جمال
09-21-2005, 09:05 AM
الدكتور صلاح الفضلى
salahma@yahoo.com
تلعفر مدينة عراقية صغيرة قرب الموصل وتقع على مقربة من الحدود السورية، وسكانها هم خليط من العرب والأكراد والتركمان وهي تمثل التعدد العرقي في العراق, هذه المدينة ابتليت منذ أكثر من ستة أشهر بتسلل مجموعات من «المجاهدين» الذين جاؤوا للجهاد في العراق، وجعلوا من هذه المدينة الهادئة مركزاً لنشاطهم, تلعفر أصبحت معقلاً «للمقاومة» بعد تصفية الفلوجة، ومن تلعفر تنطلق سيارات الموت المفخخة، لتنشر رائحة الموت في مدن عديدة من العراق.
منذ وصول بركات «المجاهدين» وأهالي المدينة يعيشون في حالة مأسوية من خلال القتل والذبح والترهيب والتهجير الذي يمارسه معهم «المجاهدون», بعد ذبح العشرات وانتهاك الأعراض وتهجير مئات العوائل، وبعد أن استنفدت كل محاولات طرد هؤلاء بطريقة سلمية كان لا بد من تطهير تلعفر منهم بالقوة.
الآن وبعد أن تم قتل هؤلاء «المجاهدين» الذين عاثوا في الأرض فسادا خرج علينا من «المثقفين وأهل السياسة وأهل العلم والتقوى» من يتباكى على أهالي تلعفر ويذرف الدموع على الدماء «الطاهرة» التي سفكت في تلعفر ويعتبر أن ما حصل فيها هو نوع من الحقد الطائفي الدفين, أين هؤلاء المتباكون من شلالات الدماء التي تسفك يومياً في العراق؟ أين هؤلاء العلماء الورعون من اشلاء الاطفال والنساء التي تتطاير بفعل جرائم هؤلاء؟، اين كل هؤلاء حين يقتل «المجاهدون» طفلاً ثم تفخخ جثته بالمتفجرات، لتنفجر عندما يأتي أبواه المفجوعان للبكاء عليه, مئات الأبرياء يقتلون في العراق يومياً على أيدي وحوش لا تعرف قلوبهم الرحمة ولم نسمع أحداً ممن يتباكى على تلعفر يندد بالمجازر اليومية التي ترتكب يوميا، أما حينما يتعلق الأمر بحثالة من المجرمين وشذاذ الأفاق فإن الجيوب تشق والخدود تلطم والعيون تدمع على «شهداء تلعفر» ولا يستبعد أن يعقد لهم تأبين في مجلس الأمة كما حصل مع شهداء الفلوجة، وهذا يذكرنا بقول الشاعر:
«قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر»
أي حقد طائفي يتكلم عنه هؤلاء في القضاء على المجرمين، في حين أنهم يصابون بالصمم وينتابهم العمى عن تصريحات قدوتهم «القائد المظفر» الزرقاوي الذي أعلن أن جيش «الطائفة المنصورة» هو المسؤول عن قتل 120 من العمال الأبرياء في بغداد ومجازر أخرى عدة ثأرا «لشهداء تلعفر».
قبل أيام ظهر على شاشة التلفزيون العراقي الشيخ اياد السامرائي رئىس الوقف السني في العراق وكان يقول في معرض حديثه لوزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي «إن هؤلاء التكفيريين يستبيحون سامراء، وانهم سيقضون علينا جميعا اذا لم نتخلص منهم», هناك حقيقة وهي أن الفكر الذي يقوم بهذه الأعمال لا يقتصر في استهدافه للشيعة فقط، ولكنه يستهدف الشيعة والسنة معا، فهو لا يفرق بين الشيعي الذي يتعلق بشباك ضريح الإمام الكاظم ولا بين السني الذي يمسك بشباك ضريح عبدالقادر الكيلاني، لأنهم جميعاً بالنسبة له قبوريون شركيون, هذا الفكر فكر مجرم ومنحرف، ولذلك، فإن كل من يتعاطف أو يجد العذر لهؤلاء المجرمين لهو أكثر زرقة من الزرقاوي.
