قاسم
09-22-2005, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد والأمين وآله الميامين واللعنة على أعدائهم المنافقين .
أنا من الذين كانوا يقلدون المولى المقدس الميرزا عبد الرسول الاحقاقي (طابب ثراه) وبعد وفاته وبعد أن توقف الميرزا عبد الله عن المرجعية واعترف بنفسه بأنه غير مجتهد وقال انه لا يقبل بالمرجعية (مما يدل على ورعه وتقاه) رجعنا إلى سماحة آية الله العلامة الحجة الفقيه المولى ميرزا كمال بن رافع الشهادة الثالثة الميرزا علي الاحقاقي (دام ظله) وذلك لثبوت اجتهاده وعلميته الغزيرة. وفيما يلي نبذة من سيرته منقولة من موقع أولاد مسلم
WWW.AWLAD-MUSLIM.NET
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمِ
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علىٰٰ خير خلقه محمد خاتم النبيين و أهل بيته الطاهرين.
الحديث عن الأستاذ العلامة الميرزا كمال الدين كشخص يجسّد الكثير من معاني الإنسانيّة المتخلّقة بأخلاق سادات الأنام - صلوات الله عليهم -، فهو فرع من الدّوحة الحائريّة الأسكوئيّة التي أنجبت مجموعة من المراجع والأعلام الذين خلفوا بصمات واضحة في سبيل إعلاء كلمة الإسلام و خدمة الدين الحنيف، بدءً من رجل التقوىٰٰ المولىٰٰٰ محمد سليم الأسكوئي، و مرورا بصاحب القلم البارع المحقق النحرير الميرزا محمد باقر الحائري الأسكوئي، إلىٰٰ جده المرجع الدّيني الميرزا موسىٰٰ الحائري الذي عبر عنه المرجع الديني شيخ الشريعة الأصفهاني بـ((حجة الإسلام والمسلمين، عماد الملة والدين، شيخ الفقهاء والمجتهدين))[1]؛ و والده المرجع الديني الميرزا علي الحائري أول من تولىٰٰ بنفسه رفع الشهادة الثالثة في أفق دولة الكويت؛ و كذلك عمه العلامة المجتهد الميرزا محمد باقر - الشهير بـ((الميرزا آقا)) - العالم المتبحر في علمي الأديان والأبدان، و وصولا إلىٰٰ عمه المرجع الديني الإمام المصلح والعبد الصالح الميرزا حسن الحائري الإحقاقي العامل الباذل في سبيل توحيد الصف و وحدة الكلمة - رحم الله علماءنا الماضين و أيد الباقين، آمين -.
مع كل ما يعرف عن أجداده من ورع وتقوىٰٰٰ وعلم، فإن شيخنا المترجم له لم يعتمد في يوم من الأيام علىٰٰ نسبه وأسرته للحصول علىٰٰ امتيازات كالتي يحصل عليها عادة أبناء العلماء، بل جد واجتهد و جاهد في طلب أعلىٰٰ درجات العلم ونيل الكمالات النورانية الروحية واكتساب الخصال الحميدة المعنوية؛ شخص تواضع لله وتمسك بالنبي وآله، لا طلبا لدنيا فانية ولا متاع زائل، بل سعيا وراء غاية الغايات في خدمة محمد و آله الهداة - صلوات الله عليهم أجمعين -، واضعا نصب عينيه قوله - جل شأنه - : {وَ فِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}[2].
و هذه الترجمة ليست إلا قبسات مختصرة من حياة الميرزا كمال الدين - سدد الله خطاه وأدام في معالي العز ارتقاه - وهي نتيجة إلحاح شديد من جانبنا رغبة منا في التعرف علىٰٰ حياته، إلا أنه - حفظه الله - مانع كثيرا و لم يعطنا إلا أقل القليل من المعلومات عن سيرته الذاتية والعلمية؛ مما اضطرنا للبحث والسؤال والتنقيب عند بعض المقربين لديه أو من رافقه في بعض الفترات، وهذا التواضع الجم من ناحيته ليس إلا نتيجة لروحانيته التي لا تخفىٰٰ علىٰٰ أحد و هي واقع ملموس لدىٰٰ كل من جالسه محاورا في المسائل العلمية؛ فعلمه - حرسه الله - ليس إلا حصيلة لحياة ابتدأت يوم الأحد العاشر من شهر رجب المرجب من سنة 1384 هجرية، في بيت والده المرجع الديني المقدس الميرزا علي بالكويت تحت رعاية والدته المؤمنة - رحمها الله - التي غرست في أبنائها أسمىٰٰ معاني التفاني والإخلاص لله - سبحانه - و للمعصومين - عليهم السلام - بعد أن لبىٰ والدهم نداء ربه في السادس والعشرين من شهر رمضان لسنة 1387 هجرية، أي لم يكد يبلغ المترجم له السنة الثالثة من عمره .
