مقاتل
09-23-2005, 10:38 PM
http://www.alraialaam.com/23-09-2005/ie5/local4.jpg
نيويورك ــ من ريم الميع
وصف وزير خارجية العراق هوشيار زيباري علاقة بغداد بالكويت بانها «متميزة و متطورة»، مشيراً إلى الاتفاق علي البدء باجراءات فتح السفارة العراقية في الكويت, واذ لاحظ زيباري، في حديث إلى «الرأي العام» في نيويورك، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان «بقايا النظام المقبور تكنّ الحقد الدفين للكويت»، لم يستبعد «ان تقوم مجموعات منهم باستهداف اهداف كويتية من هذا المنطلق», وقال «لقد حذرنا اشقاءنا وجيراننا من اننا لا نريد لتجربة العرب الافغان ان تتكرر بتجربة العرب العراقيين».
وخالف زيباري وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في قوله ان السياسات الاميركية في العراق ادت الى سيطرة النظام الايراني عليه، مطالباً «بدعم عربي لمساعدتنا لتعزيز استقلاليتنا», واذ أكد رصد حالات تسلل عبر الحدود المشتركة مع السعودية، أقر بأن «ثمة اجراءات امنية لتعزيز المراقبة من الجانب السعودي (,,,) ولدينا كل الاستجابة والتعاون من المملكة لمنع هذه العمليات», وكرر أن «معظم التسلل يتم عبر الحدود العراقية - السورية»، معتبراً أنها «اعمال تسلل تجري بتغطيات امنية معينة وبطرق خاصة», وقال «لدينا معتقلون وأناس من جنسيات مختلفة، بمن فيهم مواطنون سوريون وعراقيون، يؤكدون دعم وتعاون الاجهزه الامنية السورية او التسامح مع تحركاتهم وتسللهم», وتابع «نعرف ان لدى سورية اجهزة امنية قوية ومحترفة ومقتدرة ومعروفة، بامكانها منع وتعطيل هذا التسلل (,,,) وما نطلبه حقيقة من اخواننا واصدقائنا في سورية هو التعاون بحسن نية».
وأكد زيباري أن أبو مصعب الزرقاوي «حقيقة وليس بدعة ولا خدعة اعلامية اميركية او غربية, هو موجود وهو احد امراء الارهاب».
وهنا نص اللقاء:
لنبدأ من الدعم الكويتي الكامل للعراق في الامم المتحدة, كيف تراه؟
- هذا ما نتوقعه من اخواننا في الكويت فعلاقاتنا كانت ولا تزال متميزة ونقولها من منطلق ان الحكومة الكويتية وقفت مع تحرير شعب العراق وجازفت بالكثير في سبيل التحرر من النظام القمعي والدموي في العراق، ومنذ التحرير قدمت مساعدات مفيدة جدا الى العراق في كل المحافل العربية والاسلامية والدولية، ووقفت الى جانب العراق في سبيل ان يستعيد عافيته كاملة, ومن هذه الناحية، علاقاتنا متميزة و متطورة، وفي آخر زيارة لي لدولة الكويت اتفقت مع اخي الكريم وزير الخارجية على حاجة العراق الى البدء باجراءات فتح السفارة العراقية، كذلك اتفقنا على فتحها على مراحل، اولها ارسال بعثة اولية من الديبلوماسيين العراقيين للتهيئة لاعادة فتح السفارة في الكويت، ثم تعيين سفير بالتوافق بين الحكومة الكويتية والحكومة العراقية، وهذا في ذاته مؤشر قوي الى حرص العراق على التواصل وطي صفحة الماضي بكل جرائمه وآثامه.
ما خلفية تحذيركم من تسلل العراقيين الى الكويت؟ هل رصدتم حالات اومنعتم حالات مثلا؟
- الحقيقة ان بقايا حزب البعث والصداميين متحالفون تحالفا استراتيجيا مع عصابات الارهاب وامرائه، وهناك تنسيق ميداني بين المجموعتين, بقايا النظام المقبور تكنّ الحقد الدفين للكويت وما قامت به للتخلص من هذا النظام المجرم، لذلك من الوارد طبعا ان تقوم مجموعات منهم باستهداف اهداف كويتية من هذا المنطلق، وامكانية تسرب الارهابيين الى دول الجوار مسألة واردة جدا بسبب البيئة المهيأة لهم للتكاثر والعودة الى بلدانهم للقيام باعمال ارهابية, لقد حذرنا اشقاءنا وجيراننا من اننا لا نريد لتجربة العرب الافغان ان تتكرر بتجربة العرب العراقيين، ومن هذا المنطلق كان تنبيهنا لاننا نحرص على امنهم كما نحرص على امننا, فالمؤشرات التي نراها على الارض لهذا التحالف الاستراتيجي لبقايا النظام الصدامي المقبور والعصابات الارهابية، وما وجدناه من هذا النظام من اعمال واعتداءات وعدوان، جعلتنا لانستبعد عنهم شيئاً لانه نظام انتهى الى الابد ولن تقوم له قائمة، لذا ينفذ اي اجراءات ليشفي غليله ويروي احقاده.
وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قال في محاضرة امام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك ان السياسات الاميركية في العراق ادت الى سيطرة النظام الايراني عليه، فما رأيك في ما قاله الوزير السعودي؟
- نحن لا نشاركه في هذا الاعتقاد، ونرى أن من المبكر الحكم على الامور في العراق وخصوصاً ان ثمة عملية سياسية جارية ونحن نمر في مرحلة انتفالية، والعراق يجب ان يكون سيد نفسه وسيد قراره وبعيداً عن اي تداخلات اقليمية في شؤونه ولدينا دعم دولي ونطالب بدعم عربي ايضا لمساعدتنا حتى لتعزيز الاستقلالية وتعزيز برامجنا وتعزيز قدراتنا واستقلاليتنا، فالعراق يرفض ان يكون خاضعا لاي دولة من دول المنطقة مهما كانت، والشعب العراقي هو الذي سيقرر مصيره بنفسه من خلال هذه العملية ومن خلال الاستفتاء ومن خلال الانتخابات المقبلة، ولذلك نحن لا نريد ان نصدر احكاماً مسبقة على الاوضاع، وهذا هو توجهنا.
في ظل هذا التناقض في المواقف، هل ثمة توتر في العلاقات العراقية - السعودية؟
- لا، العلاقات جيدة وطيبة، وكان لنا لقاء هنا في نيويورك على هامش القمة الالفية مع سمو ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز، وبحثنا العلاقات السعودية- العراقية، وتلمسنا منهم كل الحرص بقيادة المملكة على دعم الشعب العراقي ومساعدته، واتفقنا اخيرا في الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة على تشكيل فريق عمل عربي من دول الجوار العربية لبحث ووضع استراتيجيات دعم، ونأمل ان نبدأ قريبا هذه المباحثات حتى نعرف ماذا بامكان الدول العربية بما فيها المملكة تقديمه الى العراق، وما هي توقعاتنا وماهم قادرون على عمله.
سمعت اكثر من مسؤول عراقي رفيع المستوى، من رئيس الوزراء الى وزراء في الحكومة العراقية، يشكون من الحدود المشتركة مع السعودية، فما خلفيات هذه الشكاوى المتكررة؟
- ثمة تسلل، ونحن نرى ان هذا التسلل ليس سياسة الدولة، و هناك عمليات تسلل عبر كل الحدود, وحسب المعلومات والبيانات، نعم رصدت حالات من تسلل عبر الحدود المشتركة (مع السعودية) ولكن ثمة اجراءات امنية لتعزيز المراقبة من الجانب السعودي، وسابقا عقدنا اجتماعات ثلاثية بين الحكومة العراقية والمملكة، للتعاون في مسألة ضبط الحدود، ولدينا كل الاستجابة والتعاون من المملكة لمنع هذه العمليات والمساعدة في الكشف عن السعوديين المتورطين في اعمال الارهاب في العراق.
العمليات العسكرية التي قامت وتقوم بها القوات العراقية على الحدود مع سورية، هل هي من قبيل آخر الدواء الكي بعدما لم تجد كل نداءاتكم لسورية بوقف تسلل المقاتلين العرب استجابة؟
- لا بالتأكيد، هذه العمليات كانت ضرورية وخصوصاً في المناطق الغربية مثل تلعفر والديب وراوا وعانا، القريبة من الحدود السورية، والتي كانت مرتعا لتجمع واستيراد هذه المجموعات الارهابية، وهذه المجموعات كانت تستقر في هذه المدن - المحطات الاساسية، للانتقال الى بقية المناطق، وانشأت في مدن مثل تلعفر قواعد ومراكز تدريب ومراكز تقديم اسلحة وتجنيد لهؤلاء الارهابيين، فاضطررنا الى قصف هذه المواقع، والمبادرة كانت من قبل الجيش العراقي وقوات الامن العراقية الاساسية، وبدعم قوات التحالف، وكانت عمليات ناجحة جدا، واعتقل العشرات وتم تدمير أو الاستيلاء على مخازن الاسلحة والاعتدة والمتفجرات التي كان هؤلاء الاشرار والارهابيون ينوون نسفها واستخدامها ضد ابناء الشعب العراقي في المحافظات والمدن الاخرى, بالنسبة الى سورية، ومرة اخرى، نحن نقول ان ثمة تسللاً، ومعظم التسلل يجري عبر الحدود العراقية - السورية.
رد الرئيس السوري بشار الاسد مرارا على ما اعتبره ادعاءات منكم، فتحدى السلطات العراقية او الاميركية أن تثبت وجود ولو جواز سفر مقاتل سوري واحد, هل تملكون مثل هذه الجوازات وهل قدمتم للسلطات السورية لوائح بمعتقلين سوريين؟
- ليست مسألة جواز سفر، فالذي يدخل الى العراق لن يأتي بجواز سفر ويقدم نفسه على الحدود ليقول انني قادم حتى اقوم بهذا الشيء, هذه اعمال تسلل وتسريبات تجري من قبل تغطيات امنية معينة وبطرق خاصة، وليست بالطرق التقليدية، ولدينا معتقلون وأناس من جنسيات مختلفة، بمن فيهم مواطنون سوريون وعراقيون، يؤكدون دعم وتعاون الاجهزه الامنية السورية او التسامح مع تحركاتهم وتسللهم، والقضية كما قلنا اكثر من مرة أننا لا نريد ان نعلق كل مشاكلنا على شماعة ان سورية غير متعاونة ولا تتعاون بما فيه الكفاية، فنحن لدينا قضايا وتعقيدات موضوعية في داخل العراق، لكن هذا التساهل وهذا التسامح مع هؤلاء المتسللين يفاقم الوضع حقيقة، ونحن يوميا نقدم عدداً من الضحايا في سبيل الدفاع عن العراق الجديد, المطلوب ارادة سياسية حقيقية، فالمسألة ليست في الشكليات ولا في اقفال الحدود تماما، لانها مهمة تتطلب امكانات وجهوداً هائلة وكبيرة، ونحن ليس لدينا اي توقعات ان اي دولة بامكانها ان تضبط حدودها، ودائما نتذكر ان اميركا، ورغم كل قوتها، تجد صعوبة في ضبط حدودها مع المكسيك لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الدخول الى اراضيها.
