زوربا
09-22-2005, 07:05 AM
معركة في أميركا حول مطالب بوضع إعلانات تحذيرية عليها
نيويورك: ميلاني وارنر*
قد تكون لدى الأميركيين أسباب كثيرة تجعلهم يخافون البطاطا الفرنسية المقلية. فهي إذا كانت تعتبر واحدة من أكثر الأطعمة شعبية على المستوى الوطني، فإنها مشبعة بالدهون ومثقلة بالصوديوم ومليئة بالنشويات البسيطة من النوع السيئ. كذلك اتضح أنها مملوءة بمادة كيميائية هي «أكْريلامايد» يعرف عنها أنها تسبب السرطان لدى فئران المختبرات. وأثار هذا الاكتشاف الذي عرف قبل عدة سنوات أسئلة حول سلامة البطاطا المقلية المملوءة بمادة الأكريلامايد، الأمر الذي أدى إلى مواجهة جرت هذا الصيف حول ما إذا كان من الضروري وضع إعلانات تحذيرية على أكياس أطعمة من هذا النوع من قبل الشركات المنتجة، على غرار تحذيرات السجائر، وفيما إذا كان ضروريا تخفيض مستويات الأكريلامايد في منتجات البطاطا المقلية.
وكان وكيل النيابة العام في كاليفورنيا طرفا في هذه المواجهة ضد شركات صنع الأطعمة وضد «إدارة الأطعمة والأدوية».
وما سيحدث خلال الأشهر القليلة المقبلة سيكون له تأثير كبير على عادات الأكل بالنسبة للأميركيين، وربما يلحق ضررا كبيرا فيما يتحقق من أرباح المطاعم وشركات الأطعمة. وتعد البطاطا المقلية التي تسمى بـ«البطاطا الفرنسية» في الولايات المتحدة عنصر الاستهلاك الأول في المطاعم، حسبما تقول مؤسسة البحث «أن بي دي غْروب».
وتحتل البطاطا المقلية سوقا مهما من منتجات الأطعمة في كل الولايات المتحدة. إذ ينفق الأميركيون ما مقداره 4 مليارات دولار سنويا على شرائها مقابل 3 مليارات عما يعرف برقائق البطاطا المقلية (التشيبس). وكان بيل لوكير، وكيل النيابة العام لولاية كاليفورنيا قد رفع دعوى في أغسطس (آب) الماضي ضد عدة شركات مثل ماكدونالد وبرغر كينغ وفريتو ـ لاي التي تمتلكها شركة بيبسي كولا مع ست شركات أطعمة أخرى، طالب فيها هذه الشركات بوضع إعلانات على ظهر منتجاتها تحذر من تناول البطاطا المقلية في كاليفورنيا، على أن يكون هذا الإعلان بشكل قريب إلى هذه الصيغة: «يحتوي هذا المنتَج على مادة كيميائية تعرف في ولاية كاليفورنيا بأنها مسببة للسرطان».
لكن شركات صنع الأطعمة تشعر بالقلق من وضع كلمة «سرطان» على منتجاتها. وتحاجج هذه الشركات بأن العلماء لا يعرفون تماما إن كانت مادة الأكريلامايد تسبب السرطان للإنسان مع المستوى الحالي المتوفر لهذه المادة في الأطعمة. وهذه المادة لا توضع في الأطعمة، لكنها تتشكل حينما تسخن الأطعمة النشوية إلى درجات حرارة عالية.
كذلك هو الحال مع «إدارة الأطعمة والأدوية» التي تتوثق من معايير المنتجات الغذائية والطبية، فهي الأخرى تعارض وضع تحذير على أغلفة هذه المنتجات حتى تتم مراجعة هذه المسألة التي بدأت منذ عام 2002، حينما اكتشف العلماء لأول مرة أن مادة الأكريلامايد تتكون أثناء طبخ بعض الأطعمة.
وإذا كان الخبراء القانونيون يرون أن دعوى وكيل نيابة ولاية كاليفورنيا ستأخذ وقتا طويلا، فإنها على الأغلب ستثير إجراءات أخرى. فـ«وكالة حماية بيئة كاليفورنيا» التي ظلت تدرس الأكريلامايد لعدة سنوات تقول الآن إنها ستصدر أنظمة جديدة قبل نهاية هذه السنة بهذا الخصوص. وتتضمن الاقتراحات وضع إعلانات تحذير على أغلفة الأطعمة مع وضع إشارات تحذيرية في الأسواق الكبيرة (السوبرماركت) والمطاعم، إضافة إلى استثناء شامل للأكريلامايد في الأطعمة. وهو خيار ظلت شركات صنع الأطعمة تضغط بشدة من أجله، لكن من غير المتوقع تبنيه.