بدأ المترجم له بحفظ كتاب الله القرآن الكريم في العام السادس من عمره الشريف علىٰٰ يد والدته المرحومة - طاب ثراها - التي أيقنت أهمية الإحاطة والعلم بأحسن الخزائن الإلهية المكنونة في فرقان رب العالمين، فربت أولادها وعلمتهم طبقا لتعاليمه و إرشاداته نظريا وتطبيقيا. ولم يذهب تعبها سدىٰٰ، فقد سار المترجم له علىٰٰ نهج القرآن واتبع حديث سيد الكائنات: ((طلب العلم فريضة علىٰٰ كل مسلم، ألا و أن الله يحب بغاة العلم))[3]. ويذكر لنا أحد الثقات أن سماحته في صغره كان يسير مسافات طويلة إلىٰٰ أماكن الدروس الدينية . فلما أراد تحصيل العلم بأسلوب أكثر جدية، إستخار الله بالقرآن الكريم فوقع بصره علىٰٰ: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[4]، فقرر أن يلجأ إلىٰٰ عمه المرحوم الميرزا حسن الإحقاقي - بصفته كالوالد للمترجم له - لينال منه الإرشاد والنصيحة بخصوص طلب المعارف، فلاقىٰٰ تشجيعه و شد من أزره للسعي وراء العلم، و هو الذي شرف المترجم له بالعمامة و لباس رجال الدين بعد مدة من التحصيل العلمي الجاد تحت إشراف ثلة من خيرة العلماء.
في مرحلتي المقدمات والسطوح، درس شيخنا المعنىٰٰ بالترجمة تحت إشراف مجموعة من الأعلام وأهل الفضل، وفي هذه النبذة المبسطة نذكر من تيسر لنا معرفته. فقد بعثه عمه الميرزا حسن إلىٰٰ الشيخ عبد الجليل الجليلي لدراسة المقدمات، فدرس عنده الرسالة العملية و ((قطر الندىٰٰ و بل الصدىٰٰ))، ثم أكمل المترجم له بقية دروس السطوح والسطوح العليا عند بعض العلماء الأجلاء أولهم عمه - رحمه الله - حيث أشرف علىٰٰ دراسته.
ونذكر العلماء مرتبين من بداية رحلته الدراسية في السطوح :
1- الشيخ حسين الشمالي: درس عنده ((المنطق)) للشيخ المظفر، و ((شرائع الإسلام)) للمحقق الحلي، و ((قطر الندىٰٰ)) لابن هشام.
2- العلامة المرحوم السيد إبراهيم الزنجاني: ((حاشية المنطق)) للملا عبدالله اليزدي، و ((شرح المنظومة)) للملا هادي السبزواري، و ((شرح المختصر)) للتفتازاني وبعض أجزاء ((اللمعة الدمشقية)) للشهيد الأول العاملي.
3- الإمام المصلح الميرزا حسن الحائري: ((اللمعة الدمشقية)) للشهيد الأول العاملي، و ((المخازن)) و ((اللمعات)) للميرزا حسن گوهر الحائري التبريزي.
4- العلامة السيد صباح شبر: ((فرائد الأصول)) للشيخ الأنصاري، و((معالم الدين)) للشيخ حسن العاملي، و ((كفاية الأصول)) للآخوند الخراساني.
5- ابن عمه الميرزا صالح السليمي: ((شرح الفوائد الحكمية)) و ((شرح العرشية)) و ((شرح المشاعر)) للشيخ الأوحد أحمد الأحسائي، و ((الألفية)) لابن مالك.