لكننا نعرف ان لدى سورية اجهزة امنية قوية ومحترفة ومقتدرة ومعروفة، بامكانها منع وتعطيل هذا التسلل، كما قامت سابقا بمنع العديد من العناصر، وهم اكثر من 1250 بحسب اقرارهم بأنفسهم، وهذا دليل على ان التسلل يحصل من عندهم, والكويتيون الذين ذهبوا للقتال تلقفتهم المخابرات السورية في سورية وهم يتهيأون للدخول الى العراق، فليس هناك نقص في الادلة والمعلومات والبيانات، وما نطلبه حقيقة من اخواننا واصدقائنا في سورية هو التعاون بحسن نية، لان هذا الموضوع حقيقة هو خطر على سورية قبل ان يكون خطراً على احد، وربما هناك قوى واطراف تشجع على هذا الشيء من القياده السورية.
ما هو حجم التدخل الايراني حقيقة في الشؤون الداخلية العراقية، ولماذا يحذر رئيس الحكومة السابق اياد علاوي من تحول العراق الى جمهورية اسلامية على النموذج الايراني؟
- انا، حقيقة، اختلف ربما مع هذا الوصف، لان الشعب العراقي هو الذي، في نهاية الامر، يقرر نوع الحكم ونظام الحكم الذي يختاره، ولا نعتقد ان هذه الشروط وهذه المتطلبات متوافرة لكي يتحول العراق جمهورية اسلامية، فثمة قوى وتيارات وحركات لا تؤيد هذا النهج او التوجه، وطبيعة المجتمع العراقي ايضا لا تحبذه، وبالنسبة الى التدخل فهو يختلف من دولة الى دولة، ونقول ثمة تأثير ايراني على الوضع, نعم ثمة تأثير ونعم ثمة تدخل معين، لكن هذا التدخل ليس في اتجاه دفع الامور الى العنف والى استخدام القوة والسلاح، ولكن هو لتشجيع العمل ضمن العملية السياسية اكثر, فنحن اي مسائل او خروقات نقدمها الى الجانب الايراني وان كانت ثمة عمليات تسلل او تسليح لمجموعات, وفي آخر زيارة لنا الى الجمهورية الاسلامية برفقة دولة رئيس الوزراء، طرحنا عليهم هذه القضايا بكل شفافية وبكل ود وحرص، ووعدونا خيراً، والشيء الايجابي بالنسبة للطرف الايراني انه مستعد للتعاون ومستعد لبحث آليات التعاون ومستعد للمنع، ويؤكد ان ليس من مصلحته اطلاقا أن يقوض ويضعف حكومة صديقة وحليفة او قريبة منه، وهنا يكمن الفرق بين البلدان المختلفة في التعامل مع العراق.
هل انتم شخصيا متفائلون بان يوافق العرب السنة على الدستور؟
- انا اعتقد ان الاستفتاء على الدستور سيكون خطوة مهمة جدا لبناء اسس النظام الجديد، والعرب السنة ليست لديهم مرجعية سياسية موحدة، وهناك اراء ومدارس وافكار مختلفة جدا, هناك بالتأكيد من سيصوت مع الدستور وهناك ربما من يعارض ولكن المحك سيكون بان الاستفتاء رأي الشعب العراقي باجمعه على الموافقة او رفض الدستور، وثمة فترة زمنية بسيطة لنعرف اين تقف غالبية الشعب العراقي من الدستور, ثمة من سيعرقل وثمة من يهدد وثمة من يحاول تدمير العملية من الداخل، الى آخره، لكن القرار واضح، وصدر من قبل الجمعية الوطنية، وستطبع من مسودة الدستور خمسة ملايين نسخة، منها أربعة ملايين باللغة العربية، ومليون باللغة الكردية، وثمة قسم من السنة، نعم، سيرفض العملية برمتها، ونحن حقيقة نتفانى في التواصل ومحاولة اشراك السنة في العملية، واخذنا جميع الملاحظات التي اثاروها في الدستور، لذلك لم تبق لديهم حجة، فكل القضايا الجوهرية التي اثاروها ادخلت وتنازل جميع الاطراف وقدموا تنازلات في سبيل اقناعهم وهناك العديد منهم مواقفهم ايجابية، وهناك ايضا اصوات ترفض هذا الدستور وترفض العملي السياسي برمتها.
