المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحافيون اميركيون يبكون



سلسبيل
09-24-2005, 06:15 AM
أكثر من 1350 إعلاميا وصلوا الى مدن الاشباح


لم يستطع مراسل السي ان ان اندرسون كوبر حبس دموعه


عبدالله المغلوث من فلوريدا


لن ينسى الأميركيون ماحدث قبل 3 أسابيع في لويزيانيا عندما قاطع اندرسون كوبر مراسل "سي ان ان" السيناتور ميري لاندريو اثناء اشادتها بفعاليات سياسية قائلا: "عذرا سيدتي، كيف تكيلين المديح للسياسيين ونحن نغرق، ألا تعلمين عن الجثث التي يأكلها الفئران في الشوارع في نيو اورليانز لأنها مستلقية منذ 48 ساعة دون أن تجد من يحركها؟"ثم انخرط في بكاء طويل... زميلته ميري سنو لم تتمالك نفسها هي الأخرى خلال استماعها لقصة سيدة في بيولكسي بمسيسيبي فانفجرت بالبكاء أمام ملايين المشاهدين، براين وليامز مدير نشرة أخبار"ان بي سي" المسائية أخفق في حبس دموعه أيضا بعد أن ذرفها امام الكاميرا حينما شاهد الجوع والماسأة والمرض على وجوه أميركيين. علق سلفه توم بروكو الذي تقاعد قبل نحو 7 شهور قائلاً:"فخور بنجاح الجيل الجديد من الصحافيين في تغطية آثار كاترينا، دموعهم مبررة، فهم بشر مثل الجميع، أتعاطف معهم وأهنئهم على مهنيتم، اثبتوا أن غيابي ودان راذر وبيتر جينغيز لايعني نهاية للتغطيات الحقيقية بل بداية جديدة تحمل في طياتها حس انساني عال".


رغم أن الدمار الذي خلفه إعصار كاترينا قد أثار انتقادات عريضة تتعلق بكفاءة حكومة الرئيس بوش الا انها استطاعت أن تعكس جدارة الإعلام الأميركي عبر تغطية للكارثة من كافة الزوايا"نقلوا الواقع بحرفية"قال دان راذر مدير نشرة "سي بي اس" المسائية السابق خلال حفل إيمي الـ 57 في لوس انجليس الأسبوع الماضي.

وحظيت العديد من القصص التي غطتها القنوات الأميركية بتقدير المشاهد رغم ماخلفته من حزن عميق، يشير استاذ الصحافة في جامعة لويزيانا مايك فيلس أن أكثر مااستحوذ على انتباهه هي"القصص التي رصدتها السي ان ان حول مشاركة رجال الشرطة في عمليات النهب التي تعرضت لها نيو أورليانز بعد اجلاء شعبها من خلال صور حية ومقابلات مع كافة الجهات المعنية في لويزيانا". في حين هرب العديد من مواطني تكساس إلى مناطق آمنه وصل نحو 1350 صحافيا ومصورا وفنيا ومراسلا لوسائل اعلام اميركية وغير أميركية متفرقة بطائرات ومروحيات خاصة إلى المناطق المهددة، يقول ريتشارد سام من جريدة ميامي هيرالد لـ "إيلاف" قبل توجهه الى غاليفستون بعد ساعات، ان صحيفته أمنت له مسكنا آمنا في الطابق الـ 15 لفندق بالمدينة الساحلية بجوار مجموعة من الصحافيين... وقلل ريتشارد من خطورة الاعصار على حياته: "لا تقلق لن اموت".

يذكر أن غاليفستون تعرضت عام 1900 الى اعصار مدمر أودي بحياة نحو 8000 آلاف مواطن ممادفع الحكومة المحلية الى بناء حائط أمام الشاطئ بارتفاع 16 قدماً لكن كونه قديم ومتآكل فمن المتوقع أن لايصمد امام ريتا، وقد تحولت مدينة غاليفستون صباح الجمعة الى مدينة اشباح، فبعد أن كان يتبعثر على شواطئها وفي أمعائهاا نحو 57.247 شخصا باتت خالية الا من فضول العدسات المرتعشة التي تدور حول أرجاء المدينة قبل ان تغمرها المياه.