6- الشيخ محمد الخاقاني: ((القوانين المحكمة)) للميرزا القمي، و ((أصول الفقه)) للشيخ المظفر، و ((كفاية الأصول)) للآخوند الخراساني، وبعض أجزاء ((اللمعة الدمشقية)) للشهيد الأول العاملي.
7- المرحوم الشيخ إبراهيم الحائري: ((المكاسب)) للشيخ الأنصاري.
أما عن دراسته في مرحلة الخارج والتي استمرت قرابة 14 عاما، فقد حضر عند الشيخ محمد ابن المقدس الشيخ محمد طاهر الخاقاني بحوث الخارج في الكويت، و من ثم ظعن إلىٰٰ عاصمة العلوم الدينية الإسلامية المحتوية علىٰٰ المحافل العلمية الكبرىٰٰ بعد أن هرب العلم من النجف هرب الثعبان في جحره وخرج في بلاد قم المقدسة كما قال الإمام الصادق[5] - صلوات الله عليه - بهجرة أغلب العلماء لزوال الأمن من النجف إلىٰٰ قم التي صارت مرتعا لأعلام الإسلام وفقهاء شريعة سيد الأنام - صلوات الله عليه و آله-، فحضر عند أكابر الفقهاء والمجتهدين وأعاظم الفحول والأساطين، منهم:
1- آية الله السيد تقي القمي: خارج الفقه والأصول.
2- آية الله السيد مهدي المرعشي: خارج الفقه والأصول.
3- آية الله الميرزا جواد التبريزي: خارج الفقه.
4- آية الله الشيخ حسين الوحيد الخراساني: خارج الأصول والفقه.
5- آية الله الشيخ علي المروجي القزويني: خارج الفقه والأصول.
6- آية الله السيد عباس الحسيني الكاشاني: علوم متفرقة.
7- آية الله الشيخ محمود الخليلي القزويني: خارج المكاسب.
8- آية الله المقدس السيد محمد الروحاني: بحث الخارج لمدة وجيزة.
نتيجة لكل هذه الجهود في مجالي الدراسة والتحصيل, فقد حصل المترجم له علىٰٰ عدة إجازات - شفهية و كتابية - تشهد بفضله وعلمه، منها:
1- إجازة من آية الله الإمام المصلح الميرزا حسن الحائري الإحقاقي مذيلة بوكالة مطلقة لاستلام الحقوق الشرعية ومطلق التصرف بها .
2- إجازة من خادم الشريعة الغراء الميرزا عبد الرسول الحائري الاحقاقي.
3- إجازة من آية الله السيد عباس الحجة الطباطبائي ( حفيد صاحب الرياض ) .
4- إجازة من آية الله السيد محمد كلانتر.
5- إجازة من آية الله السيد ابراهيم الزنجاني.
6- إجازة من آية الله السيد عبد الأعلىٰٰ السبزواري .
7- إجازة من آية الله الشهيد السعيد السيد حسين بحر العلوم.
8- إجازة من آية الله الشيخ محمد أمين زين الدين.
9- إجازة من آية الله السيد عباس الكاشاني.
10- إجازة من آية الله السيد مهدي المرعشي.
وغيرهم من العلماء .
و نتج من هذا التحصيل العلمي الجاد والسعي وراء مزيد من البحث والتحقيق قدرة فائقة علىٰٰ التحرير والتأليف، وهذه قائمة تحتوي علىٰٰ بعض مما اطلعنا عليه من مؤلفاته:-
1- تقريرات لبحوث السيد تقي القمي.
2- تقريرات لبحوث الشيخ علي المروجي القزويني.
3- تقريرات لبحوث الشيخ محمد الخاقاني.
4- الرّسالة الحرزيّة: في جواب مسألة الحاج علي الحرز عن أصل الكتابة العربية.
5- الرّسالة الراشدية: في جواب مسألة الميرزا راشد المويل عن مقطع من الخطبة الطتنجية.
6- الرّسالة الكويتيّة: في جواب مسألة حول الملائكة هل يخطئون أم لا؟
7- رسالة في رد بعض الاشتباهات العلمية: أجاب عنها بإشارة من عمه الميرزا حسن الحائري.
8- الرّسالة المباركيّة: في جواب مسائل الشيخ بدر المبارك.
