان بغداد سألتهم إيلاف عن التصفيات الطائفية فيها إن تلك التصفيات تزداد في الاحياء التي تضم سنة وشيعة فقط من اجل تفريغها لطائفة واحدة.
وأثار استهداف الشيعة ردود فعل ضد بعض السنة الذين يقودهم حظهم الى مدينة جنوبية حديثة العهد بفاجعة طائفية فيتم قتلهم او خطفهم مقابل اطلاق سراح مخطوفين شيعة في مدينة اخرى. كما جرى استهداف عدد من عشيرة الدليم القادمين بسياراتهم الى البصرة جنوبا من الفلوجة العام الماضي ردا على استهداف عمال من مدينة الصدر من عشيرة ربيعة التي تضم سنة وشيعة بعد استدراجهم لمدينة الفلوجة العام الماضي وافتى بقتلهم الشيخ عبد الله الجنابي المطلوب للحكومة العراقية وللقوات الاميركية حيث يشرف على شورى المجاهدين المتحالفة مع تنظيم القاعدة والتي كانت تدير مدينة الفلوجة العام الماضي.
وساهمت الاحزاب العراقية الاسلامية خاصة في التكتل الطائفي خلافا لخطابها الاعلامي الذين يدعو الى الوحدة. فأكبر تنظيمين اسلاميين شيعي وسني يعتبران المتسبب الاكبر في هذه الحرب الطائفية التي تدور رحاها في احياء بغداد.
ويرى المحامي حسين الفلوجي الذي دخل كعضو استشاري عن السنة في لجنة صياغة الدستور بأن السلفية الجهادية تيار له امتداده في العراق ويجب محاورته وعدم الرد عليه بالحرب العسكرية التي ستؤدي الى ضحايا من الجانبين.
انفلاش التصفيات
وامتدت التصفيات على اساس طائفي الى احياء الحرية والغزالية في الكرخ قادمة لها من احياء الجهاد وابي غريب غرب العاصمة وبغداد الجديدة في الرصافة قادمة لها من منطقة المدائن القريبة والواقعة على الطريق الرابط بين العاصمة ومدن الجنوب والتي شهدت سواقيها العام الماضي مقتل اعداد كبيرة من سكانها الشيعة.
كما تظهر بين فترة واخرى جثث في مكبات للمزابل في أطراف بغداد الشرقية قاد البحث عن ذوي أصحابها الى انحدارهم من عوائل سنية وقد خطفهم مسلحون يرتدون ملابس عسكرية رسمية عراقية الامر الذي اجج الاتهامات ضد وزارة الداخلية بالوقوف وراءها او غض النظر عنها حسب اتهامات رئيس مؤتمر اهل السنة (تحول اسمه الى مؤتمر اهل العراق) الدكتور عدنان الدليمي الذي كان اول من دعا الى عقد ميثاق شرف عراقي يحرم قتل العراقيين قبل اشهر. كما تزداد الاتهامات ضد منظمة بدر الشيعية التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق باستهداف السنة اذ كان اقوى تصريح سني من قبل رئيس هيئة علماء المسلمين السنية الشيخ حارث الضاري ربيع هذا العام حين اتهمها صراحة بقتل عشرات السنة بعد اعتقالهم في منازلهم ، وهو ما نفته المنظمة على لسان زعيمها هادي العامري ورفع دعوى قضائية ضد الضاري قبل ان يتدخل شيوخ من تيار الصدر كوسطاء بين الطرفين اللذين ما زالا يتصيدان لبعضهما بعضا الهفوات عقب كل واقعة وكان اخرها دعوة الزرقاوي الى قتل الشيعة جميعا في العراق، اذ انضم تيار الصدر معاتبا حليفته هيئة علماء المسلمين على ردها على تلك الدعوة التي بدت مجاملة للزرقاوي حسب مقربين من الصدر.
