المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في بيتنا لغم اسمه الحماة



لمياء
09-23-2005, 06:39 AM
القاهرة: داليا مختار


ترتبط في أذهاننا، ومنذ الصغر، صور كاريكاتورية عن الحموات، وما علينا إلا ان نتذكر الفنانة الراحلة ماري منيب، في بعض أدوارها، أو فيلم جاين فوندا الأخيرة «مونستر إين لو»، أو الحماة البشعة، الذي لعبت فيه دور حماة الممثلة جينفر لوبيز، لنعرف مدى قوة هذه الصورة وبشاعتها المضحكة، فهي المرأة المسيطرة التي تخطط لتنغيص حياة زوج البنت أو زوجة الابن بشتى الطرق، كما ينطبق عليها القول الشائع «إن كيدهن لعظيم». لكن هل هذه الصورة حقيقية أم انها فقط كاريكاتورية نعود إليها كلما اردنا التفكه والمزاح؟ «الشرق الأوسط» حملت هذه الأسئلة إلى بعض الأزواج والامهات على حد سواء، وجاءت الحصيلة للأسف لتؤكد أن بعض الحموات ما زلن يقمن بحركات ماري منيب على أرض الواقع. هـ.ع مهندسة ومتزوجة من طبيب تقول:

إن زوجها هو الابن الوحيد على أربع بنات وان والده متوفى وهو اصغر أخواته «تزوجنا في شقة والدته، حتى لا نتركها تعيش وحدها. ونحن في أول أسبوع من شهر العسل اتصلت بنا على أساس أنها مريضة وتشعر أنها ستموت وتريد رؤيته، وبالطبع عدنا على وجه السرعة لنتفاجأ بها معافاة لا تشكو من شيء. وفسرت الأمر أنها شفيت بمجرد ان رأت ابنها. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فهي لا تنام قبل أن يعود من المستشفى، وتسمح لنفسها بدخول غرفة نومنا في أي وقت ومن دون استئذان. وكم مرة عدت من عملي على غير ميعادي المعتاد لأجدها في غرفتي تفتش في ملابسي وأدراجي، هذا عدا عن معاملتها السيئة لأهلي مبررة ذلك بأنها صاحبة البيت وانها لا تحب الزيارات. كل هذا وزوجي في عالم آخر، عندما اشكو له يجيب بأني ابالغ، لا يمكن أن يترك أمه تعيش لوحدها».

أما ر. م ربة منزل وعمرها 25 عاما فتقول: إنها تزوجت منذ ثلاثة اعوام وطلقت بعد عام واحد، والسبب حماتها، التي هي أيضا خالتها «لكنها للأسف كانت مسيطرة سيطرة تامة على ابنها، الذي كان يحكي لها كل شيء ويترك لها حق اختيار حتي ملابسه الداخلية، ورأت انه من حقها ايضا ان تختار لي ملابسي وتحدد المناسب منها وغير المناسب. بل كانت اذا حدثت أي مشكلة، ولو حتى صغيرة بيني وبين زوجي، يشكوني لها لتأتيني قائلة: إن عقابي أن ابنها سيهجرني لمدة أسبوع، وأنها هي التي تحدد العقاب ومتى يعود لي.. بالطبع لم احتمل الأمر، وكانت النتيجة الحتمية الطلاق».

تجربة ا. ف لا تختلف كثيرا، فقد ادركت منذ البداية ان حماتها كانت تريد ابنة أختها زوجة لابنها «حين أصر على الزواج مني، انقلبت عليه وأصبحت تعامله معاملة سيئة وتقول له انه تغير بعد ان تعرف علي. الزواج تم، لكن للأسف محاولات امه بإقناعه بأن يطلقني لم تتوقف. ففي يوم من الايام دعتنا لتناول الإفطار في رمضان وكم كانت مفاجأة ان وجدنا خالته وابنتها هناك في انتظارنا لتنشب بينهما وبين زوجي مشادة كلامية على مسمع ومرأى الأم التي لم تتدخل، رغم انفعال ابنها. منذ ذلك اليوم أرفض رفضا قاطعا زيارتي، لكني لم امنع زوجي عنها، فهي امه، ولا يجب ان يقطع صلة الرحم معها مهما وصل بها الحال».