9- الوجيزة المرشدة في أعمال العمرة المفردة: حررها بأمر من عمّه المرحوم الميرزا حسن الحائري.
10- رسالة في استصحاب العدم الأزلي.
11- رسالة في الأمر بين الأمرين: كتبها بأمر عمه المقدس الميرزا حسن الحائري.
12- إفاضات الفحول في علم الأصول.
13- رسالة في العلوم الغريبة: ألفها بطلب من عمه المرحوم الميرزا حسن الحائري بعد أن سأله أحد العلماء عن مسألة في الجفر .
14- تعليق على شرح الفوائد للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الاحسائي ( أعلى الله تعالى مقامه )
15- مستدرك الدين بين السائل والمجيب ( أجوبة المسائل الفقهية ) .
16- مستدرك الكلمات المحكمات ( أجوبة المسائل الحكمية ) .
هذا بالإضافة إلىٰٰ الشروح والتعليقات والمقالات التي يلقيها كدروس لتلامذته في حل المعضل والمشكل من المسائل العلمية والتي لا يسع ذكرها في هذه الوريقات من النبذة.
نسأل الله - جل و علا - أن يسدد خطوات العلامة الميرزا كمال الدين - أدام الله علاه - وأن يجعله نبراسا للحق في العلم والعمل أينما حل وارتحل.
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، و صلىٰٰ الله علىٰٰ محمد و آله الطيّبين الطّاهرين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] العبارة مذكورة في إجازة شيخ الشريعة للإمام المصلح الميرزا حسن الحائري - قدس سرهما -.
[2] سورة المطففين: الآية 26.
[3] أصول الكافي: ج1.
[4] سورة التوبة: الآية 122.
[5] قال - عليه السلام - : ((تخلو الكوفة من المؤمنين، و يأرز العلم عنها كما تأرز الحية من جحرها؛ ثم يظهر في بلدة يقال لها قم، و أهلها قائمون مقام الحجة)): بشارة الإسلام: ص87.
وبهذا فنحن ثابتين على عقيدة شيخنا الأوحد ( أعلى الله تعالى مقامه) وكذلك مقلدين للمولى ميرزا كمال الاحقاقي دام ظله .
والصلاة على محمد والأمين وآله الميامين واللعنة على أعدائهم المنافقين .
أنا من الذين كانوا يقلدون المولى المقدس الميرزا عبد الرسول الاحقاقي (طابب ثراه) وبعد وفاته وبعد أن توقف الميرزا عبد الله عن المرجعية واعترف بنفسه بأنه غير مجتهد وقال انه لا يقبل بالمرجعية (مما يدل على ورعه وتقاه) رجعنا إلى سماحة آية الله العلامة الحجة الفقيه المولى ميرزا كمال بن رافع الشهادة الثالثة الميرزا علي الاحقاقي (دام ظله) وذلك لثبوت اجتهاده وعلميته الغزيرة. وفيما يلي نبذة من سيرته منقولة من موقع أولاد مسلم
WWW.AWLAD-MUSLIM.NET
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمِ
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علىٰٰ خير خلقه محمد خاتم النبيين و أهل بيته الطاهرين.
الحديث عن الأستاذ العلامة الميرزا كمال الدين كشخص يجسّد الكثير من معاني الإنسانيّة المتخلّقة بأخلاق سادات الأنام - صلوات الله عليهم -، فهو فرع من الدّوحة الحائريّة الأسكوئيّة التي أنجبت مجموعة من المراجع والأعلام الذين خلفوا بصمات واضحة في سبيل إعلاء كلمة الإسلام و خدمة الدين الحنيف، بدءً من رجل التقوىٰٰ المولىٰٰٰ محمد سليم الأسكوئي، و مرورا بصاحب القلم البارع المحقق النحرير الميرزا محمد باقر الحائري الأسكوئي، إلىٰٰ جده المرجع الدّيني الميرزا موسىٰٰ الحائري الذي عبر عنه المرجع الديني شيخ الشريعة الأصفهاني بـ((حجة الإسلام والمسلمين، عماد الملة والدين، شيخ الفقهاء والمجتهدين))[1]؛ و والده المرجع الديني الميرزا علي الحائري أول من تولىٰٰ بنفسه رفع الشهادة الثالثة في أفق دولة الكويت؛ و كذلك عمه العلامة المجتهد الميرزا محمد باقر - الشهير بـ((الميرزا آقا)) - العالم المتبحر في علمي الأديان والأبدان، و وصولا إلىٰٰ عمه المرجع الديني الإمام المصلح والعبد الصالح الميرزا حسن الحائري الإحقاقي العامل الباذل في سبيل توحيد الصف و وحدة الكلمة - رحم الله علماءنا الماضين و أيد الباقين، آمين -.