ويرى مسؤولون عراقيون ومراقبون ان معظم عمليات القتل الطائفي يقودها بعثيون سابقون اغلبهم كانوا ضباطا في جهاز استخبارات النظام السابق وتحالفوا مع تنظيم القاعدة من اجل اعادة اي تقدم في ما بات يسمى بالعراق الجديد.
وتجنبا لاستهدافهم من الدوريات الاميركية التي تطلق النار على كل مسلح بغير زي رسمي عراقي لجأ متطرفون من السنة والشيعة الى الانضمام للعمل في الشرطة والجيش العراقيين ولدى القوات الاميركية لتحذير زملائهم من اي غارة تستهدفهم. وارشاد الاميركيين لمنافسيهم بتهم ارهابية.
وامام هذا التناحر الطائفي، باتت مدن سنية مثل الرمادي والفلوجة خاصة الطريق البرية الرابطة بين بغداد وكل من سورية والاردن والعراق المار بهما ممنوعة على الشيعة القادمين من الجنوب والوسط بعد ان شكل اقتحامها العام الماضي من قبل القوات العراقية والاميركية ضربة للمسلحين فيها وتشريد معظم سكانها. وما زاد الامر تعقيدا العبارات النابية التي يطلقها بعض الجنود من الشيعة ضد سكانها اليوم بعد عودتهم لها والمباشرة باعمارها وتفريغها من المسلحين وسط رقابة مشددة على الداخلين والخارجين منها واليها. والعبارات التي تسخر منهم بلهجة جنوبية تستفزهم حسب زوار هذه المدينة الغربية التي تشير انباء الى موالاة الكثير من سكانها لابي مصعب الزرقاوي ثأرا لما حل بهم. واتهامهم بالعمالة للاميركيين خاصة الذين يعملون في الشرطة او الجيش او معسكرات القوات المتعددة الجنسيات التي بات العمل فيها محصورا بالسكان القريبين منها، فالعمال والموظفون العراقيون في تلك المعسكرات في الواقعة في المناطق الغربية جميعهم من الرمادي والفلوجة ويمنعون اي موظف من سواهما في وقت يتهمون ويقتلون من يعمل العمل ذاته من الشيعة مدفوعين ببغض طائفي تغذيه بيانات التكفيريين عبر وسائل الاعلام.
وامتد الاستهداف الطائفي الى باعة العتيق الذين يسمون بالعتاقة الذين يشترون كل سلعة عتيقة ويعتمدون على التجوال والمناداة في الشوارع فيتم اصطيادهم في المناطق ذات الاغلبية السنية من خلال لهجتهم او تتم مساومتهم على السعر العتيق فيقسمون بالامام علي او الحسين ليعرف الزبون بأنهم من الشيعة فيتم خطفهم وبيعهم لتنظيم الزرقاوي الذي يقتلهم فورا. لتظهر جثثهم في مكبات للنفايات غرب بغداد وبات اسر الضحايا يفتشون فيها عن جثة من يخطف من ذويهم حسب ما اوضح شهود عيان لإيلاف.
كما تعتبر لوحات السيارات دليلا على انحدار اصحابها من مدينة شيعية او سنية حيث يتشدد جنود الحواجز في المناطق الشيعية مع اصحاب السيارات القادمة من محافظات الانبار او صلاح الدين او ديالى او الموصل والامر ذاته يتم مع السيارات ذات اللوحات القادمة من محافظات شيعية لكن الامر يختلف مع هؤلاء الذين عادة ما يقعون صيدا لحواجز ليست رسمية انما لمسلحين تابعين لتنظيم الزرقاوي فيتم قتلهم فورا كما حدث قبل فترة حيت تم تفتيش باص قادم من دمشق الى محافظة الديوانية في الفرات الاوسط حين تم انزال كل الشباب منها من قبل مسلحين يتحدثون اللهجة العراقية وعثر على جثثهم بعد يوم على خطفهم.