الغالبية العراقية من سنة وشيعة، عربية، فلماذا لا يكون العراق دولة عربية والشعب الكردي فيه يتمتع بفيديرالية بدل ان نرى العكس؟
- هذا صحيح وهذا ماصدر، ولكن مشكلة الهوية تطرح من قبل حزب البعث، وهذه المجموعات التي تتاجر بالشعارات، اما نحن فقلنا ان قدر العراق انه جغرافياً وثقافياً وقومياً موجود في قلب العالم العربي والاسلامي، وهذه حقيقة لا يستطيع احد ان يغفلها، ونعم الغالبية العظمى من الشعب العراقي من السكان العرب، وبالتأكيد فان العراق، عندما يقول انه عضو مؤسس في جامعة الدول العربية وملتزم بميثاقها، فهذا يعني ان العراق بالتأكيد دولة عربية، ولكن حصلت اثارة لهذا الموضوع, اثارة سياسية واعلامية واعطيت ابعاد خارج المحتوى للتشكيك في ما نقوم به، وللتشكيك في اسس ودعائم النظام الديموقراطي التعددي الجديد الذي نبديه، لذلك اثاروا هذا الامر.
ماذا لو قررت هذه الفيديرالية او تلك اقامة فيديرالية مع هذه الدولة او تلك؟
-هذا غير ممكن, حقيقة، الكل متمسك بوحدة العراق، والكل متمسك بالوحدة الوطنية, حتى تصريحات مسعود البارزاني تؤكد ذلك ونحن اخترنا ان نكون جزءاً من العراق، لذلك يجب ان نعمل وان نفهم تركيبة المجتمع وليس هناك اي جهة او اي فئة او اي مكون من مكونات المجتمع العراقي يؤيد تقسيم او تجزئة العراق, هذا ليس من مصلحتنا اطلاقاً.
لو قرر القضاء اعدام صدام حسين واستمر رئيس الجمهورية على رفضه توقيع حكم الاعدام، ماذا سيحصل؟
-القضاء لدينا مستقل واذا صدر امر قضائي، فان هذا القرار سينال موافقة الرئاسة وسيدان، ولقد حدثت لدينا حالة سابقة ان رئيس الجمهورية اوكل الى نائبه التوقيع نيابة عنه، وهذه ليست مشكلة قانونية.
انت شخصيا، ماذا تتوقع ان يكون الحكم على صدام في ضوء الجرائم الكثيرة التي ارتكبها؟
-ان يعاقب، وليس لدينا نقص في الادلة والقضايا والتهم الموجهة الى صدام حسين، وكل العراق من اقصاه الى اقصاه مليء بالادله والشواهد على ماارتكبه صدام من جرائم ضد الشعب العراقي، ولكن نريد لهذه المحكمة ان تكون محكمة حقيقية وشفافة وعادلة، وأن تكون الاجراءات عادلة ايضاً، لان العالم سيتابع هذه المحاكمة، وستكون محاكمة العصر نظرا الى ما ارتكبه هذا الديكتاتور من آثام وجرائم في حق الشعب الكويتي وفي حق الشعب الايراني، ولذلك نحن سنؤيد ما يخرج به القضاء العراقي.
هل الزرقاوي وجماعته بهذه القوة حتى يتخفى عن اهل البلاد وفي الوقت نفسه يعمل فيهم تنكيلا؟
- الزرقاوي حقيقة وليس بدعة ولا خدعة اعلامية اميركية او غربية, هو موجود وهو احد امراء الارهاب وليس الوحيد ولكن معظم العمليات الانتحارية وعمليات القتل الجماعي وعمليات التكفير في المجتمع لقطاعات واسعة وخاصة دعوته الشريرة الاخيرة الى ابادة الشيعة واعلان حرب شاملة، المفروض ان تلقى الشجب والاستنكار من قبل كل الحكومات العربية والاسلامية، وادانتها باعلى صوت لانها ظاهرة خطيرة جدا لخلق فتنة طائفية، ونحن من خلالكم نطالب كل الدول العربية والاسلامية والفقهاء والعلماء والدعاة الاسلاميين باتخاذ موقف من هذه الدعوات الشريرة لانها خطيرة جدا على التضامن الاسلامي وعلى وحدة الدول الاسلامية، ونطلب منهم مواقف واضحة ومعلنة.
بعض المسؤولين العراقيين لا يرى ضيرا في اقامة علاقات مع اسرائيل، فهل انتم ملتزمون المبادرة العربية ام انكم على استعداد لفتح ممثلية كبعض الدول العربية والاسلامية؟
- حقيقة هذا الموضوع غير مطروح اطلاقا على جدول اعمال الحكومة العراقية، وهذه الحكومة هي حكومة انتقالية وهذا القرار متروك لحكومة عراقية منتخبة ممثلة، في المستقبل، واؤكد لك انه غير مطروح، وسياسة هذه الحكومة انها اكدت في اكثر من مناسبة تمسكها والتزامها بالمبادرة العربية للسلام، وان العراق مع الاجماع العربي، وان العراق مع القيادة الفلسطينية الشرعية المنتخبة لتقرير ما تراه مناسبا ومفيدا لمصلحة الشعب العربي الفلسطيني, هذا هو التوجه الرئيسي للحكومة العراقية، اما مسألة فتح مكاتب او اجراء اتصالات، فهذه اؤكد لك انها غير مطروحة اطلاقاً.
هل سيفتح العراق ممثلية ديبلوماسية في غزة؟
- للحقيقة، لم نطرح هذا الموضوع ولم نبحثه مع اشقائنا الفلسطينيين.