وعن آراء بعض الأزواج فيما تفعله الحموات يقول ت. ش يعمل محاسب في أحد البنوك ومتزوج منذ ثلاثة أعوام ان حماته تعامله احسن معاملة كما لو كان ابنها واكثر على الرغم من أن والدته تعامل زوجته أسوأ معاملة «مع العلم أنى لم أر زوجتي أبدا تعاملها بصورة سيئة فهي تراعي الله فيها وتحفظ لي خاطري». كما يقول م. م مهندس اتصالات أن والدته تغار من زوجته بشدة وحينما تراهما سعيدان، تسعى باي طريقة للتنغيص عليها سواء بادعاء انها مريضة حتى يجلس بجوارها، أو بأن تطلب مني أن أبيت معها بالمنزل رغم وجود والدي وشقيقتي الصغيرة معها». حتى نقدم كل وجهات النظر كان لا بد ان نتعرف على آراء بعض الأمهات، أو بالأحرى الحموات، وكان هناك شبه اتفاق على أن زوجة الابن لا ترقى إلى ما كن يتمنينه لأبنائهن. فهي إما لا تعرف الواجب والأصول وبالتالي لا تؤدي واجبها معها على أحسن وجه بمراعاة مشاعرها، أو لا ترعى الابن بالطريقة التي كانت ترعاه بها هي قبل زواجه.

وبينما نفت بعضهن تدخلهن في شؤون الابن الخاصة ورفضهن ذلك، رأى البعض منهن ان من واجبهن معرفة كل ما يجري في بيته، حتى وإن تطلب الامر السكن في بيته لأسابيع. وما تجدر الإشارة إلى ان هذه الظاهرة لا تقتصر على ثقافة معينة أو بلد ما، بل هي ظاهرة عالمية، حسب دراسة أمريكية حديثة اكدت أن كسب حب الحماة اقرب طريق لقلب الزوج. إذن على كل زوجة تحلم بحياة سعيدة واستقرار اسري، ان تبذل قصارى جهدها لتوطيد العلاقة بينها وبين أهل زوجها خاصة حماتها، فعلى الزوجة أن تقوم بالمبادرة لتوطيد علاقتها مع أهل زوجها والتغاضي في الوقت نفسه عن نقاط الضعف والعيوب والاهتمام بالنواحي الإيجابية، كما يجب عليها عدم الشكوى لزوجها من تصرفات أفراد أسرته والضغط عليه بحثا عن حلول لان ذلك قد يثير غضبه وضيقه منها.

ويقول المؤلف الأمريكي لي شيلبي في كتابه «الطريق إلى السعادة الزوجية» إن كل إنسان يختلف في طباعه عن الآخرين نتيجة لاختلاف البيئة، ومن هنا يجب أن يسعى كل طرف في العلاقة الزوجية لنيل ثقة الآخر. بيد انه أيضا يحذر من المبالغة في التعبير عن مشاعر الود لاهل الزوج لأنها، حسب رأيه، تأتي بنتائج عكسية، وينصح في المقابل على تطوير العلاقة بصورة طبيعية وبتدرج منطقي مع مرور الزمن. ولا بأس، كما يقول المؤلف، من تقديم الهدايا الرمزية في المناسبات المختلفة، والقيام بزيارات ودية لاهل الزوج، لأنها تساعد على إزالة توتر العلاقات في حين أن الصمت والتباعد يؤديان الى تمزيق الروابط ويعمقان الخلافات، والزوجة الذكية هي التي تدرك جيدا أن أهل الزوج هم جزء من اقرب الناس إليها حتى لو كانت هناك بعض الاختلافات في الأفكار والطباع ولذلك فإن التقرب إليهم هو أسرع الطرق إلى قلب الزوج.