مع كل ما يعرف عن أجداده من ورع وتقوىٰٰٰ وعلم، فإن شيخنا المترجم له لم يعتمد في يوم من الأيام علىٰٰ نسبه وأسرته للحصول علىٰٰ امتيازات كالتي يحصل عليها عادة أبناء العلماء، بل جد واجتهد و جاهد في طلب أعلىٰٰ درجات العلم ونيل الكمالات النورانية الروحية واكتساب الخصال الحميدة المعنوية؛ شخص تواضع لله وتمسك بالنبي وآله، لا طلبا لدنيا فانية ولا متاع زائل، بل سعيا وراء غاية الغايات في خدمة محمد و آله الهداة - صلوات الله عليهم أجمعين -، واضعا نصب عينيه قوله - جل شأنه - : {وَ فِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}[2].
و هذه الترجمة ليست إلا قبسات مختصرة من حياة الميرزا كمال الدين - سدد الله خطاه وأدام في معالي العز ارتقاه - وهي نتيجة إلحاح شديد من جانبنا رغبة منا في التعرف علىٰٰ حياته، إلا أنه - حفظه الله - مانع كثيرا و لم يعطنا إلا أقل القليل من المعلومات عن سيرته الذاتية والعلمية؛ مما اضطرنا للبحث والسؤال والتنقيب عند بعض المقربين لديه أو من رافقه في بعض الفترات، وهذا التواضع الجم من ناحيته ليس إلا نتيجة لروحانيته التي لا تخفىٰٰ علىٰٰ أحد و هي واقع ملموس لدىٰٰ كل من جالسه محاورا في المسائل العلمية؛ فعلمه - حرسه الله - ليس إلا حصيلة لحياة ابتدأت يوم الأحد العاشر من شهر رجب المرجب من سنة 1384 هجرية، في بيت والده المرجع الديني المقدس الميرزا علي بالكويت تحت رعاية والدته المؤمنة - رحمها الله - التي غرست في أبنائها أسمىٰٰ معاني التفاني والإخلاص لله - سبحانه - و للمعصومين - عليهم السلام - بعد أن لبىٰ والدهم نداء ربه في السادس والعشرين من شهر رمضان لسنة 1387 هجرية، أي لم يكد يبلغ المترجم له السنة الثالثة من عمره .
بدأ المترجم له بحفظ كتاب الله القرآن الكريم في العام السادس من عمره الشريف علىٰٰ يد والدته المرحومة - طاب ثراها - التي أيقنت أهمية الإحاطة والعلم بأحسن الخزائن الإلهية المكنونة في فرقان رب العالمين، فربت أولادها وعلمتهم طبقا لتعاليمه و إرشاداته نظريا وتطبيقيا. ولم يذهب تعبها سدىٰٰ، فقد سار المترجم له علىٰٰ نهج القرآن واتبع حديث سيد الكائنات: ((طلب العلم فريضة علىٰٰ كل مسلم، ألا و أن الله يحب بغاة العلم))[3]. ويذكر لنا أحد الثقات أن سماحته في صغره كان يسير مسافات طويلة إلىٰٰ أماكن الدروس الدينية . فلما أراد تحصيل العلم بأسلوب أكثر جدية، إستخار الله بالقرآن الكريم فوقع بصره علىٰٰ: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[4]، فقرر أن يلجأ إلىٰٰ عمه المرحوم الميرزا حسن الإحقاقي - بصفته كالوالد للمترجم له - لينال منه الإرشاد والنصيحة بخصوص طلب المعارف، فلاقىٰٰ تشجيعه و شد من أزره للسعي وراء العلم، و هو الذي شرف المترجم له بالعمامة و لباس رجال الدين بعد مدة من التحصيل العلمي الجاد تحت إشراف ثلة من خيرة العلماء.