نيويورك ــ من ريم الميع
وصف وزير خارجية العراق هوشيار زيباري علاقة بغداد بالكويت بانها «متميزة و متطورة»، مشيراً إلى الاتفاق علي البدء باجراءات فتح السفارة العراقية في الكويت, واذ لاحظ زيباري، في حديث إلى «الرأي العام» في نيويورك، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان «بقايا النظام المقبور تكنّ الحقد الدفين للكويت»، لم يستبعد «ان تقوم مجموعات منهم باستهداف اهداف كويتية من هذا المنطلق», وقال «لقد حذرنا اشقاءنا وجيراننا من اننا لا نريد لتجربة العرب الافغان ان تتكرر بتجربة العرب العراقيين».
وخالف زيباري وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في قوله ان السياسات الاميركية في العراق ادت الى سيطرة النظام الايراني عليه، مطالباً «بدعم عربي لمساعدتنا لتعزيز استقلاليتنا», واذ أكد رصد حالات تسلل عبر الحدود المشتركة مع السعودية، أقر بأن «ثمة اجراءات امنية لتعزيز المراقبة من الجانب السعودي (,,,) ولدينا كل الاستجابة والتعاون من المملكة لمنع هذه العمليات», وكرر أن «معظم التسلل يتم عبر الحدود العراقية - السورية»، معتبراً أنها «اعمال تسلل تجري بتغطيات امنية معينة وبطرق خاصة», وقال «لدينا معتقلون وأناس من جنسيات مختلفة، بمن فيهم مواطنون سوريون وعراقيون، يؤكدون دعم وتعاون الاجهزه الامنية السورية او التسامح مع تحركاتهم وتسللهم», وتابع «نعرف ان لدى سورية اجهزة امنية قوية ومحترفة ومقتدرة ومعروفة، بامكانها منع وتعطيل هذا التسلل (,,,) وما نطلبه حقيقة من اخواننا واصدقائنا في سورية هو التعاون بحسن نية».
وأكد زيباري أن أبو مصعب الزرقاوي «حقيقة وليس بدعة ولا خدعة اعلامية اميركية او غربية, هو موجود وهو احد امراء الارهاب».
وهنا نص اللقاء:
لنبدأ من الدعم الكويتي الكامل للعراق في الامم المتحدة, كيف تراه؟
- هذا ما نتوقعه من اخواننا في الكويت فعلاقاتنا كانت ولا تزال متميزة ونقولها من منطلق ان الحكومة الكويتية وقفت مع تحرير شعب العراق وجازفت بالكثير في سبيل التحرر من النظام القمعي والدموي في العراق، ومنذ التحرير قدمت مساعدات مفيدة جدا الى العراق في كل المحافل العربية والاسلامية والدولية، ووقفت الى جانب العراق في سبيل ان يستعيد عافيته كاملة, ومن هذه الناحية، علاقاتنا متميزة و متطورة، وفي آخر زيارة لي لدولة الكويت اتفقت مع اخي الكريم وزير الخارجية على حاجة العراق الى البدء باجراءات فتح السفارة العراقية، كذلك اتفقنا على فتحها على مراحل، اولها ارسال بعثة اولية من الديبلوماسيين العراقيين للتهيئة لاعادة فتح السفارة في الكويت، ثم تعيين سفير بالتوافق بين الحكومة الكويتية والحكومة العراقية، وهذا في ذاته مؤشر قوي الى حرص العراق على التواصل وطي صفحة الماضي بكل جرائمه وآثامه.
ما خلفية تحذيركم من تسلل العراقيين الى الكويت؟ هل رصدتم حالات اومنعتم حالات مثلا؟
- الحقيقة ان بقايا حزب البعث والصداميين متحالفون تحالفا استراتيجيا مع عصابات الارهاب وامرائه، وهناك تنسيق ميداني بين المجموعتين, بقايا النظام المقبور تكنّ الحقد الدفين للكويت وما قامت به للتخلص من هذا النظام المجرم، لذلك من الوارد طبعا ان تقوم مجموعات منهم باستهداف اهداف كويتية من هذا المنطلق، وامكانية تسرب الارهابيين الى دول الجوار مسألة واردة جدا بسبب البيئة المهيأة لهم للتكاثر والعودة الى بلدانهم للقيام باعمال ارهابية, لقد حذرنا اشقاءنا وجيراننا من اننا لا نريد لتجربة العرب الافغان ان تتكرر بتجربة العرب العراقيين، ومن هذا المنطلق كان تنبيهنا لاننا نحرص على امنهم كما نحرص على امننا, فالمؤشرات التي نراها على الارض لهذا التحالف الاستراتيجي لبقايا النظام الصدامي المقبور والعصابات الارهابية، وما وجدناه من هذا النظام من اعمال واعتداءات وعدوان، جعلتنا لانستبعد عنهم شيئاً لانه نظام انتهى الى الابد ولن تقوم له قائمة، لذا ينفذ اي اجراءات ليشفي غليله ويروي احقاده.
وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قال في محاضرة امام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك ان السياسات الاميركية في العراق ادت الى سيطرة النظام الايراني عليه، فما رأيك في ما قاله الوزير السعودي؟
- نحن لا نشاركه في هذا الاعتقاد، ونرى أن من المبكر الحكم على الامور في العراق وخصوصاً ان ثمة عملية سياسية جارية ونحن نمر في مرحلة انتفالية، والعراق يجب ان يكون سيد نفسه وسيد قراره وبعيداً عن اي تداخلات اقليمية في شؤونه ولدينا دعم دولي ونطالب بدعم عربي ايضا لمساعدتنا حتى لتعزيز الاستقلالية وتعزيز برامجنا وتعزيز قدراتنا واستقلاليتنا، فالعراق يرفض ان يكون خاضعا لاي دولة من دول المنطقة مهما كانت، والشعب العراقي هو الذي سيقرر مصيره بنفسه من خلال هذه العملية ومن خلال الاستفتاء ومن خلال الانتخابات المقبلة، ولذلك نحن لا نريد ان نصدر احكاماً مسبقة على الاوضاع، وهذا هو توجهنا.
في ظل هذا التناقض في المواقف، هل ثمة توتر في العلاقات العراقية - السعودية؟
- لا، العلاقات جيدة وطيبة، وكان لنا لقاء هنا في نيويورك على هامش القمة الالفية مع سمو ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز، وبحثنا العلاقات السعودية- العراقية، وتلمسنا منهم كل الحرص بقيادة المملكة على دعم الشعب العراقي ومساعدته، واتفقنا اخيرا في الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة على تشكيل فريق عمل عربي من دول الجوار العربية لبحث ووضع استراتيجيات دعم، ونأمل ان نبدأ قريبا هذه المباحثات حتى نعرف ماذا بامكان الدول العربية بما فيها المملكة تقديمه الى العراق، وما هي توقعاتنا وماهم قادرون على عمله.
سمعت اكثر من مسؤول عراقي رفيع المستوى، من رئيس الوزراء الى وزراء في الحكومة العراقية، يشكون من الحدود المشتركة مع السعودية، فما خلفيات هذه الشكاوى المتكررة؟
- ثمة تسلل، ونحن نرى ان هذا التسلل ليس سياسة الدولة، و هناك عمليات تسلل عبر كل الحدود, وحسب المعلومات والبيانات، نعم رصدت حالات من تسلل عبر الحدود المشتركة (مع السعودية) ولكن ثمة اجراءات امنية لتعزيز المراقبة من الجانب السعودي، وسابقا عقدنا اجتماعات ثلاثية بين الحكومة العراقية والمملكة، للتعاون في مسألة ضبط الحدود، ولدينا كل الاستجابة والتعاون من المملكة لمنع هذه العمليات والمساعدة في الكشف عن السعوديين المتورطين في اعمال الارهاب في العراق.
العمليات العسكرية التي قامت وتقوم بها القوات العراقية على الحدود مع سورية، هل هي من قبيل آخر الدواء الكي بعدما لم تجد كل نداءاتكم لسورية بوقف تسلل المقاتلين العرب استجابة؟
- لا بالتأكيد، هذه العمليات كانت ضرورية وخصوصاً في المناطق الغربية مثل تلعفر والديب وراوا وعانا، القريبة من الحدود السورية، والتي كانت مرتعا لتجمع واستيراد هذه المجموعات الارهابية، وهذه المجموعات كانت تستقر في هذه المدن - المحطات الاساسية، للانتقال الى بقية المناطق، وانشأت في مدن مثل تلعفر قواعد ومراكز تدريب ومراكز تقديم اسلحة وتجنيد لهؤلاء الارهابيين، فاضطررنا الى قصف هذه المواقع، والمبادرة كانت من قبل الجيش العراقي وقوات الامن العراقية الاساسية، وبدعم قوات التحالف، وكانت عمليات ناجحة جدا، واعتقل العشرات وتم تدمير أو الاستيلاء على مخازن الاسلحة والاعتدة والمتفجرات التي كان هؤلاء الاشرار والارهابيون ينوون نسفها واستخدامها ضد ابناء الشعب العراقي في المحافظات والمدن الاخرى, بالنسبة الى سورية، ومرة اخرى، نحن نقول ان ثمة تسللاً، ومعظم التسلل يجري عبر الحدود العراقية - السورية.
رد الرئيس السوري بشار الاسد مرارا على ما اعتبره ادعاءات منكم، فتحدى السلطات العراقية او الاميركية أن تثبت وجود ولو جواز سفر مقاتل سوري واحد, هل تملكون مثل هذه الجوازات وهل قدمتم للسلطات السورية لوائح بمعتقلين سوريين؟
- ليست مسألة جواز سفر، فالذي يدخل الى العراق لن يأتي بجواز سفر ويقدم نفسه على الحدود ليقول انني قادم حتى اقوم بهذا الشيء, هذه اعمال تسلل وتسريبات تجري من قبل تغطيات امنية معينة وبطرق خاصة، وليست بالطرق التقليدية، ولدينا معتقلون وأناس من جنسيات مختلفة، بمن فيهم مواطنون سوريون وعراقيون، يؤكدون دعم وتعاون الاجهزه الامنية السورية او التسامح مع تحركاتهم وتسللهم، والقضية كما قلنا اكثر من مرة أننا لا نريد ان نعلق كل مشاكلنا على شماعة ان سورية غير متعاونة ولا تتعاون بما فيه الكفاية، فنحن لدينا قضايا وتعقيدات موضوعية في داخل العراق، لكن هذا التساهل وهذا التسامح مع هؤلاء المتسللين يفاقم الوضع حقيقة، ونحن يوميا نقدم عدداً من الضحايا في سبيل الدفاع عن العراق الجديد, المطلوب ارادة سياسية حقيقية، فالمسألة ليست في الشكليات ولا في اقفال الحدود تماما، لانها مهمة تتطلب امكانات وجهوداً هائلة وكبيرة، ونحن ليس لدينا اي توقعات ان اي دولة بامكانها ان تضبط حدودها، ودائما نتذكر ان اميركا، ورغم كل قوتها، تجد صعوبة في ضبط حدودها مع المكسيك لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الدخول الى اراضيها.
