المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ الضاري وقناة المجد ..........جابر سيد خلف البهبهاني



سلسبيل
09-22-2005, 07:24 AM
كتب:جابر سيد خلف البهبهاني

بات من الواضح الذي لا لبس فيه ومن المؤكد الذي لا شك فيه ان العمليات الارهابية التي تقع في العراق تحت شعار مقاومة المحتل الاجنبي، والتي راح ضحيتها الى الآن اكثر من خمسة الاف عراقي مدني هي من تدبير بقايا النظام السابق ومن تنفيذ التكفيريين الاوغاد بقيادة الزرطاوي. ومن يقول غير هذا فهو اما منهم، او هو متعصب من الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم لا يفيد معهم لا حوار ولا نقاش لأنهم اتخذوا موقفهم على اساس العناد لا اساس الاقتناع. وقد ذكرت في مقالة سابقة ان هناك من تبرع من حيث يعلم او لا يعلم لأن يكون الغطاء السياسي والناطق الرسمي لهؤلاء الارهابيين الذين يعيثون في ارض العراق فسادا يهلكون الحرث والنسل.

احد هؤلاء المتبرعين جزاه الله عن الاسلام خير الجزاء الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة العلماء المسلمين، هذه الهيئة المناصرة لحزب البعث العراقي المنحل جهارا نهارا، فهي من اشد المعارضين لقانون اجتثاث البعث من مؤسسات الدولة، وكذلك الرافضة للمادة الدستورية التي تحظر على حزب البعث المنحل من العودة للعمل في الساحة السياسية العراقية. وقارن اخي القارئ الفرق بين شدة معارضة ورفض هذه الهيئة الموقرة لكل ما يمس البعثيين وحزبهم بسوء وبسببها خلقت ازمة سياسية تدعو الى مقاطعة التصويت على مسودة الدستور، وبين بيانها الفاتر جدا الى درجة البرودة في اعقاب بيان الزرطاوي الذي اعلن فيه الحرب الشاملة على الشيعة يدعو بيان الهيئة (البعيد اللي ما يتسماش) الى التراجع عن بيانه ولم ينقص في بيانها هذا الا ان (تبوس كصته) واعتقد انه لو كان حاضرا امامها لفعلت.

يجيب شيخ الهيئة في قناة المجد على سؤال عن ما هي مصادر الارهاب في العراق؟ يقول الشيخ الغيور على البعث ان مصادر الارهاب في العراق خمسة وهي الاحتلال الاجنبي، الحكومة الانتقالية، الحكومة الحالية، بعض اجهزة المخابرات، وبعض اخطاء المقاومة المتعمدة وغير المتعمدة. هكذا وامام كل هذه الحقائق والدلائل التي تؤكد على تعاون البعثيين مع التكفيريين في العمليات الارهابية مازال سماحته لا يراها لأن العصبية جعلت على قلبه وسمعه وبصره غشاوة. بل واكثر من هذا في اجابة على سؤال آخر يدين سماحته قتل الابرياء المدنيين ولكنه لا يتخلى عن المقاومة لطرد المحتل الاجنبي، والحقيقة مازلت انا والكثير نبحث عن هذه المقاومة فلا نجد الا ارهابا فعمليات ما يدعي سماحته بالمقاومة السواد الاعظم منها موجه الى الشيعة العراقيين والى البنية التحتية للعراق الا ما ندر منها ويمكن عن طريق الخطأ أن تصيب بعض قوات الجيش الامريكي.

الا اذا كان سماحته يرى ان المواطنين الشيعة في العراق هم المحتل الاجنبي، وقد جاء ليقلص من نفوذه الذي كان يتمتع بها على حساب غيره في عهد النظام البائد واعاده الى الحجم الطبيعي في مسودة الدستور لتتساوي حقوق المواطنين مع واجباتهم. وقد سئل في هذا الشيخ الضاري هل صحيح ان السنة هم المستفيدون من الحكومة التي توالت على حكم العراق طوال القرن الماضي؟ يجيب في مغالطة عجيبة غريبة ليثبت عكس الصورة واخذ يؤكد بأن اغلب رؤساء الوزراء والوزراء في الحكومات السابقة هم من الشيعة، وان الخمسة والخمسين بعثياً المقبوض عليهم منهم خمسة وثلاثون شيعياً. ويتغافل الشيخ عن ان الشيعة هم الذين عارضوا وقاوموا كل الحكومات السابقة، ولذلك كان لهم من القهر والظلم والقتل وهتك الاعراض والتشريد نصيب الاسد. هذا في الوقت الذي كان فيه ليس السنة بل هو ومن على شاكلته يعيشون آمنين منعمين مكرمين لم يمسسهم سوء ولا ضر، وقد استقوت بهم الحكومات السابقة على خصوهم.

ليت قناة المجد تعيد هذا اللقاء ليتأكد القراء مما ذكر في هذا المقال انه حقيقة ليس بإفتراء وواقع ليس بحلم ولا وهم، وليميز بين هو صديقه ومن هو عدوه.

www.alwalaa.com