كاتب كويتي
salahma@yahoo.com
تلعفر مدينة عراقية صغيرة قرب الموصل وتقع على مقربة من الحدود السورية، وسكانها هم خليط من العرب والأكراد والتركمان وهي تمثل التعدد العرقي في العراق, هذه المدينة ابتليت منذ أكثر من ستة أشهر بتسلل مجموعات من «المجاهدين» الذين جاؤوا للجهاد في العراق، وجعلوا من هذه المدينة الهادئة مركزاً لنشاطهم, تلعفر أصبحت معقلاً «للمقاومة» بعد تصفية الفلوجة، ومن تلعفر تنطلق سيارات الموت المفخخة، لتنشر رائحة الموت في مدن عديدة من العراق.
منذ وصول بركات «المجاهدين» وأهالي المدينة يعيشون في حالة مأسوية من خلال القتل والذبح والترهيب والتهجير الذي يمارسه معهم «المجاهدون», بعد ذبح العشرات وانتهاك الأعراض وتهجير مئات العوائل، وبعد أن استنفدت كل محاولات طرد هؤلاء بطريقة سلمية كان لا بد من تطهير تلعفر منهم بالقوة.
الآن وبعد أن تم قتل هؤلاء «المجاهدين» الذين عاثوا في الأرض فسادا خرج علينا من «المثقفين وأهل السياسة وأهل العلم والتقوى» من يتباكى على أهالي تلعفر ويذرف الدموع على الدماء «الطاهرة» التي سفكت في تلعفر ويعتبر أن ما حصل فيها هو نوع من الحقد الطائفي الدفين, أين هؤلاء المتباكون من شلالات الدماء التي تسفك يومياً في العراق؟ أين هؤلاء العلماء الورعون من اشلاء الاطفال والنساء التي تتطاير بفعل جرائم هؤلاء؟، اين كل هؤلاء حين يقتل «المجاهدون» طفلاً ثم تفخخ جثته بالمتفجرات، لتنفجر عندما يأتي أبواه المفجوعان للبكاء عليه, مئات الأبرياء يقتلون في العراق يومياً على أيدي وحوش لا تعرف قلوبهم الرحمة ولم نسمع أحداً ممن يتباكى على تلعفر يندد بالمجازر اليومية التي ترتكب يوميا، أما حينما يتعلق الأمر بحثالة من المجرمين وشذاذ الأفاق فإن الجيوب تشق والخدود تلطم والعيون تدمع على «شهداء تلعفر» ولا يستبعد أن يعقد لهم تأبين في مجلس الأمة كما حصل مع شهداء الفلوجة، وهذا يذكرنا بقول الشاعر:
«قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر»
أي حقد طائفي يتكلم عنه هؤلاء في القضاء على المجرمين، في حين أنهم يصابون بالصمم وينتابهم العمى عن تصريحات قدوتهم «القائد المظفر» الزرقاوي الذي أعلن أن جيش «الطائفة المنصورة» هو المسؤول عن قتل 120 من العمال الأبرياء في بغداد ومجازر أخرى عدة ثأرا «لشهداء تلعفر».
قبل أيام ظهر على شاشة التلفزيون العراقي الشيخ اياد السامرائي رئىس الوقف السني في العراق وكان يقول في معرض حديثه لوزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي «إن هؤلاء التكفيريين يستبيحون سامراء، وانهم سيقضون علينا جميعا اذا لم نتخلص منهم», هناك حقيقة وهي أن الفكر الذي يقوم بهذه الأعمال لا يقتصر في استهدافه للشيعة فقط، ولكنه يستهدف الشيعة والسنة معا، فهو لا يفرق بين الشيعي الذي يتعلق بشباك ضريح الإمام الكاظم ولا بين السني الذي يمسك بشباك ضريح عبدالقادر الكيلاني، لأنهم جميعاً بالنسبة له قبوريون شركيون, هذا الفكر فكر مجرم ومنحرف، ولذلك، فإن كل من يتعاطف أو يجد العذر لهؤلاء المجرمين لهو أكثر زرقة من الزرقاوي.
كاتب كويتي