لكننا نعرف ان لدى سورية اجهزة امنية قوية ومحترفة ومقتدرة ومعروفة، بامكانها منع وتعطيل هذا التسلل، كما قامت سابقا بمنع العديد من العناصر، وهم اكثر من 1250 بحسب اقرارهم بأنفسهم، وهذا دليل على ان التسلل يحصل من عندهم, والكويتيون الذين ذهبوا للقتال تلقفتهم المخابرات السورية في سورية وهم يتهيأون للدخول الى العراق، فليس هناك نقص في الادلة والمعلومات والبيانات، وما نطلبه حقيقة من اخواننا واصدقائنا في سورية هو التعاون بحسن نية، لان هذا الموضوع حقيقة هو خطر على سورية قبل ان يكون خطراً على احد، وربما هناك قوى واطراف تشجع على هذا الشيء من القياده السورية.
ما هو حجم التدخل الايراني حقيقة في الشؤون الداخلية العراقية، ولماذا يحذر رئيس الحكومة السابق اياد علاوي من تحول العراق الى جمهورية اسلامية على النموذج الايراني؟
- انا، حقيقة، اختلف ربما مع هذا الوصف، لان الشعب العراقي هو الذي، في نهاية الامر، يقرر نوع الحكم ونظام الحكم الذي يختاره، ولا نعتقد ان هذه الشروط وهذه المتطلبات متوافرة لكي يتحول العراق جمهورية اسلامية، فثمة قوى وتيارات وحركات لا تؤيد هذا النهج او التوجه، وطبيعة المجتمع العراقي ايضا لا تحبذه، وبالنسبة الى التدخل فهو يختلف من دولة الى دولة، ونقول ثمة تأثير ايراني على الوضع, نعم ثمة تأثير ونعم ثمة تدخل معين، لكن هذا التدخل ليس في اتجاه دفع الامور الى العنف والى استخدام القوة والسلاح، ولكن هو لتشجيع العمل ضمن العملية السياسية اكثر, فنحن اي مسائل او خروقات نقدمها الى الجانب الايراني وان كانت ثمة عمليات تسلل او تسليح لمجموعات, وفي آخر زيارة لنا الى الجمهورية الاسلامية برفقة دولة رئيس الوزراء، طرحنا عليهم هذه القضايا بكل شفافية وبكل ود وحرص، ووعدونا خيراً، والشيء الايجابي بالنسبة للطرف الايراني انه مستعد للتعاون ومستعد لبحث آليات التعاون ومستعد للمنع، ويؤكد ان ليس من مصلحته اطلاقا أن يقوض ويضعف حكومة صديقة وحليفة او قريبة منه، وهنا يكمن الفرق بين البلدان المختلفة في التعامل مع العراق.
هل انتم شخصيا متفائلون بان يوافق العرب السنة على الدستور؟
- انا اعتقد ان الاستفتاء على الدستور سيكون خطوة مهمة جدا لبناء اسس النظام الجديد، والعرب السنة ليست لديهم مرجعية سياسية موحدة، وهناك اراء ومدارس وافكار مختلفة جدا, هناك بالتأكيد من سيصوت مع الدستور وهناك ربما من يعارض ولكن المحك سيكون بان الاستفتاء رأي الشعب العراقي باجمعه على الموافقة او رفض الدستور، وثمة فترة زمنية بسيطة لنعرف اين تقف غالبية الشعب العراقي من الدستور, ثمة من سيعرقل وثمة من يهدد وثمة من يحاول تدمير العملية من الداخل، الى آخره، لكن القرار واضح، وصدر من قبل الجمعية الوطنية، وستطبع من مسودة الدستور خمسة ملايين نسخة، منها أربعة ملايين باللغة العربية، ومليون باللغة الكردية، وثمة قسم من السنة، نعم، سيرفض العملية برمتها، ونحن حقيقة نتفانى في التواصل ومحاولة اشراك السنة في العملية، واخذنا جميع الملاحظات التي اثاروها في الدستور، لذلك لم تبق لديهم حجة، فكل القضايا الجوهرية التي اثاروها ادخلت وتنازل جميع الاطراف وقدموا تنازلات في سبيل اقناعهم وهناك العديد منهم مواقفهم ايجابية، وهناك ايضا اصوات ترفض هذا الدستور وترفض العملي السياسي برمتها.