في مرحلتي المقدمات والسطوح، درس شيخنا المعنىٰٰ بالترجمة تحت إشراف مجموعة من الأعلام وأهل الفضل، وفي هذه النبذة المبسطة نذكر من تيسر لنا معرفته. فقد بعثه عمه الميرزا حسن إلىٰٰ الشيخ عبد الجليل الجليلي لدراسة المقدمات، فدرس عنده الرسالة العملية و ((قطر الندىٰٰ و بل الصدىٰٰ))، ثم أكمل المترجم له بقية دروس السطوح والسطوح العليا عند بعض العلماء الأجلاء أولهم عمه - رحمه الله - حيث أشرف علىٰٰ دراسته.
ونذكر العلماء مرتبين من بداية رحلته الدراسية في السطوح :
1- الشيخ حسين الشمالي: درس عنده ((المنطق)) للشيخ المظفر، و ((شرائع الإسلام)) للمحقق الحلي، و ((قطر الندىٰٰ)) لابن هشام.
2- العلامة المرحوم السيد إبراهيم الزنجاني: ((حاشية المنطق)) للملا عبدالله اليزدي، و ((شرح المنظومة)) للملا هادي السبزواري، و ((شرح المختصر)) للتفتازاني وبعض أجزاء ((اللمعة الدمشقية)) للشهيد الأول العاملي.
3- الإمام المصلح الميرزا حسن الحائري: ((اللمعة الدمشقية)) للشهيد الأول العاملي، و ((المخازن)) و ((اللمعات)) للميرزا حسن گوهر الحائري التبريزي.
4- العلامة السيد صباح شبر: ((فرائد الأصول)) للشيخ الأنصاري، و((معالم الدين)) للشيخ حسن العاملي، و ((كفاية الأصول)) للآخوند الخراساني.
5- ابن عمه الميرزا صالح السليمي: ((شرح الفوائد الحكمية)) و ((شرح العرشية)) و ((شرح المشاعر)) للشيخ الأوحد أحمد الأحسائي، و ((الألفية)) لابن مالك.
6- الشيخ محمد الخاقاني: ((القوانين المحكمة)) للميرزا القمي، و ((أصول الفقه)) للشيخ المظفر، و ((كفاية الأصول)) للآخوند الخراساني، وبعض أجزاء ((اللمعة الدمشقية)) للشهيد الأول العاملي.
7- المرحوم الشيخ إبراهيم الحائري: ((المكاسب)) للشيخ الأنصاري.
أما عن دراسته في مرحلة الخارج والتي استمرت قرابة 14 عاما، فقد حضر عند الشيخ محمد ابن المقدس الشيخ محمد طاهر الخاقاني بحوث الخارج في الكويت، و من ثم ظعن إلىٰٰ عاصمة العلوم الدينية الإسلامية المحتوية علىٰٰ المحافل العلمية الكبرىٰٰ بعد أن هرب العلم من النجف هرب الثعبان في جحره وخرج في بلاد قم المقدسة كما قال الإمام الصادق[5] - صلوات الله عليه - بهجرة أغلب العلماء لزوال الأمن من النجف إلىٰٰ قم التي صارت مرتعا لأعلام الإسلام وفقهاء شريعة سيد الأنام - صلوات الله عليه و آله-، فحضر عند أكابر الفقهاء والمجتهدين وأعاظم الفحول والأساطين، منهم:
1- آية الله السيد تقي القمي: خارج الفقه والأصول.
2- آية الله السيد مهدي المرعشي: خارج الفقه والأصول.
3- آية الله الميرزا جواد التبريزي: خارج الفقه.
4- آية الله الشيخ حسين الوحيد الخراساني: خارج الأصول والفقه.
5- آية الله الشيخ علي المروجي القزويني: خارج الفقه والأصول.
6- آية الله السيد عباس الحسيني الكاشاني: علوم متفرقة.
7- آية الله الشيخ محمود الخليلي القزويني: خارج المكاسب.
8- آية الله المقدس السيد محمد الروحاني: بحث الخارج لمدة وجيزة.