*خدمة «نيويورك تايمز»
نيويورك: ميلاني وارنر*
قد تكون لدى الأميركيين أسباب كثيرة تجعلهم يخافون البطاطا الفرنسية المقلية. فهي إذا كانت تعتبر واحدة من أكثر الأطعمة شعبية على المستوى الوطني، فإنها مشبعة بالدهون ومثقلة بالصوديوم ومليئة بالنشويات البسيطة من النوع السيئ. كذلك اتضح أنها مملوءة بمادة كيميائية هي «أكْريلامايد» يعرف عنها أنها تسبب السرطان لدى فئران المختبرات. وأثار هذا الاكتشاف الذي عرف قبل عدة سنوات أسئلة حول سلامة البطاطا المقلية المملوءة بمادة الأكريلامايد، الأمر الذي أدى إلى مواجهة جرت هذا الصيف حول ما إذا كان من الضروري وضع إعلانات تحذيرية على أكياس أطعمة من هذا النوع من قبل الشركات المنتجة، على غرار تحذيرات السجائر، وفيما إذا كان ضروريا تخفيض مستويات الأكريلامايد في منتجات البطاطا المقلية.
وكان وكيل النيابة العام في كاليفورنيا طرفا في هذه المواجهة ضد شركات صنع الأطعمة وضد «إدارة الأطعمة والأدوية».
وما سيحدث خلال الأشهر القليلة المقبلة سيكون له تأثير كبير على عادات الأكل بالنسبة للأميركيين، وربما يلحق ضررا كبيرا فيما يتحقق من أرباح المطاعم وشركات الأطعمة. وتعد البطاطا المقلية التي تسمى بـ«البطاطا الفرنسية» في الولايات المتحدة عنصر الاستهلاك الأول في المطاعم، حسبما تقول مؤسسة البحث «أن بي دي غْروب».
وتحتل البطاطا المقلية سوقا مهما من منتجات الأطعمة في كل الولايات المتحدة. إذ ينفق الأميركيون ما مقداره 4 مليارات دولار سنويا على شرائها مقابل 3 مليارات عما يعرف برقائق البطاطا المقلية (التشيبس). وكان بيل لوكير، وكيل النيابة العام لولاية كاليفورنيا قد رفع دعوى في أغسطس (آب) الماضي ضد عدة شركات مثل ماكدونالد وبرغر كينغ وفريتو ـ لاي التي تمتلكها شركة بيبسي كولا مع ست شركات أطعمة أخرى، طالب فيها هذه الشركات بوضع إعلانات على ظهر منتجاتها تحذر من تناول البطاطا المقلية في كاليفورنيا، على أن يكون هذا الإعلان بشكل قريب إلى هذه الصيغة: «يحتوي هذا المنتَج على مادة كيميائية تعرف في ولاية كاليفورنيا بأنها مسببة للسرطان».
لكن شركات صنع الأطعمة تشعر بالقلق من وضع كلمة «سرطان» على منتجاتها. وتحاجج هذه الشركات بأن العلماء لا يعرفون تماما إن كانت مادة الأكريلامايد تسبب السرطان للإنسان مع المستوى الحالي المتوفر لهذه المادة في الأطعمة. وهذه المادة لا توضع في الأطعمة، لكنها تتشكل حينما تسخن الأطعمة النشوية إلى درجات حرارة عالية.
كذلك هو الحال مع «إدارة الأطعمة والأدوية» التي تتوثق من معايير المنتجات الغذائية والطبية، فهي الأخرى تعارض وضع تحذير على أغلفة هذه المنتجات حتى تتم مراجعة هذه المسألة التي بدأت منذ عام 2002، حينما اكتشف العلماء لأول مرة أن مادة الأكريلامايد تتكون أثناء طبخ بعض الأطعمة.
وإذا كان الخبراء القانونيون يرون أن دعوى وكيل نيابة ولاية كاليفورنيا ستأخذ وقتا طويلا، فإنها على الأغلب ستثير إجراءات أخرى. فـ«وكالة حماية بيئة كاليفورنيا» التي ظلت تدرس الأكريلامايد لعدة سنوات تقول الآن إنها ستصدر أنظمة جديدة قبل نهاية هذه السنة بهذا الخصوص. وتتضمن الاقتراحات وضع إعلانات تحذير على أغلفة الأطعمة مع وضع إشارات تحذيرية في الأسواق الكبيرة (السوبرماركت) والمطاعم، إضافة إلى استثناء شامل للأكريلامايد في الأطعمة. وهو خيار ظلت شركات صنع الأطعمة تضغط بشدة من أجله، لكن من غير المتوقع تبنيه.
*خدمة «نيويورك تايمز»