الغالبية العراقية من سنة وشيعة، عربية، فلماذا لا يكون العراق دولة عربية والشعب الكردي فيه يتمتع بفيديرالية بدل ان نرى العكس؟
- هذا صحيح وهذا ماصدر، ولكن مشكلة الهوية تطرح من قبل حزب البعث، وهذه المجموعات التي تتاجر بالشعارات، اما نحن فقلنا ان قدر العراق انه جغرافياً وثقافياً وقومياً موجود في قلب العالم العربي والاسلامي، وهذه حقيقة لا يستطيع احد ان يغفلها، ونعم الغالبية العظمى من الشعب العراقي من السكان العرب، وبالتأكيد فان العراق، عندما يقول انه عضو مؤسس في جامعة الدول العربية وملتزم بميثاقها، فهذا يعني ان العراق بالتأكيد دولة عربية، ولكن حصلت اثارة لهذا الموضوع, اثارة سياسية واعلامية واعطيت ابعاد خارج المحتوى للتشكيك في ما نقوم به، وللتشكيك في اسس ودعائم النظام الديموقراطي التعددي الجديد الذي نبديه، لذلك اثاروا هذا الامر.
ماذا لو قررت هذه الفيديرالية او تلك اقامة فيديرالية مع هذه الدولة او تلك؟
-هذا غير ممكن, حقيقة، الكل متمسك بوحدة العراق، والكل متمسك بالوحدة الوطنية, حتى تصريحات مسعود البارزاني تؤكد ذلك ونحن اخترنا ان نكون جزءاً من العراق، لذلك يجب ان نعمل وان نفهم تركيبة المجتمع وليس هناك اي جهة او اي فئة او اي مكون من مكونات المجتمع العراقي يؤيد تقسيم او تجزئة العراق, هذا ليس من مصلحتنا اطلاقاً.
لو قرر القضاء اعدام صدام حسين واستمر رئيس الجمهورية على رفضه توقيع حكم الاعدام، ماذا سيحصل؟
-القضاء لدينا مستقل واذا صدر امر قضائي، فان هذا القرار سينال موافقة الرئاسة وسيدان، ولقد حدثت لدينا حالة سابقة ان رئيس الجمهورية اوكل الى نائبه التوقيع نيابة عنه، وهذه ليست مشكلة قانونية.
انت شخصيا، ماذا تتوقع ان يكون الحكم على صدام في ضوء الجرائم الكثيرة التي ارتكبها؟
-ان يعاقب، وليس لدينا نقص في الادلة والقضايا والتهم الموجهة الى صدام حسين، وكل العراق من اقصاه الى اقصاه مليء بالادله والشواهد على ماارتكبه صدام من جرائم ضد الشعب العراقي، ولكن نريد لهذه المحكمة ان تكون محكمة حقيقية وشفافة وعادلة، وأن تكون الاجراءات عادلة ايضاً، لان العالم سيتابع هذه المحاكمة، وستكون محاكمة العصر نظرا الى ما ارتكبه هذا الديكتاتور من آثام وجرائم في حق الشعب الكويتي وفي حق الشعب الايراني، ولذلك نحن سنؤيد ما يخرج به القضاء العراقي.
هل الزرقاوي وجماعته بهذه القوة حتى يتخفى عن اهل البلاد وفي الوقت نفسه يعمل فيهم تنكيلا؟
- الزرقاوي حقيقة وليس بدعة ولا خدعة اعلامية اميركية او غربية, هو موجود وهو احد امراء الارهاب وليس الوحيد ولكن معظم العمليات الانتحارية وعمليات القتل الجماعي وعمليات التكفير في المجتمع لقطاعات واسعة وخاصة دعوته الشريرة الاخيرة الى ابادة الشيعة واعلان حرب شاملة، المفروض ان تلقى الشجب والاستنكار من قبل كل الحكومات العربية والاسلامية، وادانتها باعلى صوت لانها ظاهرة خطيرة جدا لخلق فتنة طائفية، ونحن من خلالكم نطالب كل الدول العربية والاسلامية والفقهاء والعلماء والدعاة الاسلاميين باتخاذ موقف من هذه الدعوات الشريرة لانها خطيرة جدا على التضامن الاسلامي وعلى وحدة الدول الاسلامية، ونطلب منهم مواقف واضحة ومعلنة.
بعض المسؤولين العراقيين لا يرى ضيرا في اقامة علاقات مع اسرائيل، فهل انتم ملتزمون المبادرة العربية ام انكم على استعداد لفتح ممثلية كبعض الدول العربية والاسلامية؟
- حقيقة هذا الموضوع غير مطروح اطلاقا على جدول اعمال الحكومة العراقية، وهذه الحكومة هي حكومة انتقالية وهذا القرار متروك لحكومة عراقية منتخبة ممثلة، في المستقبل، واؤكد لك انه غير مطروح، وسياسة هذه الحكومة انها اكدت في اكثر من مناسبة تمسكها والتزامها بالمبادرة العربية للسلام، وان العراق مع الاجماع العربي، وان العراق مع القيادة الفلسطينية الشرعية المنتخبة لتقرير ما تراه مناسبا ومفيدا لمصلحة الشعب العربي الفلسطيني, هذا هو التوجه الرئيسي للحكومة العراقية، اما مسألة فتح مكاتب او اجراء اتصالات، فهذه اؤكد لك انها غير مطروحة اطلاقاً.
هل سيفتح العراق ممثلية ديبلوماسية في غزة؟
- للحقيقة، لم نطرح هذا الموضوع ولم نبحثه مع اشقائنا الفلسطينيين.