ولم يقتصر التقاتل الطائفي بين السنة والشيعة فقط بل امتد داخل الطائفة الواحدة حيث يتهم اتباع الصدر منظمة بدر باستهداف قياديين فيه كان اخرها مقتل الشيخ اللامي في شارع الفلاح الاسبوع الماضي داخل مدينة الصدر ويرد التهمة ذاتها اعضاء في بدر مستفيدين من قرب التيار الصدري من طروحات هيئة علماء المسلمين بارشاد اتباع الزرقاوي لاعضاء في بدر لغرض قتلهم وهي تهم ينفيها الجانبان.
الإنتماء العشائري والطبقي
ويبدو ان الانتماء العشائري اقوى من الانتماء الطائفي وان تورطت الاحزاب الدينية في العملية السياسية ومحاولاتها فرض صبغة دينية على العملية السياسية ساهمت بشكل كبير في الاحتقان الطائفي في العراق. وبدا ذلك من خلال نجاح شيوخ عشائر سنية في تحقيق ما عجزت او تلكأت عنه الاحزاب الاسلامية؛ حيث نشرت صحيفة المدى البغدادية قبل شهر تقريرا عن مطاردة عناصر من قبيلة الدليم لمسلحين من تنظيم القاعدة كان يستهدفون سكانا من الشيعة المنتمين للقبيلة ذاتها وقبائل اخرى احتموا بشيخها احمد الخنجر الذي تصادم مع عناصر القاعدة وطردهم.
وقالت الصحيفة ان افراداً من عشائر الدليم اقاموا طوقاً حول منازل الشيعة واشتبكوا مع المسلحين صباح السبت طوال ساعة. واسفر القتال عن مصرع خمسة من المتمردين وسقوط اثنين من افراد العشائر وفق ما جاء على لسان الاهالي ومستشفى المدينة. وقال شهود عيان ان اتباع الزرقاوي فروا من الحيين اللذين جرى فيهما القتال بسيارات لا تحمل ارقام تسجيل.
واضافت الصحيفة مستندة الى تقرير لصحيفة واشنطن بوست الاميركية ان قادة اربع عشائر جمعوا مقاتليهم رداً على التحذيرات التي ألصقت في المساجد وتدعو الى طرد الشيعة البالغ عددهم 3000 نسمة من المدينة. وتدعو هذه الملصقات الشيعة الى مغادرة المدينة خلال 48 ساعة.
وقال الشيخ احمد خنجر شيخ عشيرة البو علي "لقد سئمنا من هذا الهراء ونحن لا نقبل ان يفرض غير العراقيين سيطرتهم على اخواننا العراقيين بغض النظر عن مذهبهم او قوميتهم سواء كانوا سنة أو شيعة، عرباً او أكراداً. وكان زعماء العشائر السنية في غرب العراق قد اصطدموا مراراً مع انصار الزرقاوي في اقصى الغرب واظهر العرب السنة والشيعة تعاطفهم مع بعضهم بعضا ازاء ما يقولون انه محاولات من المسلحين الاجانب لاشعال فتنة طائفية.
قادة الشيعة يقولون ان ما يمنعهم من الرد على قتلهم فتوى المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني الذي رد على دعوة الزرقاوي بعدم الانجرار الى التقاتل بين المسلمين (حتى لو تم قتل نصف شيعة العراق).
وهي دعوى القت الكرة لدى العقلاء من قادة السنة العراقيين الذين تبنوا اليوم الدعوة لعقد ميثاق شرف يحرم قتل اي عراقي بغض النظر عن طائفته وديانته وقوميته. وهي دعوة تبنتها أيضا صحيفة الصباح اليومية القريبة من الحكومة العراقية حيث تتوالى عليها ردود الفعل الايجابية لانجاحها من شخصيات سنية وشيعية. وقد يساهم هذا الميثاق إذا تحقق بوضع حد للتقاتل الطائفي الذي لم يخف العراقيون استنكارهم له واتهام دول الجوار غربا وشرقا بتصديره لهم واتخاذهم حطبا لتصفية حسابات سياسية في ما بينهم بجثث عراقية.