نتيجة لكل هذه الجهود في مجالي الدراسة والتحصيل, فقد حصل المترجم له علىٰٰ عدة إجازات - شفهية و كتابية - تشهد بفضله وعلمه، منها:
1- إجازة من آية الله الإمام المصلح الميرزا حسن الحائري الإحقاقي مذيلة بوكالة مطلقة لاستلام الحقوق الشرعية ومطلق التصرف بها .
2- إجازة من خادم الشريعة الغراء الميرزا عبد الرسول الحائري الاحقاقي.
3- إجازة من آية الله السيد عباس الحجة الطباطبائي ( حفيد صاحب الرياض ) .
4- إجازة من آية الله السيد محمد كلانتر.
5- إجازة من آية الله السيد ابراهيم الزنجاني.
6- إجازة من آية الله السيد عبد الأعلىٰٰ السبزواري .
7- إجازة من آية الله الشهيد السعيد السيد حسين بحر العلوم.
8- إجازة من آية الله الشيخ محمد أمين زين الدين.
9- إجازة من آية الله السيد عباس الكاشاني.
10- إجازة من آية الله السيد مهدي المرعشي.
وغيرهم من العلماء .
و نتج من هذا التحصيل العلمي الجاد والسعي وراء مزيد من البحث والتحقيق قدرة فائقة علىٰٰ التحرير والتأليف، وهذه قائمة تحتوي علىٰٰ بعض مما اطلعنا عليه من مؤلفاته:-
1- تقريرات لبحوث السيد تقي القمي.
2- تقريرات لبحوث الشيخ علي المروجي القزويني.
3- تقريرات لبحوث الشيخ محمد الخاقاني.
4- الرّسالة الحرزيّة: في جواب مسألة الحاج علي الحرز عن أصل الكتابة العربية.
5- الرّسالة الراشدية: في جواب مسألة الميرزا راشد المويل عن مقطع من الخطبة الطتنجية.
6- الرّسالة الكويتيّة: في جواب مسألة حول الملائكة هل يخطئون أم لا؟
7- رسالة في رد بعض الاشتباهات العلمية: أجاب عنها بإشارة من عمه الميرزا حسن الحائري.
8- الرّسالة المباركيّة: في جواب مسائل الشيخ بدر المبارك.
9- الوجيزة المرشدة في أعمال العمرة المفردة: حررها بأمر من عمّه المرحوم الميرزا حسن الحائري.
10- رسالة في استصحاب العدم الأزلي.
11- رسالة في الأمر بين الأمرين: كتبها بأمر عمه المقدس الميرزا حسن الحائري.
12- إفاضات الفحول في علم الأصول.
13- رسالة في العلوم الغريبة: ألفها بطلب من عمه المرحوم الميرزا حسن الحائري بعد أن سأله أحد العلماء عن مسألة في الجفر .
14- تعليق على شرح الفوائد للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الاحسائي ( أعلى الله تعالى مقامه )
15- مستدرك الدين بين السائل والمجيب ( أجوبة المسائل الفقهية ) .
16- مستدرك الكلمات المحكمات ( أجوبة المسائل الحكمية ) .
هذا بالإضافة إلىٰٰ الشروح والتعليقات والمقالات التي يلقيها كدروس لتلامذته في حل المعضل والمشكل من المسائل العلمية والتي لا يسع ذكرها في هذه الوريقات من النبذة.
نسأل الله - جل و علا - أن يسدد خطوات العلامة الميرزا كمال الدين - أدام الله علاه - وأن يجعله نبراسا للحق في العلم والعمل أينما حل وارتحل.
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، و صلىٰٰ الله علىٰٰ محمد و آله الطيّبين الطّاهرين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] العبارة مذكورة في إجازة شيخ الشريعة للإمام المصلح الميرزا حسن الحائري - قدس سرهما -.
[2] سورة المطففين: الآية 26.
[3] أصول الكافي: ج1.
[4] سورة التوبة: الآية 122.
[5] قال - عليه السلام - : ((تخلو الكوفة من المؤمنين، و يأرز العلم عنها كما تأرز الحية من جحرها؛ ثم يظهر في بلدة يقال لها قم، و أهلها قائمون مقام الحجة)): بشارة الإسلام: ص87.
وبهذا فنحن ثابتين على عقيدة شيخنا الأوحد ( أعلى الله تعالى مقامه) وكذلك مقلدين للمولى ميرزا كمال الاحقاقي دام ظله .